أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - بن سالم الوكيلي - -حافلة النقل الحضري تقرر تغيير مسارها إلى عالم المقاهي!-














المزيد.....


-حافلة النقل الحضري تقرر تغيير مسارها إلى عالم المقاهي!-


بن سالم الوكيلي

الحوار المتمدن-العدد: 8194 - 2024 / 12 / 17 - 01:09
المحور: كتابات ساخرة
    


في حادثة غريبة وطريفة، قررت حافلة النقل الحضري في مدينة مولاي إدريس زرهون أن تخرج عن المسار التقليدي لرحلاتها اليومية وتخوض مغامرة غير مألوفة داخل مقهى محلي. نعم، قرأتم العنوان بشكل صحيح! في صباح يوم الاثنين 16 ديسمبر 2024، تجاوزت الحافلة حدود الطريق واندفعت مباشرة نحو واجهة أحد المقاهي الواقعة في قلب المدينة، كما لو كانت تبحث عن فنجان قهوة دافئ أو ربما قطعة من الكعك الطازج!

وقد وقع الحادث بالقرب من وكالة بنكية، ما جعل المشهد يبدو وكأنه جزء من فيلم كوميدي، حيث اندفعت الحافلة، التي كانت عادة ما تحمل الركاب في اتجاهاتها اليومية، لتتحول إلى نجم مفاجئ في عرض غير متوقع داخل المقهى. هل كانت تبحث عن "عروض اليوم" على القهوة؟ أو ربما كانت ترغب في "تخفيضات خاصة" على الحلوى؟ فمن يدري!

لحسن الحظ، ورغم الطابع الغريب لهذا الحادث، لم تسجل أي إصابات بشرية، ولله الحمد. إلا أن الخسائر المادية كانت كبيرة بما فيه الكفاية لإحداث ضجة في المدينة. فالحافلة، التي تبدو وكأنها قررت تحويل المقهى إلى ساحة رقص غير متوقعة، تسببت في تحطم بعض الطاولات والكراسي، مما أعطى المكان مظهرا من الفوضى العارمة. ومع ذلك، فإن الفوضى كانت غير مؤذية، والركاب لم يتعرضوا لأي ضرر.

لكن كما هو الحال في كل حدث غريب، كان لأصحاب المقهى روح الفكاهة في التعامل مع الموقف. فقد علق أحدهم قائلا: "على الأقل، لم نضطر لدعوة الحافلة لتناول القهوة، لقد جاءت بنفسها!" بينما تباينت آراء الزبائن حول إمكانية إضافة "حافلة القهوة" إلى قائمة المشروبات المميزة في المقهى. كان البعض يظن أن الفكرة قد تجذب الزبائن، بينما اعتبرها آخرون مجرد نكتة قد تكون طريفة، لكنها لا تليق بأن تصبح جزءا من قائمة الطعام!

ورغم الفوضى التي أحدثتها الحافلة، يمكن القول إن هذا الحدث غير المتوقع جعل المدينة بأسرها تتوقف للحظة وتعيد التفكير في بعض الأمور. كيف يمكن لحافلة، التي اعتاد الجميع على رؤيتها في الشوارع وعلى الطرقات المزدحمة، أن تصبح جزءًا من مشهد غريب، لكن أيضا مضحك؟ ومن هنا، يبدو أن الحافلة قد قررت أن تكسر الروتين اليومي للمدينة وتغير مسارها بطريقة فكاهية غير متوقعة. فالحياة في النهاية ليست دائما خطية، بل أحيانا تتطلب المغامرة والمفاجآت التي قد تأتي من أكثر الأماكن غير المتوقعة.

هذه الحافلة، التي ربما كانت في حالة مزاجية سعيدة أو ربما تتوق إلى تجربة جديدة، قد تكون أرادت أن تذكر الجميع بأن الحياة ليست فقط مزيجا من التنقلات المملة والروتينية. بل أحيانا، يمكن أن تأتي المفاجآت من أبسط الأماكن وأغربها، كأن تجد نفسك في قلب مقهى، أو ربما تتوقف فجأة لتحتسي فنجان قهوة وسط مشهد غير مألوف.

وعلى الرغم من أن الحافلة لم تكن، بالطبع، تملك نية تخريبية أو مضرة، إلا أن هذا الحادث أصبح حديث المدينة. فالبعض اعتبره حادثا عابرا قد يمر دون أن يترك أثرا، بينما رأى آخرون أنه يحمل رسالة عن الحياة في المدينة، وكيف يمكن أن يتغير كل شيء في لحظة. ومن هنا، بدأ السكان يتساءلون إن كانت الحافلة قد "قررت" التغيير فعلا أم أن تلك اللحظة كانت مجرد صدفة غير متوقعة. هل كان هناك "دافع" وراء هذه الرحلة الغريبة؟ أم أن الحافلة كانت فقط تبحث عن لحظة ترفيهية في عالمها الصارم والمليء بالمسارات المحددة؟

قد يكون هذا الحادث تذكيرا للجميع بأهمية التغيير في الحياة اليومية، وبأن الروتين لا يجب أن يتحكم دائما بكل شيء. مثلما قررت الحافلة أن تسلك طريقا مختلفا، قد يكون من الضروري أن نعيد التفكير في بعض الأحيان في مساراتنا الشخصية.

والجدير بالذكر أن الحادث قد أثار نقاشات أخرى بين السكان حول وسائل النقل العامة في المدينة وكيفية تحسين وسائل الأمان داخلها. فبينما يسود جو من السخرية والفكاهة حول الحادث، يرى البعض أن الحافلة قد جلبت معها تساؤلات مهمة حول كيفية تأمين مواقف الحافلات ومناطق الركاب، وخاصة في الأماكن الحيوية مثل وسط المدينة.

من جهة أخرى، أصبحت الحكاية محط اهتمام الزوار القادمين إلى مولاي إدريس زرهون، حيث يعكف بعضهم على زيارة المكان الذي وقع فيه الحادث، متسائلين عن "كيف يمكن لحافلة أن تصبح جزءا من عرض فكاهي في مقهى؟". ربما تضاف هذه الحكاية إلى قائمة القصص الطريفة التي يتم تداولها بين السكان والزوار على حد سواء.

وفي الختام، تبقى هذه الحادثة العفوية تذكرة للجميع بأن الحياة مليئة بالمفاجآت واللحظات غير المتوقعة، التي قد ترفع معنوياتنا وتضفي على أيامنا لمسة من الفكاهة التي لا تنسى. لذا، إذا كنتم في مولاي إدريس زرهون، لا تستغربوا إذا مرت حافلة فجأة وتوقفت لتناول فنجان قهوة أو حتى قادتكم إلى مغامرة جديدة!

ما زال الحديث عن الحادث مستمرا في أروقة المدينة، وأصبح الموضوع حديث الساعة بين سكان مولاي إدريس زرهون، حيث تساءل البعض إن كانت الحافلة قد "قررت" التغيير فعلا أم أنها كانت مجرد حادثة عابرة. وفي كلتا الحالتين، سيكون هذا الحدث جزءا من ذكريات المدينة التي لن تنسى بسهولة.



#بن_سالم_الوكيلي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- خطبة الوداع: كوميديا السلطة وسخرية الواقع السوري
- -العالم للبيع: تخفيضات نهاية السيادة أم نهاية السنة؟-
- -أنا والنكوة: حين تتحول الهوية إلى مسرحية كوميدية متعددة الف ...
- -هل هرب بشار الأسد... أم أن الشائعة أسرع منه؟-
- بدون فلتر: -بين حدود الأوهام وصراعات الواقع: مغامرة الهروب و ...
- ضحكة في زمن الحروب: السلام والتعايش بين الفلسطينيين والإسرائ ...
- بدون فلتر: يا للقدر! من قطع الأشجار إلى قطع الرؤوس
- العزوبة: حياة الرفاهية أم فخ الوحدة؟
- الاستمطار الصناعي في المغرب: حلم السماء التي لا تمطر
- نتنياهو في قبضة القدر: اعتقال غفلة!
- -أزمة الكهرباء في جماعة وليلي زرهون: بين التهميش والتمييز وغ ...
- -وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية المغربية: إعلان رسمي عن علما ...
- حقوق الإنسان: من خطب المهرجانات إلى متاجرة الضمير
- -محمد وأمنية ما بين السخرية والفلسفة: حين يتلاقى حسن الخاتمة ...
- عريضة شعبية تطالب الملك بمحاسبة وزير العدل وهبي وإقالته من م ...
- الفيتو الأمريكي في مجلس الأمن: أداة سياسية أم عقبة أمام السل ...
- عيد الاستقلال المغربي: بين الفرح والاختلافات الاجتماعية
- -القصاص أم السياسة؟ السعودية تنفذ حكم القتل في خيانة وطنية و ...
- العالم اليوم: قانون الغاب في ثوب جديد
- المهداوي: ضحية النظام أم بطل مسرحية درامية؟


المزيد.....




- -الهوية الوطنية الإماراتية: بين ثوابت الماضي ومعايير الحاضر- ...
- بعد سقوط الأسد.. نقابة الفنانين السوريين تعيد -الزملاء المفص ...
- عــرض مسلسل البراعم الحمراء الحلقة 31 مترجمة قصة عشق
- بالتزامن مع اختيار بغداد عاصمة للسياحة العربية.. العراق يقرر ...
- كيف غيّر التيك توك شكل السينما في العالم؟ ريتا تجيب
- المتحف الوطني بسلطنة عمان يستضيف فعاليات ثقافية لنشر اللغة ا ...
- الكاتب والشاعر عيسى الشيخ حسن.. الرواية لعبة انتقال ولهذا جا ...
- “تعالوا شوفوا سوسو أم المشاكل” استقبل الآن تردد قناة كراميش ...
- بإشارة قوية الأفلام الأجنبية والهندية الآن على تردد قناة برو ...
- سوريا.. فنانون ومنتجون يدعون إلى وقف العمل بقوانين نقابة الف ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - بن سالم الوكيلي - -حافلة النقل الحضري تقرر تغيير مسارها إلى عالم المقاهي!-