صوت الانتفاضة
الحوار المتمدن-العدد: 8196 - 2024 / 12 / 19 - 00:47
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
إبراهيم الصميدعي هو أحد مستشاري رئيس الوزراء محمد السوداني، في مقابلة له مع احدى القنوات الفضائية ادلى بتصريحات اثارت جدلا واسعا داخل الحكومة ذاتها، والتي على إثرها خيّر السوداني مستشاريه بين الاستمرار بالعمل أو التنازل عن مناصبهم.
يبدو ان أوضاع سلطة الإسلام السياسي ليست بخير، خصوصا وأن الاحداث الأخيرة في سوريا، والاطاحة بحكم بشار الأسد، الحليف الرسمي لهذه القوى، هذه الاحداث السريعة قد جعلت القوى الإسلامية الحاكمة هنا في حالة من الارباك والقلق، يتوضح ذلك من خلال الزيارات المفاجئة للسوداني للأردن والسعودية، والتي لم يكشف عن فحواها للأعلام، والصمت المريب لقادة القوى الإسلامية، فلم يعلق او يصرح أحد منهم بشيء، وهم الذين ملأوا الدنيا بالصراخ والزعيق في بداية الاحداث، فضلا عن الزيارات المتتالية لمبعوث الأمم المتحدة للسيستاني، وهي أيضا يلفها الغموض والكتمان.
هذا التوتر والارباك والصمت المطبق لم يدم طويلا، أو لنقل "كما تشير بعض التقارير" ان السوداني سمح لأحد مستشاريه بإيصال الرسالة التي وصلت له من الامريكان، ووقع الاختيار على إبراهيم الصميدعي ليوصل الرسالة للميليشيات والفصائل المسلحة، فقال بالنص: "طُلب منا بشكل صريح تفكيك سلاح الفصائل المسلحة كجزء من الجهود لإعادة الاستقرار إلى العراق ولضمان السيادة الوطنية"، هذا الطلب هو امريكي خالص، وهو يعني فيما يعني ان الأمور في العراق يجب إعادة صياغتها بما نريده نحن "الامريكان"، فلكي يحافظ الإسلاميين على بقائهم في السلطة فيجب عليهم "قطع الذيل الإيراني" والتماهي مع سياستنا نحن "الامريكان".
الفصائل والميليشيات لم ترد على تصريحات الصميدعي، وهي التي كانت تعاقب وتقيل بل وتغتال أي شخص يتحدث عن "تفكيك سلاحها" "هشام الهاشمي نموذجا"، فهل هي في حالة صدمة ام انها أدركت ان ورقتها احترقت وتخلى عنها رعاتها؟ الأكيد انهم ليسوا بأفضل حالاتهم، انهم ليسوا على ما يرام.
طارق فتحي
#صوت_الانتفاضة (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟