|
سوريا ضمن مًخَطّط -الفَوْضى الخَلاَّقَة- أو -الشرق الأوسط الكبير- *
الطاهر المعز
الحوار المتمدن-العدد: 8197 - 2024 / 12 / 20 - 16:05
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
دشّنت الولايات المتحدة القرن الواحد والعشرين بنَشْر "الفَوْضَى الخَلاّقة"، وفق قاموس وزارة الخارجية والإستخبارات الأمريكية، وهي عبارة مُلَطّفَة ل"صراع الحضارات" و "نهاية التّاريخ" التي تعني السيطرة المُطلقة للإمبريالية الأمريكية، إثرَ انهيار الإتحاد السُّوفييتي، وأَدْرَجَت احتلال أفغانستان والعراق كمرحلة من تنفيذ فُصُول برنامج "الشرق الأوسط الكبير" أو "الجديد" الذي يمتد من أفغانستان إلى المغرب وأثارت الإمبريالية الأمريكية وحلفاؤها (حلف شمال الأطلسي ودُوَيْلات الخليج والكيان الصهيوني...) عددًا من القلاقل التي تندرج ضمن تنفيذ مراحل هذا البرنامج، وآخرها ما حَدَثَ ويَحْدُثُ في سوريا حيث استمر العدوان – ليس على النظام فقط، وإنما على الوطن والشعب والبلد – منذ أكثر من عقد، بدعم من الكيان الصهيوني الذي استمرت غاراته العدوانية، ضمن حرب الإستنزاف، والإحتلال الأمريكي لحقوق النفط والغاز والقمح وتُوِّجَتْ هذه الحرب بإعادة تدوير المنظمات الإرهابية ( بحسب التصنيف الأمريكي) وتقديمها في شكل "حركات ثورية حَرّرت سوريا ودمشق من نظام الطّاغية الأسد" لكن لم يسقط نظام حزب "البعث" لوحده، بل سقطت سوريا كدولة نتيجة التّدمير الذي بدأ سنة 2011، كجزء من الحرب الطويلة التي صمّمتها وأطْلَقتها الإمبريالية الأمريكية بدعم من حلفائها وأتباعها، وتمثلت في تشكيل وتدريب وتسليح مجموعات مرتزقة سلفية لتدمير الدولة السورية، بعد تدمير الدّولة العراقية والأفغانية والليبية والصومالية، بل احتلالجيش الأمريكي بشكل مُباشر، منذ سنة 2013 مناطق استراتيجية من شرق سوريا، على الحدود مع العراق، للسيطرة على حقول النفط والغاز وعلى الأراضي الزراعية الخصبة، في ظل مناورات دولية جعلت روسيا تطعن حليفها السوري من خلال اتفاقيات أستانا التي تُكرّس تقسيم سوريا، وتغليف هذا التقسيم بعودة حوالي 80% من الأراضي إلى الدولة السورية، والتفاوض مع تركيا التي تدعم الإرهاب علانية وتحتل أجزاء من أراضي سوريا (والعراق) ولا تحترم أي اتفاقية، فيما اُبت الجيش السوري المُنهك، عدم قُدْرَتِه على الدّفاع عن الوطن، وظهر ذلك جَلِيًّا في مُحَافَظَتَيْ حلب وإدلب، خصوصًا بعد اختيار إدلب لتجميع الإرهابيين والمرتزقة القادمين من بلدان عربية وإسلامية، وخصوصًا من الصين ومن آسيا الوسطى (الطاجيك، الإيغور، الأوزبك، التركمان) وتدريبهم بإشراف الفنيين العسكريين الأوكرانيين على الأسلحة التي قدّمتها الولايات المتحدة وتركيان وسدّدت دُويلات الخليج ثمنها، وشجّعت هذه الأطراف الخارجية هيئة تحرير الشام ( جبهة القاعدة ثم النصرة سابقًا) على تشكيل تنظيم قوي من "الجهاديين المأجورين" يتشكل من المرتزقة السلفيين الفاشيين، بدعم لوجِسْتِي من الكيان الصّهيوني... خلفية تاريخية عندما نجحت الولايات المتحدة في تحويل مظاهرات صغيرة إلى حرب أهلية مُسلّحة – كما فعلت في ليبيا – اعتمادًا على أخبار زائفة وعلى تهويل إعلامي، سنة 2011، كان تنظيم القاعدة والخلافة الإسلامية هما نفس المنظمة، وتم إنشاء جبهة النصرة في كانون الثاني/يناير 2012، وتم تعيين "أحمد حسن الشّرع ( "أبو محمد الجولاني" ) على رأس التنظيم، من قِبَل أبو بكر البغدادي الذي أعلن نفسه خليفةً. وُلِدَ أحمد حسن الشرع ( أبو محمد الجولاني، الذي لا علاقة له بالجولان ) سنة 1982 بالعاصمة السعودية (الرياض) حيث كان أبوه مُهندسًا في قطاع النّفط، ونشأ في ضواحي دمشق، وانظم، قُبيْل الإحتلال الأمريكي للعراق، إلى تنظيم القاعدة، ولما اعتقلته الشرطة العراقية، التقى في سجن "بوكا" بأبي بكر البغدادي، قبل إطلاق سراحه سنة 2008، ثم انفصل عن البغدادي سنة 2013، لما كان في سوريا وأسس جبهة النصرة، للعمل في سوريا، بدل الإنتماء إلى دولة الخلافة الإسلامية، وأعلن الجولاني أن جبهة النصرة هي الممثل الحقيقي لتنظيم القاعدة، وبايَعَ أيمن الظواهري، من خلال شريط فيديو، سنة 2014، وأعلنَ الجولاني بالمناسبة " إن الهدف المباشر لجبهة النصرة هو الإطاحة بحكومة الأسد وإقامة نظام إسلامي في سوريا بموجب الشريعة"، كانت جبهة النصرة، ثم هيئة تحرير الشام، تحت الوصاية التّركية، منذ بداياتها، مما جعلها غير مُصنّفة ضمن الإسلام السياسي "المُتشدّد"، وحصلت على دعم الولايات المتحدة وفرنسا وألمانيا وبريطانيا والكيان الصهيوني، رغم تصنيفها رسميا "تنظيمًا إرهابيا" من قِبَل الولايات المتحدة. أَوْعَزَتْ تركيا – عضو حلف شمال الأطلسي – إلى المجموعات الأخرى التي كانت تدعمها إلى "توحيد الصّفوف" فانضم "الجيش السوري الحر" ( الذي يُسمّى حاليا "الجيش الوطني السوري" ) إلى الجولاني وهو تنظيم أنشأته وتمولته ودربته وسلّحته تركيا، وتعدّدت أسماء المليشيات لكن المُشرف هو نفسه... أدّى الإشراف التّركي المباشر إلى تغيير شكل الخطاب الإعلامي، فقد صرح الجولاني، سنة 2015: "نحن لا نقاتل الغرب، بل الحكومة السورية فقط، ... لن يُسمح لسوريا أبدًا بأن تكون بمثابة نقطة انطلاق لهجمات ضد الغرب”، وفي مقابلة أخرى (شباط/فبراير 2021) أعلن : " الحَلُّ بسيط. علينا أن نعالج الأسباب بدلاً من الأعراض. إن سبب هذه المشكلة، وهذه الكارثة الهائلة، هو نظام الأسد، وبمجرد عدم وجوده، ستختفي تلك الكارثة الضخمة، ولذلك فإن المشكلة الأساسية ستكون إسقاط هذا النظام، والضغط لإسقاطه بأي وسيلة ممكنة». أدّى هذا الخطاب المُطَمْئن للغرب إلى دعمه إعلاميا، فضلا عن دعمه من قِبَل الإستخبارات، وأصبحت غزة تُؤْوِي الإرهابيين السيئين فيما يوجد الإرهابيون الطّيّبون في سوريا، في إطار تم تقسيم منظمات الدّول الخاضعة للإحتلال إلى "إرهابيين" أخيار وإرهابيين أشرار، وذلك منذ دعمت الولايات المتحدة حركة طالبان خلال عقد الثمانينيا من القرن العشرين، للقتال ضد الاتحاد السوفييتي، حتى 2001، ليُصبحوا إرهابيين أشرارًا يُحاربون الجيش الأمريكي الذي يحتل بلادهم، ورغم تصنيف "أبو محمد الجولاني" وتنظيمه "هيئة تحرير الشام" في صف الإرهاب سنة 2017، من قِبَل الولايات المتحدة – في حين تدعمه تركيا، عضو حلف شمال الأطلسي – تَحَوَّلَ بقدرة قادرٍ أمريكي إلى "إرهابي طيب"، بل مُحَرِّر سوريا من "الطّاغية بشار الأسد"، وأجْرَتْ معه قناة "سي إن إن " الأمريكية مُقابلة مُطَوّلة حول "مُستقبل سوريا" ووصفته أكبر وسائل الإعلام الأوروبية بأنه "براغماتي" أو "عَمَلِي"، ولم يبق من الإرهابيين سوى من يُقاوم مخططات الإمبريالية الأمريكية وحلف شمال الأطلسي والكيان الصهيوني، في فلسطين أو لبنان، ومن "غريب الصُّدَف؟" أن أغلقت دُوَيْلَة قَطَر مكتب حماس يوم دخول المليشيات الإرهابية دمشق... مناخ الهجوم الإرهابي: يندرج هذا الهجوم في سياق مجازر الإبادة التي يرتكبها جيش الإستعمار الإستيطاني في فلسطين والمحاولة الصهيونية لغزو لبنان وتدميره، وحصل هجوم المرتزقة مباشرة بعد موافقة الكيان الصهيوني على وقف إطلاق النار في لبنان - الذي انتهكه الصهاينة عشرات المرات - وبعد أن اتهم هَدّد "نتن ياهو"علناً الرئيس السوري بشار الأسد "باللعب بالنار" بسبب دعم المقاومة، ودَمَّرَ الجيش الصّهيوني جميع خطوط الاتصال والتّواصل بين سوريا ولبنان، واغتنم الجيش الصهيوني الفُرْصَة للإستيلاء على المزيد من المواقع داخل سوريا وتكثيف الهجمات على أهداف استراتيجية وقَصْفِ دمشق وضواحيها، بينما يتقدم المرتزقة نحو دمشق، بتغطية من سلاح الجو الأمريكي الذي أعلن "قَصْفَ 21 هدفا إرهابيا في وسط سوريا، وهي في الواقع مناطق خاضعة لسيطرة الجيش السوري، فيما تعدّدت التحقيقات التي نشرتها وسائل الإعلام "الغربية" عن المجموعات الإرهابية وزعمائها الذين أصبحوا "مناضلي الحُرِّيّة" وفق سي إن إن و"تايمز أوف إسرائيل" وطالبت هذه الصّحف والقنوات التلفزيونية " إزالة هيئة تحرير الشام، منظمة الجولاني الفاشية، من قائمة المنظمات الإرهابية " لأن قادة هذه المجموعة وأمثالها صرّحوا "ليس لنا أعداء سوى نظام الأَسَد وحزب الله وإيران"، أي إن الكيان الصهيوني الذي يحتل أراضي سورية صديق، أو على الأقل ليس عَدُوًّا، بل انسحب مُرتزقة المنظمات الإرهابية من الأراضي التي توغّل بها الجيش الصهيوني يوم الثامن من كانون الأول/ديسمبر 2024، في مرتفعات الجولان ومدينة القنيطرة، وقَصَفَ مدينة "درعا". كان "الحياد الروسي" مُفاجئًا، لكن لا يجب أن نلوم روسيا، فالدّفاع عن الوطن من وجبات الجيش السوري وليس من واجبات الجيش الروسي أو الإيراني، غير إن روسيا اتفقت مع تركيا على الإقتصار على إجلاء جنودها من قاعِدَتَيْ حميميم (اللاّذقية) وطرطوس، من خلال جسر جوي نظّمه الجيش الروسي يوم الثامن من كانون الأول/ديسمبر 2024، قبل إجلاء بشار الأسد وعائلته، ولمّحت بعض وسائل الإعلام الإيرانية المُوَجّهة للخارج ( قناة "العالم" أو موقع "المَهْد" ) إن بعثة من الحرس الثوري الإيراني قَدّمت عروض المساعدة للقيادة السورية، قبل تفاقم الأحداث، إلاّ إن رفض الحكومة السّورية هذا الدّعم، وتوجيه الأوامر إلى الجيش للإنسحاب من "حمص" بدون قتال، يدل إنها اتّبعت "نصائح" الحكومة الرّوسية التي ركزت اهتمامها على أوكرانيا ومقاومة مخططات الحلف الأطلسي على حدودها، ويبدو إنها تفاوض الجزائر للحصول على تسهيلات إضافية لأسطولها في البحر الأبيض المتوسط، بعد خسارة ليبيا وسوريا، وفي إيران نفسها، وخلافًا لموقف قادة "الحرس الثوري"، يحاول جهاز الحكومة إعادة فتح قنوات التفاوض مع الإمبريالية الأمريكية، والتّخلِّي عن سوريا وحزب الله، في سبيل تحقيق مصالح إيران كدولة تطمح للزعامة الإقليمية، أو لتقاسم هذه الزعامة مع الكيان الصهيوني وتركيا. ما فائدة الشعب السوري؟ يُمْكن الإنطلاق من فرضية تُحدّد مصلحة الشُّعُوب في العيش الكريم (المادّي والمعنوي ) والإزدهار الإقتصادي وفي وطن حُرّ ( مُستقل ) موحّد يعيش فيه الجميع دون ضغط سياسي أو مادّي، فهل يستفيد الشعب السُّوري، سياسيا واقتصاديا، من تغْيِير نظام الحُكْم، من سيطرة حزب البعث إلى سيطرة الإسلام السياسي المُسلّح؟ من المُستبعد أن تتحسن أوضاع الأغلبية السّاحقة من الشعب السوري – قياسًا إلى ما حصل سابقًا في العراق وليبيا، ونظرًا لمشاريع المجتمع التي تريد المنظمات الإرهابية فَرْضَها، وانطلاقًا من تجارب حُكم المجموعات التي تُعتَبَرُ أقل تَطَرُّفًا ورجعية ( سُلْطَة الإخوان المسلمين في السودان وتونس ومصر)، لأن المليشيات التي استولت على دمشق وسوريا هي صنيعة امبريالية خالصة: نشأةً وتخطيطًا وتمويلاً وتَسْليحًا وتدريبًا، وتطمح إلى إقامة سُلْطة رجعية وظلامية وطائفية، كما لن يستفيد الشّعب الكُرْدِي من هذه الأحداث، فقد تحوّل قادته من "الجُمْلَة الثورية" ومن "حق الشّعوب في تقرير مصيرها" إلى أداة تُنفذ المخطّطات الأمريكية ضدّ الوطن الذي احتضَنَهُم بعد لجوء أجدادهم النّاجين من مجازر الدّولة العثمانية، ولا يمكن أن يُحسِّن سقوط النظام البعثي وضع شعوب المنطقة، بدءاً بالشعب السوري نفسه الذي يحتل الكيان الصهيوني جنوب بلاده وتحتل تركيا الشمال الغربي حتى حلب، ويحتل الجيش الأمريكي الشمال الشرقي، بمساعدة مليشيات العشائر الكردية، وتحتل المليشيات الفاشية والمُرتَزقة الأجزاء الأخرى، بدعم من المُحتلِّين: تركيا وحلف شمال الأطلسي والولايات المتحدة والكيان الصهيوني، مما يجعل وضع سوريا حاليا شبيها بوضع ليبيا بعد الإطاحة بنظام معمر القذافي، وهو الهدف الأمريكي الصهيوني، منذ بداية تنفيذ "مشروع الشرق الأوسط الكبير" (أو "الجديد") مقاومة طويلة وانهيار سريع كيف يمكن تفسير أسباب سقوط نظام سوريا بهذه السهولة وبهذه السُّرعة( حوالي عشرة أيام) بعد صمود دام 13 سنة؟ أدّى الإنهاك وابتزاز الحُلفاء ( روسيا وإيران) والحصار إلى انقسام القيادة السياسية في سوريا بشأن العديد من المواضيع ومن بينها الخدعة التي تم تنفيذها تحت لواء الجامعة العربية، من قِبَل دويلات الخليج التي سعَتْ إلى إبقاء المجموعات الإرهابية في إدلب، مقابل وُعُود بمساعدات اقتصادية لم تتجاوز نطاق الوعود فقد استمر الحصار وتجويع الشعب السوري، مقابل تقوية المجموعات الإرهابية في إدلب، بإشراف مجمل الأطراف ( سوريا والولايات المتحدة والرجعيات العربية، بتواطؤ روسي)، ولم تكن الأنظمة العربية ترغب في مساعدة الشعب أو النظام في سوريا، وتعللت بالعقوبات الأمريكية التي تُطبق الحصار على سوريا، وتمكّنت أجهزة المخابرات الأمريكية والصهيونية من اخترق أجهزة الدّولة ومن بينها الجيش وأجهزة المخابرات السورية – بفعل تشديد الخناق والإغراء مما شَلّ القدرة على المقاومة ومما أدّى إلى الخيانة، وأعلن وزير الخارجية الإيراني (عباس عراقجي) إن إيران حذّرت من هجوم إرهابي محتمل انطلاقًا من إدلب نحو حلب، ولما حصل ذلك "فاجأنا عدم قدرة القوات السورية وسرعة الأحداث غير المتوقعة... إن بشار الأسد نفسه فوجئ بجيشه... كنا نعلم أنها خطة من الولايات المتحدة والنظام الصهيوني، وتم نقل جميع المعلومات حول التّحرّكات في إدلب إلى الحكومة السورية". تم تفكيك الجيش السوري خلال السنوات الأخيرة، مما أَفْقَدَهُ تدريجيًّا قُدْرَتَهُ القتالية، فضلاً عن التخريب المادّي والمعنوي الذي تقوم به الإستخبارات الأمريكية والصّهيونية، كمما تَمّت إزاحة جميع القادة المَيْدانِيّين السوريين الذين قاتلوا مع الجيش الروسي منذ سنة 2015 من مواقع قيادة الجيش النظامي، وتم حل الوحدات المدربة، وتعْيِين قادة جُدُد، سنة 2023، في كافة الفرق والألوية في مناطق حلب وإدلب وحماة، ولم يُدافع هؤلاء عن الوطن، بل أمر القادة جنودهم بالإنسحاب دون قتال، وبينما كانت هذه التغييرات السلبية تحصل فقي صفوف الجيش السوري، كانت مليشيات الإرهابيين والمرتزقة تعد نفسها، طيلة سنوات من التّدريب، بإشراف الجيش التركي والأمريكي والصّهيوني، وتم تجهيزهم بالطائرات الآلية (بدون طيار) والمدفعية وأجهزة الإتصالات الحديثة ( مثل ستارلينك ) ومعدات للرؤية الليلية، وتقودهم في المعارك قيادات احترافية. سوريا في مخطط "الحرب ضد الإرهاب" إن سوريا هي الحلقة الأخيرة من الإستراتيجية التي بدأت باستخدام مليشيات الإسلام السياسي ضد الإتحاد السوفييتي والنظام التقدّمي في أفغانستان، منذ عقد الثمانينيات من القرن العشرين، بالتوازي مع هيمنة النيوليبرالية، وتم تحويرهذه الخطّة وتوسيعها بعد الحادي عشر من أيلول/سبتمبر 2001، باسم "الأمن القومي" أو "الحرب ضد الإرهاب"، فكانت فُرصة لتكثيف القمع الدّاخلي وتشديد التشريعات القمعية "لمكافحة الإرهاب" الذي يُمثله "الأعداء الدّاخليون"، أما في الخارج فكان تنظيم "القاعدة" رَمْزًا دوليا لهذا الإرهاب الذي خلقته وسلّحته وموّلته نفس القوى التي تدّعي محاربة الإرهاب، وخصوصًا "الإرهاب الإسلامي"، ما يُبرّر الهجوم الإيديولوجي والإعلامي العنصري، كمقدّمة أو رديف للهجوم العسكري ضدّ الدول العربية والإسلامية، دون تخفيف الهجوم على شعوب أمريكا الجنوبية وإفريقيا وغيرها، وظهرت منظمات مُتفرّعة عن "القاعدة" بأسماء أخرى لتهاجم الدّول والكيانات المعارضة أو التي لم تقبل بشروط الإمبريالية، ولتلتزم الصمت إزاء الكيان الصهيوني، بل تحالفت بعض مليشيات "الجهادِيِّين" مع الكيان الصهيوني، كما الحال في سوريا، ومع ذلك يُصرّ "اليسار الغَبِيّ" على دعم هذه المنظمات الإرهابية، التي تنشر الإيديولوجيا الرجعية واليمينية المتطرفة، ودعم "اليسار الأوروبي" من سماهم "الثوار" أو "المُتمرّدين" الذين يخدمون مصالح الإمبريالية وحلف شمال الأطلسي في ليبيا وفي سوريا وغيرهما، ضمن المُخطّط الإمبريالي الأمريكي الذي أعلنه الجنرال ويسلي كلارك بوضوح شديد، ضمن مداخلة عامة سنة: 2007: "كانت الولايات المتحدة تستعد، مباشرة بعد الحادي عشر من أيلول/سبتمبر 2001، لغَزْوِ سبع دول (العراق وليبيا، وسوريا ولبنان والصومال والسودان وإيران) ونجحت هذه الخطة في العراق سنة 2003، لأن العراق منهك بالحرب ضد إيران، ثم بعدوان 1991 وما تلاه من حصار دام 12 سنة، كما نجح المخطط في ليبيا، سنة 2011، بدعم مُباشر ( العراق 2003) أو غير مباشر ( ليبيا 2011) من روسيا والصّين اللّتَيْن غيّرتا موقفهما لما جاء دَوْر سوريا، وبدأت روسيا باستخدام حق النّقض ( الفيتو) في مجلس الأمن سنة 2015، ضد القرارات التي بُنِيَتْ على تقارير مُزَوَّرة ( مثل الأدِلّة المُزَيّفة ل"أسلحة الدّمار الشمال" في العراق"، تتهم الحكومة السورية زورا باستخدام الأسلحة الكيماوية، لتبرير تدخل عسكري مفتوح، في حين كانت قوات من الجيش الأمريكي والبريطاني والألماني والفرنسي وغيرها، تحتل مناطق من سوريا فيما تكفل صهاينة الخليج بتمويل العدوان والكيان الصهيوني بالدّعم اللُّوجستي. تدخّلت روسيا عسكريا في سوريا، ابتداءً من أيلول/سبتمبر 2015، بناءً على طلب الحكومة السورية، ودفاعًا عن مصالحها، وتم إرسال حوالي 63 ألف جندي روسي إلى سوريا، ونفذت القوات الجوية الروسية أكثر من 39 ألف طلعة جوية وقصفت أهدافًا إرهابية، لكنها لم تَحْمِ الأجواء السّورية من القصف الصهيوني المتكرر، وتم إنشاء قاعدة عسكرية روسية ثانية في محافظة اللاذقية، فضلا عن ميناء طرطوس الذي يتواجد به الأسطول الروسي من زمن الاتحاد السوفييتي، وساهم حزب الله والحرس الثوري الإيراني في المعارك ضدّ المجموعات الإرهابية التي تدعمها الإمبريالية الأمريكية والأوروبية وتركيا ( أي حلف شمال الأطلسي) والكيان الصهيوني وصهاينة العرب في الخليج، غير إن لروسيا مصالحها الخاصة وتريد المحافظة على العلاقات الحميمة مع الكيان الصهيوني وعلى العلاقات الإقتصادية الهامة مع تركيا، ولا يكون ذلك سوى على حساب مصالح الدّولة السّورية والشعب السوري، وعلى سبيل المثال، صاغت روسيا مُسودّة دستور لا يحترم وحدة سوريا ولا عُروبتها، وقدمت مشروع الدّستور – الذي رفضه النظام السوري، على حقّ – خلال انعقاد قمة أستانا الأولى ( كانون الأول/يناير 2017) وتضمنت هذه الوثيقة التي تم انتقادها تنازلات متعددة، قد تصبح الآن قابلة للتطبيق ضمن اتفاق روسي/أمريكي/تركي/صهيوني في ظل الظروف الجديدة. كان تجميع الإرهابيين في إدلب، بإشراف جيش تركيا، من نتائج اتفاقيات أستانا التي وقعتها روسيا وسوريا وتركيا وإيران، وأقرّت هذه الإتفاقية إبقاء الأراضي التي تحتلها تركيا ومليشيات الأكراد في سوريا، تحت السيطرة الأمريكية، فيما ظَلّت تركيا – رغم انتمائها لحلف شمال الأطلسي – تُحقّق مشاريعَها الخاصة المتمثلة في ضَم محافَظَتَيْ حلب وإدلب، وتتفق مع الولايات المتحدة، منذ رئاسة باراك أوباما، على بعض الأهداف الإستراتيجية، وتريد تركيا أن تُعزّز هيمنتها الإقليمية، لكنها تجد منافسة من الكيان الصهيوني ومن إيران، ومهما كان الناجح في فرض الهيمنة أو الزعامة الإقليمية، فإن الشعب الفلسطيني والشعوب العربية في صف الخاسرين، وقد يُؤَدِّي تقسيم سوريا إلى مشاكل عويصة في العراق ولبنان وربما في بلدان أخرى، كما يُؤَدِّي إلى توجيه ضربة قاصمة للمشروع الإقليمي الإيراني... معركة ضمن حرب واسعة النطاق انهار النظام السوري خلال الأسبوع الأمول من كانون الأول/ديسمبر 2024، بعد التّقدّم السريع للمليشيات الإرهابية انطلاقًا من إدلب ( الشمال الغربي)، يوم السادس والعشرين من تشرين الثاني/نوفمبر 2024 إلى حين دخول دمشق يوم الثامن من كانون الأول/ديسمبر 2024، دون مواجهة مقاومة تذكر، وتمثل سيطرة تحالف إرهابي رجعي على سوريا تحولًا تاريخيا في منطقة فلسطين وما حولها، وواقعًا جديدًا ويحق أن تنساءل كيف انهار النظام السوري بهذه السُّرْعة والسُّهُولة، بعد صموده لأكثر من عقد من الانتفاضات والحرب الأهلية والعقوبات الدولية( أي الأمريكية) منذ سنة 2011؟ يُشكل انهيار أجهزة الدّولة، وخصوصًا الجيش وهروب الرئيس وعائلته يوم الأحد الثامن من كانون الأول/ديسمبر 2024 نذيرًا للشعب السوري الذي عانى الكثير منذ أكثر من عشر سنوات، فقد تُصبح سوريا قاعدة أمريكية – تركية – صهيونية، وقد يتم تأبيد تقسيم البلاد، كما حصل في يوغسلافيا والعراق وليبيا والسّودان واليمن وغيرها، كما يمثل انهيارُ الدّولةِ في سوريا خطوةً نحو تعزيز نفوذ الإمبريالية الأمريكية وحلف شمال الأطلسي (تركيا) والكيان الصهيوني، وإضعاف ما اصطُلِحَ على تسميته "محور المقاومة" وروسيا وإيران، والصين بدرجة أقل، فيما تستعد الإمبريالية "الأنغلوسكسونية" لتنفيذ خططها الحربية واسعة النطاق ضد روسيا والصين على، أو انطلاقًا من الأراضي الأوروبية، مما يُحتّم التدمير الاقتصادي لأوروبا والعسكرة الاجتماعية واقتصاد الحرب في نفس الاتجاه، ويجب إدانة كل هذه السياسات التي تمثل الحرب أقصى تعبير لها، بالتوازي مع تكثيف الرقابة والقمع على المُجتمعات في الدّاخل، من خلال المزيد من القوانين والإجراءات الزّجرية والإستغلال وتعميق الفَجْوة الطّبقية. قد يؤدِّي الوضع الحالي في سوريا إلى اختفاء شكل وجوهر الدّولة السورية التي تأسست سنة 1946 بعد اقتطاع لبنان منها ولواء إسكندرونة (لصالح تركيا) من خريطة "الشرق الأوسط الجديد" التي تصُمّمها الإمبريالية الأمريكية، منذ بداية القرن الواحد والعشرين، وربما منذ عدوان سنة 1991 على العراق... الرابحون والخاسرون في سوريا قال جيك سوليفان، نائب هيلاري كلينتون في وزارة الخارجية الأمريكية، سنة 2012: "إن تنظيم القاعدة ( التنظيم الأُم لجبهة النّصرة وجبهة تحرير الشّام) يقف في صَفِّنا في سوريا"، وذلك بحسب البرقيات الدبلوماسية التي نشرها جوليان أسانج ( ويكيليكس) والتي تتحدث عن "برنامج CIA Timber Sycamore" الذي دفع " 100 ألف دولار للمرتزقة في سوريا”، ونشرت صحيفة الشروق مقابلة مع هنري كيسنغر الذي بَيَّنَ بوضوح الأهداف الأمريكية من "الربيع العربي": "هل تعتقد أن هذه الثورات في تونس ومصر وليبيا كانت لأجل العيون العربية الجميلة ؟ إن أهدافنا الأبْعَد توجد في سوريا وإيران.. والحل الوحيد.. هو أن تحترق كل منهما من الداخل”. لقد تم تحقيق هذا الهدف في سوريا، المُفَتَّتَة والمُقَسّمة بالفعل والتي أصاب الإرهاق سكانها بفعل الحرب والجوع. أما الكيان الصّهيوني فَيَعْمَلُ على إطالة أمد جريمة الإبادة الجماعية ضد الشعب الفلسطيني من خلال توسيع المشروع الصهيوني المتمثل في "إسرائيل الكبرى" إلى ما هو أبعد من الجولان الذي احتلته بالكامل، أبعد ومنَ انهيار النظام السوري، فيما تواصل تركيا العثمانية الجديدة حربها ضد الأكراد وتحتل أجزاء ما انفكّت تتّسع في سوريا التي تعاني من حصار شبه كامل منذ 13 عاماً، ويعاني جيشها من ضُعْف الرواتب حيث لا تتجاوز رواتب الجنود السوريين 50 دولاراً، فيما تتراوح رواتب مرتزقة التنظيمات الإرهابية (90 جنسية مختلفة) بين ألف وألفي دولار. لكن يحق التّساؤل: من أين تأتي الأموال والأسلحة والمعدات؟ الجواب: من ممالك الخليج ومن تركيا والولايات المتحدة والكيان الصهيوني والاتحاد الأوروبي وأجهزة المخابرات الأوكرانية... لا يدّعي أحد إن سلطة البعث السوري ديمقراطية ولا حتى تقدُّمِيّة، بل هي دكتاتورية انتهجت سياسات اقتصادية واجتماعية رجعية أدّت إلى تقليص قاعدتها الجماهيرية، لكنها كانت تضمن التعليم المجاني لأي عربي يأتي إلى سوريا، قبل سنة 2011، وكانت الدّولة الوحيدة التي يتمتع فيها اللاجئ الفلسطيني بنفس الحقوق المدنية للمواطن السُّوري، وتَضْمَنُ الدّولةُ التعليم والصحة المجانية للسكان، وتمَكّنَ حوالي 90% من للعمال من تملّك مساكنهم، وما إلى ذلك، وانتهى هذا الوضع بفعل السياسات الليبرالية (خلافًا لرأسمالية الدّولة التي كانت سائدة خلال فترة حكم الأسد الأب) ثم بفعل الحصار الاقتصادي والميليشيات الإرهابية، فقد أدى الحصار الاقتصادي، والاحتلال العسكري الأمريكي لحقول النفط، والإحتلال التركي والصهيوني لمناطق أخرى من البلاد، والتفجيرات الصّهيونية المنتظمة والهجمات الإرهابية إلى نزوح الملايين من المواطنين وخروج ملايين آخرين إلى مختلف بلاد العالم وانْهَارَ الإقتصاد تمامًا. من القرارات الأولى التي اتخذتها مليشيات هيئة تحرير الشام – التي لم تتخذ موقفًا ولم تُندّد باحتلال الكيان الصهيوني أراضي سورية جديدة - مَنْع أي مُقاومة للكيان الصهيوني انطلاقًا من الأراضي السورية، وأبلغت هيئة تحرير الشام إنذارًا للمنظمات الفلسطينية وإعلامها بِحَظْر السّلاح على الفلسطينيين وإغلاق مُعسكرات التّدريب ويتوجّب حل التشكيلات العسكرية وإغلاق مقرّاتها في أسرع وقت ممكن، مع الإكتفاء بالعمل السياسي والخَيْرِي بإشراف الدّولة السُّورية... كانت للإطاحة بالرئيس بشار الأسد من قِبَلِ مليشيات الإرهابيين المرتبطة ب"القاعدة" ( النُّسْخة الأشدّ تطرفًا ضمن تيارات الإسلام السياسي) انعكاسات كبيرة على توازن القوى في المنطقة، من الفائز ومن الخاسر من المُشاركين في الأحداث التي جرت بسوريا منذ 2011؟ إن الشعب السوري هو أكبر خاسر، وكذلك الشعب الفلسطيني واللُّبناني، ثم تاتي إيران وروسيا، فيما تكون تركيا والكيان الصهيوني (والولايات المتحدة) في مقدّمة صفوف الفائزين، وبدأ قضم الأراضي السورية من قبل الكيان الصهيوني وتركيا، فيما تُواجه المنطقة برمتها خطر التقسيم على أُسُس طائفية وأثنية، بدعم من الولايات المتحدة التي تحتل أجزاء من سوريا في إطار إعادة تشكيل خارطة المنطقة وفقا للمصالح الجيوسياسية الأمريكية التي تقتضي تفكيك الدّول وإلغاء الإنتماء الوطني لاستبداله بالإنتماء العشائري أو الطّائفي، وتنصيب الكيان الصهيوني كقوة إقليمية مُهيمنة في المشرق العربي والبحر الأبيض المتوسّط... في موسكو أصدرت وزارة الخارجية بيانًا يوم الأحد الثامن من كانون الأول/ديسمبر 2024، أشار "إن روسيا على اتصال مع جميع جماعات المعارضة السورية" رغم الخطاب الرسمي الذي يصفها بالإرهابية، وتجدر الإشارة إلى وجود آلاف الإرهابيين من الشاشان و جمهوريات القوقاز الإسلامية (وكذلك الإيغور الصينيين) في صفوف المجموعات الإرهابية السّورية. لا يزال الإقتصاد السّوري مختنقًا بفعل الحصار والعقوبات الإقتصادية وحَظْر الوصول إلى النظام المصرفي الدولي، ولم تعد الدّولة قادرة على شراء الغذاء والدّواء والطاقة، فضلا عن إلى إعادة إعمار ما دَمَرته 12 سنة من الحرب والإحتلال التركي والأمريكي، وأشارت المقررة الخاصة للأمم المتحدة المعنية بالإجراءات القسرية الأحادية وحقوق الإنسان ( ألينا دوهان)، سنة 2022، إلى ضرورة رفع العقوبات والحظْر لأن 90% من السكان يعيشون تحت خط الفقر، بفعل صعوبة الحصول على الغذاء والماء والكهرباء والمأوى ووقود الطبخ والتدفئة والنقل والرعاية الصحية، في ظل سيطرة الولايات المتحدة وحلفائها الأكراد على مناطق حقول النفط والغاز وعلى المناطق الزراعية الخصية التي كانت تنتج أربعة ملايين طنًّا من القمح سنوبيا وحوالي 360 ألف برميل من النفط يوميا. أما في الشمال الغربية فإن سوريا تحتل مناطق حدودية بالإضافة إلى سيطرتها على منطقة إدْلب حيث بلغ عدد الإرهابيين حوالي ثلاثمائة ألف، وجاء العديد منهم من أوروبا الوسطى وآسيا الوسطى ومن مقاطعة شينجيانغ الصينية والبلدان الناطقة بالتركية، وكان ذلك أحد أسباب التّدخّل العسكري لروسيا – بطلب من النظام السُّورِي – سنة 2015، خوفًا من تنفيذ التّهديد الأمريكي بنقل الإرهاب "الإسلامي" إلى الشيشان ومنطقة القوقاز وآسيا الوسطى، كشكل من أشكال الحرب بالوكالة، كما يحدث في أوكرانيا حيث تُشارك مجموعات فاشية ومجموعات إرهابية "إسلامية" في القتال إلى جانب حيش أوكرانيا المدعوم من حلف شمال الأطلسي، فيما ساعد الجيش الأوكراني المجموعات الإرهابية في سوريا على استخدام الطائرات بدون طيار، وأسلحة "غربية" متطورة... لم تنفع تكتيكات المُهادنة التي انتهجتها روسيا مع تركيا (التي تُصرّ على انتمائها الأطلسي)، التي لا تتردّد في التّراجع على أي اتفاق،مثل اتفاق أستانا سنة 2017 بين تركيا وروسيا وإيران، بشأن بعض الترتيبات في سوريا، من بينها خفض التصعيد في سوريا والبحث عن حلول سياسية من خلال إنشاء أربع مناطق لوقف إطلاق النار، بما في ذلك إدلب التي كانت تحت سلطة الأتراك، كما إن إيران أصبحت مكشوفة وقد تُشكّل الهدف المقبل، وكذلك الجزائر، إلى جانب تصفية الفلسطينيين جسديًّا وتصفية قضيتهم سياسيا، وتصفية أشكال المقاومة السياسية والعسكرية، ضمن استراتيجية "الفَوْضى الخَلاّقَة" ومشروع "الشرق الأوسط الكبير" ( أو "الجديد") الذي تم تفصيله على مقاس الكيان الصهيوني ليصبح القوة الإقليمية المُهيمنة على المنطقة، بدون مُنازع. سوريا في مخطط "الشرق الأوسط الكبير" عندما التَفَّ الإخوان المسلمون – بمساعدة سفارة أمريكا في دمشق – على مظاهرات الشعب السوري، سنة 2011، ظهرت رايات الإنتداب الفرنسي بكثافة، وانتشر ظهورها بسرعة غريبة، مما يوحي بتنسيق مسبق لرَفْع العَلَم ذي ثلاث نجوم الذي فرضه الإستعمار الفرنسي (دام من نهاية الحرب العالمية الأولى إلى سنة 1946) بمرسوم بداية من يوم الأول من كانون الثاني/يناير سنة 1932، وترمُزُ النَّجمات الثَّلاث إلى تقسيم سوريا من قِبَلِ الإستعمار الفرنسي إلى ثلاث كيانات طائفية أو مَذْهَبِيّة: علويّ وسنِّيّ ودرزيّ، أما العلم السوري ذي النّجْمَتَيْن فيرمز إلى الوحدة السُّوريَّة المصريَّة – الجمهورية العربية المتحدة – من 1958 إلى 1961، ويمثل رفع الرّاية التي فَرَضَها الإستعمار التراجُعَ خطواتٍ إلى الوراء بقيادة "القاعدة" (أو جبهة النّصرة أو جبهة تحرير الشام) التي تُلغي الإنتماء إلى الوطن، لتستبدله بالإنتماء الطّائفي أو العشائري، ضمن سلطة تقودها مليشيا تُسلحها وتُدربها قوات حلف شمال الأطلسي ويتزعمها إرهابيون غير مُنتَخَبِين... تندرج أحداث سوريا ضمن معادلات وصراعات دولية من بينها الصراع الأمريكي الصيني، ومحاولة عرقلة نمو اقتصاد ونفوذ الصين ونَسْف مبادرة الحزام والطريق التي تمر بسوريا، وتندرج خصوصًا ضمن مسار التطبيع الذي يُكرّس هيمنة الكيان الصهيوني، وضمن مشروع الشرق الأوسط الكبير (الأمريكي) الذي يرمي إلى توسيع نطاق الهيمنة الأمريكية، سياسيا واقتصاديا وعسكريا، وإعادة تشكيل الحدود والمجتمعات، في منطقة تمتد من أفغانستان إلى موريتانيا والمغرب، على سواحل المحيط الأطلسي، لتكون هذه المنطقة – التي تضم نصف احتياطيات العالم من المحروقات - مزروعة بالقواعد العسكرية الأمريكية، ومَرْتَعًا للشركات الأمريكية لاستغلال الموارد الطبيعية والأراضي المزروعة بالمنتجات المعدّلة وراثيا، ولتكون منطقة تجارة حرة وسوقًا واسعة للإستثمارات الأجنبية وشركات القطاع الخاص التي تستفيد من خصخصة القطاع العام التي يفرضها الدّائنون باسم "الإصلاح الإقتصادي" و "إعادة هيكلة الإقتصاد" والمجتمع، واستبدال النقابات العُمالية والأحزاب السياسية بالمنظمات "غير الحكومية" التي يتّسع مجال نشاطها من "القُروض متناهية الصّغر" إلى "الشفافية" و "الحَوْكَمة" واستهداف فئة الشباب لِنَشْر أدْيان وطوائف ومذاهب وقِيَم أخلاقية جديدة... يتكامل مشروع "الشرق الأوسط الكبير" مع الحروب العدوانية التي يُطلقها حلف شمال الأطلسي ومع نشاط الإستخبارات والمنظمات الأمريكية الحكومية ( مثل الوكالة الأمريكية للتنمية الدّولية ) أو "غير الحكومية" (مثل فريدوم هاوس و المجتمع المفتوح) للإطاحة بالأنظمة التي قد تُعرقل التَمدّد العسكري والإقتصادي والسياسي الأمريكي وتخريب المجتمعات من الدّاخل، كما حصل في يوغسلافيا والصومال والسودان وأفغانستان والعراق وليبيا واليمن وما يحصل حاليا في سوريا، ويمكن وصف ذلك بعملية تجديد أشكال الإستعمار الجديد، خدمةً للمصالح الاستراتيجية الأمريكية. أي تغيير؟ إن أجندة “هيئة تحرير الشام” التي تُحدّدها الولايات المتحدة وتركيا (أي حلف شمال الأطلسي، رغم اختلاف المصالح) لا تقتصر على سوريا، بل تتجاوزها إلى لبنان حيث أبدت الميليشيات الفاشية اللبنانية ابتهاجها بعد الاستيلاء على دمشق، وقد تشترط الولايات المتحدة تطبيع العلاقات مع الكيان الصهيوني الذي احتل الجولان، وأصبح جيش العدو على بعد حوالي 25 كيلومترا من دمشق، يوم استيلاء المليشيات الإرهابية عليها، بالتوازي مع قصف القواعد الجوية والبحرية ومراكز الصناعات العسكرية، ومراكز البحث، مما يعني إن الإطاحة بالنظام جعلت سوريا تحت الوصاية الأمريكية والتركية والصهيونية مُباشرةً. عملت تركيا والإمبريالية الأمريكية والكيان الصهيوني على تعزيز الجماعات الإرهابية مثل هيئة تحرير الشام، بإشراف تركيا المُباشر، وانتظرت الولايات المتحدة تراجع دور إيران – بعد العدوان على لبنان – وتراجع اهتمام روسيا بسوريا بفعل ارتفاع حدّة المعارك في أوكرانيا، فضلا عن نجاح الولايات المتحدة ( بدعم نشط من الكيان الصهيوني) في اختراق الجيش والإستخبارات السورية، واختارت التّوقيت المناسب لإعطاء شارة انطلاق الهجوم الواسع للإطاحة بالنظام السوري الذي لم يُبْدِ صمودًا أو مُقاومة – بفعل الإختراق والخيانات – لكن ما هو برنامج الإسلام السياسي المُسلّح، وما فائدة الشعب السوري من الإطاحة بنظام البعث الاُمَوِي؟ لم تُعلن هيئة تحرير الشام برنامجًا لكن أعلن وزير اقتصاد هيئة تحرير الشام ( باسل عبد العزيز) عن خطط استغلال موارد سوريا وتنفيذ إصلاحات السوق الحرة بمشاركة القوى الإمبريالية، ويُتوقّع أن يؤدي البرنامج الذي أعلن عنه إلى تعميق التفاوت الاجتماعي وإلى زيادة تقويض المجتمع، ولم تعلن هيئة تحرير الشام، منذ غَزْو دمشق والإطاحة بالنظام عن برنامج وإجراءات عاجلة، في حين يتطلب الوضع تأمين حياة المواطنين، في مواجهة فوضى انتشار السّلاح، وتأمين المُستلزمات اليومية بأسعار معقولة، كالغذاء والدّواء والمحروقات والكهرباء وما إلى ذلك، كما لم تعلن هيئة تحرير الشام موقفا من استمرار الكيان الصهيوني (وكذلك تركيا) في احتلال أراضي إضافية سورية، ولا من احتلال القوى الأجنبية ( الولايات المتحدة وتركيا والكيان الصهيوني ) أجزاء من البلاد، مما يُقوّض الوِحدة الترابية والسياسية للبلاد... خاتمة: كان الكيان الصهيوني مُستعدًّا لما حدث في سوريا – لأنه طَرَفٌ في صناعة الأحداث – وحقّق الكيان أهدافًا كبيرة، من بينها ضَمّ الأراضي المحاذية لفلسطين والمُطِلّة على لبنان والأردن، فضلاً عن تدمير أسلحة وقواعد وقدرات الجيش السوري، وتفعيل شبكة العُملاء في مناطق القنيطرة ودرعا والسُّويداء وحوض نهر اليرموك للسيطرة على مصادر المياه، والمنطق التي تسيطر عليها مليشيات الأكراد، بهدف تفتيت سوريا، بالتوازي مع أوامر "هيئة تحرير الشام" بإغلاق محلات ومعسكرات المنظمات الفلسطينية في سوريا وتسليم أسلحتها إلى المليشيات الإرهابية. أما تركيا – رَاعِيَة الفصائل الإرهابية – والتي تحتل أجزاء من سوريا، فقد تحوّلت إلى مركز للإجتماعات الدّولية بشأن "مُستقبل سوريا"، وعمومًا يُؤكّد الخطاب السياسي لهيئة تحرير الشام وتصريحات زعيمها لوسائل الإعلام الأجنبية ( سي إن إن – تايمز...) ومقالات نيويورك تايمز وأهم وسائل الإعلام "الغربية"، تَطَابُقَ أهدافها مع أهداف تركيا والكيان الصهيوني وقَطَر والولايات المتحدة ضمن مشروع توسيع رقعة التّطبيع مع الكيان الصهيوني الذي يُصبح مُهيمنًا على إقليم المشرق العربي واستكمال الخطوات التي بدأها أنور السادات سنة 1978، وتندرج هذه الخطوات ضمن مشروع "الشرق الأوسط الكبير" الأمريكي الذي استغل ضُعْفَ أو غياب المُنافس، بعد انهيار الإتحاد السوفييتي، لتوسيع نطاق الهيمنة الأمريكية على العالم، بذريعة "نَشْر الديمقراطية والتنمية الإقتصادية" يُصفّق البعض ويفرح ل”سقوط الدكتاتور السوري” ويُعْتَبَرُ هؤلاء شركاء – ربما بغير وعي – أو مُساهمين في تنفيذ الإستراتيجية الأمريكية – التي أعلنها جيك سوليفان أو هيلاري كلينتون أو هنري كيسنغر - والصهيونية والعثمانية الجديدة المدمرة، والمتمثلة في نهب ثروات البلاد، خاصة بعد تدمير أفغانستان والعراق وليبيا والسودان الخ، حيث لا يمكن لأي منا أن يدّعي "حُسْنَ النِّيّة". إن الهيمنة الإمبريالية للولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي والكيان الصهيوني ومجموعة السبع وحلف شمال الأطلسي هي العدو الرئيسي لأي طموح للخروج من التخلف من جانب البلدان والأمم والشعوب الخاضعة للهيمنة ومسلوبة الإرادة، وفي مثل هذه الأوقات الصعبة نذكر ضرورة خلق ميزان قوى لصالح الكادحين والشعوب المُضْطَهَدَة، وإنشاء جبهة القوى السياسية التقدمية وجبهة الشعوب لتحقيق تنمية اقتصادية وسياسية مستقلة، على أساس العدالة والمساواة... هل يمكن للشعب السوري أن ينتظر من الإسلام السياسي المُسلّح، المدعوم امبرياليا وصهيونيا وأطلسيا، أن يُنفذ عملية تنمية شاملة، بالإعتماد على موارد البلاد وأبنائها، لفائدة أغلبية الشعب السّوري؟ لا يمكن أن يسقط النظام السياسي في أي بلد، دون تنسيق بين العدو الخارجي والعدو الدّاخلي للنظام، ولذلك لم تتمكن الولايات المتحدة من الإطاحة بنظام الحكم في كوبا أو إيران أو فنزويلا، لأن الدّعم والإلتفاف الدّاخِلِيَّيْن لا يزالان أقْوى من المعارضة، وفي سوريا، خَنَقَ النظام حُلفاءه المحتملين في الدّاخل، مما أضْعَفَ الجبهة الدّاخلية، وسَهَّل عمَل أعداء النظام والدّولة والشعب في سوريا، وسقط النّظام ليحل محله نظام يُرْضِي الولايات المتحدة وتركيا والكيان الصهيوني، لكن هل يُرْضِي الشعب السوري؟ اكتملت السيطرة العسكرية لهيئة تحرير الشام على الوضع الدّاخلي بدعم تركي مباشر، وبمباركة الكيان الصهيوني والولايات المتحدة والإتحاد الأوروبي وروسيا، مما يُفسِّر صَمْتَ قيادة هيئة تحرير الشام بشأن هذه القوى الخارجية الثلاث التي تحتل كل منها أجزاء من سوريا... في مُقابل هذا الدّعم الخارجي، بدأت بعض مظاهر المقاومة المُحتشمة لهيمنة المليشيات الإرهابية التي نشرت الفوضى وعمليات السّطو المُسلح، وتمثلت مظاهر المقاومة في تشكيل "لجان حماية الأحياء" في بعض المدن في محاولة للوقاية من عمليات السّطو والسرقة باستخدام السّلاح الذي ساهم الكيان الصهيوني في انتشاره، بعد قصف الثكنات ومواقع الجيش السوري، خلال هجمات المليشيات الإرهابية، كما تمثلت مظاهر المقاومة السّلمية في تنظيم تجمُّعات مفتوحة وتحركات وفعاليات في معظم المدن، ومنها تجمّع مئات المواطنين في ساحة الأمويين بدمشق، تحت شعار "سوريا مَدَنِيّة ( أو غير دينية) وعلمانية وتعدّدية " وتجمع مدينة اللاّذقِيّة، وكانت هذه التّجمّعات مفتوحة، وناقش المُشاركون مستقبل سوريا، كما نَشَرَتْ منصّات التواصل "الإجتماعي" دعوات إلى لقاءات ومبادرات وحوارات حول دستور تعدُّدِي يُراعي تعدُّدِيّة الشعب السوري في إطارٍ يجمع كل السوريين من أجل البحث عن حلول للمشاكل الإقتصادية والسياسية والاجتماعية وصياغة برامج سياسية واقتصادية واجتماعية مناسبة للمجتمع السّوري التّعَدُّدِي... لقد بدأت الإحتجاجات – المُحْتَشَمة – ضدّ حُكْم المليشيات الإرهابية، في دمشق ( ساحة الأُمَوِيِّين) كما في مناطق أخرى، لأن الشعوب تَطْلُبُ تحسين ظروف الحياة اليومية وقدرًا أدنى من الحريات وتريد أجهزة دولة تُشرف على تنظيم الإدارة وشؤون البلاد الإقتصادية والسياسية بما يخدم مصلحة أغلبية المواطنين، دون تفرقة أو مَيْز بينهم، ولا يمكن لمجموعات الدّين السياسي التي يُشكّل السّلاح أهم عوامل قُوَّتِها أن تُحقّق العدالة والمساواة... ترافقت هيمنة المليشيات الإرهابية على البلاد مع تكثيف عربدة الكيان الصهيوني واحتلال المزيد من الأراضي السورية، ومع تَوَسُّعِ نُفُوذ الولايات المتحدة وتركيا، وتقليص نفوذ إيران وروسيا، ولذلك فإن النضال ضد الإحتلال الأجنبي وضد النفوذ المُتعاظم لتركيا والكيان الصهيوني والولايات المتحدة، يُعدّ من أوْلويات النّضال الوطني، إلى جانب النضال الدّيمقراطي من أجحل الحريات العامة، السياسية والفردية، ومن أجل المُساواة بين المواطنين ومن أجل إعادة إعمار البلاد والسيطرة على الثروات المحلية والإستثمار في مجالات الفلاحة والصناعات المحلية... تتلخّص طبيعة السّلطة الجديدة ( سُلطة الإسلام السياسي المُسَلّح) في الخبر الآتي: حاولت مليشيات هيئة تحرير الشام نزع سلاح المنظمات الفلسطينية بالقُوّة المُسلّحة التي لا تستخدمها ( ولم تستخدمها أي من منظمات الإسلام السياسي غير الفلسطينية) ضد القوات الصهيونية المتواجدة في محافظة "ريف دمشق"، على بُعْد حوالي عشرين كيلومترًا من دمشق... حصلت اشتباكات بين الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين وقوات هيئة تحرير الشام على الحدود السورية اللبنانية في بلدة قوسايا، خلال محاولة المليشيات الإرهابية دخول مقر الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، "لمُصادرة الأسلحة" بعد الإنذار الذي وجّهته إلى المنظمات الفلسطينية ب"حَظْرِ وجود السلاح أو إنشاء معسكرات تدريب أو مقرات عسكرية، والإكتفاء بالعمل السياسي والخيري تحت مظلة الدولة السورية"، أي: حَظْر كافة أنشطة المقاومة الفلسطينية في سوريا...
*هذا المقال مُتمّم لمقال سابق بعنوان: سوريا - الأهداف الخَفِيّة للولايات المتحدة - مكانة النفط والغاز في عملية تدمير سوريا - الطاهر المعز
#الطاهر_المعز (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
تونس 17 كانون الأول/ديسمبر 2010 – 2024
-
سوريا - من الأهداف الخَفِيّة للولايات المتحدة
-
متابعات، نشرة أسبوعية – العدد الثاني بعد المائة، بتاريخ الرّ
...
-
عيِّنات من الديمقراطية الأمريكية
-
سوريا بعد انهيار النّظام – من المُستفيد وأية آفاق ؟
-
سوريا في ظل الصراعات الدّولية
-
مصر، وضع اقتصادي سيّء وآفاق محدودة
-
متابعات، نشرة أسبوعية – العدد الواحد بعد المائة، بتاريخ السا
...
-
اليمن بين العمل الإنساني والجَوْسَسَة
-
عَسْكَرَة التكنولوجيا وتحويلها إلى سلاح اقتصادي أو حَرْبِي
-
سوريا ضمن مُخَطّط -إعادة تشكيل الشرق الأوسط-
-
الصحراء الغربية: فرنسا والمغرب ينتهكان -القانون الدولي-
-
مَجْزرة -ثياروي- - السنغال 01 كانون الأول 1944 – 2024
-
متابعات، نشرة أسبوعية – العدد مائة، بتاريخ الثلاثين من تشرين
...
-
ضرورة مُقاومة مخططات الولايات المتحدة والكيان الصهيوني
-
متابعات، نشرة أسبوعية – العدد التاسع والتّسعون، بتاريخ الثال
...
-
السنغال – ظروف وآفاق فَوْز حزب -باستيف- المُعارض
-
استغلال الكوارث من قِبَل المخابرات الأمريكية وشركاتها
-
الدّيمقراطية الأوروبية في الغِرْبال الفلسطيني
-
الإتحاد الأوروبي مدرسة فساد
المزيد.....
-
هجوم دهس ألمانيا.. المشتبه به طبيب سعودي عمره 50 عاما والخار
...
-
3 عوامل تبرز باجتماع أحمد الشرع -الجولاني- والوفد الأمريكي..
...
-
لحظة سقوط صاروخ حوثي وسط تل أبيب
-
إسرائيل تؤكد إصابة 14 شخصا بعد إطلاق صاروخ من اليمن استهدف ت
...
-
ترحيب عربي بقرار أممي يدعو العدل الدولية لبحث قضية أونروا
-
ما الذي نعرفه عن حادث الدهس في سوق لعيد الميلاد بألمانيا.. و
...
-
سقوط صاروخ أطلق من اليمن بشكل مباشر وسط تل أبيب
-
استهداف مركبة عسكرية إسرائيلية غربي جنين والاحتلال يقتحم طول
...
-
صفارات الإنذار تدوي وسط إسرائيل.. والجيش: إطلاق صاروخ من الي
...
-
البرادعي يعلق على زيارة الوفد الأمريكي إلى دمشق بعد سقوط الأ
...
المزيد.....
-
لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي
/ غسان مكارم
-
إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي-
...
/ محمد حسن خليل
-
المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024
/ غازي الصوراني
-
المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021
/ غازي الصوراني
-
المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020
/ غازي الصوراني
-
المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و
...
/ غازي الصوراني
-
دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد
...
/ غازي الصوراني
-
تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ
/ غنية ولهي- - - سمية حملاوي
-
دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية
/ سعيد الوجاني
-
، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال
...
/ ياسر جابر الجمَّال
المزيد.....
|