|
قفزة من فوق سياج المقاومة والممانعة
عصام محمد جميل مروة
الحوار المتمدن-العدد: 8192 - 2024 / 12 / 15 - 20:12
المحور:
الارهاب, الحرب والسلام
لماذا كانت معظم الحقبة الممتدة منذ وفاة حافظ الاسد التي تناسبت مع تحرير جنوب لبنان من الاحتلال الصهيوني الذي دام منذ اجتاح شهر اذار عام 1978 - واستمر لتاريخ 24 ايار عام 2000 وحينها كان اكبر نصر تاريخي حققتهُ المقاومات على مدى التاريخ المعاصر الذي لفح المنطقة بعد أغتصاب فلسطين ونشوء دولة الصهاينة بموجب القرار الاممي الذي يحمل رقم 181 وشاركت في تقويم القرار دولاً جديدة وتبنوا الخيار لتأسيس دولة الكيان الصهيونى إسرائيل دون العودة الى قراءة حقوق الشعب الفلسطيني الذي تم تشريده وطردهِ لدول الجوار وكانت اقربها الحدود اللبنانية المشتركة قبل ترسيم حدود الخطوط الزرقاء والحمراء وحتى الصفراء ، كما كان هناك تدفق اهالي الشعب الفلسطيني الى الداخل السوري عبر مناطق لبنانية كون الحدود الاسهل عبر بوابات الجنوب التي تلامس السواحل وبدايتها من رأس الناقورة اول نقطة برية كان عليها بقايا حواجز تركة الامبراطورية العثمانية البائدة ومن ثم تم امساكها عقب وعد بلفور وسايكس بيكو من القوات المسلحة الفرنسية التي عملت على نقل الاسلحة عبر تلك البقعة الخطيرة حينها واصبحت الحدود لاحقاً معرضة للخطر الصهيوني الفاجر الذي خطف المواقع واعتبرها استراتيجية كخطط تأسيسية رسمتها الدولتين بريطانيا وفرنسا لأشباع فضول اليهود ليتمكنوا من تشكيل معسكرات للجيش الصهيوني المرتزق الذي استفاد من نقاط القوة على حدود فلسطين المحتلة ، وربما للذين يريدون متابعة المواقف فسوف يصدمهم اتفاق و معاهدة بين الدولة اللبنانية رعتها فرنسا وكانت نصوصها عدم الاقتراب من القرى الحدودية الجنوبية اللبنانية تحت طائلة المسؤولية والخطورة والتعرض لأطلاق النار ، وهذا ما ورد في كل تلك الحقبة مع تشريد الشعب الفلسطيني فكانت مجازر الخيام الاولى وقرية حولا وبعض القرى التي لا تبعتد عن مرمى حجر كما يُشاع لدى الشعب اللبناني الذي حضن الاهالي بعد تعرضهم للإبادات الجماعية والمجازر التي ارتكبتها جيوش اسرائيلية على مدار تاريخ النزاع والتطهير العرقي الفظيع ، ما بين اصحاب الارض مقابل جحافل تلك الجيوش التي لاقت الدعم المالي والاقتصادي والافساح في اوسع المجالات لإيصال الاسلحة المتطورة لأدوات ايادي العصابات المسلحة على طول الحدود الفلسطينية اللبنانية والسورية بعد وتبعات لاحقة . اليوم بعد مرور 437 يوماً من الحرب الضروس والتي يعتقد البعض انها اطول حرب دامت في منطقة الشرق الاوسط ومن على حدود متقاربة في جنوب لبنان ومنطقة مرتفعات هضبة الجولان السورية المحتلة ،وتحويل قطاع غزة الى كتلة من الركام والدمار علماً ان بوادر الحلول غائبة عن السمع ، وهنا يحق للقارئ او المتسائل عن مصير الاوضاع المتسارعة لمجريات فاقت التوقعات حسب يوميات الحرب التي ارتكبت اسرائيل ابشع المجازر والابادة الجماعية بحق ألشعب الفلسطيني - اللبناني . وكانت النتيجة غير نهائية لإحصاء عداد الشهداء والجرحى والمفقودين الى كتابة هذا النص ، لهول شراهة جزار غزة في متابعة الحرب حسب التطمينات التي تلقاها من ادارة البيت الابيض سواء عبر جو بايدين ، او سلفه معتوه المواقف المرتجلة دونالد ترامب الذي يُصرحُ حسب مراودة افكاره المحدودة عن فكرة توسع حدود إسرائيل دون النظر الى ابعاد تلك الهمجية من التقارير التي تفتح شهية الكيان الصهيونى المتغطرس في عدم الاكتراث الى اهوال إقترافاته المجرمة ضد شعوب المنطقة باكملها. قال قبل اسابيع من سقوط النظام السوري وتحديداً غداة فرار وهروب بشار الاسد بالحرف اننا غير مهتمين بسوريا ولا تعنينا لان سوريا غائبة عن السمع لما يحدث لجوارها وحمل مسؤولية اخطاء نظامها والمتعاونين معهُ روسا وايران وحزب الله وكل محور الشر !؟. كما قال في عدم احترام وجود اهمية اسرائيل الكبرى التي تأخذ مكانها يوماً بعد يوم بعد بداية الحرب عبر عملية طوفان الاقصى التي وصلت اصداؤها الى اكثر مناطق ألعالم ، وتبنى دونالد ترامب نظرية ازاحة واقفال ملف حلف المقاومة والممانعة اضافة لترحيل دور روسيا من الساحل السوري الذي كان يعمل على تامين الاستقرار للنظام الديكتاتوري الاسدي. فبات الان على الجميع التطلع بعد خلع ألرئيس بشار الاسد وطرد كل الحلفاء ، ورسم مشروع سوريا الجديدة المتعاونة مع الدول العربية ومع تركيا اولاً واخيراً لتأمين السلام والاستقرار الذي يخدم إسرائيل مهما تبدل الوضع. عندما كان رئيس هيئة تحرير الشام ابو محمد الجولاني او احمد الشرع الذي كان مطلوبًا على لوائح امريكا وخصصت مبلغاً يفوق عشرة ملايين دولار لمن يُرشد المخابرات الاميركية عن تواجده او حتى موضع تحركاته ، فلماذا هذا التكابر في المزايدة على القفز فوق سياج المقاومة والممانعة ، استقبلته اكبر محطة اعلامية تلفزيونية امريكية "" CNN- السي إن أن "" الصنع وصهيونية الهوى . فكان اول ما غرد عبرها اننا بصدد تحويل سوريا وتجريد كيانها السابق من كل المعالم التاريخية وسوف نرسم جغرافيا جديدة خصوصاً على جبهة الجنوب مع إسرائيل ، واقر لاحقًا اننا لسنا بوضع كامل الجهوزية لفتح حرباً مع إسرائيل ، واهم انجازاتنا طرد حلف النظام السابق وفي مقدمتهم "" حزب الله وايران والفصائل المسلحة"" ، الذين ساهموا في عمر النظام منذ بداية الربيع العربي بعد وصوله لسوريا عبر مدينة درعا في شهر اذار 2010 وصاعداً ، تبدلت التحولات السياسية على اسس استرتيجيات كُنا خارجها , ومن الضروري متابعة تلك الحقبة السوداء التي داهمت العراق وسوريا ودفعت بالملايين من الشعب السوري لمغادرة البلاد خوفاً من الصراعات الطائفية والمذهبية والمجازر المتوقعة بعد سمعة ألدولة الاسلامية في العراق والشام "" داعش واخوتها و بقايا القاعدة وجبهة النصرة التي كان قائدها الجولاني "" وكانت تركيا حصناً حصينا لتلك المجموعات وتم حصرهم في مدينة ادلب السورية بموافقة نظام رجب طيب اردوغان الذي حاول ابان فتح قنوات التواصل مع بشار الاسد للمساومة على عودة اللاجئين مقابل عقد اتفاق واملاءات تفرضها تركيا وتحظى بدعم صهيوني وامريكي فقط لحماية حدود إسرائيل وعودة وطرد المقاومة والممانعة من جنوب سوريا على محور الجولان واقفال معابر توريد دعم عسكري تقوم ايران بتزويده لحزب الله في شرق لبنان وايصاله للجنوب على الجبهة مباشرة . في اخر وأهم التوقعات المرسومة التي فضحت قضية ترحيل النظام وتقسيم سوريا حسب اهواء جيرانها !؟ اعلن المنسق النرويجي الاممي غير بيدرسون عن رفع العقوبات عن هيئة تحرير الشام واسقاط العقوبات المفروضة سابقاً واعتبار "" الجولاني احمد الشرع"" ، الموحد الجديد لسوريا ويجب التعامل معه كونه الاقوى مرحليًا واحترام حرية حق الشعب السوري في خياراته المزعومة وفي مقدمتها تقديم التنازلات للكيان الصهيونى في عدم فتح جبهة حرب جديدة ونسيان سبعة عقود من العداء .وكان اتصالاً اجراه للتهنئة تلقاه الشرع ، من وزير الخارجية الاميركي انتوني بلينكن مُشدداً خلاله على توافق مشترك امريكي سوري صهيوني تركي رداً على محور المقاومة وطردها من سوريا .
عصام محمد جميل مروة.. اوسلو في/ 15 كانون الاول- ديسمبر/ 2024 / ..
#عصام_محمد_جميل_مروة (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
يُراقب من فوق هضبة الجولان بلا منظار
-
غابة بلا أسدُها هل ينفع الزئير لاحقاً
-
مقدمة فضيحة الشرق الاوسط الجديد
-
غضب الصهاينة عالى اللهجة
-
عندما يتكرر المشهد العظيم
-
محكمة جنائية لا تعترف إسرائيل بقيمتها
-
النقد اللاذع لبابا الفاتيكان
-
القهر و الإنزلاق من حقبة الى اخرى
-
الأكثر إستعصاءً حلول ناقصة
-
الخشية على لبنان أم الخوف من عودة المقاومة
-
عودة إثارة كتاب نار وغضب الذي فضح ترامب
-
الشرر الامريكي يتطاير
-
عنصرية الدولة الصهيونية تطال الموظفين
-
الحرب المفترسة على مرأى و مسمع الجميع
-
مبايعة الكيان الصهيونى قبل الخروج
-
إرادة الردع تتألق مع قوافل الشهداء
-
مناظر الارض المحروقة من وراء الستار
-
إصاباتهم دائمًا طفيفة وإصاباتنا بليغة
-
ما من حدث على الأرض إلا و امريكا تُراقبهُ
-
دعاية جديدة لمؤتمر دولى حول لبنان
المزيد.....
-
واشنطن: توجيه اتهامات لإيرانيين فيما يتعلق بمقتل 3 جنود أمري
...
-
مباشر: الجولاني يعد بحل الفصائل المسلحة وضم مقاتليها إلى الج
...
-
اليمن: الجيش الأمريكي يستهدف منشأة قيادة للحوثيين في صنعاء
-
8 شهداء في غارة إسرائيلية جديدة على مدينة غزة
-
-قسد-: جاهزون لإبقاء الطريق إلى ضريح سليمان شاه مفتوحا
-
نيبينزيا: روسيا لن تقبل أي تجميد للنزاع في أوكرانيا
-
سويسرا تشدد شروط تصدير الأسلحة لضمان عدم توريدها إلى أوكراني
...
-
إيران تنفي انخفاض صادراتها من النفط الخام
-
السوداني يدعو الدول الأوروبية للعب دور إيجابي لمساعدة السوري
...
-
وزير الخارجية السويسري يؤكد التحضير لمؤتمر ثان حول أوكرانيا
...
المزيد.....
-
لمحات من تاريخ اتفاقات السلام
/ المنصور جعفر
-
كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين)
...
/ عبدالرؤوف بطيخ
-
علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل
/ رشيد غويلب
-
الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه
...
/ عباس عبود سالم
-
البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت
...
/ عبد الحسين شعبان
-
المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية
/ خالد الخالدي
-
إشكالية العلاقة بين الدين والعنف
/ محمد عمارة تقي الدين
-
سيناء حيث أنا . سنوات التيه
/ أشرف العناني
-
الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل
...
/ محمد عبد الشفيع عيسى
-
الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير
...
/ محمد الحنفي
المزيد.....
|