انتصار آخر لعدالة القضية الفلسطينية

محمد مصباح

الحوار المتمدن-العدد: 8196 - 2024 / 12 / 19 - 02:52
المحور: القضية الفلسطينية
    

بقلم : محمد مصباح

من شيم الفلسطينيين، التي أبهروا، ومازالوا يُبهرون بها العالم بأسره، أنهم شعب مقاوم لا يستسلم، بالرغم من كل ألوان الظُلم التي تعرض لها على مدى عقود منذ النكبة المشؤومة؛ و بالرغم من الإبادة الممنهجة التي يتعرض لها على أيدي الصهاينة منذ السابع من أكتوبر2023 .. إبادة لم يمارسها بهذه الوحشية و بهذه الضراوة الدموية النازيون أنفسهم خلال الحرب العالمية الثانية. فما قام به نتانياهو بأوامر وتخطيط منه من مجازر في حق المدنيين العزل، و من تدمير شامل للمساكن و المساجد و المدارس و المشافي، تخطى بكثير ما قام به هتلر. الفلسطينيون صمدوا صمود الجبال أمام كل ذلك، وواصلوا المقاومة على جبهة القتال بتنفيذ عمليات نوعية ضد جحافل وجنود الكيان الصهيوني؛ وعلى الجبهة الدبلوماسية، مؤمنين إيمانا راسخا لا يتزعزع بأن قضيتهم عادلة، وأنها لا محالة ستنتصر في نهاية المطاف، مثلما انتصرت كل القضايا العادلة عبر التاريخ. فالمشهد القاتم، صنيع الصهاينة، لم ينجح حتى الآن في إخماد جذوة الأمل في العودة إلى الأرض المغتصبة وإقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشريف. هذا الأمل ينتعش مع كل نصر يتم إحرازه في الميدان أو في المحافل الدولية. و لعل ما أثلج صدورنا، مثلما أثلج صدور الفلسطينيين، هو اعتماد الجمعية العامة للأمم المتحدة مشروع قرار يؤكد حق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره، و ذلك بأغلبية ساحقة ( 172 دولة صوتت لصالح القرار). ومثلما قالت وزارة الخارجية الفلسطينية، فإن هذا القرار الذي رحبت به "يرسل بارقة أمل لشعبنا في وقوف العالم إلى جانبه في مواجهة الإبادة والاستيطان الاستعماري وإرهاب الصهاينة". كما أشاد رئيس المجلس الوطني الفلسطيني، روحي فتوح بالتصويت بأغلبية ساحقة لصالح مشروع القرار الذي يعطي الشعب الفلسطيني حقه في تقرير مصيره، وقال إن التصويت "يعد انتصارا لعدالة القضية الفلسطينية ودليلا على العزلة المتزايدة لكيان الاحتلال العنصري على الساحة الدولية، ويعكس التأييد المتزايد للمجتمع الدولي للقضية الفلسطينية، ونبذ آخر احتلال عنصري على وجه الأرض".هذا التصويت المشهود للجمعية الأممية كان أيضا محل تثمين لعضو الهيئة القيادية العليا لحركة "فتح" في قطاع غزة جمال عبيد، معتبرا أن هذا التصويت الكاسح "شكل انتصاراً حقيقياً لدماء الشهداء الأبرار وللدبلوماسية الفلسطينية التي يقودها الأخ الرئيس أبو مازن"، وأنه يمثل أيضا "رداً طبيعياً على جرائم الإبادة الجماعية التي يتعرض لها شعبنا العظيم في غزة".
آخر الكلام.. على أهمية هذا القرار من الناحية الدبلوماسية إلا أن الإشكالية تظل قائمة بسبب غياب الآليات التنفيذية التي تُلزم الاحتلال الصهيوني على الانصياع لقرارات الشرعية الدولية.

#محمد_مصباح (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات