نمر سعدي
الحوار المتمدن-العدد: 1788 - 2007 / 1 / 7 - 10:19
المحور:
الادب والفن
خواطري كئيبةٌ كئيبةْ
كأنها لوعةُ بحر ضاعَ في الظلام
كأنها عيناكِ شعَّ فيهما الغرام
خواطري كروحِ شاعِرٍ وحيدٍ
في الدجى حزينٍ
يقلّبُّ السنينَ علَّهُ
يرى حبيبه
مكللاً بنرجسِ الأنوثةِ
المصبوغ بالحنين
بألفِ ألف رغبةٍ غريبة
أَواه كم يحزنُ من يقلّبُ السنين
أواه كم يذوب من وجدٍ
بهِ دفين
يصير خيط أنجمٍ من
شدةِ الشوقِ
هديلاً يأسُر الحمام
خواطري كئيبةٌ
لأنني أعرف أن شاعري
الجميل سوف يهجر الأوطانَ
للشيطانْ
ويهجرُ الشموس والفرح
ممتطياً قوسَ قزحْ
نحو جزيرةٍ يغنّيها الأسى
ودمعها جدران
تحبسُ قلبي في محارةٍ
من الأحزان
لأنني أعرف أن الشرَّ
سوف ينتصرْ
وشاعري سينكسرْ
وأنهُ سيقتلُ
على يد الرعاعْ
أعرف جيداً بأن الفارس
الأبيض سوف ينزلُ
عن الجوادِ الحلمْ
مضرجاً بالدمْ
جسدهُ زنبقةٌ حمراءْ حول النهرْ
وروحُهُ شراعْ
خواطري كئيبةٌ
تقولُ ألف شكرْ
على الخياناتِ التي مارستها
ضدّي وألف طعنةٍ في الظهرْ
شكراً على الحزنِ الذي
رجمتِ خافقي بهِ
شكراً على حجارةِ الضياءْ
أغويتني حواءُ بالعيون
بالشعر المصبوغِ بالأحمر
بزهرةٍ فيهِ حريريه
الحبُّ يا حوريتي أكبر
هذي أحاسيسٌ إلهيّه
أغويتني أغويتني حواءْ
بكل ما في المرأةِ الحسناء
من فتون
بكل ما في حسنكِ الهادئِ
من جنون
سكبتِ لي سلافة الأشواقِ
في الإِناءْ
أخرجتني من جنة اللهِ ومن
بحبوحة السماءْ
لمن تراني أكتب الأَشعار
من بعدكِ ؟ ولأجل عينيكِ أنا
والحزن ملء خافقي أضحكُ للنهار
لمن تراني أكتب الأشعار ؟
توسدي زندي فقد نسيت ذنبكِ الأبيد
آهِ أيْ ذنبْ
مسحتهُ بدمعةٍ مسحتهُ بقلبْ
يعُّبْ ما في الأرض من طهرٍ ومن جراحْ
كزهريةٍ خمريةٍ يربُّها الندى
قد شققتها الريحُ في طراوة الصباح
وضعتُ من قلبي في تلّهفي إليكِ
كُلُّ يومْ
وضعتهُ في النظرةِ الساجية
الحزينةَ الضياءْ
وضعتُ من قلبي في أحلاميَ السكرى
التي تحملني إليكِ في اليقظةِ أو في النوم
وضعتُ من قلبيَ في الولاعةِ
الحمراءْ .
نمر سعدي
شاعر فلسطيني يقيم في قرية قرب حيفا
#نمر_سعدي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟