ابراهيم ابراش
الحوار المتمدن-العدد: 8196 - 2024 / 12 / 19 - 15:45
المحور:
القضية الفلسطينية
الملاحظ أن المواجهات والتوتر الأمني بين المجموعات المسلحة وقوى الأمن الفلسطينية في الضفة الغربية تتركز في المخيمات دون المدن والقرى كما هو جاري في مخيم جنين.
فلماذا تستهدف إسرائيل المخيمات أكثر من غيرها؟ ولماذا الجهات التي تقف وراء هذه المجموعات المسلحة سواء كانوا قادة حماس والجهاد أو الجهات الخارجية يجندون شباب المخيمات تحديدا؟
هل السبب يكمن في تفشي البطالة والفقر في المخيمات أكثر من القرى والمدن؟! أو لأن سكان المخيمات أكثر وطنية من بقية سكان الضفة؟! أم أن هناك علاقة بين ما يجري في المخيمات وخطة سموترتش والحكومة اليمينية بتصفية قضية اللاجئين وتهجير سكان الضفة للأردن؟
أيضا يمكن أن نتساءل لماذا تُصعد حماس والجهاد عسكرياً في الضفة بعد ما تسببوا فيه من موت ودمار في قطاع غزة وفشلهم في معركة الطوفان؟ وهل من علاقة بين التصعيد في الضفة وموافقة حماس على صفقة هدنة ومطالبتها بوقف الحرب على جبهة قطاع غزة؟
ولنفترض أن أجهزة أمن السلطة الفلسطينية سكتت عن المسلحين فهل ستسكت عنهم إسرائيل؟ وماذا يريد المسلحون في نهاية المطاف وهل يستطيعون تحرير فلسطين أو منع الاستيطان وتعديات المستوطنين؟ أم سيكون مصير الضفة وخصوصا المخيمات نفس مصير قطاع غزة؟
نعم الضفة والقدس وحتى كل فلسطين أراضي محتلة وحرب غزة كشفت أن دولة إسرائيل هي الأكثر إرهابا وجيشها الأكثر قذارة واجراما في العالم وبالتالي المقاومة حق مشروع لشعب فلسطين ولكن المقاومة دون استراتيجية وطنية وتوافق وطني على شكل ممارستها وتوقيته يحولها لعمل ارتجالي يسمح للعدو التفرد بأي مجموعة مقاومة وتصفيتها بل واستغلال أعمالها لتنفيذ مخططات تضر بكل الشعب، وبعد ما جرى في قطاع غزة وانكشاف مخططات العدو في ضم الضفة أو اجزاءَ منها يصبح تعزيز صمود الناس في مدنهم وقراهم ومخيماتهم أرقى واسمى أشكال المقاومة تحديدا في هذا الوقت.
ليس فيما سبق من قول دفاعا عن السلطة ومنظمة التحرير وحركة فتح وقيادتها، فهؤلاء عليهم كثيرا من المآخذ ومارسوا كثيرا من الأخطاء، ولكنه دفاع عن فلسطين والمشروع الوطني وتجنبا من أن تؤدي أعمال الجماعات المسلحة، حتى وإن صدقت نواياهم، إلى تنفيذ مخططات العدو وجهات أخرى.
[email protected]
#ابراهيم_ابراش (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟