أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - بهجت العبيدي البيبة - قراءة في خريطة الصراعات العالمية والإقليمية: مستقبل العرب ومصر في مهب التحديات














المزيد.....


قراءة في خريطة الصراعات العالمية والإقليمية: مستقبل العرب ومصر في مهب التحديات


بهجت العبيدي البيبة

الحوار المتمدن-العدد: 8194 - 2024 / 12 / 17 - 12:14
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


مقدمة

في ظل التحولات العميقة التي تعيشها المنطقة العربية والعالم، وطلب صديقي الوطني المخلص، الدكتور هشام محفوظ الأديب والناقد المصري، للقيام برؤية متعمقة حول اللحظة الراهنة، نجد أنفسنا أمام مشهد سياسي معقد يتطلب إعمال الفكر والتدبر في مسارات الأحداث التي تُعيد تشكيل خريطة الصراعات في العالم. هذه الأحداث ليست مجرد تجليات عابرة، بل هي أحداث تاريخية تشكلت في صميمها من التفاعلات الاجتماعية والسياسية والاقتصادية، ما يستدعي فهمًا عميقًا للماورائيات التي تُعيد صياغة المشهد العربي، وحتمية وجود وعي شعبي راسخ للمساهمة في ذلك.

تمر منطقتنا العربية بمرحلة مفصلية لا تخلو من التحديات الجسيمة. تتداخل هنا المصالح الدولية والإقليمية في مؤامرات تستهدف تفتيت الكيانات العربية وإعادة ترتيبها على أسس جديدة تتماشى مع أجندات القوى الكبرى. إن الأحداث التي تعيشها المنطقة ليست مجرد سلسلة من الصراعات الطبيعية، بل هي جزء من استراتيجية أوسع تهدف إلى استدامة الهيمنة الغربية، وضمان بقاء إسرائيل كقوة مهيمنة في الشرق الأوسط.

لقد بدأ التاريخ الحديث لهذا المعترك مع اندلاع ثورة تونس في ديسمبر 2010، التي مثلت جرس انذار للأمة العربية بشمولية المطالب الشعبية في الحرية والكرامة. فمن تونس انتقل الوهج الثوري إلى مصر، وليبيا، واليمن، وسوريا. لقد استيقظت الشعوب، مطالبة بحياة كريمة وحقوق مشروعة، إلا أن ذلك الاستيقاظ قوبل بتدخلات خارجية مربكة، سعت إلى حرف تلك الثورات عن مسارها الحقيقي، وهو ما يعكس طبيعة الصراع المحتدم على السلطة والنفوذ في هذه الأراضي.

تشير الأحداث في ليبيا، على سبيل المثال، إلى كارثة ناتجة عن تدخل عسكري أجنبي أدى إلى تفكك الدولة وتفشي الفوضى. أما اليمن، فلا يزال يرزح تحت وطأة حرب ضارية نجم عنها معاناة إنسانية لا تُحتمل. وفي سوريا، تحولت البلاد إلى ساحة صراع مفتوح تتداخل فيها الأنشطة العسكرية للعديد من القوى الكبرى. لقد انزلق الملايين إلى واقع مؤلم من التشريد والتدمير، مما يعكس كيف يمكن لتلك التدخلات أن تتجاوز الصراعات العسكرية لتسهم في تسريع الانهيارات الاجتماعية والاقتصادية.

في غزة، نستمر في رؤية محاولات متكررة تستهدف تركيع المقاومة الفلسطينية ودفعها لقبول حلول تتماشى مع المصالح الإسرائيلية، مما يزيد من تعقيد القضية الفلسطينية ويعرض الأمن القومي العربي لمزيد من المخاطر.

إن ما حدث ويحدث في عالمنا العربي ليس وليد اللحظة أو صدفة عابرة، بل يأتي في سياق مخطط معروف تحت مسمى “الشرق الأوسط الجديد.” هذا الفكر يهدف إلى إعادة تقسيم الدول العربية إلى كيانات صغيرة، ممزقة على أسس عرقية وطائفية. ليست هذه الرؤية جديدة، بل تعود جذورها إلى تصريحات سابقة لا تترك مجالًا للشك في نوايا القوى الغربية. إذ يبرز اسم برنارد لويس كأحد أبرز المفكرين الذين دافعوا عن هذه الرؤية، مما أثار الأثر العميق على سياسات القوى الكبرى في المنطقة.

ومن هنا، يمكن أن نلاحظ كيف أن الفوضى التي تُروّج لها كوندوليزا رايس خلال حرب لبنان 2006، كانت تحقيقًا لمطامع تلك القوى. إن الهدف من هذه المخططات واضح للعيان وهو إبقاء الدول العربية ضعيفة ومنقسمة، واستنزاف مواردها وإمكانياتها لتظل رهينة للصراعات الداخلية.

وفي خضم هذا المشهد المضطرب، تأتي مصر لتكون حجر الزاوية في حماية الأمن القومي العربي. تتمثل القوة الحقيقية لمصر في شعبها وجيشها ومؤسساتها الوطنية التي تحتفظ بقدرتها على الصمود رغم شتى التحديات. إن الجيش المصري، الذي يُعتبر العمود الفقري للأمن العربي، يُستهدف بشكل متكرر لأنه يمثل العائق الرئيسي أمام تنفيذ المخططات المعادية. لذا، تظل أهمية دعم مؤسسات الدولة المصرية وتحقيق الوحدة الوطنية في صميم استقرار مصر، وهو ما يجب أن يدركه كل عربي من أجل الحفاظ على هوية الأمة العربية.

يتطلب المستقبل منا دعوة صادقة لجميع أبناء الشعب المصري والعربي للاتحاد معًا وتعزيز التعاون والعمل الجماعي من أجل حماية الوطن وحقوقهم. ولتحقيق هذه الأهداف الجوهرية، تبرز الحاجة الملحة لإرساء وعي شعبي فعّال يدرك عمق التحديات ويستجيب لها بخطوات مدروسة، متطلعين إلى غدٍ أكثر إشراقًا. إن الحفاظ على استقرار مصر ليس مجرد ضرورة وطنية فحسب، بل هو أيضًا ضرورة عربية وإقليمية تعود بالنفع على جميع الشعوب الطامحة للحرية والكرامة.



#بهجت_العبيدي_البيبة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العقل النقدي بين “حرية العقل” وتحقيق “دويتشه فيله”: معركة ال ...
- الذكاء الاصطناعي: شريك الإنسانية في غزو المستقبل واستكشاف عو ...
- الفوضى الخلاقة: معارك عربية بين الانهيار والصمود
- في الوفاء نكتب: قيمة إنسانية لا تموت
- التاريخ بين الحقيقة والتحريف: دعوة لدراسته بمنهج علمي موضوعي
- الحب.. بوابة العروج إلى السماء
- حرية العقل وبوصلة الفكر: التعليم في مواجهة الفوضى الكبرى
- قراءة في قرارات القيادة العامة السورية: رؤية شاملة لمستقبل ج ...
- سوريا بعد سقوط الأسد: تحديات ومطامع
- سوريا بعد سقوط النظام: تحديات المرحلة المقبلة بين مطامع الخا ...
- وهم هاتف تسلا الرخيص ومعاناة الفقراء
- اهتمامات الشعوب بين العالم العربي والغرب: قراءة في أولويات ث ...
- في أسر الأسطورة: العقل العربي والإسلامي بين الماضي وتحديات ا ...
- في العالم المتقدم: الحسد خرافة تم تفكيك أسطورتها
- العقول التي صنعت المجد: العلماء والفلاسفة والأدباء قادة الحض ...
- إنترنت الأشياء: عصر جديد من الترابط الذكي في حياتنا اليومية
- ابن خلدون: أعجوبة مازال تأثيرها حاضرا
- المطبعة التي لم تصل: انغلاق رجال الدين يعيق تقدم المجتمع
- في الحب نكتب: سر الحياة وملاذ القلوب
- التعليم في مصر والعالم العربي: يجب نسف أسلوب التلقين


المزيد.....




- مصيره بيد ترامب.. 4 سيناريوهات قد تنقذ تيك توك من الحظر في أ ...
- مراسل CNN يزور المنطقة التي قُتل فيها الجنرال الروسي بانفجار ...
- هل أغلقت إيران مجالها الجوي أمام رحلات الطيران؟ مسؤول يوضح
- أوكرانيا تعلن مسؤوليتها عن اغتيال قائد عسكري روسي بارز في مو ...
- مراهقة تقتل مدرّسا وتلميذا داخل مدرسة وتنتحر.. حدث في أمريكا ...
- ماهر الأسد: -حارس العائلة- و-جزّار درعا-، فمن هو؟
- دبلوماسيون ألمان سيعقدون محادثات مع ممثلين لهيئة تحرير الشام ...
- رفع العلم الفرنسي على مبنى السفارة الفرنسية في دمشق لأول مرة ...
- مصدر أمني أوكراني لفرانس برس: نعلن مسؤوليتنا عن مقتل الجنرال ...
- الجيش الأمريكي يعلن قصف منشأة عسكرية تابعة للحوثيين في صنعاء ...


المزيد.....

- لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي / غسان مكارم
- إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي- ... / محمد حسن خليل
- المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024 / غازي الصوراني
- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - بهجت العبيدي البيبة - قراءة في خريطة الصراعات العالمية والإقليمية: مستقبل العرب ومصر في مهب التحديات