محمد بلمزيان
الحوار المتمدن-العدد: 8195 - 2024 / 12 / 18 - 14:01
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
كل المؤشرات تدل على أن العالم يزداد اندحارا وسيشهد مزيدا من الحروب والصراعات والكوارث الطبيعية، ولعل هذا الإستنتاج لا يحتاج الى الكثير من الذكاء والتحليل، بعد استقراء ما يجري حاليا في الشرق الأوسط ، من دق لطبول الحرب و التكشير عن الأنياب استعدادا للقضم والإنقضاض، فأصبحت الغطرسة الدولية هي سمة العصر بامتياز، حيث تحولت الدول المهيمنة هي الآمرة والناهية ولا شيء آخر يعني شيئا بالنسبة لها، ولو تطلب تخريب الطبيعة في مختلف تجلياتها، وهو ما يتم تسطيره فعلا على الأرض بكل عنجهية وقوة لا تلين، في ظل تواطؤ أو تقاعس أو تهميش الأمم المتحدة التي أصبحت عاجزة عن فرض سلطاتها أو توقيف الإعتداءات التي تجري في كل بقاع الأرض، فحتى موظفيها لم يسلموا من بطش القوى المبطشة بالشعوب، من القتل والتصفية، في حين أنها أصبحت هذه الهيئة في الكثير من الأحيان ملاذا للتغطية عن الجرائم المرتكبة من خلال استغلال الدول النافذة للفيتو في هيئاتها ( مجلس الأمن) للدفاع عن مصالحها الضيقة وترك الحبال على الغارب، وهو ما يعتبر تأشيرا وشرعنة على للإعتداء على الشعوب الضعيفة باسم (الأمم المتحدة ) وهو ما يطرح جدوى وقيمة هذا المنتظم الدولي في إيقاف النزيف وردع المعتدي،وهو نفس السؤال المطروح على ( الجامعة العربية ) التي أصبحت هيكلا تنظيميا غير قادرة على أجرأة أي بيان تصدرها في ردع الإعتداءات الإسرائيلية المتكررة في حق الفلسطينيين واللبنانيين والسوريين،وأن ما يجري حاليا في الشرق وعلى التراب السروي يندى له الجبين الكل، وما تقوم به اسرائيل لضم واحتلال الأراضي في غمرة الأوضاع الغامضة القائمة حاليا ، واستغلال فرص هذه الفوضى من أجل السيطرة جبل الشيخ في اليومين الأخيرين وما يشكله الموقع الإستراتيجي من حيث الرصد للمنطقة، وما ستعطيه من أهمية استراتيجية لتعزيز قدراتها على التدخل والسيطرة، ولا أحد نطق ببنت شفة على ما يجري ويدور في المنطقة، دليل على أن القادم أسوأ، في ظل اختلال موازين القوى لصالح قوى الإعتداء وغياب سلطة الردع والعقاب المتمثلة في سلطة الأمم المتحدة التي أصبحت عاجرة عن تحجيم مظاهر استعراض القوة والرعب بالمنطقة ، والتي يمكن أن تنتقل عدواها الى مناطق اخرى من العالم.
#محمد_بلمزيان (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟