أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد بلمزيان - في الحاجة الى مقاربة مغايرة














المزيد.....


في الحاجة الى مقاربة مغايرة


محمد بلمزيان

الحوار المتمدن-العدد: 8197 - 2024 / 12 / 20 - 16:06
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


لعل بعض الظواهر الإجتماعية التي تكاد تعيشها جل المجتمعات المعاصرة ، هي نتاج النظام التعليمي القائم في بلدانها بلا شك، فهي لم تأت من فراغ بل جاءت من صلب العملية التعليمية وطبيعة البرامج الدراسية القائمة، بحيث أنك قد تستطلع حجم هذا الخراب الذي تعيشه الفئات المراهقة والطفولة المدرسية بمجرد إطلالتك ومرورك بجانب المدارس الإبتدائية والإعدادية والثانوية وحت الجامعية كيف ينحط التواصل بين هؤلاء التلاميذ وطبيعة القاموس المستعمل لدى فئات عريضة من الشبيبة المدرسية، من ألفاظ لا تخلو من عنف وعدوانية فيما بينها ، وفيما بين المدرسين وحتى المحيط الإجتماعي وشيوع ألفاظ ساقطة ، وغالبا ما تتناقل الأخبار حوادث محزنة ولا تبعث على الفرح فيما يقع بالمؤسسات ومحيطها من ممارسات لا تمت بصلة للمأمول من العملية التربوية، من حيث التربية والتعليم، بحيث أن هذا التناقض الحاد بين المدرسة والشارع يطرح أكثر من سؤال عن جدوى المقررات الدراسية ومحتوى الكتاب المدرسي والطرق البيداغوجية المتبعة في سياق العملية التربوية والرهانات التعليمية المتوخاة من خلال المناهج الدراسية المتبعة، بحيث أن طبيعة التربة التي تغرس فيها الشجرة سوف تعطي نفس الثمار ونفس الطعم في نهاية التحليل، فكلما كانت التربة جيدة والري جيدا والرعاية متواصلة كلما كان الثمار بنفس المستوى والقيمة، وكلما كانت التربة سيئة والري ملوث مع غياب للرعاية والمراقبة كلما كان الثمار سيء وطعمه غير مستساغ، وتنطبق هذا المعيار على الجيل الحالي وطبيعة البرامج الدراسية الموجهة نحو التلقين والتعليم والتي تخلو من الحس التربوي القائم على التوجيه السليم واعتماد برامج تحسيسية كفيلة بحماية الطفولة من الطيش والإنحراف المبكر، ولعل إجراء مقارنة بسيطة ما بين الماضي القريب والحاضر، سيتوقف المر عند مفارقة غريبة، تتعلق أساسا بطبيعة البرامج الدراسية البسيطة التي كانت معتمدة والتي كانت مضامينها تعطي آثارا ايجابية في هذا السياق، فلم تكن الشبيبة المدرسية تتسم بهذا الإندفاع المبكر تجاه المحيط والتعامل العنفواني فيما بينها وتجاه المدرسين وحتى المحيط الإجتماعي بشكل عام لم يسلم من هذه الظاهرة التي أصبحت تتنامى بشكل حلزوني وتستفحل بشكل كبير، وأضحت معضلة حقيقة ملقاة على عاتق ليس فقط الأطر التربوية بل وأيضا على أولياء أمور هذه الشريحة الحساسة في سن المراهقة، الأمر الذي يستدعي نهج مقاربة جديدة تتشارك فيها جميع الأطراف المتدخلة في موضوع التدريس والتعليم والأسر وجمعيات الآباء، من شأنها تجهيز أرضية ملائمة قادرة على تجاوز هذه المعضلة المقلقة للجميع، سيما في ظل توسع وانتشار تطبيقات التواصل الإجتماعي في غياب أية وسائل وقائية تحمي هذه الطفولة من التأثيرات السلبية والخطيرة لهذه القنوات على عقلية الناشئة ، خاصة في كيفية تفكيرها واسلوب تعاملها وطرق تواصلها مع العالم الخارجي، وهي التأثيرات التي تكون في غالب الأحيان إسقاطية على الواقع، وليست نابعة منه، كثقافة وافدة تتناقض كليا أو جزئيا مع الواقع الإجتماعي الحقيقي، وهو يشكل لها صدمة سيكولوجية قبل أن تكون صدمة تربوية وثقافية، ناتج بالأساس عن فراغ معين يتجسد في فجوات إما في المنهاج المدرسي أو البيداغوجيا المتبعة أو غياب المراقبة من قبل أولياء الأمور أوبسبب اجتماع جميع هذه الشروط .



#محمد_بلمزيان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- طبول الحرب
- مشهد من مسرح العبث !
- أي مصير ينتظر سوريا ؟
- حرب بلا منتصر ولا منهزم !
- فسحة صباح
- لحظة عابرة
- المستهلك بين مطرقة الجفاف وسندان الجشع
- لا فرق بين يمين متطرف ويمين معتدل
- المحكمة الجبائية الدولية، طائر بدون أجنحة
- الهجرة كموضوع تراجيدي
- ( ألقاب) بين القبول والرفض
- قلم يطلق رصاص قاتل
- العالم يتوشح بإزار أحمر
- يناير كم أنت عنيد!
- واقع التعليم بين التربية والتكوين
- الإحساس بالمهانة يولد الإنفجار
- زمن الإنهيار لا يتوقف !
- كيف تعيش الأفكار الجميلة
- ثقافة البعد الواحد !
- ملاحظات سريعة حول ظواهر جديدة !!!


المزيد.....




- إصابة ما يصل إلى 80 شخصًا.. إليك ما نعرفه عن حادث الدهس في س ...
- صدمة العدد الحقيقي للقوات الأمريكية بسوريا.. مراسل الشؤون ال ...
- قصة الرجل الذي أحب الأطفال في كل أنحاء العالم اسمه
- واشنطن: لا دور لإيران في مستقبل سوريا بعد تغيير النظام
- -فاينانشال تايمز-: شولتس يرد بحدة على اقتراح دودا لمصادرة ال ...
- لأول مرة.. اكتشاف سناجب -آكلة للحوم-!
- تمارين منزلية فعّالة لخفض ضغط الدم وتعزيز صحة القلب
- ما هو مكتب -لوتش- الأوكراني الذي تم تدميره بضربة روسية؟
- علامات رئيسية تكشف الكذب في ثوان
- المكان الأكثر أمانا في الطائرة لتجنب انتقال الأمراض


المزيد.....

- لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي / غسان مكارم
- إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي- ... / محمد حسن خليل
- المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024 / غازي الصوراني
- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد بلمزيان - في الحاجة الى مقاربة مغايرة