أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عمر قاسم أسعد - ويمدهم في طغيانهم يعمهون














المزيد.....


ويمدهم في طغيانهم يعمهون


عمر قاسم أسعد

الحوار المتمدن-العدد: 8196 - 2024 / 12 / 19 - 18:20
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


( بن علي هرب ) أول كلمات الشعب الثائر على الطغيان وحكم الدكتاتور المطلق والذي عاث فسادا وإفسادا في الأرض والشعب ونهب وقتل وشرد ، ( والآن فهمتكم ) كانت أخر كلماته قبل هروبه وموته في المنفى بعد أن جثم على صدور شعبه أربع وعشرون عاما بالحديد والنار .
وبعده كان ( القذافي ) الذي استمر حكمه ما يقارب اثنان وأربعون عام وقد وصف شعبه بالجراذين ، هذا الشعب الثائر الذي تعلم من شعب تونس بأن الحرية تحتاج للتضحيات .
لتنتقل بعدها الثورة إلى مصر العروبة ضد حكم ( مبارك ) الذي استمر ما يقارب ثلاثون عاما ولم يتعظ من كل الأحداث المحيطه به وكان كل اهتمامه اجراءات توريث ابنه جمال لقيادة البلاد والعباد .
لتقول بعدها اليمن كلمتها ضد نظام ( علي عبدالله صالح ) الذي استمر حكمه مدة ثلاثة وثلاثون عاما معتمدا في تثبيت حكمه على تناحر وصراع القبائل حتى أنه تحالف مع أعداءه الحوثيين الذين قتلوه .
لتنتقل مظاهرات الشعب السوداني لكل أرجاء السودان ضد حكم ( البشير ) والذي امتد حكمه ثلاثون عاما لم يحقق لبلده اي تقدم يذكر معتمدا على تحالفة مع الاسلاميين فقط .
وها هو ( بشارالأسد ) يفر من سوريا قبيل وصول فصائل المعارضة وكان قد حكم سوريا ما يقارب من خمسة وعشرون عاما ــ وامتدادا لحكم والده حافظ ــ ، حيث حكم بشار سوريا بالحديد والنار وكتم على أنفاس شعبه وأمعن في الاعتقال والتعذيب والقتل والتشريد ، واستعان بحلفاءه من روسيا وأيران وحزب الله ضد شعبه الذي ينادي بالحرية والكرامة .
إن كل الثورات وتغيير أنظمة الحكم في البلاد العربية تتشابه في أسبابها حيث فساد الطغمة الحاكمة ونهب البلاد والعباد والتحكم في مصائر الشعوب وممارسة أبشع أنواع التعذيب والقتل والتشريد والاعتقال وتكميم الأفواه ، هي أسباب مشتركة للكثير من الأنظمة العربية التي كانت بممارساتها تشعل المزيد من شرارات الغضب في قلوب الشعوب التي تنتظر ساعة الخلاص لاشعال جذوة الشرار المشتعل في صدورها والانطلاق نحو الثورة ضد حكم الطغاة الدكتاتوريين .
الحكام الطغاة لم يعتبروا ولم يتعظوا وظنوا انهم آلهة يجب على الشعوب عبادتهم والصلاة لهم ، واعتبروا أن البلاد مزرعة خاصة لهم وهي ملك لهم من ماء وهواء وتراب وما فوق الارض وما تحتها ، وان الشعوب ما هم إلا عبيد وخدم يأتمرون بأمرهم وعليهم واجب السمع والطاعة .
قتل بعض الحكام الطغاة بأيدي شعوبهم ، وهرب البعض لينجو بنفسه وقد تخلى عن أقرب الناس إليه ، هربوا رغما عنهم وعم يجرون أذيال الخيبة والهزيمة والعار والخزي ، هربوا وهم يسمعون لعنات شعوبهم تطاردهم ، هربوا وهم يشاهدون أصنامهم تهدم وتجر في الشوارع من قبل الأطفال والذين بالوا عليها ، وشاهدوا صورهم في حاويات النفايات تداس بالأقدام ويبصق عليها ، شاهدوا شعوبهم وهم يقتحمون سجونهم ومعتقلاتهم والتي نطقت حجارة جدرانها بأوجاع وألآم مئات الألاف من شعوبهم ، شاهدوا الشعب الغاضب الثائر وقد استباح قصورهم ــ حتى غرف نومهم ــ التي عمروها من عرق ودماء الشعوب .
سنوات طويلة من حكم الطغاة ولم يحققوا الحد الأدنى من العيش الكريم لشعوبهم ، وقد أصبح المواطن العربي يستجدي لقمة العيش ، ويستجدي العلاج والتعليم والعمل ، يستجدي الكرامة التي سُلبت منه ويستجدي ارادته التي قُيدت .
هي حكمة من الله أن طمس على قلوبهم حتى ينالوا جزاء ما اقترفته أيديهم من إجرام ، إذ كان بإمكانهم الاستماع لمطالب الشعوب وتلمس همومهم ومشاكلهم والعمل على إطلاق الحريات العامة واتباع سياسة الحوار والتصالح معهم، كان بإمكانهم الجلوس مع المعارضة والاستماع لهم والتحدث معهم بلسان الحاكم المخلص لوطنه وشعبه ، كان بإمكانهم الابتعاد عن تشكيل عصابات من الشبيحة والطبيلة والزميرة والسحيجة وأبواق اعلامية صفراء تمتهن الكذب والتضليل ، ولا يظنن الحاكم أنه أذكى من شعبه ، وعلى الحاكم أن يتعظ وأن يأخذ العبر والدروس وأن ينحاز مع شعبه لأن الشعب هو الضامن الوحيد لاستمرارية حكمه .
(( والله يستهزيء بهم ويمدهم في طغيانهم يعمهون )) وقد طبع الله وختم على قلوبهم فأعمى بصائرهم وبصيرتهم عن الحق لينالوا الخزي والعار والذل في الدنيا ، وفي الآخرة جهنم خالدين فيها



#عمر_قاسم_أسعد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ( لمن الملك اليوم )
- ( لمن الملك اليوم )
- الطاغية ( الإله )
- أوسمة وألقاب !!!
- هَتّيفَة الحركة الاسلامية
- النفس في الذات الانسانية / العلاقات الانسانية والاجتماعية
- النفس في الذات الانسانية / رغبات وشهوات (1)
- النفس في الذات الانسانية /غاية الذات
- مهرجان انتخابي
- النفس في الذات الانسانية / الفطرة 2
- النفس في الذات الانسانية/ فهم الذات
- سِفر الكرسي
- النفس في الذات الانسانية / الفطرة
- كاميرا
- النفس في الذات الانسانية / الروح والعقل
- النفس في الذات الانسانية / فكرة الموت
- النفس في الذات الانسانية /المعايير ووعي الوجود
- وتقاعد الشيطان /مسرحية ج2
- وتقاعد الشيطان
- لا تليق بك إلا الشهادة


المزيد.....




- سيدة تجد نفسها بمواجهة مباشرة مع قاتل يفر من الشرطة.. لن تصد ...
- مصر تكشف حقيقة -تأجير الأهرامات- ليوتيوبر شهير .. وزاهي حواس ...
- أحمد الشرع في مقابلة مع بي بي سي يتحدث عن خططه من أجل مستقبل ...
- هوندا ونيسان تجريان محادثات اندماج، فماذا نعرف حتى الآن؟
- بنعبد الله يستقبل الأمين العام لجبهة النضال الشعبي الفلسطيني ...
- تأهب عسكري تركي على حدود سوريا و-قسد- تستعد للتصدي لأي هجوم ...
- سوريا: انخفاض استهلاك الطحين للخبز بمقدار 765 طنا -بعد الضبط ...
- بوتين: بعد استقالة يلتسن وفيت بوعدي وحافظت على دولتي وأنقذته ...
- الجيش الإسرائيلي يعلن اعتراض هدف جوي في منطقة البحر المتوسط ...
- قديروف يقترح أن يحدد عوضا عن الغرب هدفا لـ-أوريشنيك- في أوكر ...


المزيد.....

- لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي / غسان مكارم
- إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي- ... / محمد حسن خليل
- المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024 / غازي الصوراني
- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عمر قاسم أسعد - ويمدهم في طغيانهم يعمهون