ابراهيم ابراش
الحوار المتمدن-العدد: 8193 - 2024 / 12 / 16 - 15:04
المحور:
القضية الفلسطينية
الفوضى والفلتان الأمني في المجتمع الفلسطيني ليس من مكونات الثقافة الوطنية الفلسطينية بل صناعة إسرائيلية بأدوات محلية غالبا هدفها ضرب وحدة الشعب وتفكيك الجبهة الداخلية وإلهاء الشعب بمشاكله الداخلية بدلاً من التوحد بمواجهة العدو.
هذا ما جرى مع فلسطينيي الداخل حيث عمل العدو على تشكيل العصابات والجريمة المنظمة والمخدرات ونجح أيضا في تقسيم وتفتيت الطبقة السياسية الفلسطينية إلى أحزاب وجماعات متصارعة، نفس الأمر يقوم به في الضفة الغربية ولولا وجود السلطة الفلسطينية لكان وضع الضفة أسوأ من وضع فلسطينيي الخط الأخضر.
أما في قطاع غزة فقد استطاعت حركة حماس ضبط الأمن نسبياً في بداية حكمها حتى وإن كان بالبطش والإرهاب ولكن فيما بعد فلتت الأمور وانتشرت المخدرات والفساد بكل أنواعه وخصوصاً الفساد السياسي، ولكن أخطر حالات الفوضى والفلتان هو ما يجري خلال الحرب الأهلية حيث تنتشر العصابات المسلحة التي صنعتها أو تُسهل مأموريتها إسرائيل وحركة حماس.
حالة الفوضى في القطاع باتت تهدد باندلاع حرباً أهلية، فلا يُعقل أن تتمكن عصابات من سرقة قافلة مساعدات مكونة من عشرات الشاحنات المُحملة بالمواد الغذائية وتختفي فجأة وتزعم حماس أنها لا تعرف من سرقها وأين اختفت!! بينما تتمكن من معرفة شخصية من ينتقدها بمنشور على وسائط التواصل الاجتماعي وتقوم بقتله أمام أفراد عائلته! ولا يمكن تصديق أن حماس ومن خلال مطاردة بائعي البسطة من صغار التجار بحجة المحافظة على أمن المواطنين ومنع ارتفاع الأسعار، فيما تسكت عن كِبار التجار الذين وزعوا البضائع على صِغار التجار، وبدلاَ من مصادرة مخازن بضائعهم المسروقة من المساعدات الدولية تقوم بمصادرة بضائع أصحاب البسطات المحدودة التي يشتغل عليها أطفال لجمع بعض الشواكل لشراء ربطة خبز!
ولا يقتصر الأمر على ذلك بل تساعد حركة حماس بوعي أو بدون وعي على إثارة الفتنة بين العائلات في الجنوب والنازحين من خلال دفع الأولين لإصدار بيانات باسم العائلات يتهمون النازحين بسرقة بعض محتويات شاحنات المساعدات خلال مرورها وسط خيامهم وهي تعرف السارقين الحقيقيين الكِبار الذين يشتغلون تحت حمايتها ومعرفتها!
هذا بالإضافة الى فوضى السيولة النقدية والعمولة المُبلغ فيها على التحويلات المالية وصرف رواتب الموظفين، التي يفرضها تجار العملة وغالبيتهم من حماس أو تشاركهم في الأرباح.
كل ما سبق ناتج عن الفوضى العارمة والمدمرة الناتجة عن مغامرتهم في طوفان الأقصى، واصرارهم على البقاء في المشهد السياسي.
[email protected]
#ابراهيم_ابراش (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟