سعاد عزيز
کاتبة مختصة بالشأن الايراني
(Suaad Aziz)
الحوار المتمدن-العدد: 8198 - 2024 / 12 / 21 - 15:35
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
مع إن نظام الملالي يبذل جهودا ومساع مکثفة من أجل تحسين أوضاعه على مختلف الاصعدة بعد سلسلة الهزائم والانکسارات القاتلة التي واجهته خلال الاشهر المنصرمة وبشکل خاص سقوط الدکتاتور بشار الاسد لکنه يعلم جيدا بأن کل مساعيه ومحاولاته لن تجدي نفعا ولن تٶدي الى نتيجة في نهاية المطاف وهو يجد نفسه في وضع حرج لا يمکن أن يضمن أمنه وسلامته، ولذلك فإنه يبحث عن خيار فعال يمکنه أن يعتمد عليه في ضمان بقائه وعدم سقوطه.
إنهيار محور نظام الملالي المکون منه ومن حليفه نظام الدکتاتور الاسد ووکلائه في المنطقة على أثر الاحداث والتطورات الاخيرة، يمکن القول بأنه ليس قد أضعف النظام فقط بل وحتى أفقده أهم عامل کان يستقوي به أمام الشعب الايراني وأمام بلدان المنطقة والعالم، وهو يعلم بأنه لو إستمر به الحال الذي يواجهه حاليا، فإنه سينتهي أمره لأن الانتفاضة الشعبية في هکذا حالة مع وجود شعب غاضب وساخط ومعبأ من قبل المقاومة الايرانية آتية ولاشك في ذلك، ومن هنا فإنه يمکن أن تزداد الشکوك بالنظام من حيث تزايد مساعيه ونشاطاته السرية من أجل تطوير برنامجه النووي وإنتاج القنبلة النووية.
وهذا التصور يبدو واردا جدا ولاسيما في ظل التطورات المتسارعة في المنطقة والعالم وتأثيراتها الواضحة جدا على الاوضاع في إيران، ولاسيما بعد التصريحات المواقف الدولية من النشاطات السرية المحمومة من جانب نظام الملالي والتي تتحاشى المراقبة الدولية لها وبالاخص إذا ما إنتبهنا أنه وقبل انعقاد اجتماع مجلس الأمن، أكدت بريطانيا وفرنسا وألمانيا في بيان مشترك أن "درجة تخصيب اليورانيوم في إيران ليس لها أي مبرر مدني موثوق". وذكرت وكالة الأنباء الفرنسية في تقريرها عن البيان: "الأسبوع الماضي، أثارت برلين ولندن وباريس احتمال استخدام آلية الزناد في الاتفاق النووي لعام 2015 بشأن البرنامج النووي الإيراني، والتي تتيح للأطراف الموقعة إعادة فرض العقوبات التي تم تخفيفها".
وبنفس السياق فقد عقد مجلس الأمن الدولي اجتماعا دوريا في 17 من الشهر الجاري لمناقشة قضية منع انتشار الأسلحة النووية، حيث تم بحث تنفيذ القرار رقم 2231 المتعلق بالبرنامج النووي للنظام الإيراني. في هذا الاجتماع، أكد ممثلو الدول الثلاث دائمة العضوية في مجلس الأمن: الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا، على تحذير نائب الأمين العام للأمم المتحدة الذي قال: "الوقت ينفذ"، ومن دون شك إن الوقت ينفذ لأن النظام الاستبدادي وبعد أن فقد رکيزته المهمة في المنطقة ولم يعد بوسعه إبتزاز الاخرين وتهديدهم، فإنه سيسعى حتما بإتجاه تکثيف نشاطاته من أجل الحصول على السلاح النووي، وهو الامر الذي يجب تدارکه قبل أن يفوت الاوان وإن حصوله على السلاح النووي ينعني منحه ثمة قوة من أجل عدم سقوطه وهو يعني بالضرورة بقاء وإستمرار نهجه المشبوه الذي لا يمکن التخلص منه إلا بسقوطه.
#سعاد_عزيز (هاشتاغ)
Suaad_Aziz#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟