أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - شهناز أحمد علي - يوميات سقوط الأسد -1-














المزيد.....


يوميات سقوط الأسد -1-


شهناز أحمد علي

الحوار المتمدن-العدد: 8193 - 2024 / 12 / 16 - 00:48
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


النصر الذي تحقق لكل السوريين في الثامن من هذا الشهر، بدا ليوم كامل وكأنه حلم. تسمر شعب بأكمله أمام شاشات التلفاز، سواء في الوطن أو في المنفى، غير مصدق أن أكثر من خمسين عامًا من الطغيان قد انهارت. عمّ الفرح وانتشر في كل أرجاء سوريا… نعم، كلها وبدون استثناء.

لم يسلم أحد من إجرام الأسد الابن ووالده من قبله. وهنا يجدر بالذكر أنه لم يكن وحده الطاغية الذي أهان كرامة شعب بأكمله لعقود. بل كانت معه منظومة كاملة مستفيدة وداعمة له. ولا أقصد هنا طيفًا محددًا من أطياف الفسيفساء السورية، بل دعم نظامه الاستبدادي من قبل أطراف عديدة من السوريين، باستثناء الكُرد الذين كانوا مستبعدين تمامًا من نظام الأب والابن معًا.

لا كلمات يمكن أن تصف نشوة الانتصار السوري هذه. وسرعان ما ارتفعت الراية الخضراء، وأصبح الجميع ثوريين ومناضلين، حتى كدنا ننسى أسماء مثل غياث مطر ووروده البيضاء التي كان يقدمها للجنود السوريين على الحواجز العسكرية، و”خنساء حوران” حسنة الحريري، وغيرهم من الشهداء والمناضلين الذين زلزلوا عرش الدكتاتور ولو بعد حين.

من حق أي إنسان أن يغير آراءه السياسية والاجتماعية؛ فالشيء الوحيد الثابت في الحياة هو التغيير. ولكن أن يتحول الإنسان بهذه السرعة من أقصى الشمال إلى أقصى اليمين، فهذه نتيجة لثقافة الخوف والرعب والتطبيل للسلطة وللأقوى، بغض النظر عن ماهية هذه السلطة. وربما تستمر هذه العقلية لعقود حتى تُزرع ثقافة أخرى، ثقافة احترام الآخر المختلف والتعبير الحر عن الآراء.

بينما كنت، وككل السوريين، متسمرة أمام شاشة التلفاز أتابع أخبار بلدي وأنا في الغربة، امتزجت نشوة الانتصار بقلق الكُردي الأزلي على مصيره المجبول بالحزن. في هذه اللحظة، صدح صوت “ثورجي حديث العهد”، إنه حمودة الصباغ، رئيس مجلس الشعب السوري، يقرأ بيان الطاعة للسلطة الجديدة:

“إن يوم الثامن من كانون الأول لعام 2024 كان يومًا تاريخيًا فاصلاً في حياة السوريين جميعًا؛ الذين قالوا كلمتهم التي لا تعلو فوقها كلمة… وهو يتجه اليوم نحو الأفضل بقيادة أبنائه الذين حرروه نحو سوريا الناهضة.”

كان هذا مقتطفًا من بيان مجلس الشعب على قناة العربية.
حمودة الصباغ، عضو القيادة القطرية واللجنة المركزية لـ”حزب البعث العربي الاشتراكي”، وصاحب المناصب الكثيرة في النظام السابق، يحاول التبرؤ بسرعة قياسية، قائلًا للمذيعة إنه لم يتصل بالأسد منذ زمن ولم يكن هناك تواصل مباشر بينهما.

لي الحق، وفي ظل سوريا الجديدة، أن أهمس في أذن حمودة الصباغ:
هل تتذكر عندما جلبت لي أمن الدولة كي يحققوا معي عندما كنتُ نقيب المحامين في الحسكة؟ والتهمة كانت أن رسالتي لنيل الأستذة في المحاماة كانت بعنوان: “جرائم أمن الدولة في القانون السوري.”

الأمن والتحقيق في نقابة المحامين كانت من البديهيات عندك وعند أسيادك. أما “مجلس التصفيق” الذي كنت تترأسه، فأتركه لزملائي المحامين في الداخل لتقييم السلطة التشريعية التي كانت جزءًا من منظومة الاستبداد.

أحببت أن أقول لك: أهلًا بك في سوريا الجديدة. أو، إذا أردت، في الإدارة الذاتية كونك ابن مدينة الحسكة. وإن اخترت اللجوء إلى السويد، حيث أعيش، فسأساعدك في تعلم اللغة السويدية. لا تخف: “واحد واحد، الشعب السوري واحد.”

ملاحظة:
(الحلقة الأولى من يوميات السقوط لم تكن بغرض عرض موضوع شخصي، بل إنها سلسلة متواضعة عن سخرية القدر السوري.)



#شهناز_أحمد_علي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- دجلة
- نساء في استوكهولم ـ 9ـ
- نساء في استوكهولم 8
- -المخلب السيف-
- ما بعد غويران
- 12 قاعدة للحياة: ترياق للفوضى
- المرأة .... الحرب .... الحوار
- نساء في استوكهولم 7
- نساء في استوكهولم 6
- نساء في استوكهولم 5
- جيجك .... انهم يهابون لبواتنا
- نساء في استوكهولم - 3 -
- آذار ... وأمهات السوريات
- الرابعة عصرا-
- الأسد يرحب يالمعركة
- نساء في استوكهولم2
- الغرفة , الحارس
- المدينة الجامعية
- المرأة والعنف
- نساء في استوكهولم


المزيد.....




- -مطلوب لأوكرانيا-.. مقتل قائد قوات الحماية النووية الروسية ب ...
- طبق القِشد السعودي بنسخة معاصرة.. كيف يحضّره مطعم -تكيّة-؟
- مصدر لـCNN: أجهزة الأمن الأوكرانية تقف وراء اغتيال قائد قوات ...
- مقتل مسؤول عسكري روسي ونائبه بانفجار في موسكو
- الحرب بيومها الـ438: قصف على قطاع غزة والحكومة الإسرائيلية ت ...
- مع تهديدات ترامب بالترحيل الجماعي.. أمريكا الوسطى تستعد لموج ...
- الجولاني يتعهد بحلّ الفصائل المسلحة ويطالب برفع العقوبات
- -الشيوخ الأمريكي- يؤيد مشروع ميزانية البنتاغون في تصويت إجرا ...
- بكين: العلاقات بين روسيا والصين أصبحت أكثر نضجا واستقرارا
- مرة جديدة.. ترامب يصف كندا بـ-الولاية- وترودو بالـ-حاكم-


المزيد.....

- لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي / غسان مكارم
- إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي- ... / محمد حسن خليل
- المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024 / غازي الصوراني
- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - شهناز أحمد علي - يوميات سقوط الأسد -1-