أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - قضايا ثقافية - غالب المسعودي - الثقافة العربية من لامية العرب للشنفري الى المعمعية التيسية















المزيد.....


الثقافة العربية من لامية العرب للشنفري الى المعمعية التيسية


غالب المسعودي
(Galb Masudi)


الحوار المتمدن-العدد: 8195 - 2024 / 12 / 18 - 16:47
المحور: قضايا ثقافية
    


لامية العرب للشنفري تُعتبر من عيون الشعر العربي، تتناولت موضوعات الفخر، الشجاعة، والحياة البدوية. الشنفري ترك بصمة كبيرة في الأدب العربي. أما المعمعية التيسية، فهي تشير إلى نوع من الشعر أو الأسلوب الذي يتسم بالفوضى و الاختلاط، وغالبًا ما يُستخدم في سياقات معينة للإشارة إلى الادب الذي يتسم بالغرابة والشذوذ عن الأشكال التقليدية.
المعالجة النقدية السياقية لأسلوب الشنفري والمعمعية التيسية:
تعالج اللامية في سياق التراث الشعري العربي القديم، حيث يتم التركيز على قيم الفخر، الشجاعة، والكرامة. يُعتبر الشنفري رمزًا للبطولة، ومن ثم تُدرس قصائده في سياق الفخر القبلي وتأثيرها على الهوية العربية.المعمعية التيسية تتم معالجتها في سياق التجديد والتغير غير الممنهج في الشعر العربي، حيث يُنظر إليها كنوع من التمرد والمغايرة السطحية والهشة عن الأشكال التقليدية. يُعتبر هذا الأسلوب تعبيرًا عن التشتت الفكري والبحث عن هوية جديدة دون قواعد معرفية.اللامية تُستخدم مفاهيم مثل البلاغة، الجمالية، والأصالة ، حيث يتم من خلالها بناء قوة الصور الشعرية من خلال اللغة.على الرغم من ان الاساليب الحديثة في النقد،تركز على فهم النصوص في سياقاتها الثقافية والاجتماعية لكن عند تناول كيف تعكس المعمعية التيسية التغيرات الثقافية والهوية في المجتمع، ونحلل الرموز والمعاني التي تحملها ، من خلال أسلوب يعتمد على فكرة تفكيك النصوص وإعادة تفسيرها، سنرى هناك تحدى للمعايير الأدبية المألوفة يطال الشخصيات والأفكار في المعمعية التيسية من منظور نفسي،هذا يفاقم التأثيرات النفسية والثقافية على الكتابة. الشخصيات التي تعبر عنها المعمعية التيسية و القضايا الاجتماعية ، مثل التهميش، الفقر، أو الصراع الطبقي وغيرها، لا تستجيب وتقاوم التفسيرالنقدي في فهم كيف تتفاعل النصوص مع المشاكل الاجتماعية الراهنة.
الرمزية السياقية
الرمزية السياقية في المعمعية التيسية يمكن أن تتضمن عدة جوانب، تعكس تعقيدات الحياة والثقافة المعاصرة. تعبر المعمعية التيسية عن الفوضى في التفكير والشعور، مما يعكس حالة من الاضطراب النفسي و الاجتماعي. هذه الفوضى تشير إلى اللامعقول في الحياة المعاصرة كما تشير الرموز المستخدمة في المعمعية التيسية إلى تداخل الهويات، حيث يمكن أن تعكس الصراعات بين الهوية الفردية والجماعية، أو بين التقاليد والحداثة. تعكس المعمعية التيسية التحولات السريعة في المجتمع، مثل التغيرات الثقافية والاجتماعية في ظل تغلغل وانتشار نظام التفاهة. الرموز لا تشير إلى مقاومة هذه التغيرات بل تقبلها. تُستخدم الرموز للدلالة على شعور الاغتراب عن الذات و المجتمع الا انها في الواقع تحرض على الانغماس فيها.لانها يمكن أن تعكس تجارب فردية في عالم معقد ومليء بالتحديات. تشير الرموز إلى الرغبة في التمرد اللاواعي على القواعد والقيود الاجتماعية. هذه الرموز تعكس سعي الأفراد نحو الحرية والتعبير عن الذاتي والفردانية في القياس ، يمكن أن تحتوي المعمعية التيسية على رموز تعبر عن الحنين إلى الماضي الشخصي، سواء كان ذلك بشكل إيجابي أو سلبي. هذا الحنين قد يعكس رغبة في العودة إلى زمن معين أو إلى قيم معينة تساعد في استرجاع المعاني التي تحملها المعمعية التيسية، والي تعكس تعقيدات الحياة الإنسانية في سياقات نكوصية.
رمزية الفوضى واللامعقول
في المعمعية التيسية هناك تجارب معقدة في عالم معاصر مليء بالتحديات. تشير إلى غياب النظام والترتيب، حيث تتداخل الأفكار والمشاعر بشكل غير منظم.و يمكن أن تعكس الفوضى الاضطرابات النفسية أو الاجتماعية التي يعيشها الفرد والذي يعبر عنها بتجارب تبدو غير منطقية أو غير مفهومة، مما يطرح تساؤلات حول المعنى والوجود الفوضى واللامعقول و تعكس شعور الفرد بالضياع أو الاغتراب في عالم يتشظى باستمرار. الأنسان احيانا يشعر بأنه محاصر بين توقعات المجتمع وضغوط الحياة، مما يؤدي إلى الفوضوية ، لذا تشير هذه الرمزية إلى التغيرات السريعة في القيم والمعتقدات. تؤدي العولمة والتحولات التكنولوجيا إلى فقدان الهوية والانتماء، مما يزيد من الشعور بالفوضى ،لذا تُستخدم في المعمعية التيسية لغة غير تقليدية، تتسم بالغرابة وعدم التماسك. هذا الأسلوب يمكن أن يظهر من خلال الانزلاقات اللغوية، التكرار، والتشبيهات غير المتوقعة. الرمزية تظهر التناقضات الموجودة في الحياة، مثل التوتر بين الأمل واليأس، أو بين الحرية والقيود. هذه التناقضات تساهم في تعزيز الفوضى واللامعقول. المعمعية التيسية هي محاولة لفهم العالم بطريقة الفوضى. هذه المحاولة قد تظهر كبحث عن المعنى في عالم يبدو غير منطقي مما قد يمنح صوتًا لتجارب إنسانية تتسم بالغرابة. الفوضى تشير أيضًا إلى التعامل مع المآسي والأحداث الصعبة، حيث يصبح العالم غير مفهوم، مما يتيح للأفراد التعبير عن مشاعرهم بطريقةغير مفهومة كانها ارتجاع الصدى.
العلاقة بين الفوضى واللامعقول والحرية الفنية
العلاقة بين الفوضى واللامعقول والحرية هي علاقة معقدة تتداخل فيها الأفكار حول التعبير والإبداع. تتيح الحرية كسر القواعد التقليدية، مما يؤدي إلى أساليب فنية وادبية غير متوقعة تعكس الفوضى الداخلية للأفكار والمشاعر. يمكن أن تكون هذه الفوضى وسيلة للتعبير عن الذات .تعتبر التجارب التي تبدو غير منطقية أو صعبة الفهم مكونا اساسيا في إطار الحرية ،اذ تسمح للفنانين والادباء بتقديم أعمال تتحدى المنطق وتفتح أبوابًا جديدة للتفكير،يسعى الفنانون والادباء من خلال الفوضى واللامعقول إلى تحدي المعايير الاجتماعية والسياسية. هذا التحدي يمكن أن يؤدي إلى إعادة تعريف الجمال ، مما يمنحهم مساحة أكبر للتعبير. الفوضى السياقية تعكس التشتت في الهوية الإنسانية، حيث يمكن استخدام هذه الفوضى لاستكشاف تجارب شخصية متعددة. هذا الاستكشاف يتطلب حرية تتيح التعبير عن تلك التجارب بطرق غير تقليدية. تُستخدم الفوضى واللامعقول لإظهار العمق العاطفي والمعاناة الداخلية. حيث يمكن للفنان والاديب التعبير عن مشاعره بشكل صادق وغير مقيد. الفوضى تتيح فرصة المغامرة في أساليب جديدة. هذه المغامرة قد تؤدي إلى ابتكارات تتجاوز المألوف، مما يعزز الحرية الإبداعية .يمكن أن تُستخدم الفوضى واللامعقول أيضا كوسيلة للتعبير عن القضايا الاجتماعية والسياسية.و يُمكن أن تعكس الأعمال الفنية الفوضى في المجتمع، مما يتطلب حرية للتعبيرعن هذه القضايا بصدق، الأعمال الفنية التي تحمل طابع الفوضى واللامعقول تثير ردود فعل قوية من الجمهور. هذا التحرر يُعتبر جزءًا من حرية الفنون والاداب، حيث يُمكن تقديم أعمال تتجاوز الحدود المعروفة وتساهم هذه العلاقة في تعزيز فهمنا للفن والادب كوسيلة للتعبير عن التجارب الإنسانية المعقدة، الذي يفتح المجال أمام الإبداع والابتكار. المعمعية التيسية ولامية العرب للشنفري انتج كلاهما في سياقين مختلفين الاول يتسم بالجاهلية القديمة والأخر في الجاهلية المعاصرة، لكن الاولى تعبر عن قيمة عالية للبلاغة اللغوية والثانية عن تفاهة عالية قريبة من التسطيح اللغوي. تعبر لامية العرب للشنفري عن قيم سامية وتجارب عميقة في السياق الجاهلي، المعمعية التيسية تعكس التحديات والضغوط في العالم المعاصر، ولكنها تبدو تسطيحًا للأفكار في اكثرالأحيان.
استجابة القارئ
تختلف استجابة القارئ للامية العرب للشنفري عن استجابته للمعمعية التيسية في عدة جوانب، تعكس طبيعة كل نص وأسلوبه:
لامية العرب غالبًا ما تستثير استجابة القارئ وشعورًه بالاحترام والإعجاب. ويشعر بالفخر والانتماء عند قراءة قصائد تعكس قيم الشجاعة والكرامة والبطولة و المعاني العميقة والصور الشعرية القوية وتخلق تجربة عاطفية غنية. المعمعية التيسية تثير استهجان القارئ وتثير مشاعر الارتباك أو الفوضى. القارئ يشعر بعدم الاتساق و الغموض، مما يجعله يتساءل عن المعاني الكامنة وراء النص، وقد يتطلب الأمر مزيدًا من البحث لفهم الصورة الشعرية المشوشة. المعمعية التيسية تتسم بالأسلوب الفوضوي واللامعقول، وغالبًا ما تعبر عن تجربة معقدة في سياق معاصر. يمكن أن تحتوي على جمل غير مترابطة، تعبر عن مشاعر متضاربة،تمتاز بالانزلاق اللغوي والانغلاق المجازي في الاستعارات وتعكس الفوضى واللامعقول.



#غالب_المسعودي (هاشتاغ)       Galb__Masudi#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تعدد فلسفات الاخلاق ام تعدد اخلاقيات الفلسفة
- النفعية والانانية واخلاق الذئاب
- السخرية في الفلسفة والثقافة
- المرونة الفلسفية والمرونة الثقافية
- طقوس الكلمات وترميم الخراب
- التعافي الطفولي من الالم
- العقل و الشكل ... جدلية الوجود والبقاء
- البدائية السياسية والعدالة الانتقائية
- المثقف والسلوك الاستفزازي المرضي
- -التناغم المسبق- الليبنتزي والسياق العربي
- رماد التفاهة وانقراض السياق
- الراسمال الرمزي وتسويق الوهم
- هل الموتى يتعلمون
- التداوي بالفلسفة ام بالاعشاب
- الراسمال الرمزي ودوره في ترسيخ الاستلاب في الشرق الأوسط
- هل الغباء جريمة يعاقب عليها القانون
- عولمة التفاهة والشخصية المسخ
- الكفالة والعبودية
- استخدام التفكير النقدي لانتاج كتابة ابداعية بواسطة الذكاء ال ...
- الانسان الروبوت ومأسسة الجهل


المزيد.....




- بهدف جذب السياح.. الصين تمدد فترة الإقامة للعبور من دون تأشي ...
- رئيس حكومة الإئتلاف السورية: ما قامت به -هيئة تحرير الشام- م ...
- مصاد عسكرية تكشف: حماس جندت آلاف المقاتلين الجدد في غزة
- عملية إنقاذ محفوفة بالمخاطر في إيطاليا.. 75 ساعة من الجهد لإ ...
- -لبنان لنا- .. إسرائيليون يدخلون لأول مرة جنوب لبنان وينصبون ...
- من ماهر الأسد إلى ماهر الشرع.. تعيين شقيق الجولاني وزيرا للص ...
- بالصور.. دمشق بعد سقوط الأسد
- من اتفاق السائقين إلى البطاقة الذكية.. ماذا تغير في العشر ال ...
- زعيم حزب -الناس الجدد- في الدوما الروسي رئيسا للمجلس الإشراف ...
- الخارجية الروسية: الولايات المتحدة تحاول تغيير السلطة في كوب ...


المزيد.....

- مقالات في الثقافة والاقتصاد / د.جاسم الفارس
- مقالات في الثقافة والاقتصاد / د.جاسم الفارس
- قواعد اللغة الإنكليزية للأولمبياد مصمم للطلاب السوريين / محمد عبد الكريم يوسف
- أنغام الربيع Spring Melodies / محمد عبد الكريم يوسف


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - قضايا ثقافية - غالب المسعودي - الثقافة العربية من لامية العرب للشنفري الى المعمعية التيسية