أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - بن سالم الوكيلي - -غالي أم رخيص؟! الرأي في قفص الاتهام: هل يمكن للزواج أن يغير وجهة النظر حول الصحراء؟-














المزيد.....


-غالي أم رخيص؟! الرأي في قفص الاتهام: هل يمكن للزواج أن يغير وجهة النظر حول الصحراء؟-


بن سالم الوكيلي

الحوار المتمدن-العدد: 8195 - 2024 / 12 / 18 - 02:56
المحور: كتابات ساخرة
    


في عالم مليء بالتقلبات السياسية والآراء المتباينة، يظهر بين الفينة والأخرى بعض الأفراد الذين يظنون أن الرأي الشخصي يمكن أن يكون بديلا للحقيقة التاريخية والوطنية، بل أحيانا يتخذون من "الرأي" وسيلة لرفع حصيلة مداخيلهم، ولو كلفهم ذلك متاجرة في شرف الوطن. أحد هؤلاء هو السيد غالي، الذي قرر أن يطلق تصريحات مثيرة حول قضية الصحراء المغربية، وكأنها قضية شخصية تخص مزاجه اليومي أو جدول أعماله المهني!

لكن، لنكن صرحاء: هل يمكن أن يكون رأي غالي حول الصحراء أكثر من مجرد "موقف مزاجي" ناتج عن ظروفه الشخصية؟ فلقد دخل مؤخرا "قفص الزواج"، وربما يعتقد أن الترويج لبعض الآراء المثيرة سيجلب له شهرة ومالا، ليواجه بذلك تكاليف الحياة الجديدة. إذا، هل من الممكن أن يكون موقفه المتأرجح حول الصحراء هو مجرد محاولة يائسة لتحسين وضعه المادي؟ ربما، فقد صار كل شيء في هذا العصر فرصة تجارية، حتى إن كانت القضية تتعلق بأرض هواؤها غالي وقيمتها أغلى.

غالي، كأي شخص آخر، لديه حق التعبير عن رأيه. ولكن، ومهما كانت المبررات أو الظروف الشخصية، يبقى السؤال الأهم: هل يمكن أن نسمح لرأي شخصي أن يؤثر في قضية وطنية مصيرية؟ الصحراء المغربية ليست مجرد نزاع حدودي يمكن أن يحل عبر تغريدات مزاجية أو تصريحات صحفية. إنها قضية وطنية عميقة تنطوي على تاريخ طويل ونضال مستمر، وقد حسم المغاربة أمرهم حولها منذ زمن بعيد: الصحراء مغربية، ولا مجال للاجتهادات أو المزايدات في هذا الشأن.

لنكن واقعين، في هذا العصر، من الطبيعي أن نرى آراء متباينة حول القضايا الكبرى، لكن المزايدة على الوطن، أو التشكيك في حقه في صحرائه، هو أمر لا يمكن قبوله أو تبريره، مهما كانت الحوافز الشخصية. من الطبيعي أن يعبر غالي عن رأيه، لكنه في ذات الوقت يجب أن يدرك أن موقفه لا يعكس سوى مزاجه اللحظي، وربما يهدف إلى تحقيق بعض المكاسب الشخصية، كما يفعل البعض اليوم، حينما يصبح كل شيء في هذا العالم مادة قابلة للتجارة. حتى شرف الوطن قد يستغل في سوق الرأي العام!

ورغم ذلك، يبقى السؤال الأكثر إلحاحا: هل يمكننا حقا أن نغفر له، إذا كانت نواياه محكومة بلعبة سياسية صغيرة أو مسعى لزيادة عدد المتابعين على وسائل التواصل الاجتماعي؟ قد يكون رأيه "حرا" لكنه في الحقيقة يضر بقضية وطنية جوهرية. ففي النهاية، الصحراء المغربية ليست مجرد شعار يمكن رفعه أو تخفيضه حسب مزاج شخصي، بل هي جزء من هوية شعب لا يمكن لأحد أن يتاجر فيه.

وبالحديث عن المتاجرة، يجب أن نعترف بأننا، ككتاب، قد نكون قد تجرأنا يوما ما على التعبير عن آراء قد تسيء للوطن بشكل غير مباشر. لكن، وبعد كل تلك الكتابات، ما يعنينا في النهاية هو أن الوطن ليس ملكا لنا ولا لأحد بعينه. بل هو ملك للجميع، ولكل فرد فيه الحق في التعبير والمساهمة بما يراه مناسبا، بشرط أن يبقى ذلك في إطار الاحترام الكامل لتاريخه ومقدساته. ما نحن إلا بذرة صغيرة في حقل كبير من الانتماء الوطني، ولكن عندما يتعلق الأمر بمسألة الصحراء، لا يمكن للبذرة أن تتحول إلى شجرة لا ترى غاباتها.

وفي الختام، ليأخذ غالي رأيه معه أينما ذهب، ولنبقى نحن متمسكين بوحدتنا الوطنية. فالصحراء المغربية لن تقاس بأفكار أو تصريحات فردية، بل هي جزء من الروح الوطنية التي لا يمكن لأي مزاج أن يعبث بها.



#بن_سالم_الوكيلي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- -حافلة النقل الحضري تقرر تغيير مسارها إلى عالم المقاهي!-
- خطبة الوداع: كوميديا السلطة وسخرية الواقع السوري
- -العالم للبيع: تخفيضات نهاية السيادة أم نهاية السنة؟-
- -أنا والنكوة: حين تتحول الهوية إلى مسرحية كوميدية متعددة الف ...
- -هل هرب بشار الأسد... أم أن الشائعة أسرع منه؟-
- بدون فلتر: -بين حدود الأوهام وصراعات الواقع: مغامرة الهروب و ...
- ضحكة في زمن الحروب: السلام والتعايش بين الفلسطينيين والإسرائ ...
- بدون فلتر: يا للقدر! من قطع الأشجار إلى قطع الرؤوس
- العزوبة: حياة الرفاهية أم فخ الوحدة؟
- الاستمطار الصناعي في المغرب: حلم السماء التي لا تمطر
- نتنياهو في قبضة القدر: اعتقال غفلة!
- -أزمة الكهرباء في جماعة وليلي زرهون: بين التهميش والتمييز وغ ...
- -وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية المغربية: إعلان رسمي عن علما ...
- حقوق الإنسان: من خطب المهرجانات إلى متاجرة الضمير
- -محمد وأمنية ما بين السخرية والفلسفة: حين يتلاقى حسن الخاتمة ...
- عريضة شعبية تطالب الملك بمحاسبة وزير العدل وهبي وإقالته من م ...
- الفيتو الأمريكي في مجلس الأمن: أداة سياسية أم عقبة أمام السل ...
- عيد الاستقلال المغربي: بين الفرح والاختلافات الاجتماعية
- -القصاص أم السياسة؟ السعودية تنفذ حكم القتل في خيانة وطنية و ...
- العالم اليوم: قانون الغاب في ثوب جديد


المزيد.....




- -الهوية الوطنية الإماراتية: بين ثوابت الماضي ومعايير الحاضر- ...
- بعد سقوط الأسد.. نقابة الفنانين السوريين تعيد -الزملاء المفص ...
- عــرض مسلسل البراعم الحمراء الحلقة 31 مترجمة قصة عشق
- بالتزامن مع اختيار بغداد عاصمة للسياحة العربية.. العراق يقرر ...
- كيف غيّر التيك توك شكل السينما في العالم؟ ريتا تجيب
- المتحف الوطني بسلطنة عمان يستضيف فعاليات ثقافية لنشر اللغة ا ...
- الكاتب والشاعر عيسى الشيخ حسن.. الرواية لعبة انتقال ولهذا جا ...
- “تعالوا شوفوا سوسو أم المشاكل” استقبل الآن تردد قناة كراميش ...
- بإشارة قوية الأفلام الأجنبية والهندية الآن على تردد قناة برو ...
- سوريا.. فنانون ومنتجون يدعون إلى وقف العمل بقوانين نقابة الف ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - بن سالم الوكيلي - -غالي أم رخيص؟! الرأي في قفص الاتهام: هل يمكن للزواج أن يغير وجهة النظر حول الصحراء؟-