أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أياد الزهيري - طموحات أوردغانية على طريقة السلطنة العثمانية















المزيد.....


طموحات أوردغانية على طريقة السلطنة العثمانية


أياد الزهيري

الحوار المتمدن-العدد: 8194 - 2024 / 12 / 17 - 22:18
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


أعاد النظام السياسي التركي الحاكم بقيادة أوردغان , عقلية الهيمنة العثمانية على مناطق نفوذها السابقة , والتي تفككت عام 1922م بعد سقوط نظامها القرووسطي العثماني على يد مجموعة من الضباط الأتراك بقيادة كمال أتاورك , وقد حجمت معاهدة لوزان عام 1923م أراضي السلطنة العثمانية الى الخريطة الحالية , والتي ألغت كل أمتيازاتها , وفرضت عدم متطالبة تركيا بأملاكها السابقة .
أردوغان تَتلمذ في تكايا السلطنة العثمانية , وزوايا الدروشة والطرق الصوفية في مدينة أسطنبول , وتربى على مبادئها , وتخلق بأخلاقها , فبزغ في ذهنه حلم أعادة أمجاد سلطنة آباءه وأجداده العثمانيين , وأخذ بمبدأ أقصاء المعارضين السياسيين من حزبه , وأنفرد بالحكم ,بعد أن حوله الى حكم رئاسي , مما يتيح له فرصة الأمساك بزمام الأمور , وهي طريقة سار عليها أجداده العثمانيين , الذين عُرفوا بالقسوة بأزاحة كل من يقف بطريق سلطانهم , وقد قتل السلاطين الأتراك الأخوان وحتى الأبناء من اجل الأنفراد بالسلطة وأزالة المنافس , ويبدو أوردغان يسير على منوالهم , حيث أخذ يبحث أزاء ذلك عن ذرائع ومبررات تتيح له النفوذ الى أراضي دول مجاورة سبق وأن أستولى عليها أجداده الأتراك , فعمل على تعزيز سلطانه بالداخل سياسياً , ودَعمَ الأقتصاد التركي بشكل جيد , وبنى جيشاً يُحسب له ألف حساب , متحيناً الفرص لتوسعت النفوذ التركي خارج الحدود التركية , مبتدأ ذلك بما حدث في ليبيا من فوضى , وأقامت أتفاقيتين عسكرية وأمنية مع حكومة الوحدة الوطنية الليبية , وقد توسع الأمر الى أقامة أستثمارات في المناطق البحرية المتعلقة بالنفط والغاز , وبذلك أرجعت تركيا نفوذها القديم الى ليبيا وأن كان بصيغة مختلفة عن السابق , فبالأول كان عسكرياً , أما الآن فهو أقتصادي , ولم تقف عند هذا الحد , فهي صاحبة أطماع في العراق وسوريا أيضاً بأعتبارهما كانا جزءاً من الأمبراطورية العثمانية , مستغلاً حجة وجود معارضة كردية مسلحة , تطالب بالأستقلال , متمثلة بمنظمة البككه الكردية , والتي تتخذ من الأراضي العراقية والسورية قاعدة أنطلاق لها نحو الأراضي التركية في تنفيذ عملياتها العسكرية ,وهذا يعطي مبرر كافي له بحجة القضاء على منظمة تصفها تركيا بالأرهابية , تقوم بعمليات داخل الأراضي التركية , وهذا وفر لتركيا سبب كافي للدخول للأراضي العراقية بسبب ماحدث من حالة الفوضى أثر الأحتلال الأمريكي للعراق , وما قام به داعش من أحتلال للأراضي العراقية بمساعدة وتحريض تركي , لكي تُزيد من مبررات وجودها على الأراضي العراقية , وفرصة ذهبية لها بقضم المزيد من الأراضي العراقية التي لا تخفي طموحها التاريخي بالسيطرة عليها , تحت ذريعة تأمين الحدود التركية من البككه , والتي عجزت الحكومة العراقية عن حمايتها على حد زعم النظام التركي , وتركيا لا تخفي رغبتها بالأستيلاء على آبار النفط في الموصل وكركوك , وهي مادة أستراتيجية تفتقدها تركيا في أراضيها , والضرورية لصناعتها الناهضة . من ناحية أخرى قامت تركيا بنفس السيناريو الذي أخرجته في العراق , وبحجة وجود قواعد للبككه الكردية على الأراضي السورية, والتي أصبحت ملاذ آمن , ونقطة أنطلاق للبككه من الأراضي السورية نحو الداخل التركي .
أنطلاقاً من هذه المبررات شنت القوات التركية في 18 ديسمبر 2007م على شمال العراق حملة عسكرية أسفرت عن أحتلال لأراضية , بدعوى ملاحقة عناصر حزب العمال الكردستاني , مما أدى الى أحتلال مساحات واسعة من محافظة دهوك , وبعمق 45 كيلومتر داخل الأرض العراقية , حيث تطور الأمر الى بناء قواعد عسكرية تركية , ولا يُخفى على المراقب اللبيب الوجود المكثف والقيادي لعناصر داعش من ذوي الأصول التركمانية أمثال أبو مسلم التركماني المولود في تلعفر , ليكون لتركيا قيادات تنفذ المخطط التركي الهادف الى أحتلال الأرض العراقية بدعوى بأنها أراضي تركية الأصل , وأن هناك سكان أصليين من أصل تركي ينبغي حمايتهم. الأمر ذاته ولنفس المبررات , ولدواعي حماية الأمن القومي التركي , وأن سوريا كانت جزء من أراضي الأمبراطورية التركية , وقد أحتلها السلطان سليم الأول , والذي أقام ضريح لجد العثمانيين (سليمان شاه) في حلب الذي كان هارباً من أجتياح المغول للأراضي التركية عام 1231م , فدفن قرب منحدرات قلعة جعبر الغربية التابعة لحلب , فقد ساهم الجيش التركي مساهمة عسكرية كبيرة لقوات المعارضة السورية بكل أشكالها من أجل السيطرة على حلب , والتي تعتبرها أرض تركية , وهذا ما رأيناه أخيراً عند دخول قوات الجولاني لحلب حيث رُفع العلم التركي على قلعتها القديمة . هذه الأحلام التركية هي من تفسر مساعدة تركيا للمجاميع الأرهابية في العراق وسوريا , ولكن لولا الحشد الشعبي والجيش العراقي , ومساعدة إيران لأستولت تركيا على أراضي واسعة من العراق , ولبسطت سيطرتها خاصة على الموصل وكركوك المدينة النفطية والأستراتيجية , والأمر نفسه في سوريا , لولا مساعدة إيران ورسيا وحزب الله اللبناني للجيش السوري لأجتاحت داعش والفصائل الأخرى المعارضة كل الأراضي السورية ولأسقطت دمشق آنذاك , ولكن بعد أنشغال حزب الله اللبناني بمعارك مع إسرائيل , وأنشغال روسيا بالحرب مع أوكرانيا , فقد سنحت الفرصة لتركيا للقيام بالهجوم المفاجيء على حلب بأداة تركيا في سوريا أبو محمد الجولاني الذي يرأس ما يُسمى بهيئة تحرير الشام (النصرة سابقاً) , وقد كان الجيش السوري بأضعف حالاته , مما جعل حلب وحماة وحمص تسقط بسرعة كبيرة , وبطريقة دراماتيكية , تكشف عن خواء هذا الجيش الذي أنهكته الحرب الأهلية , وما تركته الحالة الأقتصادية السيئة على ضعف تجهيزاته , ومعنويات أفراده , وكثرة القصف الجوي لقواعده العسكرية من قِبل الطيران الإسرائيلي , كل هذا جعل المدن السورية تتساقط بسرعة مذهله , حتى مدينة دمشق سقطت قبل أن تصل أليها قوات المعارضة السورية .
أن سقوط دمشق لم يجعل النظام التركي يعيش حالة الأنتصار بكامل فرحته , ولم يقر له قرار , إلا بعد أن يستولي الجولاني على شمال شرق سوريا , وهي الأراضي التي تستولي عليها قسد الكردية , وملاذ حزب العمال الكردستاني التركي , وقد بدأت المعركة الأولى بين جماعة الجولاني وقسد في مدينة منبج , وستشهد الأيام المقبلة معارك أخرى يكون للأتراك مساهمة كبيرة فيها , وهذا ما حذر منه الرئيس الأمريكي المقبل ترامب , حكومة أردوغان من مغبة ضرب منظمة قسد الكردية التي هي تحت الرعاية الأمريكية , والحامية لوجودها , والراعية لأهدافها بأقامة أقليم كردي على شمال شرق سوريا الغنية بالبترول . لاشك أن تركيا قد دخلت النفق السوري , وستتبنى بعض الفصائل المعارضة والتي منها الفصيل الأكبر بقيادة الجولاني , في مقابل فصائل وقوى متوزعة الولاءات , ولا أستبعد أن تكون هناك صراعات بين الأطراف السورية التي يقف وراء كل منها دولة , وستدخل تركيا في خضم صراع طويل لا تقوى على تحمله أزاء أقتصاد تركي يعاني من الضعف , وستكون في موقف سياسي لا تُحسد عليه , خصام مع أمريكا بسبب قسد , وعدم ود مع روسيا وإيران بسبب خرقها لأتفاق أستانا , والذي لاشك له تداعياته على الحكومة التركية , وربما تقود الأزمة في سوريا الى الأطاحة بأوردغان , الذي حُمّل تركيا من العبء مما لا تحتمله , وخاصة في الجانب المالي والأقتصادي , والعسكري.



#أياد_الزهيري (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- (جولات صراع جديدة تنتظر الشرق الأوسط )
- (الأجتهاد ضرورة أم ضرر)
- النظام الجديد في سوريا والأختبار الصعب
- جدلية العلاقة بين العقائد والسلوك
- أفكار بصيغة المطلق
- (فصول كرة النار في الشرق الأوسط)
- القوة المباشرة أخر أدوات تنفيذ الأستراتيجة السياسية لأمريكا
- ( مسارات التدين بين الشكل والمضمون )
- علل نجهلها
- (أي الثورات نبغيها)
- (بنادق الخارج وخيانات الداخل تصوب رصاصاتها علينا)
- (لا تأفل مدنكم كما أفلت مدينة بيزنطة)
- ونقرع النوافيس
- الإسلام ومجال أشتغالاته في السياسة (8 )
- الإسلام ومجال أشتغالاته في السياسة (7 )
- الإسلام ومجال أشتغالاته في السياسة (6 )
- الإسلام ومجال أشتغالاته في السياسة (5 )
- الأسلام ومجال أشتغالاته في السياسة (4 )
- الإسلام ومجال أشتغالاته في السياسة (3 )
- الأسلام ومجال أشتغالاته في السياسة ٢


المزيد.....




- أول تعليق لترامب عن المحادثات المباشرة مع -حماس-: نحن لا نعط ...
- زيلينسكي: سألتقي بولي العهد السعودي الأسبوع المقبل
- ترامب: أريد بدء محادثات نزع السلاح النووي مع روسيا
- ألمانيا: سجن خمسة أشخاص بتهمة التخطيط للإطاحة بالحكومة
- حظر تجول في الساحل السوري بعد مقتل 16 من قوات الأمن
- مبعوث ترامب عن الخطة العربية حول غزة: -خطوة حسن نية أولى-
- أردوغان: تركيا وقفت بشجاعة إلى جانب الفلسطينيين رغم ضغوط الل ...
- مظاهرة في السويداء رفضا لدخول قوات الحكومة السورية الانتقالي ...
- ترامب يجيب على سؤال عن زمان ومكان لقائه المنتظر مع بوتين
- الشيباني يتحدث من مكة المكرمة عن تهديدات تتعرض لها سوريا تؤث ...


المزيد.....

- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- الخروج للنهار (كتاب الموتى) / شريف الصيفي
- قراءة في الحال والأداء الوطني خلال العدوان الإسرائيلي وحرب ا ... / صلاح محمد عبد العاطي
- لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي / غسان مكارم
- إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي- ... / محمد حسن خليل
- المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024 / غازي الصوراني
- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أياد الزهيري - طموحات أوردغانية على طريقة السلطنة العثمانية