أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حسن ميّ النوراني - محراب البهجة: راية الحبّ البيضاء - رواية تؤسس أدبا كنعانيا (12)















المزيد.....


محراب البهجة: راية الحبّ البيضاء - رواية تؤسس أدبا كنعانيا (12)


حسن ميّ النوراني
الإمام المؤسِّس لِدعوة المَجْد (المَجْدِيَّة)


الحوار المتمدن-العدد: 8196 - 2024 / 12 / 19 - 22:02
المحور: الادب والفن
    


*اطلب/ي الرواية كاملة من المؤلف بالاتصال على واتساب 972592588528+

أطفال غزة بين الموت والهلع... مَن المسئول؟!

صور منقولة عن وكالات الأنباء

بعد يوم واحد من وصول البروفيسور إلى حجرة بهيجة، احترقت قلوب أهل قطاع غزة في جحيم حرب جديدة... في الحادي عشر من مايو/أيار 2021م بدأت الحرب الإسرائيلية الرابعة ضد شعب أعزل يدافع عن حقه في الحياة ويطالب بالحرية والكرامة! كتب البروفيسور تقريرا أرسله إلى صحف عالمية:
مستوطنون صهاينة عنصريون غاصبون يهددون بطرد لاجئين كنعانيين من منازلهم التي يقيمون فيها منذ عام 1956م... من حق الكنعانيين أن يرفضوا إخلاء منازلهم القائمة فوق أرضهم التاريخية! هؤلاء اللاجئون من عائلات فرت من الموت عام 1948؛ الميليشيات الصهيونية العنصرية الغازية الغاصبة المعتدية ارتكبت مجازر وحشية ضد أصحاب أرض كنعان الشرعيين؛ الميليشيات المسلحة في غزة تدافع عن حق شعبها في الحياة والحرية والكرامة، المقاومون في غزة ليسوا إرهابيين، مَن يسلب حقوق الآخرين بالقوة الهمجية هو الإرهابي! في 29 تشرين الأول/أكتوبر 1956م، ارتكب حرس الحدود الإسرائيلي مجزرة بشعة ضد أهالي قرية كفر قاسم الكنعانية أودت بحياة (49) مواطنا عربيا منهم (23) طفلا... بينهم جنين قُتل مع أمه وطفل في الرابعة ومسنّ في التسعين! منذئذ وضميري يلسعني؛ كنت أحد منفذي الجريمة البشعة، كنت ميت القلب والضمير، أعمى البصيرة! إنني أعتذر؛ أعرف أن اعتذاري لن يعيد الحياة لأولئك الأبرياء، ولكنني أعتذر وأنتقل من جهة الظالمين المعتدين القتلة كارهي الحياة والإنسانية، إلى جهة محبي الحياة المدافعين عن حقوق الإنسانية المشروعة بالسلام العادل؛ أعلن بصوت جهوري عال واثق: أنا مع الكنعانيين، المدافعين عن حقهم في السلام العادل، بالطرق السياسية، وبالطريق المقاوم المسلح، على السواء!
تحت سقف تصدع من قصف عنيف، شنته طائرات حربية أمريكية، يقودها إسرائيليون، واصل البروفيسور، من معسكر اللاجئين الكنعانيين في جباليا، الواقع شمال قطاع غزة، كتابة تقريره:
لم أعد مؤمنا بحل الخلافات بالحروب؛ منذ التقيت مع مؤسِسة منتدى الحرية في يافا، ماريا بنت ماريا اليهودية، أيقنت أن هناك طريقا آخر للحياة؛ الحب! ولكن دولة إسرائيل عنصرية غاصبة تؤمن بالموت وتدمير الحياة!
عام 1988م، نبذت القيادة الكنعانية الرسمية العنف، وأدانت كل عمل مسلح يقاوم إسرائيل؛ في عام 1993م، تنازلت القيادة الكنعانية الرسمية، عن (78%) من حق شعبها التاريخي المشروع في أراضي كنعان، واعترفت بمشروعية قيام دولة إسرائيل، مقابل اتفاق جائر، فرضه قوي غاشم، تدعمه قوى دولية تزعم أنها تدافع عن حقوق الإنسان، على ضعيف مخذول لا يسانده شقيق قريب أو غريب بعيد!
سمحت دولة إسرائيل الغاصبة للكنعانيين بإقامة سلطة حكم ذاتي انتقالي في قطاع غزة، وبعض مناطق في شرق أرض كنعان معروفة بالضفة الغربية لنهر الأردن... نصّ الاتفاق المعروف باتفاق أوسلو، على إجراء مفاوضات تنتهي قبل بدء العام الثالث من تاريخ توقيعه في واشنطن في 13 سبتمبر/أيلول 1993م، تنتهي بإقامة دولة للشعب الكنعاني، قبل عام 1998م، في مناطق سلطة الحكم الذاتي، وتعالج قضايا أساسية للشعب الكنعاني، هي قضايا اللاجئين والقدس والحدود والأمن والمستوطنات الصهيونية المقامة في مناطق أحتلتها إسرائيل خلال حربها ضد العرب عام 1967م...
ترفض دولة إسرائيل الانسحاب من الأراضي الكنعانية التي احتلتها عام 1967م، وتحاصر قطاع غزة، حصارا خانقا، منذ فازت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) في انتخابات نزيهة، عام 2005م، لاختيار أعضاء مجلس الحكم الذاتي الكنعاني التشريعي، وشنّت على سكان غزة المسالمين، أربعة حروب دامية ومدمرة، بدعوى انطلاق صواريخ بدائية محلية الصنع، من قطاع غزة، هي في الواقع، تنقل رسالة للعالم، تطالب برفع الحصار الجائر، وإنقاذ الأطفال والنساء والرجال، من موت وعذابات الفقر والمرض والسجن والبطالة والبؤس والمهانة... وفي الضفة، يتفاقم توغل وتغول المستوطنات الصهيونية، في أراضي الكنعانيين، بدعم إسرائيلي مخطط ورسمي، وتحاصر أهالي الضفة الغربية بجدار اسمنتي، يعكس مرضا قديما جدا، لدى المؤمنين بالتوراة والتلمود، حاصرهم في غيتو مرضي نفسي وعقلي، باختيارهم، وبتوهمهم أنهم شعب الله المختار، مقابل الشعوب الأخرى البهيمية، الأغيار أو الغوييم، كما تسميهم الكتابات اليهودية الضالة! إسرائيل غيتو الصهيونية المعاصرة... راية الحب البيضاء، دعوة لتحرير الصهاينة العنصريين الغاصبين، من سجن الغيتو الكريه المظلم الظالم...
تابع كاتب التقرير:
ويواصل المعتدون الصهاينة، استفزاز مشاعر المسلمين في الحرم القدسي في مدينة القدس ذات التاريخ الكنعاني العربي الممتد إلى ما قبل خمسة آلاف عام، وترفض الحكومات الإسرائيلية على اختلاف مكوناتها الحزبية الصهيونية، الاعتراف بحق الكنعانيين في اتخاذ الشطر الشرقي من المدينة المقدسة، عاصمة لدولة يحلمون بإقامتها... وبتصرف أهوج، من رئيس الولايات المتحدة الأمريكية المدعو دونالد ترامب، أعلن اعتراف بلادة بالقدس كلها، عاصمة أبدية موحدة لدولة إسرائيل؛ ترامب وجه وقح قبيح للرأسمالية العالمية القاهرة الظالمة المعتدية على حقوق الإنسان الأصيلة الفطرية في الحرية المبتهجة... راية الحب البيضاء، رايتي، تجاهد جهادا إنسانيا روحيا لإقامة وطن الحرية المحبة المبتهجة بنور رب العالمين... سينطلق هذا الوطن من محراب البهجة الذي سنشيده في فضاء بيت المقدس، بمدينة القدس، العاصمة الموحدة الأبدية، لوطن النور والحرية والحب والبهجة القادم في أرض كنعان!
من محراب البهجة سيبدأ مجد الإنسان...
واصل كاتب التقرير التقرير:
وقد خاب أمل الكنعانيين، في دعم الأقارب والأباعد، لتحقيق حلم العودة إلى قراهم ومدنهم وحقولهم وبحرهم وسمائهم... وتواصل إسرائيل سياسة خنق حياة شعب كان هنا، في جميع أراضي كنعان، دائما وبلا انقطاع... تواصل دولة إسرائيل، عدوانها الآثم، ضد حق الإنسان في الحرية على أرضة وتحت سمائه!
أنا الآن، هنا في غزة، أدافع مع الكنعانيين، عن حقهم المشروع في نيل الحرية على أرض أجدادهم، وفي بهجتهم بالحياة الآمنة وبالعدل والسلام...
*****
طلب البروفيسور من مساعدته وسام، رفع راية الحب البيضاء فوق باب حجرة بهيجة...
- هذا لن يكون مستحبا!
- راية الحب البيضاء تدافع عن حقوقك وحقوق شعبك المشروعة!
- لا يتفق منهجها مع تقاليد مجتمعنا؛ أنا قلت لك منذ اللحظة الأولى، لا تكشف علاقتك بمنتدى الحرية في يافا؛ هنا غير مرْضِيّ عنه!
- أستميحك العذر؛ لكنك تعرفين موقفي، وتقبلين مساعدتي بتفان ورضا عميقين ومخلصين!
- أنا أشاطرك الإيمان براية الحب البيضاء، لكني أخفي ما في قلبي، حفاظا على أمني الشخصي؛ أنا مرأة، وأخشى من اتهامي بالإباحية والفسوق!
- لكن ماريا ليست إباحية ولا فاسقة؛ إنها طاهرة وقديسة كما كانت ماريا أم عيسى، وماريا المجدلية حبيبته الأثيرة إلى نفسه!
- يهود زمان عيسى، اتهموهما بالزنا!
- كانوا آثمين، قلوبهم سوداء ويستغلون الشريعة التوراتية دفاعا عن فسادهم!
- ما زال الحاخامات الصهاينة يرتكبون الإثم ذاته!
- ضميري يعذبني؛ كنت حاخاما صهيونيا، تحت عباءة بروفيسور علماني!
- تستطيع أن تكفّر عن خطيئتك!
- كيف؟!
- تزوجني!
- دينك وتقاليد أهلك لا تسمح لي بنيل هذا الشرف الرفيع!
- أعلن إسلامك!
كنت أتابع ما يجري في حجرة بهيجة، عن طريق التواصل بتقنية الإنترنت... كانت ملامح وجه البروفيسور مسرحا لانفعالات متنازعة، غادرت وسام الحجرة... وسام لا تنقطع عن التواصل معي ومع ماريا وماسة وهابيلة وهابيل وبهيجة ونسرين وجوليا وسارّة وكوثر...
- ماذا تخفين يا وسام؟!
- أريد الخروج من قطاع غزة!
- إلى أين؟!
- إليك...
احتفل أهالي قطاع غزة بإسلام البروفيسور، وسموه: عبد الله، وخطب وسام، وتزوجها بمهر جمعه الفقراء له، وأعرب عن رغبته بالانتقال إلى شقة سكنية في مدينة غزة، لكن وسام رفضت رغبته، وأصرت على الحياة في حجرة بهيجة الصامدة في وجه الموت والقصف الصاروخي الإسرائيلي الفاجر المتعدد...
وسام مثقفة عالية المستوى، وأديبة مرهفة الحس رفيعة الجمال، وتجيد الحديث باللغة العبرية والألمانية والإنجليزية والفرنسية والروسية، مثل عبد الله...
- أمي ولدتني هنا يا عبد الله!
- لكن الحجرة رثة بائسة وآيلة للسقوط ولا تليق بأديبة شاعرة مثلك، أنتِ مليكة قلبي، سأبذل كل ما استطيع لتوفير حياة كريمة لك، أنا تركت بلدي وأهلي وقررت أن أقضي بقية حياتي معك، لي غاية واحدة: إسعاد قلبك يا قلبي...
- سأخرج من هنا في حالة واحدة...
- ما هي؟!
- حين أستطيع الحج إلى منتدى الحرية...
- ما السبيل إلى ذلك؟!
- بزواجي منك، بات طريق حصولي على جنسيتك الألمانية ميسورا، وحينها، سأذهب إلى يافا، وألتحق براية الحب البيضاء...
- ولكنني لن أستطيع مصاحبتك إلى هناك، ولا أستطيع فراقك!
- أنت الآن مسلم يا عبد الله، وتقيم في غزة، تزوج امرأة أخرى!
- هذا يصدمني!
- نحتاج إلى صدمة عميقة، تعيد للإنسان وعيه المفقود...
- أنا عدت إلى وعيي؟!
- ليس تماما يا زوجي الحبيب!
- زوجي الحبيب؟!
- أجل؛ أنت زوجي الحبيب...
- تحبينني وتطلبين مني الزواج من غيرك؟!
- الحب ليس تملكا يا بروفيسور؛ الحب حرية مبتهجة... ألم أقل لك إنك لم تعد إلى وعيك تماما؟!
- غلبتني حجتك...
امتثل عبد الله لإرادة وسام، وترك لها حرية اختيار زوجة أخرى له... ترك زوجته الكنعانية الثانية، وغادر قطاع غزة، وفي وقت واحد، سافرت وسام إلى منتدى الحرية، وعاد عبد الله إلى زوجته الجديدة... أنجب منها أطفالا كثيرين، تزاحموا مع أبويهما في حجرة بهيجة... ماتت أمّ أطفاله الكنعانيين، حزن طويلا حزنا عميقا... ورثَتها وسام بقصيدة بليغة التأثر والتأثير، قرأتها عليه عن بعد...
وسام تهيم بي عشقا مجنونا، ولم تخفي عاطفتها نحوي، فاقترحت ماريا علينا الزواج، اشترطتُ موافقة زوجها البروفيسور عبد الله... بكى الرجل وذرف دموعا أشعلت النار في قلبي، ثم بارك زواجنا... اتصلت وسام مع جوليا، وطلبت مساعداتها لإنشاء دار صحافة ونشر؛ جوليا الفضاء المفتوح ازدادت حبا لي وإخلاصا لراية الحب البيضاء، وبكرمها المعهود، وافقت جوليا على تقديم مساعدتها السخية لوسام... انضمت نسرين الصحافية إلى مشروع وسام... قالت ماريا: نحن نتقدم بخطى حكيمة، وعانقتني وعانقت نسرين ووسام، بذراعيها وقلبها وعينيها الباسمتين الساحرتين...
- أزداد حبا لك يا ماريا... أنت أول الحب وأول انتصاراتي...
- حبكَ يطهرني يا حامل راية الحب البيضاء يا أبا ماسة...
- أزداد حبا لكل نسائي...
- السبعة! بورك حبك وزيد لك من النساء ما تشاء!
تزوج عبد الله من كنعانية ثالثة، وأنجب منها عشرة أطفال آخرين في حملين، استغرق كل منهما عشرة أيام، بفاصل مدته يومان؛ أطفاله العشرة من زوجته الكنعانية المتوفاة، ولدوا من حملين أيضا خلال شهر واحد... تساءل عبد الله في سرّه، عن سبب هذه الظاهرة العجيبة وغير المسبوقة؟ وعدت وسام بتكليف علماء اختصاصيين عالميين ذوي علاقة بالموضوع، بإجراء بحت علمي يكشف سرّ خصوبة المرأة الكنعانية وسرعة حملها الاستثنائية... تكفلت جوليا بتوفير المال اللازم لإتمام البحث...
- المنهج العلمي التجريبي غير مؤهل لبحث هذه الظاهرة الاستثنائية العجيبة يا وسام!
- ما السبيل إذن؟!
- العلم المجافي للروح غرور أعمى وأصمّ وأبْكم...
- الإنسان حقق قفزات علمية واسعة!
- لكنه يزداد شقاءأ وفقرا وبؤسا؛ القنبلة التي دمرت هيروشيما كانت إنجازا علميا؟! وطائرات إسرائيل الأمريكية التي تقتل أطفالنا إنجاز علمي أيضا؟!
- ثورة السايبر وتقنية التواصل الإليكتروني إنجاز علمي؟!
- إنجاز قاتل ما دام بلا روح تهديه وتضبطه!
- تقنية الإخصاب خارج الرحم إنجاز علمي؟!
- تقنية حمل خمس أجنة معا وولادتهم سالمين في عشرة أيام إنجاز لإرادة الحياة وانتصار للروح على تقنية الموت الإسرائيلية...
- راية الحب البيضاء تعلو وتنتصر...
عشرون طفلا يلهون بحرية محبة مبتهجة في حجرة بهيجة، وأمّ وأب محبان مبتهجان بإرادة الحياة المنتصرة؛ والكنعانيون يرقصون في الشوارع ويوزعون الحلوى احتفالا وابتهاجا بتحرر ستة من أبطالهم من سجن إسرائيلي من خلال نفق حفروه بقلم وملعقة طعام ...
- لكننا اعتقلناهم في نهاية المطاف وأعدناهم إلى غياهب السجون؟!
- اعتقلتم ظلامكم وظلمكم... الحرية فطرة خلقتنا ولا تنهزم... الله حرية أيها الجاهل العنصري الباغي المغتصب، سترحل أنت من التاريخ وسينتصر الحب الذي انتصر في حجرة بهيجة... أبناء البروفيسور عبد الله سينتصرون...
- أنتِ إرهابية يا نسرين، ويجب طردك من هنا فورا؛ مكانك هناك في حجرة بهيجة تحت سقف الإرهاب المعادي لدولة إسرائيل واحة العلم والديمقراطية!
- كذبتَ وخسئتَ وبئستَ وخسرتَ والعار لك والشنار لدولتك العنصرية...
- نحن سادة منطقة الشرق الأوسط والعرب يندفعون نحونا وسلطة رام الله الكنعانية لم تحرك ساكنا حين اقتحمنا جنين واعتقلنا الإرهابييْن الهاربِيْن وأعدناهم ليمثلوا من جديد أمام محكمتنا العادلة؟!
- عبد الظلم العنصري الغاصب الوحشي القبيح القاتل مثلك لا يكون سيدا ولا عادلا أيها الجندي الغارق في جهلك وبغيك المأجور لأعداء الإنسانية الشياطين الحاقدين... مثلك يأكله دود القبر ويلعنه التاريخ الصادق... عُد إلى رشدك وتُب وأحبّ وأحسِن قبل فوات الأوان... راية الحب البيضاء فضاء مفتوح للتائبين وللذين هم يتطهرون ويحسنون عملا...
تاب الجندي... عادت إليه روح الإنسانية النورانية روح الحرية المحبة المبتهجة!
*****
لم أُعرِّس بوسام بعد؛ أنا وهي وماريا ونسرين والجندي التائب ومعنا عن بعد ماسة وهابيلة وهابيل وجوليا ونسائي الأخريات والبروفيسور عبد الله مشغولون بالتفكير في شؤون راية الحب البيضاء ومشروعاتها ومستقبلها!
بدأنا جلسة الحوار... جددنا إيماننا براية الحب البيضاء وتبادلنا القبلات وجاهيا وعبر التواصل الإليكتروني، ودعوت سميرة زوجة عبد الله للانضمام إلينا، وقدمنا لها التحيات الطيبات المباركات وطلبنا أن ترينا أطفالنا العشرين وفاجأتنا بالقول إنها في ساعتها الأخيرة قبل أن تضع عشرين طفلا آخرين بعد حمل استغرق خمسة أيام وأنبأتنا بجذل طفولي وبثقة إنها اكتسبت خبرة اعجازية تؤهلها للإنجاب مستقبلا فور معاشرة عبد الله لها، وأكدت أنها ستنقل خبرتها لجميع النساء الكنعانيات...
- ما سرّ امتلاكك لهذه القدرة الخارقة لخطة الطبيعة المعهودة؟!
- إيماني بالبروفيسور عبد الله الروحي...
- قلتِ إنك ستنقلين خبرتك إلى أخواتك الأخريات، هل تتوقعين أنهن مؤهلات لذلك؟!
- أزْواج مثل البروفيسور عبد الله الروحي يؤهلهن لذلك...
- ماذا يمتلك البروفيسور عبد الله الروحي؟!
- الإيمان القوي الصادق المخلص العامل بربة النور وبهجة الحرية المحبة والعدل والوئام والسلام...
- المجد لك ولزوجك وأطفالك يا سميرة...
- اسألك يا عبد الله، كيف ستوفر حياة كريمة لأطفالك الكثيرين؟!
- من خلقهم يرزقهم؛ الله ضمن الرزق لكل كائن حيّ منذ كان في رحم أمه!
- ما تفسيرك يا سيدة سميرة لاكتظاظ الأرض بالفقراء من كل لون وملّة؟!
- مشيئة الله، وما شاء فعل!
- الفقر شقاء!
- هل الشقاء مشيئة إلاهية يا شيخة سميرة؟!
- لا مشيئة في الأرض وفي السماوات إلا مشيئة الله!
- هل يفعل الله الشر؟!
- لا يُسأل الله عما يفعل!
- يقول فقهاء المسلمين إن حمل المرأة قد يمتد إلى خمس سنين وحملك الأخير لم يجاوز خمسة أيام؟!
- شاء الله رب العدل وجرت عليَّ مشيئته...
- إيمانك يصنعك يا امرأة...
- لم تجب عن سؤالنا: كيف ستوفر لأطفالك احتياجاتهم يا بروفيسور؟!
- أمامي خيارات عدة...
- الأول...؟!
- أنتم تعرفون أنني أحمل جنسية دولة تعاني من نقص في الأطفال، ومن حقي أن أمنحهم جنسيتها، وهي ستوفر الرعاية التامة لهم...
- ما رأي أمهم؟!
- ترفض مغادرة حجرة بهيجة إلا محمولة إلى قبرها!
- هل خطر لك أن تغادر أنت وأطفالك دونها؟!
- كلا؛ لن أفجعها في أبنائها، ولن أفجع قلبي بالابتعاد عنها...
- الثاني...؟!
- قدمت دولة إسرائيل عرضا لي، بالعودة إليها والعفو عني والرجوع لديانتي العنصرية وتخلي سميرة عن دينها الإسلامي وعن حقها وحقوق أطفالها في أرض كنعان، مقابل اصطحابي لأطفالي وأمهم، وضمان رعايتنا، بشرط التخلي الكامل العلني عن انتمائي أنا وزوجتي إلى راية الحب البيضاء وإيماني بها!
- ماذا كان ردك؟!
- رفضت دون تأجيل...
- هل استشرت زوجتك؟!
- كلا!
- ماذا ترين يا سميرة؟!
- المسألة ذات وجهين يا وسام!
- الأول...؟!
- أنْ أتخلى عن إسلامي وعروبتي وكنعانيتي وأتنازل عن حقي وحق أطفالي في أرض كنعان كما سبقني إلى ذلك قيادة مهزومة تعجلت حصاد الشوك ولم يثمر عملها إلا مزيدا من العناء والشقاء لشعبي ومزيدا من اغتصاب أرضنا وقتل أطفالنا وشبابنا وانشقاق جسمنا إلى راية خضراء وثانية صفراء وثالثة سوداء ورابعة حمراء وخامسة حائرة وسادسة بائسة وسابعة هاربة وثامنة خائرة وتاسعة لكروش طامعة وعاشرة منافقة وحادية عشرة غائبة واثنتي عشرة يائسة وثلاث عشرة فرت إلى الخبال ورابع عشرة تنتحر...
- الثاني...؟!
- أستعيذ بالله من الشيطان الرجيم وأصمد وأخوض معركة الحياة بقوة الإيمان والعزيمة والجد والصبر ورضا القلب وطمأنينة النفس والتوكل على الله والثقة بنصره القادم لا محالة...
صمتت سميرة وأطرقت ثم رفعت رأسها وابتسمت واستقام ظهرها ونهضت وقالت بصوت جهوري عال ووقار وثقة: حسب استقراء القرآن الكريم، ستزول دولة إسرائيل من الوجود في العام القادم، عام 2022م ... وإن غدا لناظره قريب...
- وبشّر الصابرين...
- وليس العاجزين المتكلين!
- الكاذبين!
- السارقين!
- القامعين!
- الطامعين!
- الخانعين!
- المنغلقين!
- الكارهين!
- المتنابذين!
- المتنازعين!
- البائعين!
- المنافقين!
- الجاهلين!
- ضامري السوء!
- هل تؤمنين براية الحب البيضاء يا سميرة؟!
- أؤمن بزوجي سيدي البروفيسور عبد الله اليهودي المسلم الروحي...
- هل يميل قلبك إلى الانتقال إلى أراضي كنعان المحتلة منذ عام 1948م؟!
- هذا حق لي ولأبنائي...
- هل تقبلين الشروط الإسرائيلية؟!
- كلّا... كلّا...
- هل تخشين من إجبارك على خلع قناعك إذا انتقلت إلى بلد زوجك الأصلي؟!
- فُقد الاتصال معها قبل أن تُجيب؟!
- لما اختفت؟!
- قد يكون سبب ذلك انقطاع التيار الكهربائي عن حجرة بهيجة...
قطاع غزة يغرق في الظلام؛ هيا بنا يا عروسي يا وسام... آن لنا أن نشق البحر معا وننعم بحب خاص حميم...

*اطلب/ي الرواية كاملة من المؤلف بالاتصال على واتساب 972592588528+



#حسن_ميّ_النوراني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- محراب البهجة: راية الحبّ البيضاء - رواية تؤسس أدبا كنعانيا ( ...
- محراب البهجة: راية الحبّ البيضاء - رواية تؤسس أدبا كنعانيا ( ...
- محراب البهجة: راية الحبّ البيضاء - رواية تؤسس أدبا كنعانيا ( ...
- محراب البهجة: راية الحبّ البيضاء - رواية تؤسس أدبا كنعانيا ( ...
- محراب البهجة: راية الحبّ البيضاء - رواية تؤسس أدبا كنعانيا ( ...
- محراب البهجة: راية الحبّ البيضاء - رواية تؤسس أدبا كنعانيا ( ...
- محراب البهجة: راية الحبّ البيضاء - رواية تؤسس أدبا كنعانيا ( ...
- محراب البهجة: راية الحبّ البيضاء - رواية تؤسس أدبا كنعانيا ( ...
- محراب البهجة: راية الحبّ البيضاء - رواية تؤسس أدبا كنعانيا ( ...
- محراب البهجة: راية الحبّ البيضاء - رواية تؤسس أدبا كنعانيا ( ...
- محراب البهجة: راية الحبّ البيضاء - رواية تؤسس أدبا كنعانيا ( ...
- المبادرة الكنعانية: بيان الإطلاق - مفتوح للحوار قابل للتعديل ...
- أَنا هُداكُنَّ أُخَيَّاتيْ فَاتَّبِعْنَنِيْ
- قرآن القرآن | تفسير (المغضوب عليهم) و(الضالين) في سورة الفات ...
- كنعان وطن واحد مفتوح لعاشقيه من الناس أجمعين
- طِبّ الرَّبَّة البَهْجة
- يعترينا حياء من الفعل الجنسي.. لماذا؟
- حكاية ابنِ المصلوبةِ أُمِّه
- رواية هدى والتينة (22)
- رواية: هدى والتينة (21)


المزيد.....




- كأنه حقيقة.. فنان يطوّع الذكاء الاصطناعي لينشئ عالمًا من الص ...
- - سينما تدور-.. حتى يصبح الفن السابع في متناول الجميع بتونس ...
- مصر.. رامي إمام يكشف شرط عودة -الزعيم- إلى الساحة الفنية
- بوتين: أشاهد أحيانا مع أحفادي أفلاما مستوحاة من الحكايات الش ...
- هافانا تشهد إزاحة الستار عن تمثال ألكسندر بوشكين
- بعد 12 عاما.. -الجنرال يعود مبتسما إلى سوريا- (فيديو + صور) ...
- حصة السينما الروسية تستمر في النمو مع تطور إطارات تفاعلية
- زنجبار: قصة آخر سلطنة -عربية- في أفريقيا
- قصص قصيرة جداً
- أمَا آنَ لي أنْ ألقى قمري الضائع؟


المزيد.....

- تجربة الميج 21 الأولي لفاطمة ياسين / محمد دوير
- مذكرات -آل پاتشينو- عن -العرّاب- / جلال نعيم
- التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ / عبد الكريم برشيد
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حسن ميّ النوراني - محراب البهجة: راية الحبّ البيضاء - رواية تؤسس أدبا كنعانيا (12)