أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد رضا عباس - النظام في بغداد باقي , وسقوطه مجرد حكي مقاهي















المزيد.....


النظام في بغداد باقي , وسقوطه مجرد حكي مقاهي


محمد رضا عباس

الحوار المتمدن-العدد: 8196 - 2024 / 12 / 19 - 20:52
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


لا تصدق ما يدور من حديث حول العراق ومصيره بعد ان انهارت جبهة المقاومة في غزة ولبنان وسوريا واليمن . العراق بخير وشعبه متماسك وقيادته تعرف حجم المخاطر التي تواجهها . العراق قويا اقتصاديا ومن يزور العراق سوف يندهش بالثورة العمرانية التي تغطي جميع محفظاته , أسعار النفط وان لا تمثل قيمتها الحقيقية في السوق العالمية , الا انها تشكل مصدرا مهما لتكوين الثروة في البلاد. الجيش العراقي قوي ومشهود له بالجراءة والاقدام , وهو يحرس حدود العراق من كل اتجاهاتها بأحدث الأسلحة والمعدات .
العراق مستقرا امنيا وسياسيا , ومن يزور العراق سوف يعرف لماذا يتدافع أصحاب برامج " اكلات الشوارع " من كل حدب وصوب له . انهم يتقاطرون على العراق ليس لكرم العراقيين الغير محدود فحسب, وانما وجدوا الامن الأمان في هذا البلد . لقد رجعت أيام اكل باجة الحاتي ( مطعم مشهور في بغداد يقدم طبق الكوارع ) بعد منتصف الليل .
ومن رقص بسقوط بشار الأسد الغير متوقع , البعض يقول بمؤامرة أمريكية - تركية , عليه ان يتذكر ان النظام العراقي الحالي ليس مثل نظام بشار . في العراق هناك تعددية حزبية , وهناك دستور , وهناك مجلس برلمان منتخب مباشرة من الشعب العراقي , ولا يوجد به مقاطعات محتلة من منظمات ودول , وعنده القدرة المالية الهائلة والتي تكفي ان يعيش العراقيون في بحبوحة اقتصادية .
لا تسمع الى أصوات المحللون والذين تكاثرت فجأة اعدادهم , فاصبح منهم " خبير في الشأن الإيراني "والأخر " بالشأن العراقي", واخر " بالشأن السوري", واخر " بالشأن الروسي " و اخر " بالشأن الدولي " . الغريب ان القليل من هؤلاء يتحدثون الإنكليزية , ولكن اذا تحدثوا , تحدثوا وكان احدهم يأكل إفطاره مع الرئيس الأمريكي كل يوم و يتغدى مع وزير خارجيته وعشاءه مع رئيس وكالة الاستخبارات الامريكية . هؤلاء مرتزقة يعرضون بضاعتهم مثل ما يعرض البقال في سوق خضار الملحاني , في مدينة الكاظمية . في هذا السوق , لا اعني الجميع , يعرض البقال احسن ما لدية من الفاكهة والخضر على راس السلة , ولكن لا يسمح للمشتري الاختيار او التقاط ما يريده , وانما يكون تحت رحمة البقال , وهكذا سوف لن تندهش اذا ذهبت للبيت ووجدت ان نصف ما اشتريته من فاكهة وخضر لا تصلح للاستهلاك. هؤلاء أيضا , تصريحاتهم و خطبهم لا تصلح للاستهلاك او اتعاب الدماغ . انها كلمات مسمومة تغطى بكلام معسول .
مع كل الأسف كانت هناك شخصيات إعلامية كنا نعدها من الشخصيات الوطنية و الرصينة , ولكن بمرور الزمن انزلقت لأسباب غير معروفة من جادة الاستقامة و الصواب, وهي حسنة من حسنات الديمقراطية في العراق. الديمقراطية تكشف معادن الرجال , و النساء أيضا , حيث ان عدم الخوف من قسوة السجان تسمح لمثل هؤلاء عرض بضاعتهم لمن يدفع اعلى الأسعار .
دعني أوضح موقفي من النظام العراقي حتى لا تستنج باني موظف في هذا النظام او عضو بحزب من أحزاب السلطة , لان ما اعطاني الله خير مما اعطاهم . النظام العراقي الحالي ليس نظاما مثاليا , وانما مبتلى بكل أنواع المشاكل . أحزاب سياسية غير متجانسة وغير متفاهمة, محاصصة طائفية و قومية , سلاح كثير ليس بيد الدولة , نزاعات عشائرية , و تفشي الفساد في جميع مرافق الدولة المدنية والعسكرية . ومع هذا , فاني اجد لا خيار للعراقيين احسن من الموجود . لقد جرب العراقيون ثورة تشرين 2019 من اجل تغيير النظام , ولكن اغلب قادة هذه الثورة انتهوا في السجون , ليس لانهم وطنيون وانما فاسدون .
لا يوجد خيار احسن من خيار النظام الديمقراطي . النظام الديكتاتوري لا يمكن إصلاحه الا بموته ولكن النظام الديمقراطي يمكن إصلاحه من خلال الانتخابات الدورية . ولهذا السبب , فان نظام ديمقراطي اعرج خير من نظام ديكتاتوري رئيسه يدخن السيكار الكوبي.
اعرف الكثير من المعلقين الذين يسوقون الخوف والرعب للعراقيين هذه الأيام . وسوف لن أكون مغالى اذا قلت ان هؤلاء ينطلقون من منطلقات طائفية , او الحنين الى الديكتاتورية , او لم يحصل على منصب مهم في الدولة العراقية , او يركض وراء الدولار . هؤلاء كثر و من السنة والشيعة , ومن العرب والكرد .
هؤلاء يركزون هذه الأيام على مسالتين : نزع سلاح الحشد الشعبي وضمه الى الوزارات العراقية والمسالة الثانية طرد ايران من العراق , لكن لا تسمع من احدهم كلمة قلق على مصير غزة و تهشيم سوريا .
في العراق حشد شعبي عربي و بيشمركه كردي . هل سمعت احدهم يطالب بحل قوات البيشمركه مثلا؟ سوف لن يقترب هؤلاء من هذا الموضوع . وان كنت انا ليس ضد الحشد الشعبي او البيشمركة , الا اليس من حقنا السؤال عن سبب التركيز على الغاء الأول وترك الثاني ؟
الهرجة الثانية لهؤلاء " الخبراء" هو حماسهم لطرد ايران من العراق . ليس لدي أي مشكلة لطرد ايران من العراق وان كان هذا غير ممكن وغير معقول , ولكن مشكلتي مع هؤلاء لماذا التركيز على ايران وترك التأثير التركي او الأمريكي على السياسة العراقية . مرة أخرى , لا احد من هؤلاء يتجرأ بطرح مثل هذه المواضيع والا سوف يخرج مفلسا , تماما مثل تاجر في شورجة بغداد شبت النار ببضاعته وليس عنده تامين ضد الحريق , فيقعد مفلسا .
هذه الأصوات خرجت مباشرة بعد سقوط بشار الأسد , ليقولوا لأولياء نعمتهم تعالوا تفضلوا الطريق سالك لكم الى بغداد ونحن من ورائكم . هؤلاء " الخبراء" اتخذوا من زيارة ممثل الأمين العام للأمم المتحدة للسيد على السيستاني ورئيس الجمهورية , وزيارة وزير الخارجية الامريكية المفاجئة للعراق مناسبة لتفريغ ما بجعبتهم من أحلام اليقظة . فاصبحوا ينسجون القصص المشوهة لمشاهديهم , بان الانقلاب في العراق قد يقع قبل مغادرة عام 2024 , واخر يصرخ ويقول عند العراق ثلاث أسابيع فقط لإلغاء الحشد الشعبي , والا يكون العراق في خبر كان , واخر يصرخ ويقول بشار سقط خلال عشرة أيام , بغداد تسقط في ثلاث أيام . التغيير قادم وجميع قادة الفصائل غادرت العراق , وهكذا من ترهات .
والحقيقة , كما تنقلها وكالات الانباء الامريكية هو ان زيارة المسؤول الأمريكي المفاجئة للعراق كان غرضها طمأنة العراق من أي اعتداء من قبل المسلحين في سوريا , بالمقابل طالب من العراق ابعاد الحشد الشعبي من الحدود العراقية السورية , وهذا الخوف نابع من ان " الحبيب الجديد " لأمريكا أبو محمد الجولاني , مسؤول عن جرائم كثيرة في العراق وانه محكوم بالإعدام , كما وطالب المسؤول الأمريكي من العراقيين منع نشاط ايران في العراق خوفا من استفزاز تركيا , الراعي للنظام الجديد في سوريا. من الأخير , النظام العراقي باقي ولا تسمع الى " خبراء" اخر الزمن.



#محمد_رضا_عباس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اسف , لا اعرف ما سيحل بمحور المقاومة , ولكن اعرف كيف تقطعت ا ...
- تراخي جيش سوريا من اسقط الأسد , وهذا هو البرهان
- هل قراءة خبر - واشنطن بوست - الامريكية حول سقوط الرئيس بشار ...
- حتى لا تضيع سوريا بعد التغيير
- لماذا على العرب حماية سوريا , حالا ؟
- ما هو - مرض الجلوس الطويل -, ولماذا يجب محاربته ؟
- كنت في زيارة لبغداد مؤخرا- الجزء الخامس
- - ثورة - ام - هجمة تكفيرية - على سوريا
- كنت في زيارة لبغداد مؤخرا - الجزء الرابع
- كنت في زيارة لبغداد مؤخرا- الجزء الثالث
- كنت في زيارة لبغداد مؤخرا - الجزء الثاني
- كنت في زيارة لبغداد مؤخرا – الجزء الأول
- وجع كتاب احرار من التقاعس العربي والإسلامي تجاه فلسطين
- من ذاكرة التاريخ : تحرير الموصل – الجزء العاشر
- ضرورة نشر التوعية الاقتصادية في المجتمع العربي
- من ذاكرة التاريخ : تحرير الموصل – الجزء التاسع
- من ذاكرة التاريخ : تحرير الموصل – الجزء الثامن
- من ذاكرة التاريخ : تحرير الموصل – الجزء السابع
- من ذاكرة التاريخ : تحرير الموصل - الجزء السادس
- من ذاكرة التاريخ : تحرير مدينة الموصل – الجزء الخامس


المزيد.....




- آثار حروق زادتها جمالا.. شاهد كيف أصبحت هذه الشابة مصدر إلها ...
- ذئب شرس يحاول مهاجمة طفل رضيع بجانب والدته في وضح النهار.. ش ...
- سجدا قبل أن يتعانقا.. شاهد لحظة لقاء سوري بوالدته بعد غياب 1 ...
- الجزائر.. تبون يستقبل نائبي وزيري الخارجية والدفاع الروسيين ...
- مشاة البحرية الروسية يوقعون على راية قبل تسليمها لبوتين
- آلاف الأكراد يدعون إلى وحدة سوريا ويطالبون بحمايتهم
- إعادة فتح معبر جابر الحدودي بين الأردن وسوريا
- لا مستحيل تحت الشمس.. متطوعون يساعدون الأشخاص من ذوي الإعاقة ...
- بدون تعليق: وبدأت رحلة عيد الميلاد.. بابا نويل يجوب العالم ل ...
- 15 دقيقة كفيلة ببطن مسطح: اكتشف التمارين التي تحول جسمك!


المزيد.....

- لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي / غسان مكارم
- إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي- ... / محمد حسن خليل
- المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024 / غازي الصوراني
- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد رضا عباس - النظام في بغداد باقي , وسقوطه مجرد حكي مقاهي