|
انطق يا اللسان المكمم واصرخ يا الضمير النائم !
احمد الحاج
الحوار المتمدن-العدد: 8196 - 2024 / 12 / 19 - 11:35
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
(1)
صناعة التقارير الغبية المتعمد لتشكيل الوعي الجمعي بالمقلوب..السي إن إن أنموذجا ! بينما تواصل قوات الكيان الصهيوني اللقيط تقدمها لتحتل وتقضم وتضم المزيد من الأراضي السورية الى كيانها المسخ مستغلة الأوضاع المرتبكة حاليا وعلى الصعد كافة وصولا الى ريف درعا القريب من الحدود السورية-الاردنية وبما يقدر بـ 9 كيلومترات جنوبا و12 كيلومترا في الوسط ، مشفوعا بنزع كل أنواع السلاح من جميع سكان البلدات السورية التي تجتاحها تباعا مع التأكيد على البقاء في قمة "جبل الشيخ" السوري الاستراتيجي المطل على العاصمة دمشق حتى نهاية عام 2025، وأجزم بأنها ستبقى الى ما لا يعلمه إلا الله تعالى بحوزتهم وتحت سيطرتهم ولاسيما بعد تأكيد النتن جدا ياهو على ضم كل هضبة الجولان والى الأبد الى كيانه ضمن ما بات يعرف بخارطة الشرق الأوسط الجديد والتي تعد امتدادا لخارطة برنارد لويس الانشطارية مع دعوة الرئيس الأمريكي المقبل دونالد ترامب، وتشديده على ضرورة توسيع مساحة إسرائيل لأنها ومن وجهة نظره صغيرة وينبغي توسيعها ، وإذا بأرامل وأقارب عملاء الموساد وعناصر الاستخبارات الاسرائيليين يطالبون باعادة رفات أبنائهم والبحث عن مصيرهم في سوريا ، تتصدرهن أرملة الجاسوس الأشهر إيلي كوهين ،المدفون في مكان سري بعد إعدامه عام 1965 في العاصمة السورية دمشق،كذلك يهودا كاتس ، وزميله زفيكا فيلدمان، وكانا قد اختفيا عقب "معركة السلطان يعقوب" عام 1982 في لبنان، زيادة على الجندي جاي هيفر،الذي فقد أثره عام 1997 من القاعدة العسكرية في مرتفعات الجولان . كل ذلك يحدث على الأرض والكيان الجبان يواصل غاراته العنيفة بالقنابل الفراغية والارتجاجية المرعبة داخل العمق السوري وبما تجاوز الـ 500 غارة حتى الآن ، وإذا بي أصعق فور مشاهدتي التقرير الذي عرضته قناة السي إن إن الأمريكية لما زعمت بأنه لمواطن سوري معتقل في زنزانة مقفلة من الخارج وهو يقبع داخلها وحيدا ولايعلم شيئا عن التغيير المدوي الذي حدث في بلاده وكان يرتدي قمصلة في غاية النظافة والاناقة وكأنه قد أدخل الى الزنزانة للتو ليتصرف هو والحراس والمراسلة التي تتجول بزعمها بحثا عن الصحفي الأميركي أوستن تايس" وقد فقد أثره وانقطعت أخباره في سوريا منذ عام 2012 " وبطريقة عرض مسرحية حمقاء للغاية،وغبية الى أقصى الحدود تقودها وتخرجها بمهارة عالية مراسلة أمريكية شمطاء تدعى كلاريسا وارد ،هذه المرأة القمئة التي لها سجل حافل بالاكاذيب وهي ذاتها التي هوجمت من قبل ناشطة مصرية شجاعة عند معبر رفح قبل عام بسبب ترويجها الأكاذيب لصالح قناتها سيئة الصيت والأداء والتاريخ والسمعة ، ومن دون أن تجيب المراسلة على سؤال منطقي مفاده لماذا كانت كل أبواب الزنزانات المجاورة مفتوحة على مصراعيها بعد أن تم إطلاق سراح جميع نزلائها باستثناء هذه الزنزانة المجاورة التي ظلت مقفلة على غير المعتاد ...ولماذا السجين يقبع وحده داخل الزنزانة الكبيرة مع أنها ليست زنزانة انفرادية بعرض متر واحد وبطول مترين ؟ ولماذا لم يظهر لنا المصور عنصر الحرس وهو يطلق الرصاص على القفل ليظهر لنا صوت اطلاقه فقط ؟ ولماذا دخلت المراسلة أولا الى الزنزانة قبل الحرس وظلت تنادي على ما ظهر أمامها ملتحفا بغطاء مرارا وتكرارا من دون أن يجيبها دون أن يتدخل الحارس على الفور لمعرفة الحقيقة وحل اللغز وقد يكون خطرا داهما يهدد حياتهم جميعا ؟ ولماذا لم تشك المراسلة ومن معها بحركات السجين التمثيلية المتكلفة البلهاء على طريقة عادل امام ،والمكشوفة حتى للمدمنين والمدافعين عن الافلام الهندية والمصرية المعروفة بسذاجتها وسطحيتها ؟ الجواب الأمر على هذه الاسئلة وعلى الأسباب التي تقف خلف الغباء المتعمد في صناعة هذا التقرير واعداده لغايات خبيثة وغير معلنة هدفها ما يمكنني تسميته بـ "الغباء الفاضح المكشوف المزدوج لصناعة وعي ما وإعمامه لغرض ما !!" وخلاصته" إن محاولة اظهار سجين يسرح ويمرح وينام على فراش ويلتحف بغطاء نظيف داخل زنزانة كبيرة بمفرده وبملابس أنيقة ونظيفة = بأن كل ما قيل عن الجرب والجذام والقمل والتعذيب وانعدام النظافة والملابس الممزقة القذرة البالية والجوع وتكدس السجناء داخل الزنزانة الواحدة فوقهم فوق بعض وبما يفوق طاقة استيعابها داخل سجون ومعتقلات النظام السوري اضافة الى المكابس والمحارق واحواض التيزاب كلها قصص مبالغ فيها ، وأنها مجرد ادعاءات وأكاذيب للنظام الجديد الصائل للنيل من سمعة سابقه النظام الزائل!! هذا في حال انطلى التقرير على المشاهدين ،أما في حال لم ينطل فرسالته الخبيثة الى المتلقي = أن كل التقارير عن أوضاع السجون السورية وعلى خطاها العربية وأحوال السجناء المزرية هنا أو هناك مجرد ادعاء وفبركة على خطى هذا التقرير وعليك أيها المتلقي العربي أن تشك وتشكك بها كلها وأن لاتصدق بكل ما قيل ويقال عن ظلم وظلام سجون هذا أو ذاك النظام فكثير منها يشبه تقريرنا المزيف المعروض على شبكتنا العالمية العملاقة سي إن إن ..واذا كنا ونحن الشبكة العملاقة بجلالة قدرها نفبرك الأخبار علانية ونزيفها فما بالك بقنوات بديعة مصابني ، و بمبة كشر العربية المضحكة ؟!! أقول فور أن وقع بصري على التقرير وكل ما فيه كاذب ومخادع ومفضوح بشكل صارخ شعرت بأن هناك "لعبة امريكية قذرة تقودها سي إن إن"لأمر ما وفي اتجاه ما، حتى اعترفت إدارة القناة بعد يومين بأن تقريرها مخادع ومضلل بالفعل وأنها قد فتحت تحقيقا في الموضوع ...ولكن لماذا ؟ الحقيقة الصادمة هي أن كثيرا من القنوات الفضائية حول العالم مفبركة ومخادعة ولكل منها طريقته الخاصة ولا غرو أن أكبر مطبخين لصناعة الكذب وتشكيل الوعي الجمعي بالمقلوب تتجسد في غرفة تحرير الاخبار، وبشبكة المراسلين"،الصنف الأول يكذب ويفبرك بحرفية عالية ..أما الصنف الثاني فيكذب ويفبرك بتهور وغباء على طريقة الغوغاء مدفوعا بخلفيته وعصبيته الاثنية الطائفية القومية الدينية السياسية العشائرية وهلم جرا " ولا تغرك العناوين الكبيرة فمعظمها وإن لم يكن كلها جزء من اللعبة الدولية لتمرير الرسائل المطلوب تمريرها ولو بخداع الجمهور والضحك على ذقنه ، إلا أنها تختلف وتتباين فيما بينها بالحرفية والحبكة الدرامية والبروباغندا والأجندة المراد تسويقها ،فهناك من القنوات من يكذب على طريقة الاطفال المفضوحة الساذجة ،وهناك من يكذب على منوال السياسيين المحبوكة الحاذقة ..ويبقى السؤال الأخطر هو " لماذا فبركت سي إن إن تقريرا مفضوحا وكان بإمكانها اتقانه أكثر لتنطلي الخدعة على الجماهير بشأن معتقل سوري في سجون النظام "سرعان ما تبين لاحقا بأنه عنصر فاعل في مخابرات النظام الجوية اسمه سلامة محمد سلامة ويكنى بأبي حمزة كان أحد معذبي وجلادي أقبيتها " وهناك ملايين المعتقلين السوريين الحقيقيين المظلومين وكان بالامكان اجراء مقابلة مع أي منهم ..وببلاش ! - هل تريد هذه القناة المعروفة بالكذب والافتراء ولاسيما ما يتعلق منها باثارة الفتن وقلب الحقائق في الشرق الاوسط ايصال رسالة الى ضباط النظام السوري الزائل قاطبة وبالاخص غير المعروفين منهم وعلى منوالها كثير من الفنانين والممثلين والأدباء والكتاب والصحفيين والشعراء و و ليزعموا ويدعوا ويدرجوا أسماءهم ضمن سجلات المعتقلين والمعذبين زاعمين بأنهم هم أيضا قد تعرضوا الى ظلم النظام الزائل كما فعل غيرهم سابقا في دول مجاورة ليتدرجوا فيما بعد في كل مفاصل النظام اللاحق ويرتقوا في المناصب ويتغولوا بهدف صناعة دولة عميقة موازية للدولة والعمل على تمزيقها واسقاطها من الداخل ، أو كف شرها وضررها وأذاها عنهم ،أو الحصول على منافعها ومكاسبها لصالحهم على أقل تقدير ...؟ هل تريد سي إن إن ،أن تضحك على الشعب الامريكي " أغبى شعب في العالم " فيما يخص التاريخ والجغرافيا والثقافة العامة وواحدهم لايعرف أي شيء خارج حدود الولايات المتحدة وفي جميع المجالات على الاطلاق إلا فيما ندر ولعل ترامب يعد واحدا من هؤلاء فهذا الرئيس السابق والمرتقب لايعلم أي شيء عن أي شيء خارج نطاق الولايات المتحدة وخارج حدود سمسرة العقارات والمصارف والبنوك والفنادق وصالات القمار والكازينوهات وحلبات المصارعة والملاكمة ومسابقات الجمال،ولولا رئاسته لأربع سنين ماضية وبما يحتم عليه معرفة بعض شؤون الأمم والشعوب ،والاطلاع مجبرا على جانب من خارطة العالم وتحديدا التي يدير من خلالها تجارته ،ويراكم ثرواته ، ويزيد من ارصدته ويكدس أمواله ، لما عرف شيئا عن الشرق الأوسط وأفريقيا شيئا قط ..ولما فرق بين اريتريا والصومال ، ولا بين جزر القُمر وعُمان ،ولا بين صنعاء وعدن ،والموصل والبصرة ! وأجزم بأن التقرير - مع وجود نية مبيتة وقصدية صارخة بالفبركة المفضوحة ليسهل اكتشافها - وراءه ما وراءه ولا أستبعد مطلقا من أن يكون الهدف غير المعلن هو " نسف والتشكيك وتكذيب واعادة تقييم كل ما أشيع ويشاع حول مظالم سجون النظام المقبور أيضا من خلال اللغط الحاصل حول فبركة قصة المعتقل إياه والذي تبين زيفه داخل الزنزانة ليصرف العالم نظره عن بقية القصص الحقيقية برمتها ويشكك بصحتها داخل أقبية وسجون النظام النصيري السابق " وما أكذوبة المراهقة الكويتية "نيرة "منا ببعيد وهي ابنة سفير الكويت في الامم المتحدة وقد كذبت أمام عدسات الكاميرا وأعضاء الكونغرس ذارفة دموع التماسيح زاعمة مشاهدتها لجنود عراقيين وقد اقتحموا مستشفى كويتي ليسرقوا حاضنات الاطفال الخدج تاركينهم ليموتوا خلف ظهورهم عام 1990 قبل أن يتبين لاحقا بأن شهادتها كانت مجرد أكذوبة أشبه ما يكون بأكذوبة اسلحة الدمار الشامل ، وكلها مزيفة من الالف الى الياء ، لتشن أمريكا حربها مستثمرة هذه الشهادة المجروحة وأمثالها بعد أن نجحت بإثارة الرأي العام الأمريكي المغفل وحرضته على العراق ....والاقسى هو حين يقر ويعترف كل قادة حكومة بوش الأب أسوة بالابن في مذكراتهم التي تصدرت قائمة مبيعات الكتب تباعا على مدار سنين بأن كل ما سيق من مبررات لتدمير العراق واحتلاله كانت مزورة وكاذبة 100% ، هم لايقولون ذلك شعورا بالذنب وتكفيرا عن خطاياهم الماضية - لا - وانما امعانا في اذلال الشعوب العربية بأسرها وايصال رسالة شديدة الوضوح والصراحة خلاصتها " أي شعب وأي بلد وأي نظام لا يأتمر بأوامرنا ولا ينصاع لارادتنا فسنفبرك له قائمة من الأكاذيب التي سنروج لها ونضخمها ونشيعها حول العالم وبما يسمح لنا بتلقي الدعم والتأييد المطلق من ممثلي مجلس الشيوخ والنواب لتدميرها واقتلاعها من الجذور دون أن يرف لنا جفن أو تهتز لنا شعرة وسط مباركة من بعض الشعوب المغلوبة التي ستستقبلنا بالزهور ونحن الفاتحين ، وكذلك سيفعل الشعب الامريكي معنا حين نقفل الى بلادنا عائدين !" . ومثلها وعلى منوالها 100 أكذوبة جيو- سياسية هزت العالم وتسببت بمحو أمم وشعوب ،باندلاع أعتى المعارك والحروب ، بمعاناة بلدان ومواجهتها لأخطر المآسي والكوراث والكروب، وبما سأخصص له سلسلة من المقالات المنفردة بإذنه تعالى متطرقا الى دور " غرف تحرير وصناعة الأخبار كذلك شبكات المراسلين " في صب الزيت على نيرانها واشعالها واندلاعها ليجلس الجميع سوية بعد الدمار الهائل وهم يضربون الكؤوس ببعضها فرحا باتقان المهنة ،وأداء المهمة،وتسلم الهدايا والمكرمات، المشفوعة بتبادل التهاني والتبريكات ، والحصول على الترقيات والعلاوات، وليشربوا نخب نزوح الشعوب وخراب الدول وسط غمامات دخانها وعلى أطلال خيامها وفوق تلال جماجمها وسجونها وهياكلها وانقاضها ..ولكل مرحلة من هذه المراحل مخططها ومديرها وكلما استبدل مدير بعد انتهاء حقبة ما فاعلم بأن المهمة قد أنجزت بنجاح وبما يستلزم طي الصفحة ،وبما يتطلب تغيير بعض الوجوه والشخوص البارزة للتمويه ،ليظهر المدير الجديد الذي حل محل سلفه ليقود ويدير ويؤجج وينفخ في كير و نيران حقبة أخرى أشد ظلمة من سابقتها مقبلة !
(2)
الجد خالد نبهان،صاحب مقولة"روح الروح"وداعا !
لم يمض سوى عام واحد على استشهاد حفيدته "ريم" حتى التحق الجد "أبو ضياء" إثر قصف صهيوني جبان غادر على مخيم النصيرات بحفيدته التي سبقته بإذن الله تعالى الى جنان الخلد ..ويبقى السؤال الحائر هاهنا ولكي لا تموت جرائم الكيان اللقيط بالتقادم، ترى ما الذي سيفعله من بقي منا على قيد الأخلاق والضمير والإباء والإقدام والحياة ..والروح ؟! وماذا لو لحق بقية من تأثر أصحاب الضمائر الحية حول العالم بعباراتهم الشهيرة العاصفة التي فتت الصخر،وأبكت الحجر، وأدمت القلوب ، وأسمعت كلماتهم من به صمم ، وبما خلدته الذاكرة الانسانية على خطى الجد الشهير بعبارته "روح الروح " وقد التحق بحفيدته ليشكو الى بارئه الذي أشرقت بنور وجهه الظلمات وصلح عليه أمر الدنيا والآخرة ،ظلم العدوان وتخاذل الخلان وغدر الاستبداد وتجبر الطغيان، وسبق للجد أن استعاذ به سبحانه جل في علاه من ضعف قوته، ومن قلة حيلته ،ومن هوانه على الناس، ولطالما شكا إليه سبحانه من بعيد يتجهمه، ومن قريب لانشغاله التام بالترفيه أو بالتسفيه أو بالتشكيك جفاه،ومن عدو غاصب حاصره وأجاعه وأظمأه وشرده وملك أمره ومحاه ، ليشكو الى رب الأرباب من عالم أصم أبكم تركه وراء ظهره وحيدا فريدا يعاني الأمرين أمام العدوان ونساه ! ماذا لو لحق صاحب مقولة "ما تعيطش أنت زلمة” و صاحب عبارة " معليش " و صاحبة عبارة "هذي أمي بعرفها من شعرها "وصاحبة عبارة "يوسف ابني عمره 7 سنين شعره كيرلي وأبيضاني وحلو" وصاحبة عبارة "يشهد عليا الله ، الأولاد ماتوا من غير ما ياكلوا" وغيرهم الكثير ، بأبنائهم وآبائهم وأمهاتهم وأشقائهم وشقيقاتهم وجيرانهم وأصدقائهم ونحن نرى مأساتهم نهارا جهارا بأم أعيننا على مدار الساعة لنشيح بوجوهنا عنهم عقب دمعات نذرفها في السر أو في العلن ثم نمضي الى حال سبيلنا وكأن شيئا ماكان ولم يكن ونسكت ؟! مؤكد بأنني لن أقول لابد للرأي العالمي السافل المنحط في زمن الشح المطاع والهوى المتبع والدنيا المؤثرة وإعجاب كل ذي رأي برأيه من أن يتحرك عاجلا غير آجل وقد خدره التمتع والترفيه والتسفيه حتى أفقده صوابه كليا أو جزئيا ، وإنما أقول لقد آن الآوان للضمير والعقل والوجدان البشري من أن يعود سريعا الى جادة الصواب قبل أن يتحكم بمصيره ومستقبله المستبدون والطغاة والأوباش والسفلة والسوقة والدهماء وسقط المتاع وشذاذ الآفاق وداعميهم من أمام الكواليس ومن خلفها على سواء !
(3)
رسالة الى المبشرين"الأقربون أولى بالتبشير " ! قبل شهرين من الان وبينما كنت أجلس في مقهى شعبي وسط بغداد بعد المغرب دس شاب عراقي وسيم وأنيق في يدي مطوية قائلا لي "انت محبوب ..انت مقبول ..إن المسيح اختارك لأنه يحبك فأحبه " وهكذا ظل هذا الشاب يوزع بقية مطوياته وهي من منشورات مكتبة العهد الجديد بين زبائن المقهى اضافة الى المحال القريبة مرددا ذات العبارة وبما لم أشاهده ولم أسمع به من قبل في العراق على الاطلاق ....! أما اليوم وقبل سويعات وكالعادة وصلني اعلان رقمي تبشيري أنيق وجميل عنوانه العريض هو" هل تريد أن تصبح مسيحيا ؟!" وكان ردي على الإعلان هو "الأولى أن يوجه هذا الاعلان الأنيق الى أتباعكم في اوروبا والامريكيتين وأوقيانوسيا أنفسهم ليصاغ كالآتي : أيها المسيحي الأوربي والأمريكي الجنوبي والشمالي الأوقيانوسي هل تريد وبعد الحادك ومجاهرتك بالإلحاد العودة الى المسيحية من جديد؟ " . الحقيقة أنا أعجب كل العجب من المبشرين وكيف يجهدون أنفسهم ليلا ونهارا وبمختلف الوسائل والأساليب والطرق لدعوة غيرهم الى دينهم ،ومرد عجبي هو أنهم لو أجهدوا أنفسهم بإعادة اتباعهم الى المسيحية الحقة إلى حظيرة الإيمان لكان أولى وأجدى وأنفع فعلى حد علمي ومن خلال التقارير التي أطالعها يوميا هو أن مئات الكنائس في عامة أمريكا وأوروبا قد أغلقت أبوابها أو بيعت لعدم اقبال الناس عليها حتى يوم الأحد ..حتى عند تعميد الاطفال لأن كثيرا من آباء هؤلاء الأطفال باتوا لا يؤمنون بدين أساسا وهم إما من الملاحدة أو اللادينيين أو اللا أدريين " ...حتى عند ابرام عقود الزواج ومباركتها بعد أن صار الزواج هناك مدنيا وليس كنسيا "...حتى بعد الممات بعد أن استشرت ظاهرة حرق الجثامين ونثر رمادها على الطريقة البوذية بدلا من تجهيز الجثمان وتكفينه ودفنه بعد الصلاة عليه في الكنيسة وإلقاء نظرة الوداع الأخيرة عليه ولأسباب كثيرة منها ارتفاع تكاليف التشييع والتجهيز والدفن وشح الأراضي المخصصة لدفن الأموات "،الاف الكنائس قد تحولت الى نواد ومحال تجارية وصالات للرقص والتزحلق الصناعي على الجليد ،وبعضها قد تحول الى مساجد للمسلمين أو الى معابد للبوذيين والهندوس بعد أن هجرها المسيحيون أنفسهم ...كنائس الزنوج في امريكا تغري اتباعها للاقبال عليها بموسيقى الراب والجاز والرقص والغناء على ايقاعاتها جماعيا بدلا من الصلاة والخشوع والدعاء والتضرع وبما لا يمت للمسيحية الحقة بصلة لا من بعيد ولا من قريب ! قبل عامين التقيت طالب ثانوية عراقي مولود في ألمانيا ويحمل جنسيتها قدم الى العراق مع ذويه لأول مرة ولمدة اسبوعين فقط قبل العودة فسألته ومن باب الفضول المعرفي عن عدد المتدينين في صفه في الثانوية الالمانية هناك وكلهم من المراهقين ومن مختلف الجنسيات الالمانية والاوروبية والاسيوية فتعجب قائلا "لو أنك سألتني عن عدد المؤمنين في صفنا ، بدلا من سؤالك عن عدد المتدينين لأنني سأجيبك وبكل صراحة بأن عدد المؤمنين في صفنا كله مع مدرسيهم هو ثلاثة فقط والبقية لايؤمنون بدين اساسا أما عن عدد المتدينين فأنا وصديقي فقط لاغير ". هذه الإجابة الصادمة جعلتني أعيد السؤال الحائر إياه"ترى لماذا يجهد المنصرون أنفسهم بدعوة غيرهم الى النصرانية والأولى بهم دعوة النصارى ذاتهم للعودة الى تعاليم دينهم الأولى والى ايمانهم بدلا من تضييع الوقت والجهد والمال بزيادة أعدادهم ولا يهم بعيد ذلك تدين المتنصرين الجدد وتمسكهم بتعاليم دينهم من عدمها أساسا مع أن العبرة هي في النوع وليس في الكم". الحقيقة لقد صدم أحد الأصدقاء المقيمين في أوروبا وكنا نتحدث في هذا الموضوع تحديدا ..أما عن أسباب صدمته فهي الاجابة غير المتوقعة بتاتا والتي بادرت بها بعد أن قال لي " بأن كل الكنائس القليلة في مدينته ذات الاغلبية المسيحية المطلقة باتت فارغة ومهجورة ولايدخلها أحد قط حتى في أيام الآحاد وعند التعميد وعقود الزواج والصلاة على الجنائز ، وبعضها قد بيع الى رجال الاعمال لأغراض الاستثمار في الأعمال التجارية وجل سكان المدينة باتوا من الوجوديين واللادينيين واللا ادريين أو من الملاحدة ..أقول لقد صعق من ردي كما ستصعقون حين قلت له وبالحرف "لو كنت اعيش في مدينتك الملحدة التي لم تعد تؤمن بإله ولا بدين قط لتوليت وأنا المسلم تجديد وتنشيط كنيستكم بنفسي لإعادة إحياء الدين والايمان في عقول وقلوب ونفوس سكانها بدلا من إلحادهم جميعا وعدم إيمانهم بشيء على الإطلاق !!" . كل ذلك يحدث وأنا أتابع الضجة الكبرى حول فيلم "مريم - Mary" على منصة نتفليكس وهو من بطولة الممثلة الإسرائيلية ومدربة اليوغا نوح كوهين، في دور مريم عليها السلام ، علاوة على الممثلين الإسرائيليين كل من إيدو تاكو، وأوري بفيفر، وميلي أفيتال، وكيرين تسور، وهيلا فيدور، وفقا لموقع "IMDB" اضافة الى الممثل الويلزي الشهير أنتوني هوبكنز ومؤكد أن الفيلم مليء بالأباطيل مع محو الهوية الفلسطينية وتاريخها وجذورها لصالح الكيان اللقيط المشوه . ولم يختلف الحال قبلا مع فيلم نيتفليكس"الإغواء الأول للمسيح" الذي أظهر رسول رب العالمين ،وقدوة الناسكين،ومنار الزاهدين،وقرة عين مئات الملايين حول العالم ،السيد المسيح عليه السلام حاشاه -على أنه شاب شاذ - فيما أظهر أمه مريم العذراء البتول سيدة الطهر والعفاف والتقى والنقاء والورع عبر التأريخ البشري كله حاشاها على ،أنها -امرأة تدخن الحشيش - والعياذ بالله رب العالمين ، وذلك على منوال افلام هوليوودية عديدة انتجت بميزانيات ضخمة منتهجة ذات النهج المسيء وعلى مراحل ، والحق يقال لقد أصبت بصدمة كبيرة من جراء ذلك كله فعقدت العزم على ان أتابع ردة فعل الفاتيكان قائد الكاثوليكية في العالم، علاوة على بقية المجامع الكنسية ولمختلف الطوائف المسيحية الارثوذكسية والبروتستانتية على سواء لعلني أجد ما يطمئن قلبي ،يسكن من روعي ، يخفف من إحباطي ، يزيل بعضا من ألمي فضلا عن غضبي، أملا بالعثور على مواقف حازمة وردود صارمة تقف بوجه ما قامت به نيتفليكس من اساءة لنبي ورسول كريم من أولي العزم ، لاسيما وأن هذه القناة سبق لها وأن أنتجت وعرضت فيلما مسيئا آخر عن المسيح بعنوان "الخمار الأخير"وإذا بي أجد الردود باهتة ومخيبة للآمال ودون المستوى المطلوب بسنين ضوئية... وبالتالي صار لزاما على كل مسلم وعلى مر الدهور والعصور والأزمان أن يدافع عن المسيح وأمه العذراء البتول عليهما السلام ، حتى وان لم تدافع عنهما الكنائس ولا المجمعات الكنسية ولا الكاتدرائيات ولا الابريشات ولا المطارنة ولا الكرادلة والأساقفة ولا الراهبات أو الرهبان ، حتى وإن لم يدافع عنهما اتباعهما ولم يذودوا عن حياضهما ولم يذبوا عنهما قط ! الطامة الكبرى أن هذا التطاول المقيت والمفزع لو كان قاصرا ومنحصرا بنيتفليكس فقط لا غير لهان الأمر قليلا رغم بشاعته ،ولقلنا بأنها مؤسسة مشبوهة تغرد خارج السرب غايتها الطعن بالرسل والانبياء والمقدسات تمهيدا لإطلاق ما يسمى بالديانة الابراهيمية " ديانة المسيخ الاعور الدجال " ، ولترويج الاباحية والالحاد تقف خلفها جهات مشبوهة لتحقيق اهدافها الماسونية الدنيئة وعلى الكل،أن "يميت الباطل بعدم ذكره "،الا أن الفاجعة أكبر بكثير وقد صارت عرفا سيئا للغاية ليس أوله ما يبثه البرنامج الكندي الترفيهي الأشهر في العالم " Just for Laughs: Gags" وهو عبارة عن كاميرا خفية تصور حلقاتها كاملة بمدينة مونتريال الكندية صيف كل عام ويعرض في كل أنحاء العالم ، حيث دأب هذا البرنامج على السخرية من السيد المسيح عليه السلام في العديد من حلقاته مرات ومرات ومن دون رد ، مرورا بمسرحية "كوربس كريستي" التي اظهرت السيد المسيح وتلامذته على أنهم من الشاذين جنسيا..." على خطى مسرحيات ومسرحيات عرضت لهذا الغرض في عموم اوربا واميركا ومن دون رد ، كذلك "مجلة شارلي إيبدو" الفرنسية سيئة الصيت والسمعة والتي لطالما سخرت برسومها الكاريكاتورية من السيد المسيح عليه السلام وأظهرته بأوضاع مخلة ومن دون رد ولا رادع ، أما عن الروايات الأدبية والمجموعات القصصية والدواوين الشعرية التي مضت في طريق الإساءات إياه، فحدث ولا حرج . وكلنا ما زال وسيظل يذكر ما حدث في حفل افتتاح أولمبياد باريس 2024 وقد وقع اختيار اللجنة المنظمة على كل متحول وخنثى تحوم حوله الشبهات إما لتقديم الحفل أو لتصميمه فمصمم الحفل شخص شاذ معروف على مستوى فرنسا، كذلك المرأة البدينة التي ظهرت وهي تتوسط مائدة العشاء الأخير فهي شاذة يهودية من أصول مغربية،ولم يختلف الحال مع الرجل الأزرق العاري وهو مطرب فرنسي داعر معروف بأغانيه الخليعة الماجنة وقد ظهر وسط سلة من الفاكهة في اشارة الى ما يعرف الإله ديونيسوس،إله الخمر والابتهاج والنشوة عند الإغريق القدماء، وقد اعتذر المطرب عن الأغنية التي قدمها في أعقاب الضجة التي أثارتها ليخرج علينا بعذر أقبح من ذنب قائلا "لو كنا كلنا عراة تماما فلن يكون هناك مسدس لنخفيه" وأقول للمطرب الماجن"صدقت لأن المسدسات وفي حال نزعنا عنا ما يواري سوآتنا فستكون ظاهرة في أكفنا يحملها كل من هب ودب ليصوب رصاصها تجاه الآخرين من دون قانون رادع ولا خوف أو وجل ". كل ذلك حدث ماضيا ويحدث حاضرا وسيحدث مستقبلا بينما ردود الأفعال على كل هذه التجاوزات مازالت خجولة وضعيفة للغاية ولا تكاد تسمع صوتها وسط ضجيج وصخب الإساءات المتتالية الذي يصم الآذان على مدار الساعة و بما لا يرقى الى مستوى الحدث ويتماهى معه البتة ، بزعم ضمان حرية التعبير عن الرأي لكونها مكفولة للجميع، وأقول في الرد على هذه الجزئية تحديدا، إن "الحرية الشخصية تنتهي حيث تبدأ حرية الآخرين ، كما يقولون ، وإن الحرية تنتهي حيث تبدأ حدود الله تعالى كما قال بعضهم ، إذ أن جرح مشاعر مليارين ونصف المليار مسيحي حول العالم من خلال النيل من كرامة والحط من قدر نبيهم الأكرم وأمه الطاهرة المطهرة العذراء البتول ،إضافة جرح مشاعر مليار ونصف المليار مسلم بالإساءة الى نبيهم الأكرم محمد صلى الله عليه وسلم كذلك بقية الرسل والانبياء ومن دون استثناء بغياب المواقف الحازمة ينبئنا بأن أمتين لا تدافعان عن نبيهما ليست بحاجة الى مزيد من الكم والأنواع ،بقدر حاجتها الماسة والملحة الى مزيد من المخلصين والصادقين والشجعان من الأتباع وفي جميع البقاع و الأصقاع !اودعناكم أغاتي
#احمد_الحاج (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
الباستيل السوري الذي فضح معتقلات الشرق الأوسط المظلمة برمتها
-
ما هكذا يا -فيصل بول مارا- تورد الإبل !
-
لا تشغلك -صاد عن صاد- فكلها سهام ثاقبة وخناجر مصوبة الى القل
...
-
لا تلوموا الشعوب إذا ثارت ولوموا حكامها وحكوماتها إذا ظلمت و
...
-
بعض الترتيب المكتبي والتنقيب يكشف عن كل نفيس وعجيب!
-
مقصرون ولكن ما يزال أمامنا فسحة !
-
حديث الذكريات..كتاب جديد عن سيرة الدكتور صالح مهدي السامرائي
-
لفت الأنظار الى فوائد الذكاء الاصطناعي وكم المخاطر والأضرار
-
يا ذيول بمبة كشر اقتحموا أو افتحوا المعبر !
-
احذروا حكومة ال بعوض الترامب - ماسكية الرأسما ديكالية!
-
إذا كنت ثوريا أو قاصا ..فلا تغادر !
-
مقاطع يعلوها الشجن في عصر الكوارث والفتن !
-
أعلامُ العراق يؤبنون الداعية العراقي الكبير البروفيسور أنيس
...
-
صدور العدد الأول من -مجلة توقد-الفكرية الثقافية
-
السجون الشرق أوسطية والعصا السنوارية وسندويش-أبو الغيط - !!
-
كلب الهرم وتامر حسني وشائعات الفيس وكوهين!
-
أطفئوا شموع-مينوراه-الكيان الصهيوني السبع الشريرة !!
-
الاختراقات الجاسوسية.. نزوات غرائزية أم هفوات استخبارية أم إ
...
-
بناء الأفكار وتشكيل الوعي وغرس القيم مع الاستاذ علاء ياسين
-
أمريكا تَصنَع والكيان يَبلَع والشعوب تموت وتُفجَع
المزيد.....
-
إحدى أكثر القضايا مأساوية بتاريخ فرنسا.. الحكم بالذنب على زو
...
-
كاميرا شاحنة توثق لحظة درامية لاجتياح إعصار في كاليفورنيا..
...
-
الوعل النوبي.. شاهد ذكران يافعان يتصارعان لإثبات جدارتهما في
...
-
مسؤول إسرائيلي يكشف ما تطلبه السعودية للتطبيع ونتائج آخر جول
...
-
مارك إسبر يعلق لـCNN على الجولاني ومخاوف عودة داعش في سوريا.
...
-
السيسي يتحدث عن أزمات غير مسبوقة
-
زنجبار: قصة آخر سلطنة -عربية- في أفريقيا
-
لحظة سقوط صاروخ أطلق من اليمن في بلدية رمات غان بتل أبيب
-
كهرباء لبنان تعلن عودة التيار إلى الضاحية الجنوبية في بيروت
...
-
أسباب احتباس السوائل في الجسم
المزيد.....
-
لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي
/ غسان مكارم
-
إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي-
...
/ محمد حسن خليل
-
المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024
/ غازي الصوراني
-
المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021
/ غازي الصوراني
-
المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020
/ غازي الصوراني
-
المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و
...
/ غازي الصوراني
-
دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد
...
/ غازي الصوراني
-
تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ
/ غنية ولهي- - - سمية حملاوي
-
دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية
/ سعيد الوجاني
-
، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال
...
/ ياسر جابر الجمَّال
المزيد.....
|