أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - المهدي المغربي - المعيقات الذاتية في قضايا الإنسان المقهور.














المزيد.....


المعيقات الذاتية في قضايا الإنسان المقهور.


المهدي المغربي

الحوار المتمدن-العدد: 8193 - 2024 / 12 / 16 - 04:50
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


ليس بالخبز وحده يعيش الإنسان. لأن "الوعي "الخبزي" لن يصل اللقمة ساخنة إلى الفم أبدا!!!"
رجاء لا للاجهاد على الطاقة العاطفية و دغدغتها على خلفية التحليل حتى تصبح حالة مرضية متشنجة جارفة و تؤدي إلى نتائج عكسية لم تكن في حسبان النوايا.
كل تحليل اخضعناه للمنطق المادي الجدلي سهلت فيه الخلاصة بلا مضيعة للوقت و بلا تمادي في الكلام الخرافي و سهل كذلك الوقوف على أسباب المعيقات النفسية الذاتية و كذلك المادية التي تطوق الذات المهزوزة من كل الجوانب.

"بارد لكتاف كايمشي ديما للساهلة" و لما تشجعه على ذلك يستحلي القطران عسلا و بذلك يكون المرء للاسف يكرس فيه نفس المعيقات الموروثة و المترسبة في تفكيره و في محيطه.
و كلما هو عاطفي جارف يجره و يطوقه إلى درجة التخدير و قد تصبح بالنسبة له لذة لا تقاوم بالرغم من بدل الجهد و التنبيه في محاولة عقلنة الأمور تدريجيا بعدة اساليب.

للاشارة فقط هنا أتذكر خبث ديماغوجية الديكتاتور الحسن يوم قال في أحد خطاباته بالعامية:
" وخا شعبي امي راه كايفهمني"
بمعنى أنه لابد أن يظل الشعب اميا جاهلا فبذلك يكون يفهم ملكه جيدا"
ذاك هو الضحك على الذقون
و بمعنى آخر دائما على لسان الديكتاتور
"ان يظل الشعب جاهلا هذا يضمن نجاح ملك الملك و يلمع صورته اكثر!"

اذن في خلاصة المعنى تكريس واقع مازوم و موبوء و تكريس الجهل و التغاضي عن تحريك العقل و الحس النقدي لا يشجع ابدا على المبادرة الذاتية العملية و أخذ الأمور بجدية التي من خلالها قد تثبت الحالة تجاوز البؤس الفكري و الدونية و الخمول و القبول بالأمر الواقع بدافع الخوف.

على هذه الفئة من الشعب ان تتعود على أن تتعلم و تنتفض ضد الفقر و الظلم و ان تعي دورها و مسؤوليتها في التغيير الجزئي و الجذري و ان تنخرط مع باقي بنات و ابناء الشعب الفقراء الذين تشجعوا و صاروا فاعلات بالرغم من معاناتهن مع آفة الأمية لقد انخرطوا نساء و رجالا في موجات الاحتجاجات و الوقفات و الانتفاضات كباقي أيها الناس صارخين في وجه سياسة النظام الحاكم و في وجه الظلم و القهر و الاستغلال الطبقي و كذلك ضد من يكرس فيهم التباكي و السعاية و أسلوب اللقمة الباردة انه ليس في ذلك كرامة.

هذا التفعيل و الحركة الاجتماعية تدل على أن الواقع العنيف و المر المعاش يكون دافعا مباشرا على خلق الطفرة النوعية في تفكير هذا الإنسان البسيط و تشجيعه على رفع الصوت عاليا و قد يقتنع اخيرا بما قيل له شرحا عن اسباب البؤس و بدائل الخروج من عنق الزجاجة.

وحدها للاسف عائلات العياشة بالرغم من انتمائهم إلى الحضيض الاجتماعي انهم المنخورون بفيروس المخزنة و المسايرون للسائد المبتذل المتخلف بشكل ابله و ايضا و كذلك الطيعين القابلين بكلما يأتي من فوق و هم الذين يعتبرون أنفسهم بكل سداجة و ثقة عمياء حماة النظام الملكي الفاسد يبجلونه في العلن و اذا احتشموا يكون ذلك في الخفاء عموما لهم من الأقنعة الكثير يوظفونها كي تختلط امامك الاوراق.
و طالما ان التيار المعاكس في مجتمع التناقض و لعبة الاقنعة و سيادة الخرافة جارف عادة ما يكسبون رهانا ما لكن رغم ذلك حبل التفاهة و التخلف يظل قصيرا.
وحدها هذه نماذج فآت العياشة الميؤوس منها تساعد على كسر ظهر الشعب و تفكيك وحدته النضالية في أفقها العام و هي مصدر ازعاج وجب التصدي لها و لن يحرسها وجب التصدي لها بأسلوب نقدي واضح لمستوى تفكيرها المتدني الجاهل بأمور صراع الحياة الحقيقي بدل ان تظل هي تكرس بدهائها البليد الوقوف عند حدود الهدف "الخبزي" و عند المطالب الضيقة في الحجم و في المعنى دون إدراكها ما هو أعمق.

عموما المساعدات الإنسانية ليست في حاجة إلى المزايدات او الأوسمة على الصدور فقط لابد من عقلنة الأمور و وضعها في إطارها الصحيح حتى لا تفضي إلى نتائج عكسية.

ان تشجيع الفقراء على الوعي السياسي و بعد النظر و مواصلة المجهود لا يصنع المعنى فحسب بل الحقائق ايضا و يمد جسور التعاون المثمر و التواصل الانساني الناضج المدرك للتطورات المستقبلية على مستوى هذه الأجيال و كذلك على مستوى الأجيال القادمة.


قد يتبع في الموضوع..
مع اصدق التحيات



#المهدي_المغربي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ما بعد المرارة ايام مرة.
- من مؤشرات الحرب الكونية
- الفرحة فيها قرحة!!!
- الاستغلال من الداخل
- من تجربة مرحلة الجمر و الرصاص.
- الحياة نفس طويل.
- الصرخة!!!
- محور التساؤلات الوجودية.
- إطلالة موجزة على مشهد الصراع الأوروبي.
- في تركيبة الشخصية الغريزية المستلبة
- المقاطعة
- في الشأن المفاهمي المختلف للتسميات
- الوعي بالمحيط قوة مؤثرة.
- لغز المشروع الإمبريالي الصهيوني.
- و للحزن فرح موعود
- ألمانيا من الهوية إلى الهاوية!!!
- موضوع هيئة الدفاع
- ما بين الحزبين سراب في سراب!!!
- الانتفاضة
- هو نضال حتى مطلع الفجر


المزيد.....




- الجولاني يدعو إلى إرساء -عقد وطني- ويعد بإدماج الفصائل المسل ...
- زلزال قوي يضرب فانواتو جنوب المحيط الهادئ وتحذير من تسونامي ...
- مراسلنا: مقتل 10 فلسطينيين بقصف إسرائيلي على منزل بحي الدرج ...
- خطوات بسيطة لتغذية العقل والجسم
- روسيا.. الكشف عن غواصة مدنية غير مأهولة مزودة بالذكاء الاصطن ...
- علماء: انبعاثات ثقب أسود في مركز مجرة قريبة من درب التبانة ت ...
- جوني ديب يفتتح متجرا للمجوهرات في موسكو لصديقته الروسية
- الجيش الروسي يُنفّذ مناورة مذهلة بالقرب من كوراخوفو
- ثلاثة من أصل 90 لم يهربوا. أوكرانيا مصدومة من فرار جنودها
- القضاء الأمريكي يرفض إلغاء إدانة ترامب في قضية دفع الأموال ا ...


المزيد.....

- لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي / غسان مكارم
- إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي- ... / محمد حسن خليل
- المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024 / غازي الصوراني
- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - المهدي المغربي - المعيقات الذاتية في قضايا الإنسان المقهور.