|
البطالة برؤية أدبية
زايد ولدتهامي
الحوار المتمدن-العدد: 8197 - 2024 / 12 / 20 - 22:19
المحور:
الادب والفن
بين مقولة "" غازي القصيبي : " العمل لا يقتل مهما كان شاقا و لكن الفراغ يقتل أنبل ما في الانسان وما بين الحوار الذي دار بين بيار والامير اندريه في رواية الحرب والسلام والذي جاء كالتالي: **لكنني اقدر عكس ذلك ايضا ان العمل الجسدي يعد ضرورة بالنسبة اليك والي.لا تستطيع ابدا ان تتخلى عن التفكير وانا لا انام قبل الساعة الثانية اوبعدها .لان حشدا كبيرا من الاشياء يتجمع في رأسي، فأتقلب وانقلب .ولا اجد سبيلا الى النوم، لأنني لا استطيع ان افعل شيئا غير التفكير .وعلى ذلك فإنه لن يستطيع التخلي، بدوره عن الحراثة والحصاد(يقصد الفلاح). والا ذهب الى الحانات، وسقط فريسة للامراض. انني لا استطيع احتمال عمله الجسدي المرعب.لانه سيقتلني في خلال اسبوع، اذا مارسته.كذلك فان بطالتي ستجعله عظيم السمنة وستقتله.**
دليل واضح استشفته الادبيات والفلسفات الكلاسيكية والمعاصرة، بتكتيكات مختلفة. على أن الفراغ هو القناص الذي يتربص بالانسان، يجره نحو التعاسة و البؤس أغلب الأحيان.الحقيقة هي أن الفراغ يضخم غالبية الشعور بالفقدان. والعجز وتسريح الافكار والغرق في موجة القيل والقال. أكاد أثق أن الغارق بإنشغالاته، يكون متزنًا بإنفعالاته تجاه الحياة ، لأنه ببساطة لا يملك الوقت لينجرف في غياهب التفكير والتخطيط. ودائما ما تكون بوابته مفعلة بجهاز النسيان
هل يستطيع احدكم ان يبقى امام ساعة الحائط، ينظر اليها يوما كاملا، وهي تمر بدقائقها تك تك، وساعاتها دون ان يفعل شيئا. انها لمعجزة ان يبقى الانسان هناك طوال اليوم، وكيف اذا كان الحال شهورا واعوام؟ الحق ان الفراغ هو اسلوب جديد من اساليب الحروب ،الذي تنهجه عصابة من المسؤولين. بدون ان يخسروا عليك رصاصة. هيئوا لك كل مقومات الصعود على الشجرة، اوالارتطام في البحر اوالقفز من سطح بناية. لوضع حد لهذا الفراغ بكل عناية . الفراغ هو العدو الحقيقي للإنسان. لذلك فالانسان لم يكن يوما يريد ان يقتل نفسه .فهذه النفس قتلها الفراغ فتجدها مثقلة مندفعة لتهيئة نفسها للنفي الابدي. انت لا تريده !!انت تسعى دائما لخلق فضاء يجعلك منشغلا عن التفكير في هذا الفراغ. اذن من هو المسبب بكل هذا الفراغ، اذا كنت ان تسعى لتقويضه من الاساس دائما؟ المسبب هو من يريدك ان تقتل نفسك هو نفسه الانسان ،الذي يكن لك عداوة غير مباشرة اتقاءا لشر يراه فيك او خوفا على منصبه منك سواء كان رئيسا لشركة او رئيسا لحزب او تكتل او الاكثر من ذلك يمكن ان يكون رئيسا للدولة او... لاغرابة في ذلك يمكن ان نفهم ذلك بربط سلسلاتها.
فهذه الجريمة لا يشير الناس في اغلب الاحيان الى مسببها الاول. وذلك تجاهلا منهم، او خوفا من ان يقطع الاصبع، الذي يشير الى ذلك الباب الذي سد قفله عن كل عتاب. لم تلتإم جروح السياط بعد في الشركات والمنتجعات والتي خلقت جوا روبوتيا، لاولائك الذين تسعى الشركات الاستغناء عنهم، وتركينهم في مستودع الفراغ، بعد سنوات القران، فما محل هذا الاب العامل، الذي تنتظره بطون جائعة، وعلى رأس الشارع يوقفه صاحب المنزل، لدفع ايجاره الشهري؟ مامحل هذا الشاب، الذي ترك امه في جناح مستشفى، ينتظر شهريته ليدفعها لها لإجراء عملية جراحية؟ فهذا الاب والشاب كلاهما سرحا من العمل بسبب الجو الروبوتي . وركنتهما الشركة على رفوف الفراغ بعد سنوات من امتصاص جهد عملهما. اليس هذا الفراغ قاتل متسلسل وهو اخر درجة في سلسلة رؤوس المدبرين لخطة القتل الا يدفعون بأولائك الذين لم يشنقوا انفسهم، للارتطام في عرض البحر، بحثا عن عمل يقتلون به هذا الفراع، او يقتلهم الفراغ. ان اعدادا كثيرة يقدرون بالألاف، ربما ماتوا في الصحاري وهم يسعون للحصول على فرصة عمل، لقتل الفراغ فماتوا فلا احد علم بهم، ودفنتهم رمال الصحراء، وقس على ذلك البحار، أليس هؤلاء يقدرون بالملايين لو جمعتهم. من دفعهم الى قتل انفسهم، اليس الفراغ هو السبب اجل قلناها مرارا ولكن من سبب بهذا الفراغ، اليست القيادة الفاشلة التي لا تمتلك حلولا ولا برامج اقتصادية يؤهلها لتجاوز العقبات.هي المسبب.. وهذه القيادة يمكن ان يكون مدير شركةاو رئيس حكومة او دولة كما قلنا سابقا ! . ان هذا المسبب له كامل الصلاحية لتعطيلك لدفعك الى مستنقع الفراغ بأساليب احتيالية ،حتى انه يتحايلون على القوانين بمخطط زيادة الانتاجية بالألات ، ودفعوا بالانسان الى البحار والصحاري، يبحث عن انشودته في الحياة التي تحفظ كرامته. اذن السبب الرئيسي للقتل هو هذا القاتل المتسلسل الخفي ،الذي جعلنا لا نراه بعين الجرم بل اصبحنا نعاتب الضحية، التي اختارت طريق القتل والنفي الابدي.
#زايد_ولدتهامي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
بروليتاريا تتنفس ...تراكمات من الاساس
المزيد.....
-
يَدٌ.. بخُطوطٍ ضَالة
-
انطباعاتٌ بروليتارية عن أغانٍ أرستقراطية
-
مدينة حلب تنفض ركام الحرب عن تراثها العريق
-
الأكاديمي والشاعر المغربي حسن الأمراني: أنا ولوع بالبحث في ا
...
-
-الحريفة 2: الريمونتادا-.. فيلم يعبر عن الجيل -زد- ولا عزاء
...
-
لماذا يعد -رامايانا- أكثر أفلام بوليود انتظارا؟
-
الفنان السوري مازن الناطور للمتظاهرين: صبرتوا 55 سنة مش قادر
...
-
القضاء الأميركي يرفض إلغاء إدانة ترمب في قضية الممثلة الإباح
...
-
كأنه حقيقة.. فنان يطوّع الذكاء الاصطناعي لينشئ عالمًا من الص
...
-
- سينما تدور-.. حتى يصبح الفن السابع في متناول الجميع بتونس
...
المزيد.....
-
تجربة الميج 21 الأولي لفاطمة ياسين
/ محمد دوير
-
مذكرات -آل پاتشينو- عن -العرّاب-
/ جلال نعيم
-
التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ
/ عبد الكريم برشيد
-
مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة
/ د. أمل درويش
-
التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب
...
/ حسين علوان حسين
-
التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا
...
/ نواف يونس وآخرون
-
دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و
...
/ نادية سعدوني
-
المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين
/ د. راندا حلمى السعيد
-
سراب مختلف ألوانه
/ خالد علي سليفاني
-
جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد
...
/ أمال قندوز - فاطنة بوكركب
المزيد.....
|