أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أحمد فاروق عباس - فصل جديد ...من قصة طويلة !!















المزيد.....


فصل جديد ...من قصة طويلة !!


أحمد فاروق عباس

الحوار المتمدن-العدد: 8193 - 2024 / 12 / 16 - 02:06
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


في بداية هذه الألفية قررت الولايات المتحدة - لأسبابها - تغيير الشرق الأوسط كله ...
كان مطلوبا تحطيم الدولة العربية الحديثة .. كفكرة ومعني وكبناء راسخ ، واقامة دول هشة شديدة الضعف ، او تقسيمها الي هياكل ما دون الدولة ...

كان رأس الحربة في ذلك طيف واسع من التيارات السياسية العربية :

كان التيار الذي تم وضع ثقل الغرب وراءه هو تيار الاسلام السياسي - وحركة الاخوان المسلمين في قلبه - ومعها طيف واسع من تنظيمات اخري لا تختلف كثيرا في الافكار او الافعال عن التنظيم الام ، سمي بعضها بالقاعدة واخرون بداعش وثالثة بجبهة النصرة ، او تنظيمات اخري متباينة باختلاف البلدان ، وهي تنظيمات مختلفة الاسماء متحدة الجوهر ....

وكان سبب اختيار الاخوان المسلمين وفروعهم المختلفة من وجهة نظر الغرب هو الاتي :

١ - انه تنظيم ديني في استطاعته - في منطقة يلعب الدين فيها الدور الاكبر في الحياة - التأثير بقداسة الدين ومكانته في النفوس علي جموع الناس ، واخذهم الي تناقض مع الدول القائمة .. حتي تدميرها ..

٢ - ان الاخوان المسلمين تنظيم نشأ تحت رعاية الغرب وحمايته ، وهو طالما قدم للغرب خدمات مهمه في صراعاته الاقليمية والعالمية ، وبالتالي فحركة هذا التيار يمكن ضبطها في ضوء مصالح الغرب ، مع ترك حرية كاملة له لشتم الغرب واستخدام دعايته الخاصة عن الغرب الصليبي الاستعماري وعن اجرامه وانحلاله ... الخ .

٣ - ان الاخوان المسلمين والتنظيمات المرتبطة بهم حركات ايديولوجية لا تحسب للعقل والمنطق حسابا ، بل هي أسيرة خطابها العقائدي الذي تتهم من يخرج عليه بالبعد عن الدين او حتي الخروج من الدين ذاته ..

وبالتالي فهذه الحركات غير العقلانية والمسيطر عليها تماما يمكن بتصعيدها الي قصور الحكم في البلاد العربية تحقيق المطلوب ، وبالفعل ورد الفعل سوف ينشأ عن ذلك مجموعة من التناقضات التي سوف تحطم - في النهاية - االدولة العربية الحديثة ..

أ - فسوف ينشأ تناقض بينها وبين السلطات السياسية في البلدان العربية المختلفة .. وهي صاحبة السلطة القانونية في تلك البلدان ..

ب - وسوف ينشأ تناقض بينها وبين الجيوش .. وهي الحامية النهائية والاخيرة لفكرة الدولة ..

ج - وسوف ينشأ تناقض بينها وبين التيارات السياسية الاخري ، التي ستري بعينيها خروج ذلك التنظيم علي كل الثوابت التي استقرت الحياة عليها في الشرق الاوسط الحديث ..

وبمجموعة هذه التناقضات - مع السلطات السياسية ومع الجيوش ومع التيارات السياسية الأخري - سوف تظهر فرص يمكن اخذ الدول العربية فيها الي حواف الفوضي او الحرب الاهلية او التقسيم ...

ولم يكن اعتماد الولايات المتحدة - في سبيلها الي تغيير الشرق الاوسط - علي الاخوان المسلمين واصدقاءهم فقط ، بل تنوعت التيارات السياسية وغير السياسية التي انخرطت في ذلك المشروع المدمر ..

* شاركت فيه طوائف مما سمي بالمجتمع المدني .. تظن ان خلخلة سلطة الدولة هو الطريق الي الحداثة والديموقراطية ..

* وشاركت فيه اجنحة من تيارات يسارية - ماركسية وقومية وناصرية - رأت ان تلويح الولايات المتحدة بتطبيق الديموقراطية في الشرق الاوسط كفيل بالسير وراء ذلك الحلم .. وبالتالي بانخراطها في هذا المشروع ..

* وشاركت في المشروع طوائف من مثقفين واعلاميين وصحفيين وقيادت عمالية ومهنية بل وحكومية ، كان لها ولاءها المزدوج في لحظة ملتبسة ..

وسار ذلك المشروع في خطته المرسومة ، فصولا من قصة واحدة .. طويلة ..

ويمكن التمييز بين ثلاث مراحل لذلك المشروع ، او ثلاثة فصول في تلك القصة الواحدة .. الطويلة :

١ - الفصل الاول : من بدء تنفيذ هذا المشروع عام ٢٠٠٢ الي نهاية عام ٢٠١٠ ، وابرز احداث هذا الفصل من القصة الاتي :

حرب العراق واحتلاله في مارس وأبريل ٢٠٠٣ ، ثم بدء الصراع السني الشيعي علي أرض العراق قبل ان ينتقل الي ساحات أخري ..
وكانت تلك وسيلة من وسائل اضعاف مناعة الجسد العربي وجره الي معارك قرون مضت ..

واذا كان اختيار وسيلة بعث صدام السنة مع الشيعة تنفع في أرض العراق فإن غيرها من البلدان العربية كان نصيبها من العبث بمقوماتها وسائل اخري ... كان اهمها واشهرها وسيلة نشر الديموقراطية ..

وهي الوسيلة التي اعتمدت مثلا لخلخلة الاوضاع في مصر ، وطوال الفترة من ٢٠٠٣ الي ٢٠١٠ تعرضت مصر لكم هائل من الضغوط .. من بينها مثلا ظهور ما سمي وقتها بالحركات الاحتجاجية ، والاضطرابات العمالية ، وعمليات العنف والارهاب ، مرورا بتحريك كتل جماهيرية بعيدة بطبيعتها عن السياسة مثل ألتراس نوادي كرة القدم ، الي عمليات القرصنة في مدخل قناة السويس عند باب المندب ، الي ايصال الإخوان المسلمين الي الحكم علي حدود مصر .. في قطاع غزة .. الي القيام بجهد اعلامي كاسح لشيطنة السلطة المصرية ..

وما استخدم في مصر من وسائل استخدم شبيه له في بلاد عربية أخري ...

وكانت التربة اواخر عام ٢٠١٠ - بعد ثماني سنوات من الزرع - جاهزة للحصاد ...

٢ - الفصل الثاني : من يناير ٢٠١١ الي نهاية العقد الثاني من هذا القرن ، اي حتي ٢٠٢٠ ..
وكانت ابرز ما قطعه المشروع الامريكي في سيره الذي لا يعرف الهوادة هو الاتي :

سقوط الأنظمة الحاكمة في تونس وفي مصر وفي ليبيا وفي اليمن خلال عام ٢٠١١ ، وترتيب اضطرابات كبري في سوريا والي حد أقل في الجزائر والمغرب والبحرين وموريتانيا ...

وانتهي العقد الثاني من هذا القرن والفوضي تضرب سوريا ومصر .. وليس هناك سلطة معترف بها في ليبيا او في اليمن .. ثم لحقت بهم في السنة الاخيرة من هذا العقد السودان .. الذي تم فيه ترتيب ثورة انهت حكم رئيسه وجعلت السودان - من يومها والي الآن - علي موعد مستمر مع الفوضي السياسية وعدم الاستقرار ، والذي تحول اخيرا الي ما يشبه الحرب الاهلية ..

٣ - الفصل الثالث : والذي بدء مع بداية العقد الثالث من هذا القرن وهو مستمر معنا الي اليوم ، وحتي نهاية هذا الموجة الثالثة من تلك القصة الواحدة الطويلة لسعي امريكا الذي لا يعرف الكلل لتغيير الحياة في الشرق الاوسط ..

وكانت ابرز احداث هذا الفصل - وهو الفصل الثالث من الرواية - الاتي :
محاولة إعادة مصر لتصبح مرة ثانية مسرحا للاضطرابات والقلاقل .. وجاءت المشاكل هذه المرة من حدودها الغربية .. من ليبيا !!

فبطلب من الولايات المتحدة الي تركيا نقل عشرات الالاف الي ليبيا ووضعهم علي حدود مصر ، وهي حدود يبلغ طولها اكثر من ألف كيلو متر ، ومن الصعب علي اي جيش السيطرة بنسبة كاملة علي عمليات التسلل والتهريب منها ..

وكان رد القيادة المصرية : فلنحاربهم - الاتراك ومرتزقتهم - في ليبيا بدلا من ان نضطر الي محاربتهم في مصر ..
وعندما بان حقيقة عزم مصر تراجع الأتراك ومعهم مرتزقتهم ..

وكان الحدث الثاني في هذا الفصل الثالث من الرواية - وهو مرتبط بقصة ليبيا - هو صنع وترتيب حرب أهلية في السودان .. تذهب بما تبقي من الدولة السودانية ..

وكان الغرض ايضا مصر ...

حيث أن بتلاشي الدولة في ليبيا ثم تلاشيها في السودان تصبح جبهتين من الحدود المصرية - وليس جبهة واحدة - مفتوحتين امام التسلل والنفاد الي الداخل المصري والعبث به ..

ومازال الترتيب ساريا علي قدم وساق ..

ولن يسمح بعودة الدولة لا الي ليبيا ولا الي السودان انتظارا لظروف تضعف فيها سلطة الدولة في مصر - ولو بعد سنوات - لأي سبب .. وتدخل بعدها جحافل المرتزقة - الذين سيتم تسميتهم وقتها بالثوار - الي مصر ، وتصنع بها ما صنعته بغيرها ..

وكان الحدث الثالث الكبير في هذا الفصل الثالث من تلك الرواية الواحدة .. الطويلة هو ما رأيناه بأعيننا خلال الاسبوعين الماضيين في سوريا .. وهو ناطق وحده بدلالاته ، لا يحتاج الي شرح او تفسير ..

مشروع واحد لكل دول المنطقة وهو يسير - للأسف - بنجاح ، محطة بعد محطة : العراق - اليمن - ليبيا - لبنان - السودان - سوريا ...

ولم تكن الدولة العربية الحديثة فقط ما ضاع منا ، ولا الارض العربية ، ولا الشعوب التي خرجات في موجات نزوح وهجرات هائلة ، لكن المأساوي ان العقل العربي تم أسره وضاع فيما ضاع من أشياء ثمينة ..

واذا ضاع العقل .. ضاع الفكر .. وضاعت الارادة .. وضاع حتي محاولة استرجاع ما كان ...



#أحمد_فاروق_عباس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- محمد مرسي .. وأحمد الشرع !!
- فيم واين اخطأ بشار الاسد بالضبط ؟!
- اسئلة اليوم التالي ...
- يوم حزين .. ويوم سعيد ...
- هل ما حدث في سوريا ممكن الحدوث في مصر ؟!
- هجمة مرتدة ..
- جمال عبد الناصر .. والناصريون : أين الاختلاف ؟!
- التزوير والتلاعب في الانتخابات الأمريكية..
- لماذا يكره الاخوان المسلمين السعودية ويحبون تركيا ؟!!
- فيتنام وفلسطين : اين الاتفاق .. واين الاختلاف ؟!
- لماذا لا تدخل مصر الحرب ؟!
- الي أين اخذت حماس القضية الفلسطينية ؟!!
- لماذا أرادت النخبة الامريكية الحاكمة مجئ ترامب مرة أخري ؟!
- الحزب السياسي في الحياة السياسية الأمريكية...
- الحياة السرية لرؤساء أمريكا...
- هل هناك في أمريكا ديموقراطية ؟!
- السيد حسن نصر الله ...
- أيام حزينة ...
- لماذا تطيع ألمانيا أمريكا وهي مرغمة.. وبدون كلمة اعتراض؟!!
- هل نحن ضد من يقاوم الاحتلال الإسرائيلي؟!!


المزيد.....




- مصدر يكشف لـCNN عن لقاء لترامب مع الرئيس التنفيذي لتيك توك
- 25 نائبا بريطانيا يطالبون بوقف تزويد إسرائيل بالسلاح
- واشنطن: توجيه اتهامات لإيرانيين فيما يتعلق بمقتل 3 جنود أمري ...
- مباشر: الجولاني يعد بحل الفصائل المسلحة وضم مقاتليها إلى الج ...
- اليمن: الجيش الأمريكي يستهدف منشأة قيادة للحوثيين في صنعاء
- 8 شهداء في غارة إسرائيلية جديدة على مدينة غزة
- -قسد-: جاهزون لإبقاء الطريق إلى ضريح سليمان شاه مفتوحا
- نيبينزيا: روسيا لن تقبل أي تجميد للنزاع في أوكرانيا
- سويسرا تشدد شروط تصدير الأسلحة لضمان عدم توريدها إلى أوكراني ...
- إيران تنفي انخفاض صادراتها من النفط الخام


المزيد.....

- لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي / غسان مكارم
- إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي- ... / محمد حسن خليل
- المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024 / غازي الصوراني
- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أحمد فاروق عباس - فصل جديد ...من قصة طويلة !!