أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد الزمير - ‏صنعاء وثلاثة مسامير في نعشها: قراءة فلسفية















المزيد.....


‏صنعاء وثلاثة مسامير في نعشها: قراءة فلسفية


محمد الزمير
‏باحث ومُترجم نقوش في بوابة البحوث التاريخية والسياسية لوكالة ريا نوفوستي.

(أيمï زميٌ)


الحوار المتمدن-العدد: 8193 - 2024 / 12 / 16 - 22:26
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


صنعاء وثلاثة مسامير في نعشها: قراءة فلسفية
تاريخ اليوم: 16 ديسمبر 2024 - محمد زمير.

في ظلال الإعلام وفخاخ السلطة: تأملات في المشهد اليمني يبدو أن الإعلام في صنعاء، وقد غرق في دوامة العداء، قد حوّل كل ناقد أو معارض إلى خصم لدود، بل وحتى الناصحين والمختلفين لم يسلموا من هذا التصنيف الجائر. لقد انحرف الإعلام عن القضية اليمنية الجوهرية، وسعى جاهدًا لجرّ الشعب نحو مشروع ضيق الأفق، محدود الرؤية. لقد اخترقت أيادٍ خارجية المشهد الإعلامي في صنعاء، مستغلة حالة التشتت والتخبط التي عانت منها جماعة أنصار الله في بداياتها. رسمت هذه الأيادي سيناريو إعلاميًا يربط إعلام صنعاء بإعلام "محور المقاومة"، مما أسعد بعض الدول الخارجية ودفعها لاستغلال هذه الثغرة في حربها الإعلامية. وهكذا، تحولت الثورة، التي كان من المفترض أن تكون ثورة شعب كما يطمحون، إلى ثورة طائفية لجماعة محددة، وفقدت الدولة هيبتها ومكانتها، لتصبح مجرد جماعة دينية على غرار ما هو موجود في لبنان وغيرها من البلدان. إن الجماعات، بطبيعتها، لا تحكم إلا من ينتمون إليها إيديولوجيًا، وفي نطاق جغرافي محدود. وهكذا، شُيّع مشروع الدولة والثورة عبر هذا الاختراق الإعلامي. فما أن يتم تأسيس نظام إعلامي معين، يصبح من الصعب الخروج عنه، لأنه يتحول إلى عقيدة راسخة.

المسمار الثاني، فتمثل في نشر الفتنة والطمع بين جماعة أنصار الله وباقي الأحزاب، وعلى رأسها حزب المؤتمر الشعبي العام، بأوامر خارجية. نجحت هذه الأوامر في ضرب الطرفين، وبلغت ذروتها في اغتيال الرئيس اليمني السابق علي عبد الله صالح. ظنت جماعة أنصار الله أن هذا الاغتيال يمثل إنجازًا لها، وأن السلطة أصبحت حكرًا عليها، غير مدركة أنها بذلك قد دقّت المسمار الثاني في نعشها. كان الهدف من هذا الاغتيال هو غلق أي شرعية سياسية للجماعة وثورتها، خاصة وأن حزب المؤتمر الشعبي العام حكم اليمن لمدة 40 عامًا، ويمتلك علاقات دولية واسعة. ولعل انسحاب الجانب الروسي بعد الحادثة خير دليل على ذلك. وهكذا، تقف صنعاء اليوم أمام ثلاث ثغرات خارجية:
غرست في نعش مشروعها، لتُكبّلها وتُعيق حركتها نحو الاستقلال كما كان شعار ثورتهم:

تلخيصاً للمسمار الأول: قيدُ الطائفية:
سقطت صنعاء في فخّ الطائفية، بعد أن اختُرق إعلامها، وحُوّلت الثورةُ من قضيةٍ وطنيةٍ جامعةٍ إلى مشروعٍ ضيّقٍ لجماعةٍ مُحدّدة. فقد الشعبُ اليمنيُّ ملكيّتهُ لثورتِه، ليُصبحَ مجرّدَ مُشاهدٍ على صراعٍ لا يَمتُّ إليه بصلة.

المسمار الثاني: عُزلةٌ سياسية: تعرّضت صنعاء لعزلةٍ سياسيةٍ خانقة، بعد أن أُعطِبَ أيُّ غطاءٍ حزبيٍّ أو سياسيٍّ يُمكنُ أن يمنحها شرعيةً دولية. فأصبحتْ في وَحدةٍ قاتلة، تُصارعُ من أجلِ البقاءِ دونَ أيِّ دعمٍ أو سند.

المسمار الثالث: أداةٌ في لعبةِ قطر :
بيادق على رقعة الشطرنج: قطر وإيران وعُمان وصنعاء.

في خضمِّ الصراعاتِ الدولية، تُصبحُ بعضُ الدولِ مجرّدَ أدواتٍ في لعبةِ الكبار، تُحرَّكُها أيادٍ خفيّةٌ لتحقيقِ أهدافٍ بعيدةٍ عن مصالحِها. وصنعاءُ، في هذا السياق، ليست استثناءً. فقد وجدتْ نفسَها مُقحَمةً في صراعٍ لا ناقةَ لها فيه ولا جمل، عندما أشعلتْ قوىً خارجيةٌ الوضعَ في غزة، لحمايةِ مصالحِها الاقتصاديةِ وضمانِ استمرارِ تدفّقِ النفطِ والغاز. ولتحقيقِ هذه الغاية، استُخدِمت صنعاءُ بطريقةٍ مُبهمةٍ وغيرِ مباشرة، حيثُ زُجَّ بها في ممارسةِ استهدافِ السفنِ وتنفيذِ الضربات، بهدفِ إيصالِ رسالةٍ مُفادُها: "حتى وإنْ سقطتْ غزةُ ووصلتُم إلى جغرافيّتِها لتفعيلِ مشروعٍ بحريٍّ جديدٍ يُجمّدُ مضيقَنا، سنُمارسُ سياسةَ التقطّعِ البحريّ، وسنُهدّدُ مصالحَكم الاقتصادية". وهكذا، أُقحِمت صنعاءُ في لعبةِ الظلال، ليُصبحَ دورُها مُقتصرًا على تنفيذِ أجنداتٍ خارجية، دونَ إدراكٍ حقيقيٍّ لِبواطنِ الأمور. وظنَّتْ أنّها تُناصرُ غزة، وهيَ في الحقيقةِ تُستخدَمُ كأداةٍ لتحقيقِ مصالحَ قوىً أخرى.

صنعاء ولبنان: اداة في لعبة الظلال الايراني القطري.

في هذا المشهد المفجع، استخدم طرفان كـ "جواكر" في مشروع اقليمي، ليحميا مصالح اقتصادية لا تمت اليهما بصلة. ولكن، ما ان اديا دورهما المرسوم بدقة، حتى تحولا الى ضحيتين على مذبح المصالح. زج بحزب الله في اتون صراع مبطن، ليستنزف ويُنهك، ثم تصفى قياداته كانما يراد له ان يذوب في بحر النسيان. وهكذا، جنت قطر وايران ثمارا مرة من هذه اللعبة القذرة:

اولا: استغلال الطرفين في صراع لا ناقة لهما فيه ولا جمل.
ثانيا: التخلص منهما بعد ان اصبحا عائقا امام تحقيق اهداف جديدة.
ثالثا: اعادة احياء الاخوان المسلمين (أحداث سوريا)، بعد ان اضعفوا، ليصبحوا ورقة جديدة في لعبة المصالح.

اما ايران، فلا تبالي، فهي، في نهاية المطاف، تدرك انها تشارك في لعبة لا اخلاق فيها، وانها، شانها شان غيرها، قد تصبح ضحية في اي لحظة. فما يجمعها بقطر ليس سوى ممر ومضيق واحد، قد يصبح، في يوم ما، ساحة لتصفية حسابات جديدة.

لقد حفرت صنعاء قبرها بيديها.
١. ضاعت في متاهات الخيارات فبدلا من ان تحتضن الدولة، وحدة الكيان، انجرت الى غياهب الجماعة، ففرطت في وحدة نسيجها الاجتماعي. وبدلا من ان تشعل ثورة شعب ينشد الحرية والعدالة، انزلقت الى هاوية الثورة الطائفية، فاوْقَعَتْ نفسها في فخ الانقسام. حينما: اسست اعلاما متحجرا في قوالب عقدية ضيقة، فابعدت الكثير من ابنائها، الذين لم يجدوا فيه ذواتهم، ولا امالهم، ولا منطلقاتهم الفكرية.
فهل يعقل ان تغير الانظمة عقائد الشعوب؟ ام ان العكس هو الصحيح؟
٢. خسرت حزب المؤتمر الشعبي العام، ذلك الحزب الذي كان يمثل قوة سياسية وازنة، وغطاء وطنيا معترفا به دوليا. فبدلا من ان تستثمر في قوته، وتبني عليه دولة حديثة، تقربت الى قوى خارجية بة، فخسرت حليفا استراتيجيا، ودفعت بنفسها الى عزلة دولية.

٣. اقامت كيانا طاردا لابنائها، واوغلت في مشاريع اقليمية لا تخدم مصالحها، ولا تحقق طموحات شعب اليمن، بل تزيد من انقسامه، وتعمق جراحه.

فكيف لصنعاء ان تخرج من هذه المتاهة؟ وهل يمكن للجماعة ان تتحول الى دولة توحد جميع ابنائها الان؟ وهل يمكن للكيانات ان تغير عقيدة اعلامها، وتفتحه على كل التيارات الفكرية؟ ان الامر يحتاج الى قوة اسطورية، وارادة فولاذية، لتحقيق هذه الاهداف. فهل تملك صنعاء هذه القوة؟ وهل ستستمر كلعبة في ايدي القوى الاقليمية؟ ام انها ستقوم من كبوتها. انها اسئلة وجودية تحير العقول وصعبة التحقق بعد كل هذة الأحداث معا ذلك لازال الأمل قائم والوقت قاب قوسين للإنتهاء.

https://x.com/Mzomair/status/1868695795924341054?s=19



#محمد_الزمير (هاشتاغ)       أيمï_زميٌ#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- محمد الزمير - الجذور الجيوسياسية للصراع بين أوروبا والشرق ال ...
- محمد الزمير-نقوش يمنية عربية مسندة جديدة ٢٠£ ...
- -تحليل المصطلحات القرآنية والنقوش الإركيولوجية : بين العرب و ...
- صراع إقليمي بصبغة دينية: اليمن والجنوب الناشئ - تحليل شامل
- تاريخ القهوة
- نقش -ماسل الجمح-: استكشاف الرابط التاريخي بين أسم اليمن الحا ...
- محمد الزمير نسف النظريات الصهيونية-سياسة الاستغباء الغربية
- تصحيح أدلة مسلة إبرهه وإلقاء الضوء على هوية الملك ونفي ادعاء ...
- أهمية تصحيح المفاهيم والتعامل مع الخرافات في بناء مجتمع متقد ...
- هندسة الدين والعلم: عالمان منفصلان أم وجهان لعملة واحدة؟-
- إعادة تقييم قصة أسرة الملك توت عنخ آمون: تحليل تاريخي للوقائ ...
- مسلمون بعقل دارويني
- صناعة وبرمجة الشعوب
- الفلك في اليمن القديم – علم الكون اليمني وإنتشار العلوم الي ...
- قارئ النقوش القديمة، محمد الزمير، يكشف عن شخصية ملكة سبأ.
- القراءة الصحيحة لنقش النمارة-
- محمد الزمير -نسف فاضل الربيعي الجزء الاول من إعطاب النظريات ...
- نسف نظرية فاضل الربيعي الجزء الثاني


المزيد.....




- مصدر يكشف لـCNN عن لقاء لترامب مع الرئيس التنفيذي لتيك توك
- 25 نائبا بريطانيا يطالبون بوقف تزويد إسرائيل بالسلاح
- واشنطن: توجيه اتهامات لإيرانيين فيما يتعلق بمقتل 3 جنود أمري ...
- مباشر: الجولاني يعد بحل الفصائل المسلحة وضم مقاتليها إلى الج ...
- اليمن: الجيش الأمريكي يستهدف منشأة قيادة للحوثيين في صنعاء
- 8 شهداء في غارة إسرائيلية جديدة على مدينة غزة
- -قسد-: جاهزون لإبقاء الطريق إلى ضريح سليمان شاه مفتوحا
- نيبينزيا: روسيا لن تقبل أي تجميد للنزاع في أوكرانيا
- سويسرا تشدد شروط تصدير الأسلحة لضمان عدم توريدها إلى أوكراني ...
- إيران تنفي انخفاض صادراتها من النفط الخام


المزيد.....

- لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي / غسان مكارم
- إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي- ... / محمد حسن خليل
- المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024 / غازي الصوراني
- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد الزمير - ‏صنعاء وثلاثة مسامير في نعشها: قراءة فلسفية