أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - امال الحسين - ماذا يجري بسوريا..؟ - الحلقة الثالثة














المزيد.....


ماذا يجري بسوريا..؟ - الحلقة الثالثة


امال الحسين
كاتب وباحث.

(Lahoucine Amal)


الحوار المتمدن-العدد: 8195 - 2024 / 12 / 18 - 23:45
المحور: ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية
    


سوريا ليست استناء

من طبيعة الدولة قمع الشعب والحروب في ظل الإمبريالية حروب الحكومات على الشعوب كما قال لينين، لكن أفظع الدول في العصر الحالي هي الدول العربية ذات الصفة القبلية، هي مسألة التخلف التي أصابت الشعوب العربية والتي أدت إلى استعمارها، الذي استمرار بتوقيع الدول العربية معاهدات استغلال الثروات الطبيعية للبلدان العربية، وزادها ذلك تعقيدا فشل حركة التحرر الوطني بشمال إفريقيا والشرق الأوسط.

ويعتبر عامل الدين الذي تم استغلاله وتكريسه في الأيديولوجي والسياسي في أوساط الشعوب، هي عملية معقدة تستعصي الحل بين استغلال الشعوب والثروات في ظل الرأسمال المالي وهيمنة العقلية القبلية في علاقات الإنتاج.

هكذا هي معظلة البلدان العربية دولا وحكومات وشعوبا وحتى مناضلين في أغلبهم مع الأسف الشديد، الكل يتعلق بالمستعمر في البحث عن الحلول مما زاد الحياة بالبلدان العربية تخلفا مع تطور وسائل الإنتاج وتخلف الحركة الثقافية يوما عن يوم، مما زاد غطرسة الحكام وتشبثهم بالسلطة الإدارة فسادا، هذا المرض الاجتماعي الذي يستشري في العلاقات في جميع المؤسسات الاقتصادية والاجتماعية والثقافية، وهلك التعليم الذي يعتبر قاطرة التقدم فأصبح أدة للضبط الاجتماعة بفعل علاقات الفساد التي تنخره، وتحول إلى وسيلة لتمرير السياسات الطبقية والهيمنة الأيديولوجية والسيطرة السياسية.

هي معضلة لن تحل بالحروب والصراعات السياسية في ظل الحروب اللصوصية التي يتحكم فيها بارونات وشركات الحروب بالدول العربية، التي توظف الأموال المنهوبة في السيطرة على الشعوب بتمويل الحروب الطائفية بهذه البلدان، منذ الحرب الأهلية بلبنان إلى الحرب على الشعب السوري، التي بلغت التمويل فيها من طرف دول الخليج ما يقدر ب 137 مليار دولار، لو وظفت في التربية والعليم والصناعة لخرجت الشعوب العربية من التخلف الذي أصابها.

من الصعب جدا أن نتحدث عن الخلاص من هذه الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية والثقافية في ظل السياسات الطبقية المعقدة، لكون العالم اليوم يدخل مرحلة أشد تعقيدا في ظل هيمنة الدول الاحتكارية على جميع المستويات، وأخطرها التأثير السلبي على الحياة المدنية للفرد والمجتمع، حيث تعيش الشعوب العربية مخاضا عسيرا بين انشدادها بقيود الماضي المتخلف وجذبها بالتطور العلمي الهائل، مما زاد نسب الهوة بين الطبقات الحاكمة التي تتلقى تعليما عاليا متطورا للتحكم في الاقتصاد والسياسة، وانغراس الشعوب في الأيديولوجية الدينية التي ترى فيها ملادا للهروب من واقها المعاش المتسم بالتخلف، جاهلة أن معاناتها ليست مجردة من العلاقات الاجتماعية الطبقية التي جعلتها في المراتب الدنيا في المجتمع، وأن هذه العلاقات لا يمكن حلها بالرجوع إلى الحياة الصوفية مما يسهل على بارونات الحروب المسيطرين على الدول العربية أن توظفها في الحروب الطائفية.

لقد أثر على هذه الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية غطرسة الإمبريالية بعد فقدان التوازن الحاصل في النصف الأول من القرن 20، خاصة بين الحربين الإمبرياليتين الأولى والثانية، وما نتج عنهما من هبات شعبية بالبلدان العربية في ظل حركة التحرر الوطني التي ساندها الاتحاد السوفييتي، لكن فشلها في بناء دولة وطنية ديمقراطية جعل صعود البرجوازيات الهجينة المكونة من البرجوازية التجارية المتعلقة بالرأسمال والملاكين العقاريين الكبار ذي الجذور الإقطاعية، يفرز تشكيلة دول ذات الجذور القبلية هيمنت على السياسي والاقتصادي على شكل عائلات حاكمة مدعومة من طرف الاستعمار، وجعل الشعوب العربية بعيدة عن تقرير مصيرها اقتصاديا واجتماعيا وثقافيا، ويتم استغلالها سياسيا وضرب أسس حياتها المدنية.

ودون حركة ثقافية تقدمية يشارك في بنائها المثقفون خارج السياسات الطبقية التي ينتجها التعليم الرسمي، ستستمر هذه الأوضاع المزرية في التعقيد ولن تحل بحمل السلاح كما يعتقد بعض النشطاء خاصة اليساريين، حيث الحروب الوطنية الثورية أشد تعقيدا في ظل هيمنة الإميريالية وتسخيرها للدولة العربية في كبح جماح حركات المقاومة والتحرر الوطني بهذه البلدان.



#امال_الحسين (هاشتاغ)       Lahoucine_Amal#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ماذا يجري بسوريا..؟ - الحلقة الثانية
- ماذا يجري بسوريا..؟
- اللمسات الأخيرة لتقسيم العمل عالميا
- حسن نصر الله ومكر التاريخ
- ما هي مهام الماركسيين اللينينيين في الحرب الإمبريالية الحالي ...
- من يؤدي ضريبة الحرب الإمبريالية..؟
- من يحارب من..؟
- بأي معنى يمكن أن تكون مع المقاومة..؟
- ماذا يقع بواحات الجنوب والجنوب الشرقي بالمغرب ؟
- عن ترويج ثقافة البازار في أوساط الشعوب
- حول الغربة السياسية
- هل زور المختار السوسي تاريخ سوس..؟
- جبال الأطلس تاريخ من الملاحم - الحلقة الرابعة
- جبال الأطلس تاريخ من الملاحم - الحلقة الثالثة
- جبال الأطلس تاريخ من الملاحم - الحلقة الثانية
- سكتانة : الحركة والتاريخ - الحلقة الأولى
- جبال الأطلس تاريخ من الملاحم - الحلقة الأولى
- لماذا عجزت فرنسا أمام مقاومة أمازيغ الأطلس..؟
- مأساة يغود - الجزء الثاني - الحلقة التاسع
- لماذا راهنية ستالين وديكتاتورية البروليتاريا..؟


المزيد.....




- محكمة دكرنس تجدد حبس أهالي المطرية في قضية «حادث الاستثمار» ...
- مصدر في الفصائل الفلسطينية: مسار مفاوضات -صفقة غزة- أمام ساع ...
- تخصص هذه الحلقة لاستعراض تاريخ التعاون الممتد بين القارة الإ ...
- بلاغ صحفي حول اجتماع المكتب السياسي لحزب التقدم والاشتراكية ...
- «المحكمة العسكرية» تحبس 62 من أهالي سيناء لمطالبتهم بـ«حق ال ...
- منظمات دولية تدعو السلطات المصرية للإفراج عن أشرف عمر
- متضامنون مع الصيادين في «البرلس» و«عزبة البرج» الممنوعون من ...
- تأييد حكم حبس الطنطاوي وأبو الديار عقابًا على منافسة السيسي ...
- متضامنون مع “رشا عزب”.. لا للتهديدات الأمنية.. لا لترهيب الص ...
- النسخة الإليكترونية من جريدة النهج الديمقراطي العدد 583


المزيد.....

- نهاية الهيمنة الغربية؟ في الطريق نحو نظام عالمي جديد / حامد فضل الله
- الاقتصاد السوفياتي: كيف عمل، ولماذا فشل / آدم بوث
- الإسهام الرئيسي للمادية التاريخية في علم الاجتماع باعتبارها ... / غازي الصوراني
- الرؤية الشيوعية الثورية لحل القضية الفلسطينية: أي طريق للحل؟ / محمد حسام
- طرد المرتدّ غوباد غاندي من الحزب الشيوعي الهندي ( الماوي ) و ... / شادي الشماوي
- النمو الاقتصادي السوفيتي التاريخي وكيف استفاد الشعب من ذلك ا ... / حسام عامر
- الحراك الشعبي بفجيج ينير طريق المقاومة من أجل حق السكان في ا ... / أزيكي عمر
- الثورة الماوية فى الهند و الحزب الشيوعي الهندي ( الماوي ) / شادي الشماوي
- هل كان الاتحاد السوفييتي "رأسمالية دولة" و"إمبريالية اشتراكي ... / ثاناسيس سبانيديس
- حركة المثليين: التحرر والثورة / أليسيو ماركوني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - امال الحسين - ماذا يجري بسوريا..؟ - الحلقة الثالثة