ضيا اسكندر
الحوار المتمدن-العدد: 8195 - 2024 / 12 / 18 - 10:03
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
قيل الكثير عن ثروات آل الأسد وحاشيته وكبار داعميه من ضباط ورجال أعمال، بالإضافة إلى ثروات آل مخلوف، وآل قاطرجي، وآل شاليش، وآل الأخرس، وغيرهم من (الآلات). والتي قُدّرت بعشرات مليارات الدولارات، وهي ثروات تراكمت على مدى عقود من الاستغلال الفج للموارد الوطنية، ونهب خيرات البلاد، ومصادرة ممتلكات الأفراد دون وجه حق.
هذه الأموال التي تحوّلت إلى رمز للطغيان والفساد، لا يمكن أن تُترك طيّ النسيان، بل يجب أن تتحول إلى أداة لإعادة بناء ما دمرته سنوات القمع والجور والفجور.
أقترح، في هذا الصدد، وبعد استعادتها عبر القنوات القضائية المتعارف عليها، أن تُستخدم هذه الثروات في تحقيق العدالة الاجتماعية والاقتصادية، على وجهين متكاملين:
أولاً، يمكن توزيع جزء منها بشكل مباشر على المظلومين، وفق آلية شفافة وعادلة تأخذ بعين الاعتبار درجات الظلم الذي تعرضوا له؛ فمن اعتُقل وعُذِّب واستُشهّد، ومن صودرت ممتلكاته أو أُجبر على الهجرة، أو فقد أحبته بسبب عنف النظام، يجب أن يكون له نصيب من التعويض، يُخفّف من جراحه ويعيد له بعضاً من كرامته.
ثانياً، تُوجَّه الحصة الكبرى من هذه الأموال لإنشاء مشاريع تنموية كبرى ومرافق اقتصادية حيوية، مثل المصانع والبنى التحتية التي توفر فرص عمل لعشرات الآلاف من العاطلين عن العمل. وتُخصص عائدات هذه المشاريع لدعم الفئات الأكثر تضرراً، بما يحقق استدامة اقتصادية ويوفر دخلاً مستمراً للمتضررين.
بهذه الطريقة، تتحوّل أموال الطغاة من أداة للقهر إلى وسيلة للإنصاف، ومن رمز للفساد إلى لبِنة في بناء وطن جديد يكرّس العدالة ويؤسس لمستقبل أكثر إشراقاً لجميع أبنائه.
ومع كل خطوة نحو هذا التحوّل، تنبثق في الأفق آمال جديدة بأننا قادرون على خلق مجتمع يتجاوز فساد الماضي، حيث يُستعاد الحق ويُمنح كل فرد فرصته العادلة في الحياة..
#ضيا_اسكندر (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟