|
سوريا: حلم الثورة ودولة الإرهاب
محمد السكاكي
الحوار المتمدن-العدد: 8198 - 2024 / 12 / 21 - 02:49
المحور:
الثورات والانتفاضات الجماهيرية
مقدمات أولية: • لا يمكن لثورة شعبية أن تكون موضوع احتضان أو دعم من أعداء ومضطهدي الشعوب. • قد تحتضن الانظمة الرجعية، او البلدان الاستعمارية بعض الحركات الشعبية، لا لتحقيق ثورتها، بل للتحكم فيها وتوجيهها وتوظيفها عند الحاجة. • لا يمكن لحركة ولدت من زواج عثماني استبدادي توسعي، ورجعي تبعي قطري، أن تثمر إلا حركة رجعية وثورة مضادة¹. • إن زواج نظام الاستبداد العثماني والنظام الرجعي القطري، كانت غايتهما واضحة، من خلال مشروع دلفين²، وهو الذي دفعهما إلى زعزعة الاستقرار بسوريا رغبة في الإطاحة بنظام الأسد، لانجاز المشروع وليس دعم الشعب السوري او ثورته. • إن عادة التصفيق لأي تمرد، كيفما كان نوعه، أو الجهة التي تقوده، أصبحت موضة، ولا تحتاج إلى فهم أو تفسير، بل يكفي التقنع بعبارات "الديموقراطية" و"حقوق الإنسان"...الخ. • إن التاريخ يشهد أن التمردات الشعبية لا تسير دائما في مصلحة الشعب، لقدرة قوى معادية على توجيه الشعب ضد مصلحته (نموذج التمرد الذي قادته المصالح الاقتصادية الاميريكية وعملائِها المحليين في فينزويلا، نيكاراغوا، الشيلي...)³. • إن احتضان "الثورة الشعبية" في سوريا من طرف نظام الاستبداد العثماني، والنظام الرجعي التبعي في قطر، يحدد توجهها العام ويقرر طبيعة علاقاتها بالقوى الاستعمارية التوسعية، وبالقوى الرجعية في المنطقة، ويحدد كذلك دورها الإقليمي بالمنطقة لا يتجاوز وظيفة حماية الحدود (حماية حدود تركيا من الأكراد، حماية اسرائيل من المقاومة الفلسطينية واللبنانية، وحماية مشايخ الخليج من المد الفارسي الشيعي). تتميز منطقة الشرق الاوسط، بمواردها الطاقية المهمة (البترول والغاز)، كما تشكل موقعا متميزا، كمعبر للربط القاري. وحين وقع الاختيار على هذه المناطق في إطار التقسيم الذي كان موضوع مفاوضات واتفاقات بين البلدان الاستعمارية، استحوذت كل من فرنسا وبريطانيا على معظم البلدان، بالنظر لمكانتهما من الناحية الاقتصادية والعسكرية في أروبا وفي العالم ككل آنذاك. لكن الاستعمار الفرنسي والبريطاني لهذه البلدان لم يكن ليمر دون مقاومة⁴. فكانت الحركة الاستعمارية بمثابة عامل أيقظ وعي العرب لذاتهم، فانطلق نقاش حول الهوية العربية، الإسلامية...والآخر، العدو، المستعمر، الكافر، القوي عسكريا وعلميا وتقنيا واقتصاديا...وتمحور حول الحفاظ على الهوية، وتحديد موقف واضح من الآخر، وبحث حدود إمكانية الاستفادة من قدراته (العلمية والتقنية بالدرجة الأولى...)، بحكم الواقع. كما كانت الحركة الاستعمارية كذلك عاملا أساسيا في إطلاق المقاومة، التي تسلحت بشعارات استلهمتها من روح العقيدة والتراث، كما من الانتماء العربي، مما جعل رؤيتها محدودة وأفقها ضيقا، فلم تكن الحركة الاستعمارية بالنسبة إليها أكثر من استمرار لما عُرف بالحروب الصليبية، واستهداف العقيدة الإسلامية...الخ. هذه الرؤية تمخضت عنها "مقاومة مفككة" منذ البدء رغم حجم العمليات المسلحة وأثرها المباشر، لم تستطع إطلاق مقاومة شعبية، قادرة على تحرير بلدان الشرق من الاستعمار وبقايا الإقطاع، التي أُعيدَ تشكيلها في قوالب جديدة تستجيب لمتطلبات المرحلة الجديدة من الاستعمار (أو ما يسمى بالاستعمار الجديد). إنها قادت مقاومة مسلحة قوية وقادت انتفاضات شعبية كبيرة، بخطاب شعبوي بسيط لتغطية الفراغات الفكرية والايديولوجية، والعجز عن بلورة إجابات واضحة ومحددة عن البدائل التي تلي طرد الاحتلال العسكري. اعتمدت خطابا شعبويا بسيطا يعتمد أسلوب التحريض ويتوجه إلى المشاعر، بالتركيز على "أمة الإسلام"، "أمجاد العرب والمسلمين"، "الغزاة" "الكفار"، "الصليبيون"...الخ. كما اعتمدت أسلوب الوعظ للتعويض عن نقص في خطط المواجهة الحربية، "يجب توحيد المسلمين"، "التمسك بعقيدة الإسلام"...الخ إن محدودية النظر وضيق الأفق، لهذه المقاومة رغم كونهما لم يعيقا طرد الاحتلال العسكري المباشر، إلا أنهما كانا عائقا في اجتثاث الجذور التاريخية التي ستعيد انتاجه في صيغ وأشكال جديدة لا تقل خطورة، مما مكن الاستعمار من تنصيب انظمة حكم موالية له، في بعض البلدان التي بدت مستقلة من الناحية الشكلية. وهذه الوضعية الجديدة بما أفرزته من تناقضات طبقية جديدة أيقضت الوعي بخطورتها، فبدأ التفكير في استكمال الاستقلال الوطني من خلال الإطاحة بهذه الأنظمة الموالية، مما أذكى الحس القومي العربي، فتشكلت حلقات ومجموعات استلهمت الفكر القومي (اطروحات ميشيل عفلق، قسطنطين زريق...) وركزت في رهاناتها على المؤسسة العسكرية، بشكل أساسي، وبدأت تستقطب الجيش وتنظمه في حلقات خاصة ذات توجه قومي، واعتمادها كقوة للتغيير الثوري وسبيل لاختصار الطريق. وهكذا اعتمدت الحركة القومية (في شقيها البعثي او الناصري) على الانقلابات العسكرية، فأثمرت أنظمة تتميز بمواقف وطنية وصدامية مع الاستعمار، الإطاحة بحلف بغداد، تأميم قناة السويس، ناهيك عن عمليات البناء الاقتصادي والعسكري...الخ. غير أن هذا كله، بقي حبيس المنطلقات التي حكمت هذه الحركة ووجهتها منذ البدء حيث كانت معزولة عن الشعب، فكما لم يكن للشعب دور في الإطاحة بالأنظمة الموالية للاستعمار في كل من مصر والعراق وسوريا، لم يكن له دور كذلك في عمليات البناء التنموي، وبقيت حبيسة خلفيات وفهم وتصورات البرجوازية الصغيرة. فبقدر ما كانت ترغب في مواجهة البلدان الاستعمارية ومولودها الصهيوني، وبقدر ما كانت تحمل طموحات تنموية كبيرة، استلهمت فيها برامج ومخططات سوفياتية، ذات طابع اشتراكي، كانت متخوفة من الانفتاح على الشعب وانخراطه في الحياة السياسية، فبقيت معزولة عنه، بل في صدام دموي معه في غالب الأحيان، وبقيت هذه الانظمة القومية معلقة على ظهر قواتها العسكرية فقط. فرغم بعض منجزاتها الاقتصادية/التنموية (مصر أثناء حكم جمال عبد الناصر، حكم حزب البعث سواء في العراق أو سوريا)، لم تستطع أن تأخذ عمقها الشعبي، وهذا ما سهل تصفيتها بالسهولة نفسها التي بنيت بها (نموذج مصر حيث قام حكم انور السادات بتصفية كل منجزات المرحلة السابقة)⁵، وكونها لم تُبنَ بإشراك الشعب لم يستطع هو أيضا تحصينها، أو الدفاع عنها، إنه كان موضوع الانتقال من وصاية إلى أخرى بالتناوب بين الانقلابات العسكرية. وانسلاخ هذه الأنظمة عن شعوبها، جعل الشعب في وضع من السلبية ولم يتجاوز موقع المتفرج. وهذا ما أكدته المواجهة العسكرية بين هذه الأنظمة وإسرائيل، فنفَس البورجوازية الصغيرة القصير، تهميش وتغييب القوة الشعبية، جعلها عاجزة عن إطالة أمد الحرب أو توسيع نطاقها. فهي لم تكن متخوفة من إسرائيل أكثر من تخوفها من شعوبها. إن وضعية التعارض والتناقض، بين أنظمة الحكم والشعب كنتيجة طبيعية لأنظمة الوصاية العسكرية من جهة تجاهل مطالب الشعب وتهميشه، هي ما يسمح لبلدان الرأسمال الإمبريالي من الإطاحة بهذه الأنظمة حين تتعارض مع مصالحها، وهذا ما يسمح كذلك بالاعتقاد ، بكون هذه الجهات قد تساعد أو تعمل على تحرير الشعوب، كما هو الشأن في حروب الإبادة الجماعية للشعب العراقي، وتدمير قدرات العراق الاقتصادية والعسكرية، وتفكيك وحدة الشعب العراقي بإذكاء الحروب الطائفية ( الأكراد، العرب، السنة، الشيعة...)، تحت ذريعة تخليص الشعب العراقي والعالم من خطورة نظام حزب البعث الحاكم، والشيء نفسه بإحراق أفغانستان لتخليصها من الإرهاب، والمسرحية نفسها تتكرر في سوريا مع اختلاف في تفاصيل التمثيل والإخراج المسرحيين. وهذا ما تعمل آليات الدعاية والتضليل الرجعية والموالية للرأسمال الإمبريالي على ترسيخه عند الشعوب (لغياب القيادة الثورية)، التي غالبا ما تنخدع معتقدة أن الخلاص يمكن أن يأتيها من الدول الاستعمارية، وهذا نموذج "الثورة الشعبية في سوريا"، التي حضيت بنصيب وافر من التصفيق والثناء، ثورة قادتها مليشيات وعصابات تمولها الانظمة العميلة في الخليج، التي اصبحت مجرد قواعد عسكرية ومحميات تحرس آبار النفط التي تحتاج إليها بلدان الرأسمال الإمبريالي، ويوجهها (الميليشيات) نظام الحكم الاستبدادي العثماني (الذي يحلم بأمجاد الإمبراطورية العثمانية التوسعية) شريك الامبريالية الأمريكية والاستعمار الصهيوني. إذا كانت الثورات الشعبية والتحررية تعبير عن درجة من الوعي والتأطير الذاتيين، من طرف قوى سياسية وطنية، فإن "الثورة السورية" هي مجرد عمليات عسكرية تستند على حركات مسلحة وميليشيات إرهابية أغلبها موالي للجهات الخارجية (تركيا، أمريكا، اسرائيل، ومشايخ الخليج...الخ) يتزعمها أجانب، ومسلحة بالعدة والعتاد الحربي لا غير. فإذا استطاعت أن تطيح بنظام حكم حزب البعث، فإنها لم تستطع أن تحرر الشعب السوري، بقدر ما قدمت أكبر نصر لكيان الاحتلال الصهيوني، باحتلاله لأراضي سورية جديدة، وتدمير لقدرات سوريا الاقتصادية والعسكرية. إنها أكدت أنها لا تسعى إلى المواجهة مع إسرائيل، ولن تسمح للمقاومة باستعمال أراضيها، في مواجهتها لإسرائيل، إنها وضعت نفسها رهن إشارة الكيان الصهيوني في حماية حدوده، كما أن إسرائيل لا يهمها من سيحكم سوريا، إن ما يهمها أن تكون سوريا ضعيفة عسكريا، حتى لا تشكل مصدر تهديد، حسب تصريح لرئيس الوزراء الصهيوني بنيامين نتانياهو، وتحذيره "للثورة" يتوعدها بمصير بشار الأسد إن هي سارت على خطاه، في تبادل صريح لرسائل التفاهم بين الطرفين، وهنا يبدو تكامل الأدوار لأغراض توسعية وأمنية واقتصادية سواء تعلق الأمر بتركيا او إسرائيل أو قطر، أو لأغراض استراتيجية كبرى أمريكية تسعى لإبعاد الخطر الروسي من المنطقة، والإبقاء عليها تحت النفوذ الأمريكي، أم تعلق الأمر ب"قيادة الثورة"، التي كانت ثمرة تظافر الأطماع المشار إليها، وعفوية الشعب السوري الذي يفتقد لقيادته الثورية. إذا كانت الثورة، هي عملية للتغيير الجذري، فالإطاحة بنظام حكم البعث، يتطلب بديلا تقدميا، وليس انتكاسة تاريخية. بالعودة لمكونات التحالف المسلح، الذي استولى على السلطة في دمشق، لا نجد بديلا لنظام الاقتصاد السابق. ولا برامج اقتصادية تجيب عن الوضع الاقتصادي والاجتماعي المتأزم، والذي استفحل نتيجة الحصار الإقتصادي الذي فرضه المعسكر الامبريالي، إنها تحمل غاية وحيدة وهي الاستيلاء على نظام الحكم لا غير، شأنها في ذلك شأن جميع الحركات الإرهابية التي وصلت للسلطة على ظهر الشعوب، فالحركات الشعبية تبدو دائما في ظاهرها كحركات للتحرر من الاستبداد، والبحث عن آفاق حياة أفضل تسودها الديموقراطية والتوزيع العادل للثروات. لكن هذه الحركات حين لا تكون وراءها قوى ثورية، تحمل برامج بديلة للتغيير، تتحول إلى مجرد تمرد وتسقط في أيادي القوى الرجعية، وتتحول إلى ثورة مضادة. وإيران خير مثال على ذلك، إن الإطاحة بنظام حكم الشاه رضا بهلوي أواخر العقد السبعيني من القرن الماضي، كان نتيجة ثورة شعبية عارمة استقطبت قسما واسعا من الجيش، لكنها سقطت في أيدي القوى الرجعية والظلام التي تزعمها الخميني، لغياب قيادة سياسية متماسكة تلتف حول برنامج للتغيير الثوري البديل، ورغم ذلك استمرت عملية الدعاية والتضليل والمدح والإطراء، لنظام الاستبداد الجديد، رغم أن الحقيقة بدت واضحة أثناء الانقلاب على أهداف الثورة وتصفية القوى الشعبية التي كانت وراءها، نموذج ما تعرض له حزب تودة، ومنظمة العمال الثوريين، والجبهة الوطنية الديموقراطية...الخ من اعتقالات وإعدامات بالآلاف على أيدي نظام حكم الاستبداد الخميني. إنها تفرض سيطرتها وسلطتها على الشعب بقوة السلاح، مدعومة في ذلك من أطراف استعمارية توسعية، وليس ببدائل اقتصادية واجتماعية كفيلة بتحسين وضعية الشعب. أما من جهة موقعها ودورها الإقليمي ودونما حاجة إلى البحث في علاقة "قيادة الثورة" بإسرائيل او التنسيق المسبق معها، فإن الواقع "فرض عليهما" أن يسيرا بخطى متوازية وأن يلتقيا موضوعيا حول هدف إخراج سوريا من الصراع العربي الإسرائيلي، وإنهاكها عسكريا، بشكل يسمح لإسرائيل باستكمال مخططاتها التوسعية، وتحويل سوريا إلى كيانات مشلولة وعاجزة وموالية لأطراف خارجية (الامبراطورية العثمانية، اسرائيل، أمريكا)، بشكل يعيد تعميم نموذج مشايخ الخليج. إن تجاهل قيادة الثورة للمقاومة الفلسطينية، وإدارة ظهرها للتوسع الصهيوني، وحربه التخريبية والتوسعية داخل سوريا كما في لبنان وفلسطين بمثابة إشارة واضحة إلى الاتجاه الذي ستأخذه ككيان استبدادي ارهابي تحتضنه القوى الاستعمارية. إن هذه العناصر بمثابة مقدمات تبين الطريق الذي ستسير فيه "الثورة الشعبية" في سوريا. انها ستُقيم دولة أو مجموعة من الدويلات ذات البعد العرقي/الطائفي/الديني...ضعيفة من الناحية العسكرية، تكون دائما في حاجة إلى دعم وحماية أجنبية، وموالية للبلدان الاستعمارية بالشكل الذي يسمح لها باستنزاف ثروات المنطقة، لتلبية متطلبات مراكز اقتصاد الرأسمال الإمبريالي، وقطع الطريق أمام القوى الاقتصادية العالمية الكبرى (الصين وروسيا). إن ما يطلق عليه بالثورة السورية، ومحاولة تلميع صورتها بخطابات عاطفية تعمل على استمالة غالبية الشعب السوري، وتسويق لصور ومظاهر من القمع والاستبداد البعثي، لن يخفي حقيقتها ولن يجعل منها إلا جزءا من قوى الثورة المضادة، ولن تقدم بديلا أفضل، قدر ما ستقيم نظام حكم أفضع، إن استطاعت الاستيلاء على السلطة لفترة أطول، وطالما استطاعت القوة الإرهابية الأقوى، ان تحكم المجموعات الإرهابية الأخرى ومرتزقتها. إذا كان نظام حكم البعث في سوريا، نظاما استبداديا فلا يمكن في تغييره بالاعتماد على القوى الرجعية والقوى الاستعمارية. لأن الثورة نتاج لبناء سياسي ايديولوجي تنظيمي من انتاج الشعب نفسه، وقواه الثورية. إن الثورة التي تحتضنها وتوجهها القوى الاستعمارية وتمولها أعتى الانظمة الرجعية، نتيجتها واضحة منذ البدء، ولا يمكن ان تثمر أكثر من دولة او دويلات تابعة، لإحكام السيطرة على المنطقة، وإطلاق حروب أهلية طاحنة لفتح أسواق جديدة أمام كبريات المجمعات الصناعية الحربية، ومجمعات صناعة الإسمنت. وهكذا بدأ الالتفاف على الحركة الاحتجاجية الشعبية في سوريا 2011، منذ البداية لتوظيفها من طرف جهات ذات أهداف ومخططات واضحة (بقايا الامبراطورية العثمانية، مشايخ الخليج...)، وكانت مناسبة للتدخل بالسلاح والمال واستقدام المرتزقة من العديد من دول العالم⁶، وتشكيل هيئات وائتلافات من القوى السورية لتنوب عنها في تنفيذ مخططاتها، غير أن هذه القوى التي التفَّت حول الدعم العثماني، الرجعي الخليجي، الامبريالي الاستعماري، سرعان ما انكشفت حقيقتها، كأداة لتنفيذ المخططات التوسعية والتخريبية، تحت "قناع الثورة الشعبية". هوامش: 1-احتضنت تركيا ميلاد "المجلس الوطني السوري" اواخر 2011، عقب الانتفاضات الشعبية ضد حكم حزب البعث بقيادة بشار الأسد، الذي التحق فيما بعد بما عرف ب"الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية"، الذي تأسس في نفس السياق، وأشرفت قطر على ميلاده 2012. 2- لم يكن هدف تركيا أو قطر، في سوريا يتجاوز تمديد خط أنبوب شركة دولفين لنقل الغاز القطري، إلى تركيا عبر الأراضي السورية، لتزويد السوق الأوروبية، ومنافسة روسيا. غير أن اعتراض سوريا على هذا المخطط، دفع تركيا وقطر، وغيرهما من الانظمة الرجعية في الشرق إلى زعزعة استقرار سوريا، مستغلة في ذلك عفوية الانتفاضات الشعبية نتيجة غياب قيادة ثورية ذات توجه تقدمي وذات أفق تحرري. 3- قيادة الانقلاب العسكري، في الشيلي 1973، ضد حكومة الوحدة الشعبية، التي تسلمت السلطة نتيجة عملية انتخابية، حماية للمصالح الاقتصادية الأمريكية هناك (نموذج شركة I.T.T ). وتسليح عصابات الكونتراس في نيكاراغوا للإطاحة بنظام حكم الجبهة الساندينية التي فازت في انتخابات 1979. العمل المتواصل في فينيزويلا لقلب نظام الحكم، عبر إثارة الانتفاضات، واصطدامات مسلحة، منذ أن تسلم هوغو شافيز السلطة 1998، نتيجة انتخابات شعبية. وقبل ذلك سحق تجربة الدومينيكان 1965، بقوة عسكرية أمريكية فاقت اثنين وعشرين الفا، إضافة إلى قوات الدول المنضوية في منظمة الدول الأمريكية. 4- كانت مقاومة الاستعمار البريطاني والفرنسي، رغم دورها الميداني في طرد الاحتلال، لم تتخط عتبة رؤى سلفية مفككة، غير قادرة على قيادة تغيير البنيات الاقتصادية، السياسية، الاجتماعية والثقافية...الخ التي شكلت شرطا أساسيا للأطماع الاستعمارية. 5- كما كانت "الانجازات" الاقتصادية التي عرفتها مصر عقب انقلاب ما يعرف ب"الضباط الأحرار"، طيلة فترة حكم جمال عبد الناصر، عملا فوقيا ومعزولا عن الشعب، أصبح انقلاب انور السادات سهلا، دون أية مقاومة شعبية. 6- شكلت سوريا قبلة لمجموعات مختلفة من المرتزقة، قدِمت من مختلف البلدان، رغم ميولها وتوجهاتها العرقية، الدينية، الطائفية...توحدت تحت راية الحركات الإرهابية، مدعية، وتحت غطاء كثيف من الدعاية والتضليل، تحرير سوريا وشعبها من نظام حكم الاستبداد..
#محمد_السكاكي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
الكاتب-ة لايسمح
بالتعليق على هذا
الموضوع
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
الحركة الانتقالية في قطاع التعليم بالمغرب
-
الحركة الاحتجاجية للمعلمين بالمغرب: -تمخض الجبل فولد فأرا-
-
تنسيقيات التعليم: إطارات للنضال،أم إسهام في تصفية تقاليد الن
...
-
الحركة النقابية بالمغرب و-نضال التنسيقيات-: مسار التراجع وال
...
-
الحركة النقابية بالمغرب: واقع الإخفاق،أسبابه،نتائجه ومقترحات
...
-
الجبهة الشعبية والنضال تحت راية الطبقة العاملة
المزيد.....
-
لبنان يسارع للكشف عن مصير المفقودين والمخفيين قسرا في سوريا
...
-
متضامنون مع «نقابة العاملين بأندية هيئة قناة السويس» وحق الت
...
-
التصديق على أحكام عسكرية بحق 62 من أهالي سيناء لمطالبتهم بـ«
...
-
تنعي حركة «الاشتراكيين الثوريين» ببالغ الحزن الدكتور يحيى ال
...
-
الحزب الشيوعي يرحب بمؤتمر مجلس السلم والتضامن: نطلع لبناء عا
...
-
أردوغان: انتهت صلاحية حزب العمال الكردستاني وحان وقت تحييد ا
...
-
العدد 584 من جريدة النهج الديمقراطي
-
بوتين يعرب عن رأيه بقضية دفن جثمان لينين
-
عقار -الجنود السوفييت الخارقين-.. آخر ضحاياه نجم تشلسي
-
الاجرام يتواصل في حق عاملات وعمال سيكوم/سيكوميك
المزيد.....
-
ثورة تشرين
/ مظاهر ريسان
-
كراسات شيوعية (إيطاليا،سبتمبر 1920: وإحتلال المصانع) دائرة ل
...
/ عبدالرؤوف بطيخ
-
ورقة سياسية حول تطورات الوضع السياسي
/ الحزب الشيوعي السوداني
-
كتاب تجربة ثورة ديسمبر ودروسها
/ تاج السر عثمان
-
غاندي عرّاب الثورة السلمية وملهمها: (اللاعنف) ضد العنف منهجا
...
/ علي أسعد وطفة
-
يناير المصري.. والأفق ما بعد الحداثي
/ محمد دوير
-
احتجاجات تشرين 2019 في العراق من منظور المشاركين فيها
/ فارس كمال نظمي و مازن حاتم
-
أكتوبر 1917: مفارقة انتصار -البلشفية القديمة-
/ دلير زنكنة
-
ماهية الوضع الثورى وسماته السياسية - مقالات نظرية -لينين ، ت
...
/ سعيد العليمى
-
عفرين تقاوم عفرين تنتصر - ملفّ طريق الثورة
/ حزب الكادحين
المزيد.....
|