نصوص اسلام المذاهب (1)

صفاء علي حميد

الحوار المتمدن-العدد: 8195 - 2024 / 12 / 18 - 20:35
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
    

هي محاولة لقراءة النص الموروث بصورة اكثر تعقل ولما ارى مناسباً لقراءته بعيداً عن التعصب والتعبد والتمذهب والاحكام المسبقة ...!
ان يمكن ذلك ... ربما نعم وربما لا يسمح لما العمر والوقت بقراءتها كلها الا انني اسعى الى شرف المحاولة باذنه تبارك وتعالى ...

علماً اقصد بنصوص الاسلام هي تلك الكتب التي تعرف بمتون الحديث الاصلية كالكافي ومن لا يحضره الفقية والتهذيب والاستبصار عند الشيعة والبخاري ومسلم والنسائي وابن ابي داوود والترمذي وابن ماجه عند السنة وبهذه المتون سأدخل ان شاء الله !

النص
عن أبي جعفر قال: لما خلق الله العقل استنطقه ثم قال له : أقبل فأقبل ثم قال له: أدبر فأدبر ثم قال: وعزتي وجلالي ما خلقت خلقا هو أحب إلي منك ولا أكملتك إلا فيمن احب، أما إني إياك آمر، وإياك أنهى وإياك اعاقب، وإياك اثيب. " الكافي / ج 1 / ص 10 "

تعليق :
قلت لنفسي بأي الكتب ابدأ هل بما يرتبط بالشيعة ام السنة اخترت الاولى لانني ومن خلال قراءتي لما فيها ارى انها اكثر تعقل واقرب للصواب من اختها الثانية وعلى اي حال بدأت بالكافي وارجو من الله التوفيق ...!

الكليني بعد المقدمة يفتتح كتابة بعنوان اطلق عليه العقل والجهل وقد جعل التعقل بمثابة العلم الذي يرادفه الجهل وهذا ما يجعله يورد جملة من النصوص التي وصلت اليه وتنسب الى اهل البيت ...!

وقعت بيده جملة من النصوص قام بكتابة موضوع عام ومن ثم وضعها بالمكان الذي يرى مناسباً للموضوع الذي كتبه ...!

والنص الذي بين ايدينا يبدأ ببديهية عقدية فكرية مفادها ان الله تعالى من خلق العقل وهذا يحتاج الى دليل برهاني ليس ها هنا محل الحديث عنه ...!

لعلك تسأل من المراد بالعقل ؟ والشراح لم يقصروا وبينوا المراد منه هنا تعقل الاشياء وفهمها وهذا التعريف هو لغوي اما الاصطلاحي فقد ذكر شراح الكافي للعقل عدة معاني واليك بعضها :

الاول: قوة ادراك الخير والشر والتمييز بينهما والتمكن من معرفة أسباب الامور ذوات الاسباب وما يؤدي اليها وما يمنع منها. والعقل بهذا المعنى مناط التكليف والثواب والعقاب.
الثاني: ملكة وحالة في النفس تدعو إلى اختيار الخيرات والمنافع، واجتناب الشرور والمضار
الثالث: القوة التي يستعملها الناس في نظام امور معاشهم، فان وافقت قانون الشرع واستعملت في ما استحسنه الشارع تسمى بعقل المعاش وهو ممدوح وإذا استعملت في الامور الباطلة والحيل الفاسدة تسمى بالنكراء والشيطنة في لسان الشرع.

وكما تلاحظ اغلبها يتعلق بالشرع والشريعة ولا يرتبط بالتقدم العلمي الهائل الذي وصلت اليه البشرية نتيجة استخدام العقل والخوض في اسراره ...

والظاهر ان الحديث يتعلق بالثواب والعقاب وكما لا يخفى ان خدمة الناس وتقديم ما هو مفيد لهم يرتبط ارتباط جوهري في عائدية ذلك الى الله سبحانه ...!

على اي حال الكلام عن النص له اطروحات عدة تتعلق بالعقل لكن اهمها على ما اظن مدى صحة خلق الله تعالى لما يسمى العقل ولو ثبت ذلك فانه يعني اعتماد الخلق عليه دون الحاجة الى مرشد ديني يعطيه الوصايا والتعليمات لان بأمكان الخالق له ان يؤسس فيه قوانين يعد من الصعوبة تجاوزها او تزييفها كما حصل مع مرور الزمن الساحق حتى اصبحت البشرية بحاجة الى انبياء واوصياء وائمة وعلماء حتى يقوموا اعوجاجه ويرجعوا الى الصراط المستقيم ..!

النص
أَخْبَرَنِي مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ التَّيْمِيُّ ، أَنَّهُ سَمِعَ عَلْقَمَةَ بْنَ وَقَّاصٍ اللَّيْثِيَّ ، يَقُولُ : سَمِعْتُ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عَلَى الْمِنْبَرِ، قَالَ : سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، يَقُولُ : "
إِنَّمَا الْأَعْمَالُ بِالنِّيَّاتِ، وَإِنَّمَا لِكُلِّ امْرِئٍ مَا نَوَى، فَمَنْ كَانَتْ هِجْرَتُهُ إِلَى دُنْيَا يُصِيبُهَا أَوْ إِلَى امْرَأَةٍ يَنْكِحُهَا، فَهِجْرَتُهُ إِلَى مَا هَاجَرَ إِلَيْهِ "
" صحيح البخاري / رقم الحديث: 1 "

تعليق :
لنقف اجلالاً واحتراماً لقائل هذا النص العظيم الجليل الذي كان يقوله للاخرين ولم يطبقه على نفسه وعلى من يقف بجنبه فهو يبيع الكلام وحسب ...

وحتى اكون منصفاً معه واخذ كلامه على محمل جميل فهو يبين حقيقة اصحابه الذين كانوا معاصرين له فهو لو لم يرى منهم هذا التصرف ويتحدثون فيما بينهم لما قال لهم ما قاله ...

كانوا يسعون من وراء تلك الهجرات والغزوات الى دنيا يصيبونها وأمراة ينكحوها وان لم يكونوا كذلك لما قال عمر ما قاله وهو غير مستثنى من ذلك طبعاً ...!

لم يكن بينهم شخصاً معصوماً ونزيهياً يسعى الى اصلاح المجتمع فالبداوة والغلبة والتوحش وحب السيطرة على الاخرين هو السائد انذاك ...

فلا صحة لما يشاع عن قدسيتهم وقربهم من محمد بالعكس ذلك ما جعلهم اكثر توحش وانانية وتكبر على الناس من اجل الوصول الى الدنيا الفانية ونكاح نساء الاخرين ظلماً وعدواناً واعتداء ...!

النص <3>
عن الاصبغ بن نباته، عن علي قال: هبط جبرئيل على آدم فقال: يا آدم إني امرت أن اخيرك واحدة من ثلاث فاخترها ودع اثنتين فقال له آدم: يا جبرئيل وما الثلاث؟ فقال: العقل والحياء والدين، فقال آدم: إني قد اخترت العقل فقال جبرئيل للحياء والدين: انصرفا ودعاه فقالا: يا جبرئيل إنا امرنا أن نكون مع العقل حيث كان، قال: فشأنكما وعرج. " الكافي / ج 1 / ص 11 "

تعليق :
المخيلة العلوية واسعة ذات علم عالي جداً وهو متميز بكل شيء وكما تلاحظ في هذا النص كأن علي كان حاضراً انذاك ويسمع ما يقوله حبرائيل لأدم الذي حسن ما فعل ونجح في الاختيار وفاز بالاختبار ..!

نعم هل هذه حقيقة فعلاً حصلت مع آدم لنقل بها ونؤمن بصحتها ونحاول قدر المستطاع التسليم بها تسليم منطقي لنصل الى افضلية العقل والتعقل على ما ذكر وهو التدين واعتقد المراد به هو العبادات وليس العقائد المرتبطة بالخالق لانها كما هو واضح ترجع للعقل ومن خلاله نصل اليها ...!

وحسب هذا النص التقدم والافضلية والاولوية دائماً وابداً متقدمة على النصوص بدون لف ودوران وزوائد كما هو عليه اغلب ادعياء الاسلام اذ انهم حصروا التعقل بهم فلا عاقل سواهم وهذا ما لا يذكره النص اعلاه ..!

#صفاء_علي_حميد (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات