أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سماك العبوشي - حماية (وطن) أم (مستوطن) يا ترى!!















المزيد.....


حماية (وطن) أم (مستوطن) يا ترى!!


سماك العبوشي

الحوار المتمدن-العدد: 8192 - 2024 / 12 / 15 - 23:08
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


قبل سنوات وقف على منصة الأمم المتحدة وراح يلقي كلمته المكتوبة، حاثا المجتمع الدولي للتدخل لرد العدوان الإسرائيلي المتواصل على أبناء شعبه، وردد عبارات خالدة هزت وجدان الحاضرين والمستمعين فاغرورقت أعينهم دمعا وألما وحسرة، وأقتبس نصا ما قاله: " كل يوم نُذبحَ ، كل يوم بنوكل قتل، وكل يوم بنصيح، يا عالم يا ناس احمونا.. ليش ما بتحمونا مش بني آدميين مش بشر، لو حيوانات بتحموها لو كان عندك حيوان بتحميه، باين عليكم ما بتحموا الحيوانات"!!.

بهذه العبارات (الخالدة!!) التي دخلت التاريخ من أوسع أبوابه، خاطب المجتمع الدولي من منصة الأمم المتحدة، والتي كان لها أكبر الأثر باستجابة الأخيرة من خلال إصدار قرارات تاريخية نصرت فيها قضية أرضه المحتلة بعدما أحست بعذاب الضمير!!
لاشك ولزاما أنكم قد عرفتموه، فهو صاحب العبارة الأثيرة الشهيرة "احمونا من شان الله احمونا" والتي صارت ايقونة خاصة به!!.

أجل أيها الاحبة الكرام، هو ما حزرتم تماما، إنه المناضل والمجاهد محمود عباس ... المشهور بـ (أبي مازن)، رئيس منظمة التحرير الفلسطينية، رئيس السلطة (الوطنية) الفلسطينية، رئيس حركة فتح!!
ذاك أمر جرت وقائعه بالأمس، واليوم، وبعد سنوات قليلة من مطالبة محمود عباس (أبي مازن) المجتمع الدولي بحماية أبناء شعب فلسطين من ممارسات قوات الاحتلال القمعية، راحت قوات أمنه الفلسطينية تمارس شتى فنون القمع والقتل والاعتقال بين صفوف شبان المقاومة الفلسطينيين - الذين طالب يوما ما بخطابه التاريخي بحمايتهم - الرافضين للهيمنة الصهيونية!!

تكامل بالأدوار، وتناغم بالمواقف والأهداف، تلك التي بين قوات الاحتلال الإسرائيلي وقوات أمن السلطة الفلسطينية، فما أن أتمت قوات الاحتلال الإسرائيلي انسحابها من جنين عموما ومخيمها تحديدا بتاريخ 21/11/2024، بعد إنجازها لعملية عسكرية استمرت نحو يومين وخلفت 8 شهداء فلسطينيين و19 إصابة وعشرات المعتقلين وتدميرا كبيرا في المنازل والبنية التحتية وتجريف شوارعها، فإذا بالسلطة الفلسطينية تعلن، وبعد شهر تقريبا من الاجتياح الإسرائيلي لمدينة جنين، عن إطلاقها لحملة أمنية واسعة هناك ضد مسلحين في مخيمها، في بداية تحرك هو الأقوى والأوسع من سنوات طويلة، ويفترض أن يطول مناطق أخرى في الضفة، في محاولة منها لاستعادة (المبادرة وفرض السيادة!!)!!!

في بيان نشرته وكالة الأنباء الفلسطينية الرسمية (وفا)، قال المتحدث باسم الأجهزة الأمنية الفلسطينية أنور رجب، وأقتبس فقرات مما ورد فيه نصا:
"إن الأجهزة الأمنية بدأت في تمام الساعة الخامسة من فجر يوم أمس السبت مرحلة حماية الوطن، وهي العملية ما قبل الأخيرة في المخيم بهدف استعادته من سطوة الخارجين على القانون، الذين نغصوا على المواطن حياته اليومية، وسلبوه حقه في تلقي الخدمات العامة بحرية وأمان"، كما وأضاف البيان: أن "المسلحين في جنين جزء من الخارجين على القانون والمهددين للسلم الأهلي، وأن الأجهزة الأمنية ماضية بكل عزيمة وإصرار في إنفاذ القانون، وملاحقة كل الساعين لتهديد السلم الأهلي والأمن المجتمعي من الخارجين على القانون وأصحاب الأجندات المشبوهة، ومن يسهّلون على الاحتلال مهمته في تنفيذ مخططاته وسعيه لتقويض السلطة الوطنية، وحرمان شعبنا من نيل حريته واستقلاله"!!... انتهى الاقتباس.

هكذا جاء على لسان الناطق الرسمي باسم قوى الأمن الفلسطيني العميد أنور رجب، حيث أعلن بأن الأجهزة الأمنية بدأت فجر السبت الموافق 14 / 12 / 2024 حملة أطلق عليها تسمية "حماية وطن!!" لحفظ الأمن والسلم الأهلي، وبسط سيادة القانون، وقطع دابر الفتنة والفوضى في مخيم جنين!!!، استشهد خلالها المقاوم يزيد جعايصه (قائد في كتيبة جنين ومطلوب للاحتلال الاسرائيلي منذ 4 سنوات!!) بعد إصابته بالرصاص الحي في اشتباك مع أجهزة أمن السلطة، كما أصيب آخرون بينهم طفل بجروح خطيرة، كما وزادت حالة الغليان داخل أزقة المخيم بين الشباب المقاومين الذين نعوا الشهيد جعايصه، وحمّلوا الأجهزة الأمنية التابعة للسلطة مسؤولية اغتياله، هذا كما وقامت أجهزة أمن السلطة بالاعتداء السافر على مسيرة للأهالي وأمهات الشهداء الذين خرجوا للتنديد بجرائم السلطة في جنين، ولم تتوقف جريمة السلطة عند قمع المسيرة، بل ألقت قنابل الغاز تجاه منزل الشهيد جعايصه، بينما رد الأهالي بترديد هتافات تنديد بجرائم السلطة وسلوكياتها المرفوضة وطنياً وأخلاقيا!!.

عذر أقبح من ذنب، هذا أقل ما يوصف به ما قدمته السلطة الفلسطينية من ذرائع واهية بشأن قيامها بهذه الحملة التي أطلقت عليها تسمية (حماية وطن!!)، من خلال ادعائها بسحب الذرائع التي يستغلها الاحتلال لاقتحام المدن وحفر الشوارع وتقطيع الأشجار والتنغيص على المواطنين، في وقت تناست قيادة السلطة الفلسطينية وتغافلت تماما عن خطر التمدد الاستيطاني الإسرائيلي الجاري منذ توقيع اتفاق أوسلو في 13 أيلول 1993 وحتى يومنا هذا، والتي ستكون من نتائجها مستقبلا تحويل سكان وأبناء الضفة لمجرد عبيد لدى المستوطنين!!
المضحك في الامر، قيام السلطات الفلسطينية بإطلاق تسمية "حماية وطن" على حملتها التي تستهدف فيها شبان المقاومة في جنين، والذين وصفتهم بأنهم (مسلحون خارجون عن القانون)!!، وعن بسط السيادة، وحماية السلم الأهلي !!
فهل رأيتم بربكم مراوغة وتدليسا وتبريرا وكذبا مكشوفا مفضوحا كما ورد في عبارات هذا البيان !!؟

جملة من التساؤلات الملحة تطرح نفسها:
1- وأي وطن هذا الذي تحاول أن تحميه في ظل سيطرة إسرائيلية تستبيح كل مقدرات فلسطين عموما، والضفة الغربية على وجه الخصوص!!
2- ممن تحمي السلطة الفلسطينية الوطن!!؟، من قوات الاحتلال الإسرائيلي والمستوطنين، أم من أبنائه المقاومين الرافضين للاحتلال!!.
3- أما كان الاجدر بهذه القوات الأمنية الفلسطينية أن تدافع عن أبناء شعبها الرافضين للاحتلال الإسرائيلي بدلا من أن تحمي ظهر الاحتلال، وتحل محله في كبح جماح هذا الشباب المقاوم الرافض للاحتلال!!
4- أيعقل قيام السلطة الفلسطينية الموقرة بإطلاق مفردات وتسميات واوصاف مثل "المخربين والخارجين عن القانون والمرتزقة" على شباب فلسطيني حر مرابط يدافع عن حقه بأرض فلسطين المحررة من نجس الاحتلال، وهو يمارس حقه الذي شرعه له القانون الدولي!!
5- لماذا لا تكون "حماية الوطن" عندما يتعلق الأمر باعتداءات المستوطنين أو اقتحامات قوات الاحتلال اليومية لمدن وقرى الضفة الغربية أو حتى اقتحام المستوطنين للمسجد الأقصى؟

تساؤل آخر يطرح نفسه:
لاشك أنكم قد شاهدتم مقاطع فيديو لقوات أمن السلطة الفلسطينية وهي تنفذ عمليات مداهمة واعتقال لشبان المقاومة في الضفة، وآخرها عملية "حماية الوطن"، فهل رأيتم أحد منتسبي القوات الأمنية الفلسطينية وهو كاشف لوجهه، لا يضع لثاما على وجهه!!؟
بالطبع لا ...

وتساؤل آخر بنفس الصدد:
لماذا لا يكشفون عن أوجههم ويبرزون فقط أعينهم!!؟
والجواب قطعا هو لستر عارهم وخيبة أفعالهم تلك، وليقينهم أن عملهم ذاك يعد وصمة عار على جباههم في أعين أبناء شعبهم المرابط المحتسب!!

ختاما أقول:
لا ألقي باللوم كله على محمود عباس وبطانته من حوله، فهؤلاء جميعا ربطوا مصيرهم بمصير دولة الاحتلال، وارتضوا لأنفسهم الذل والمهانة لقاء بقائهم في سلطة مهلهلة جاءت لحماية دولة الاحتلال مقابل امتيازاتهم، لكنني حقيقة ألقي باللائمة أيضا على أولئك الفلسطينيين المنضوين في قوات أمن السلطة (الملثمين خوفا من العار والشنار)، الذين ينصاعون لأوامر قيادة السلطة ويعملون على إلقاء القبض على بني جلدتهم من ثوار ومقاومي فلسطين الشرفاء الأنقياء، وبالتالي لمنعهم من أداء دورهم الوطني والشرعي في مقارعة قوات الاحتلال والانعتاق من براثن نجسه!!.
لهؤلاء المفرطين بحقوق شعبهم في حياة حرة كريمة:
قال تعالى في سورة القلم، الآية 45: "وَأُمْلِى لَهُمْ ۚ إِنَّ كَيْدِى مَتِينٌ".
وقال تعالى في سورة مريم، الآية 84: "فَلَا تَعْجَلْ عَلَيْهِمْ ۖ إِنَّمَا نَعُدُّ لَهُمْ عَدًّا".
وقال تعالى في سورة النحل، الآية 93: "وَلَتُسْأَلُنَّ عَمَّا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ".

بغداد في 15/12/2024



#سماك_العبوشي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بشار الأسد: لمن المُلك اليوم!!؟
- وعادت غزة مجددا تقاتل لوحدها!!
- -قانون غزو لاهاي- بلطجة أمريكية بامتياز!!
- يا ولاة أمرنا أما آن لكم أن تستيقظوا!!
- إسرائيل الكبرى!!
- دلالات أحداث أمستردام!!
- كم كنتُ غبيا فاقدا للبصيرة !!
- عذرا أم كلثوم، فلقد خيبنا ظنك بنا!!
- غزة، فلبنان ... فما الوجهة القادمة!!؟
- ردا على كل المرجفين والمشككين: لم يكن السنوار مخطئا بقرار طو ...
- الطائرات أمريكية ... والصواريخ والقنابل أمريكية ... والقرار ...
- ايران ... جعجعة ولا طحين!!
- غزة والكذب والتدليس الأمريكي!!


المزيد.....




- واشنطن: توجيه اتهامات لإيرانيين فيما يتعلق بمقتل 3 جنود أمري ...
- مباشر: الجولاني يعد بحل الفصائل المسلحة وضم مقاتليها إلى الج ...
- اليمن: الجيش الأمريكي يستهدف منشأة قيادة للحوثيين في صنعاء
- 8 شهداء في غارة إسرائيلية جديدة على مدينة غزة
- -قسد-: جاهزون لإبقاء الطريق إلى ضريح سليمان شاه مفتوحا
- نيبينزيا: روسيا لن تقبل أي تجميد للنزاع في أوكرانيا
- سويسرا تشدد شروط تصدير الأسلحة لضمان عدم توريدها إلى أوكراني ...
- إيران تنفي انخفاض صادراتها من النفط الخام
- السوداني يدعو الدول الأوروبية للعب دور إيجابي لمساعدة السوري ...
- وزير الخارجية السويسري يؤكد التحضير لمؤتمر ثان حول أوكرانيا ...


المزيد.....

- لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي / غسان مكارم
- إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي- ... / محمد حسن خليل
- المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024 / غازي الصوراني
- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سماك العبوشي - حماية (وطن) أم (مستوطن) يا ترى!!