عبدالله عطوي الطوالبة
كاتب وباحث
الحوار المتمدن-العدد: 8198 - 2024 / 12 / 21 - 02:52
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
هدفان رئيسان تتغيَّا أميركا تحقيقهما، من تحركها تجاه سوريا ما بعد الثامن من كانون أول 2024. الأول، رسم خطوات هندسة سوريا الجديدة لصالح خدمة المشروع الأميركي في المنطقة. ولهذا المشروع بوابة واحدة، تُسمى اسرائيل يطمح العم سام بدفع سوريا لدخولها. من هنا نفهم ما أقدم عليه الكيان اللقيط من احتلال المنطقة العازلة في الجولان والتوغل في الجنوب السوري. ولا يمكن أن يلغي العدو اتفاقية فض الإشتباك في الجولان الموقعة سنة 1974 ، واحتلال أراضي سورية جديدة إلا بموافقة أميركا ومباركتها. أما الهدف، فهو الضغط على الحكم الجديد في سوريا والذي يليه، للبحث من الآن عن سبل "التفاهم" مع اسرائيل.
الهدف الثاني للتحرك الأميركي صوب دمشق، فهو إضعاف الدور التركي قدر المستطاع، كي يكون الطريق ممهدًا بالكامل لتحقيق الهدف الأول.
أما العرب، فمغيبون أو في مقاعد المتفرجين. ويمكن استثناء قطر، مع أن تحركها محكوم بضوابط الدور التركي في سوريا ما بعد حكم عائلة الأسد. عرب أميركا ينتظرون توجيهات البيت الأبيض. ومن الأنظمة العربية من يهمه، بالإضافة إلى تعليمات واشنطن، "التناغم" مع توجهات الكيان تجاه سوريا الجديدة. وهناك عرب لا في العير، ولا في النفير. في المجمل الأنظمة العربية متوجسة مما جرى ويتوقع أن يجري في سوريا، لأن المحدد الأساس لتحركها هو حسابات الإحتفاظ بكراسي الحكم وتوريثها.
سوريا على مفترق طرق، فإذا شقت طريقها على طريق الاستقرار والدولة المدنية، كما بدأ السوريون يطالبون، فهذا التحول مصيبة بالنسبة لأنظمة بوليسية أمنية استبدادية متخلفة. وإذا انزلقت سوريا، لا سمح الله فيما لا نتمناه لها ولا نريده، فالإرتدادات ستكون وخيمة العواقب على المنطقة بأكملها، والبلدان العربية خاصة.
في مجمل الأحوال، العرب ملعب وليسوا لاعبين.
#عبدالله_عطوي_الطوالبة (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟