أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - كرم خليل - مواقع التواصل الاجتماعي حديث في الإيجابيات والسلبيات














المزيد.....


مواقع التواصل الاجتماعي حديث في الإيجابيات والسلبيات


كرم خليل
كاتب

(Karam Khalil)


الحوار المتمدن-العدد: 8197 - 2024 / 12 / 20 - 02:51
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


تُعَدُّ مواقع التواصل الاجتماعي واحدة من التحولات الثقافية والفكرية الكبرى في عصرنا الحديث، حيث تجمع بين البشر على منصة افتراضية وتتيح لهم التواصل وتبادل الأفكار عبر حدود الزمان والمكان. تجسد هذه المواقع حالة من التناقض الوجودي؛ فهي قد تكون ساحة للتواصل الإنساني العميق والتعبير الحر، ولكنها في الوقت ذاته قد تتحول إلى مسرح للسطحية والتلاعب بالعواطف. إن استخدام هذه الأدوات الافتراضية يتوقف على مدى الوعي الفلسفي والقدرة على التفكر في كيفية تأثيرها على حياتنا وقيمنا. من خلال استكشاف طبيعة وجودنا الرقمي، يمكننا فهم دورنا في تشكيل هذا العالم الافتراضي وتأثيره على هويتنا ومعرفتنا بالعالم الحقيقي.
فمواقع التواصل الاجتماعي من أهم الظواهر وأبرزها التي أحدثت تغييراً واضحاً في معالم شخصية الفرد والمجتمع، فهي تقدّم فوائد عدة على الصعيدين الاجتماعي والمهني، كما تسهّل الكثير من الأعمال والمهام.
فقد أحدثت ثورة في كيفية تبادل الأفكار والمعلومات، فهي الوسيلة الرئيسة للتواصل بين الأفراد بسهولة وتبادل المعلومات وانتشار الأخبار.
إذ أصبح بإمكان مستخدميها التفاعل بشكل لا محدود له مع غيرهم من المستخدمين، ونشر أيّ نوع من المعلومات، ونقل الأفكار والصور بطريقة سهلة وسريعة من أيّ مكان، وفي أيّ وقت!
وعلى الرغم من إيجابيات وسائل التواصل الاجتماعي إلا أن له الكثير من السلبيات! كنشر الشائعات وإثارة الفتن بين الأفراد، وتعزيز التعصب، وتفكيك أواصر الترابط الاجتماعي، بالإضافة إلى نشر ثقافة الاستهلاك داخل المجتمعات.
هذا وأيضاً أسهمت في انتشار مفاهيم خاطئة، ودمّرت منظومة القيم الأخلاقية؛ والأخطر من هذا كله أنها فتحت المجال أمام الأشخاص السطحيين والمزيّفين والنرجسيين والمضطربين بالتأثير السلبي في المجتمع.
من هنا ظهرت عبارة "لا تجعلوا من الحمقى مشاهير"
أصبحنا نرى ظواهر لم نكن نراها أو نعلم بها، ونسمع آراء مختلفة متخلّفة ما أنزل الله بها من سلطان لا تمت للعلم والمعرفة بصلة بتاتاً!
ولا شك أن وسائل الإعلام الحديثة وشبكات التواصل الاجتماعي وفّرت لهؤلاء التافهين فرصة للظهور والانتشار والخروج من جحورهم، بعدما تطبّع الناس تدريجياً مع هذا العبث الإلكتروني، من خلال دفع هؤلاء النكرات و الإمّعة الذين لم يكونوا شيئا مذكوراً، إلى مدارج الشهرة ومصاعد النجومية، نتيجة قيامهم بأعمال عبثية وأشياء تافهة.
إنني الان أقف مندهشاً من مرحلة الانهيار المروّعة التي بلغها العقل العربي الذي سيكون في غاية البطء تماماً كسلحفاة تمشي في طريق متعرج، سببه عدوى الأفكار الإلغائية التي تمثل السواد الأعظم في بنية هذا العقل المقيد المشلول.
وهنا يبقى السؤال ما الذي دفع هؤلاء الرويبضة للجوء لمواقع التواصل؟
إنَّ غياب دور الأسرة في تثقيف الأبناء، والعمل على تهيئة جيل صاعد مثقف واعٍ، أدى إلى تحول هذا الشارع الموبوء بكل أنواعه لتشوهات معقدة مختلفة!
ثم إنَّ غياب وسائل الإعلام الحقيقية ونشر الثقافة والمعرفة يعد العامل الرئيسي لذلك.
لا ننسى الحرب ونتائجها والتفاوت الطبقي بالمجتمع في البلدان النامية وخصوصاً للجيل الصاعد.
بالإضافة أن وسائل التواصل الاجتماعي قد دفعت فئة من الأشخاص قليلي الثقة بالنفس, المهزوزين والمضطربين نفسياً!
بالتكلم عن موضوعات مختلفة لا يمكنهم التعبير عنها في الحياة الواقعية من خلال قولاً أو فعلاً لشياء لا تمت للواقع بصلة!
فليس كل من ادعى السعادة ومتألق، عاش حياة وردية في الحقيقة.
ناهيك عن الظروف الاقتصادية الصعبة التي يعيشها العديد من الأشخاص. كما لا ننسى الظروف الاجتماعية التي دفعت العديد منهم للانكباب على مواقع التواصل الاجتماعي بمختلف أنواعها لينتقلوا من عالمهم المرير وظروفهم الحياتية العصيبة إلى عالم افتراضي لا يمت للواقع بشيء .
حيث أن الفراغ القاتل والملل ورتابة الحياة لدى بعض الأفراد أوجد أرضاً خصبة على مواقع التواصل الاجتماعي للهروب من واقعهم المرير.
كما أنها سمحت لفئة من الأفراد التي تعاني الرهاب الاجتماعي من التعبير عن أفكارهم وآرائهم المختلفة، وربما عقدهم ونواقصهم!
مع هذا كله، لا يعني أن الجميع مهتمون بالتفاهات! فهناك العديد من الأشخاص الذين يبحثون ويتفاعلون مع المحتوى الجاد والمفيد. فمن المهم أن نوازن بين الترفيه والتثقيف، ونختار المحتوى الذي يلبي اهتماماتنا، ويساعدنا في النمو والتطور.
أخلاق تنحدر، ذائقة تتشوّه، ثقافة تتسطّح، قيم تتلاشى، جيل كامل يضيع.
فمن المسؤول عن هذا كله؟!
نعم إننا نحن كلنا مسؤولون عن ذلك!
حيث يجب علينا أن نكون واعيين بالآثار التي يمكن أن تترتب على استخدام هذه المواقع على نحو مفرط، ونعمل على تعزيز توازن صحي بين العالم الرقمي والعالم الحقيقي.
أخيراً، أحب أن أنوه بأن وسائل التواصل الاجتماعي هو سلاح ذو حدين، قد يكون أداة تسهم في الحفاظ على قيم وثقافة المجتمع إذا استخدمت بالطريقة السليمة، وقد تكون أداة خطيرة لنشر السلوكيات المخالفة للمفاهيم والاعراف والثقافة المجتمعية الحضارية الراقية.
فالمعيار في هذا كلّه آلية الاستخدام والوعي الكامن وراءها والرؤية نحو الاستفادة من مختلف المفرزات الحضارية الجديدة وعلى رأسها مواقع التواصل الاجتماعي.



#كرم_خليل (هاشتاغ)       Karam_Khalil#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المرأة ثورة روحية لا تخمد ولغز لا ينتهي
- كساندرا التي فرضت حظر التجول في سورية لسبعة أشهر
- زلزال أنطاكيا جرح غائر في صفحات التاريخ الإنساني
- التطرف الديني بين الخرافة والبدعة
- سرد حكاية شالوم في رواية قمر أورشليم
- شيزوفرينيا الديموقراطية في ربوع مزرعة الأسد
- تأرجح العلاقات التركية تدفع ثمنه ادلب السورية وسط تنازلات تر ...
- صراع القرن وحرب فرض النفوذ
- أكذوبة -نظرية المؤامرة- غيّبت الشعوب العربية عن الصراع العال ...
- الحرية بين الإعتقاد والحقيقة
- أسباب النكوص في المسار الثوري
- المجتمع المدني كجوهر ثقافي في حياة الشعوب
- دور المجتمع المدني في بناء المجتمعات
- الأمل إكسير الحياة ودفقها المتجدد في الروح
- في ظل اضمحلال التنوير وسطوة التعصب: كيف يتعامل الإسلاميون مع ...
- الحرب في مواجهة الهوية: سوريا نموذجاً
- سرطان البيروقراطية.. النمسا نموذجاً
- الألم ديدن الإبداع ودفق الحياة
- فوضى الإسلام السياسي: بين حماقة الأداء واستغلال المنهج
- حديث مستفيض في ماهية الحب


المزيد.....




- ترامب يطلب من الكونغرس أن يغلق الحكومة الآن وليس بعد أن يتول ...
- تحذير من جنود سابقين: لا تستهينوا بقوات كوريا الشمالية في رو ...
- قصص صادمة عن حياة نساء داخل سجن -إيفين- سيء السمعة في إيران ...
- استطلاع: غالبية الألمان لا يؤيدون التعجل في إعادة السوريين
- القوات الروسية تتقدم غرب دونيتسك
- لبنان.. انتخاب الرئيس يدخل حيز التنفيذ
- بوغدانوف بالجزائر لبحث الملفات المشتركة
- -القسام-: مقاتل في صفوفنا تنكر بزي جندي إسرائيلي بعد قتله وف ...
- الهند: بعد 40 عاما، لا يزال سكان بوبال يعانون من عواقب أسوأ ...
- مايوت: سكان غاضبون ومنكوبون بعد الإعصار يستقبلون ماكرون بصيح ...


المزيد.....

- لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي / غسان مكارم
- إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي- ... / محمد حسن خليل
- المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024 / غازي الصوراني
- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - كرم خليل - مواقع التواصل الاجتماعي حديث في الإيجابيات والسلبيات