أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - کاوە نادر قادر - منهجية السلطة السورية الجديدة: تحول في المواقف أم إعادة إنتاج للتطرف














المزيد.....


منهجية السلطة السورية الجديدة: تحول في المواقف أم إعادة إنتاج للتطرف


کاوە نادر قادر

الحوار المتمدن-العدد: 8193 - 2024 / 12 / 16 - 18:57
المحور: الثورات والانتفاضات الجماهيرية
    



في خضم التحولات الكبرى التي تشهدها الساحة السورية، يبقى هيئة تحرير الشام (HTS) ، في مركز الاهتمام و حيث يعتبر زعيمها محمد الجولاني كواحد من أبرز الشخصيات المثيرة للجدل. الجولاني، الذي بدأ رحلته في صفوف تنظيمات الجهادیة الاسلامییة وقاد لاحقًا لتصبح "هيئة تحرير الشام_ HTS "، يمثل اليوم نموذجًا للتغير التكتيكي أكثر من التغيير الأيديولوجي. السؤال المطروح بقوة: هل يخلع الجولاني عباءة الفكر المتشدد القديم ويقدم نفسه كرجل سياسة براغماتي، أم يظل مقيدًا بجذوره الجهادیة؟.
الإرث القديم: فكر متشدد وسجل مليء بالدماء
الجولاني بنى سمعته من خلال ارتباطه بتنظيم القاعدة، واعتماده على أيديولوجية متشددة قائمة على العنف والهيمنة. خلال ذروة قوة جبهة النصرة، كان التنظيم ينفذ عمليات عسكرية قاسية ويسيطر على مناطق شاسعة في شمال سوريا، مستخدمًا خطابًا دينيًا متطرفًا لتبرير ممارساته.
هذا الإرث الدموي والتاريخ المشحون بالصراعات الداخلية والخارجية جعلا من الجولاني رمزًا للإرهاب لدى كثير من الأطراف الإقليمية والدولية. إلا أن التغيرات العسكرية والسياسية فرضت عليه وعلى تنظيمه إعادة تقييم استراتيجياتهم، وهو ما تجلى في محاولته تقديم هيئة تحرير الشام كقوة محلية ذات أجندة سورية، بدلاً من كيان جهادي عابر للحدود.

الجولاني الجديد: مناورة تكتيكية أم تحول استراتيجي؟
في السنوات الأخيرة، سعى الجولاني إلى تغيير صورته العامة، مقدمًا نفسه كقائد محلي يحاول تحسين الوضع الأمني والاقتصادي في إدلب، مع التركيز على خطاب أقل تشددًا.سیاسة براغماتية وقدرته على التلون وتغيير المظهر والعناوين شملت هذه التحولات:
1. الابتعاد العلني عن القاعدة: هيئة تحرير الشام أعلنت فك ارتباطها بتنظيم القاعدة في خطوة وُصفت بأنها براغماتية، تهدف إلى تجنب الاستهداف الدولي والحصول على قبول أوسع.
2. محاولات تحسين العلاقات الدولية: ظهرت جهود لتقديم هيئة تحرير الشام كبديل مقبول في إدلب، خاصة في ظل انهيار قوى المعارضة التقليدية.
3. إدارة محلية في إدلب: أنشأت الهيئة إدارات مدنية في المناطق التي تسيطر عليها، في محاولة لإظهار قدرتها على الحكم وتلبية احتياجات السكان.
مع ذلك، يبقى السؤال: هل هذه التحولات تعكس تغييرات أيديولوجية حقيقية أم أنها مجرد تكتيكات مرحلية لضمان البقاء في وجه الضغوط المحلية والدولية؟
استمرار الفكر الداعشي: إشارات مقلقة
على الرغم من مظاهر التغيير، هناك العديد من المؤشرات التي توحي بأن الفكر المتطرف لا يزال متجذرًا في سياسات الجولاني وهيئة تحرير الشام:
1. القمع الداخلي: الهيئة مستمرة في ممارسات القمع ضد المعارضة الداخلية، بما في ذلك اعتقال ناشطين وصحفيين ممن ينتقدونها.
2. التشدد الديني: على الرغم من تخفيف الخطاب العلني، لا تزال الهيئة تفرض قيودًا دينية صارمة في المناطق التي تحكمها.
3. العلاقة مع الفصائل الجهادية: الهيئة لم تقطع تمامًا علاقاتها مع الجماعات الجهادية الأخرى، مما يعزز الشكوك حول نواياها الحقيقية.

امتحان الجولاني: خيارات المستقبل
الجولاني اليوم أمام امتحان صعب، فإما أن يتحول فعليًا إلى زعيم سياسي محلي قادر على قيادة إدلب نحو استقرار نسبي، أو أن يظل أسيرًا لفكره القديم، مما يعني استمرار عزله دوليًا واحتمالية تصعيد الصراع ضده.
1. التحول الحقيقي:
إذا أراد الجولاني كسب الاعتراف الإقليمي والدولي، فعليه تقديم تنازلات حقيقية، بما في ذلك:
• الانخراط في عملية سياسية شاملة ضمن إطار سوري موحد.
• التخلي عن أي ارتباط بأيديولوجيات عابرة للحدود.
• ضمان الحريات المدنية في المناطق الخاضعة لسيطرته.

2. الاستمرار في الفكر القديم:
إذا استمر الجولاني في نهجه الحالي دون تغييرات جوهرية، فإنه يغامر بتعريض نفسه وتنظيمه لاستهداف عسكري متزايد، سواء من النظام السوري أو من المجتمع الدولي، وقد يؤدي ذلك إلى انهيار مشروعه بالكامل
. في ظل احتياجه لنيل الاعتراف الأميركي بحكمه وحذفه من قوائم الإرهاب حيال الإملاءات والمصالح الغربية والإسرائيلية من أزمته داخل الحالة الجهادية، فهو إن كسب في جولة ونال الإشادة بالإسهام في إسقاط حكم الأسد وطرد الميليشيات الإيرانية تواجهه جولة أعتى مزدوجة من داخل القاعدة ومن داعش تتهمه بالنفاق والردة وضعف العقيدة والخذلان جراء عدم الوفاء بوعود الانتقال من قتال العدو القريب (نظام الأسد) إلى قتال العدو البعيد (إسرائيل) وتقديم التنازلات والاستسلام للمحور الغربي.

الخاتمة
يبقى مستقبل محمد الجولاني وهيئة تحرير الشام مرهونًا بالقرارات التي سيتخذها في المرحلة المقبلة. التحول من قائد جهادي إلى زعيم محلي حقيقي يتطلب شجاعة في كسر القيود الفكرية القديمة، وهو ما لم يظهر بعد بشكل واضح.
حتى ذلك الحين، ستظل إدلب ومصيرها رهينة صراع بين إرث الماضي ومتطلبات الحاضر، وبين خطاب الاعتدال المعلن والواقع المتشدد الذي لا يزال حاضرًا بقوة.
١٦ کانون الاول ٢٠٢٤



#کاوە_نادر_قادر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- صراع المحاور الإقليمية في سوريا: توازن بين الاستقرار والأهدا ...
- الوساطة الأمريكية بين تركيا وقوات سوريا الديمقراطية: تكتيك أ ...
- الحملة الأمنية البريطانية ضد الكردستانيين: هل هي حماية للأمن ...
- التصعيد النووي الروسي: تهديدات فعلية أم مجرد -حرب كلامية-؟
- الرد الإسرائيلي على التهديدات: استهداف للقادة أم ضربات انتقا ...
- التنسيق الأمني بين العراق وإيران وتداعياته على شرق كردستان
- الدبلوماسية السرية بين إيران والولايات المتحدة: فرص التفاوض ...
- . التأثيرات المحتملة للانتخابات الرئاسية الأميركية على كردست ...
- انتخابات إقليم كردستان ام لعبة إقليمية ودولية جديدة
- عملية انتحارية في شركة توساش: انتقام للمذابح في كردستان أم ر ...
- إسرائيل وإيران: كيف تحدد أسواق الطاقة مسار التصعيد العسكري
- تسليح البنتاغون للبيشمركة: بين الجدل السياسي والأمني القومي ...
- في ضوء ثورة 19 يوليو 2012 في غرب كردستان تطویرهيكل الد ...
- قمة أمنية عراقية تركية في أنقرة لاجل التوصل إلى اتفاق يشبه ا ...
- ایران یعمل في اتساع نطاق الحرب بين حماس وإسرائيل
- تصاعد الضربات للطائرات التركية لا تنحني من عزيمة شعب كردستان ...
- رداً على التهديدات التركية على أراضي -روزافا- تكتسب المقاومة ...
- قانون الغابة لا یستطیع كسر إرادة الشعوب
- اعادة انتخاب رئيس الجمهورية العراقیة / الشيعة في عجلة ...
- توسيع برلمان اقلیم كردستان أو الاستهزاء بالديمقراطية


المزيد.....




- الصين.. تنفيذ حكم الإعدام بحق مسؤول رفيع سابق في الحزب الشيو ...
- بابا نويل الفقراء: مبادرة إنسانية في ضواحي بوينس آيرس
- محاولة لفرض التطبيع.. الأحزاب الشيوعية العربية تدين العدوان ...
- المحرر السياسي لطريق الشعب: توجهات مثيرة للقلق
- القتل الجماعي من أجل -حماية البيئة-: ما هي الفاشية البيئية؟ ...
- ت.ب.ج.م// تقديم لمقال البديل الجذري تحت عنوان: ذكرى انتفاضة ...
- اجهزة السلطة تطلق النار وقنابل الصوت تجاه المتظاهرين دعما لل ...
- من المصالحة إلى الوحدة الوطنية
- مرحبًا بكم في مستشفى الألعاب في كاراكاس.. حيث العطاء يعيد ال ...
- قانون الدعم المصري الجديد.. توسيع للضمان أم إجحاف بالفقراء؟ ...


المزيد.....

- ثورة تشرين / مظاهر ريسان
- كراسات شيوعية (إيطاليا،سبتمبر 1920: وإحتلال المصانع) دائرة ل ... / عبدالرؤوف بطيخ
- ورقة سياسية حول تطورات الوضع السياسي / الحزب الشيوعي السوداني
- كتاب تجربة ثورة ديسمبر ودروسها / تاج السر عثمان
- غاندي عرّاب الثورة السلمية وملهمها: (اللاعنف) ضد العنف منهجا ... / علي أسعد وطفة
- يناير المصري.. والأفق ما بعد الحداثي / محمد دوير
- احتجاجات تشرين 2019 في العراق من منظور المشاركين فيها / فارس كمال نظمي و مازن حاتم
- أكتوبر 1917: مفارقة انتصار -البلشفية القديمة- / دلير زنكنة
- ماهية الوضع الثورى وسماته السياسية - مقالات نظرية -لينين ، ت ... / سعيد العليمى
- عفرين تقاوم عفرين تنتصر - ملفّ طريق الثورة / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - کاوە نادر قادر - منهجية السلطة السورية الجديدة: تحول في المواقف أم إعادة إنتاج للتطرف