|
انقلب مركب الأسد
خليل الشيخة
كاتب وقاص
(Kalil Chikha)
الحوار المتمدن-العدد: 8195 - 2024 / 12 / 18 - 18:47
المحور:
الثورات والانتفاضات الجماهيرية
المراقب لما يحدث بعد نجاح ثورة الكرامة السورية، سيرى اناساً كانوا ينعمون في مركب الإجرام الأسدي. وفجأة، عندما هرب صاحبهم من الزورق وانقلب فيهم هذا المركب المحمل بالجرائم والعسف، وجدوا أنفسهم في وسط بحر هائج. فسارعوا الركوب في زورق الثورة وقد بللتهم أوساخ وجرائم صاحبهم السابق وتلوث تاريخهم الذي يندى له الجبين. سميت هؤلاء بالصراصير، كلهم دون اسنثناء. ولهذه التسمية قصة بسيطة، إذ يروى أن ناراً شبت في أعشاش النمل، فهبت العصافير الحرة تذهب إلى النبع وتملأ مناقيرها الصغيرة بالماء وترمي على الحريق، لكن يا أحبة كانت الصراصير تحمل في افواهها القذرة القش وترميه على الحريق كي تطيل مدته. لكن كما تعرفون، ليس لمناقير العصافير أن تطفئ النار وليس للقش في أفواه الصراصير أن يزيد النار، إلا أننا عرفنا من الصرصور فيهم ومن العصفور الطائر الحر. من هؤلاء الصراصير هو غوار الطوشة (دريد الللحام) الذي يمثل قاطرة الفنانين وشريف شحادة ويمثل صراصير التحليل السياسي التافه. أما يا أعزة، فهناك مايسمى بضباع الزورق الذي انقلب وعلى رأسهم بشار الجعفري الذي علق علم الثورة. هل معقول أن الجعفري الذي كان يشتم الشعب السوري ليل نهار ينقلب ويصبح من منتجات الثورة. والله أهلا وسهلا بكم وبزورقكم المليء بالنفاق والرياء . أنا شخصياً أرى أن لاخوف من الصراصير، لأنه مهما كبر وطالت شاربيه الإستشعارية يظل صرصوراً، أما الضباع مثل الجعفري، فهم يخيفوننا عندما ينقلبون ومعهم ضباطا وسياسيين كانوا فاعلين قبل الثورة بالجرائم لأنهم سيشكلون يا أحبة الطابور الخامس داخل الوطن. ولمن لايعرف ماذا يعني الطابور الخامس، سأخبركم بإختصار عن قصته. في الحرب العالمية الثانية عندما كان على أوروبا أن تختار مابين الفاشية ومابين الليبراليه، كان حاكم أسبانيا قد اختار أن يكون مع المحور، أي فاشي، فقرر رجل من خارج الحدود أن يغزو هذا الفاشي بأربعة الوية أو أربعة طوابير من الثوار والعسكر. فسأله أحد الصحافين، هل يكفي أربعة طوابير للإنتصار على الطاغية، فرد بأن هناك طابور خامس داخل المدينة يعلن ولاءه للطاغية ظاهرياً لكن هو معنا، وسينقض على المدينة عندما نقترب وتدق ساعة الصفر. ولذلك أنا أقول لكم أن تحذروا الطابور الخامس. فهولاء يشكلون خلايا نائمة ومن ثم يحاولون الإنقضاض في الوقت المناسب مع الضباع. ولاتنسوا بأنهم بدأوا بالظهور في اللاذقية يصنعون الكمائن ويقتلون من الثوار لأنهم أمنوا العقاب. أقترح أن يعزل الصراصير ويعيشون وحيدين يعدون حبات الفاصولاء طوال حياتهم حتى تدركهم المنية. وأن يهمش الذئاب ويوضعون في إقامات جبرية حتى لايشكلون كما قلنا الطابور الخامس. أما الذين أجرموا، فلهم القصاص ونصب مشانقهم في الساحات ليكونوا عبرة للأجيال وكي ينالون عقاب ماجنت أيديهم من جرائم، وأيضاً كي يرتاح اهلي الدم ويشعروا بأن أعزائهم لم يموتوا هباء. ومن هؤلاء الشبيحة هي أمل عرفة التي كانت تسخر من شهداء وأطفال الغوطة عندما ضرب صاحب الممانعة والمقارعة الكيماوي. ومصطلح الشبيحة لمن لايعرف أصله من جيل الشباب. أقول عندما كان صاحب الصمود والتصدي الأب يقارع الإخوان في كل من حماة وحمص وحلب، وكان المواطن السوري يتمنى كل أنواع الأطعمة وهي مفقودة من السوق. مثل الزيت والسمنة والموز والليمون، ثم كانت السيارات في سوريا تنتمي إلى الخمسينات لأنه منع إستيرادها بسبب أن اخوه صاحب سرايا الدفاع أفرغ البنك المركزي من العملة الأجنبية، كانت أجهزة الأمن تركب سيارات المرسيدس السوداء الفارهة التي تتعتم فيها النوافذ وكانت سريعة جداً تطارد الهواء في شوارع العاصمة، ولسرعتها أطلق عليها سيارة الشبح ومن يركبها بالشبيحة. وهكذا أصبح الأسم مرتبطاً بكل من يعمل لصالح الأمن ومن يكتب تقارير. أنا أقسّم الفنانين إلى ثلاث أنواع: النوع الأول الذي كان يشبّح ويحرض على قتل السوريين بكل سفاقة ووقاحة. وهناك من التزم الصمت وأصبح له أذن من طين وأذن من عجين (كما يقول المثل السوري)، والنوع الثالث هم الأحرار الذين رفضوا أن يكونوا عبيداً يقبّلون بسطار القائد، وهم كثر لاتتسع هذه المقالة على ذكر اسمائهم جميعاً. وهؤلاء أيضاً ينقسمون لقسمين: القسم الأول هاجر ونجا بجلده إلى الخارج، والقسم الآخر ظل في سوريا الأسد، فاعتقلته قوات الأمن وعذبته ومنهم بسام دكاك الذي ادخل إلى سجن صيدنايا سيء الصيت، وكانوا يطفئون السجائر في جسمه. وعندما خرج من السجن، أصبح بائعاً متجولاً للفطائر في أحياء دمشق. لاشيء يدوم على حاله، الأشياء دائماً لها بداية ولها نهاية. وإذا كنت اليوم قوياً، فلا شك بأنك ستضعف يوماً ما. فانتظروا القصاص ياأولي الجرائم والتشبيح من الشعب السوري المكلوم.
#خليل_الشيخة (هاشتاغ)
Kalil_Chikha#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
إحد عشر يوماً هزت سوريا
-
جول جمّال هازم الإستعمار
-
الشرطي والبرجوازي عند شابلن
-
في خيانة السادات
-
مجزرة في مدينة غرينسبورو
-
ضجة حياة ماعز
-
غوركي ورواية اعتراف
-
نظرياتنا ونظرياتهم
-
أهزوجة وشتيمة وطوشة
-
مكسيم غوركي: سيرة ذاتية كاملة
-
جامعات غوركي
-
الإستعمار سبب تخلفنا
-
غوركي: بين الناس
-
من غشنا ليس منا
-
غوركي وطفولة النكد
-
رمزية بلد العميان
-
جرة الماء والسقا مات
-
ذكريات المعرجلانة
-
زيارة إلى مصر
-
الجبنة المدوّدة ومحاكم التفتيش
المزيد.....
-
محكمة دكرنس تجدد حبس أهالي المطرية في قضية «حادث الاستثمار»
...
-
مصدر في الفصائل الفلسطينية: مسار مفاوضات -صفقة غزة- أمام ساع
...
-
تخصص هذه الحلقة لاستعراض تاريخ التعاون الممتد بين القارة الإ
...
-
بلاغ صحفي حول اجتماع المكتب السياسي لحزب التقدم والاشتراكية
...
-
«المحكمة العسكرية» تحبس 62 من أهالي سيناء لمطالبتهم بـ«حق ال
...
-
منظمات دولية تدعو السلطات المصرية للإفراج عن أشرف عمر
-
متضامنون مع الصيادين في «البرلس» و«عزبة البرج» الممنوعون من
...
-
تأييد حكم حبس الطنطاوي وأبو الديار عقابًا على منافسة السيسي
...
-
متضامنون مع “رشا عزب”.. لا للتهديدات الأمنية.. لا لترهيب الص
...
-
النسخة الإليكترونية من جريدة النهج الديمقراطي العدد 583
المزيد.....
-
ثورة تشرين
/ مظاهر ريسان
-
كراسات شيوعية (إيطاليا،سبتمبر 1920: وإحتلال المصانع) دائرة ل
...
/ عبدالرؤوف بطيخ
-
ورقة سياسية حول تطورات الوضع السياسي
/ الحزب الشيوعي السوداني
-
كتاب تجربة ثورة ديسمبر ودروسها
/ تاج السر عثمان
-
غاندي عرّاب الثورة السلمية وملهمها: (اللاعنف) ضد العنف منهجا
...
/ علي أسعد وطفة
-
يناير المصري.. والأفق ما بعد الحداثي
/ محمد دوير
-
احتجاجات تشرين 2019 في العراق من منظور المشاركين فيها
/ فارس كمال نظمي و مازن حاتم
-
أكتوبر 1917: مفارقة انتصار -البلشفية القديمة-
/ دلير زنكنة
-
ماهية الوضع الثورى وسماته السياسية - مقالات نظرية -لينين ، ت
...
/ سعيد العليمى
-
عفرين تقاوم عفرين تنتصر - ملفّ طريق الثورة
/ حزب الكادحين
المزيد.....
|