حسين سليم
(Hussain Saleem)
الحوار المتمدن-العدد: 8192 - 2024 / 12 / 15 - 16:13
المحور:
الادب والفن
(14)
يمة خليك معارضة أحسن!
بدأت حمى الانتخابات في مدينتنا (يثرب)، إذ أخذ أحد المرشحين للحزب الفُلانيّ، بالتحرك في عقد لقاءات مع النّاس وأصحاب المحلات من أجل التصويت له مقابل وعود بالتعيينات وتبليط الشوارع والرعاية الاجتماعية والاهتمام بالمنطقة… وهذا ما يذكرني بالفلم المصري (الجردل والكنكة). فقلت مع نفسي لماذا لا أرشح وعائلتنا معروفة في المدينة، يذكر أن وجهاء المدينة اختاروا بيتنا ليتسلم مجلسها البلدي الأول دون حزبية وانتخابات. ولكن عليّ في البداية جسّ نبض المحيطين بي من المحلة:
- يا جماعة الخير أريد أرشح للبرلمان شنو رأيكم؟
- فكانت إجاباتهم مختلفة:
- أنه اصير سايق وين ما تروح أخذك!
- أنه بالحماية.
- أنه اخلي المنطقة كلها تنتخبك.
- أنه اجيب عشيرتنا كلها.
- اسويلك دعاية.
كان احدهم يضع يده على خده ويبتسم وهو يسمع أجوبة الحضور، ممّا حدا بأحدهم أن يسأله:
- شو أنت ما تحچي؟
- يمعودين انتم عبالكم راح تلغفون. هذا ما تعرفونه زين. ابوه ما يعرفه بالحق، راح تجيكم المشاكل إذا مو الگتل، بس يصير نايب!
- لا عمي بطلنا إذا هيج.
وفي البيت قلت مع نفسي، أسأل الوالدة الرفيقة (أم حسين) كما كان ينادونها الأصدقاء في السّجن عندما تأتي لزيارتي، وهي القائلة بعد التغيّر عام 2003 : "طلعنا من النگرة وگعنا بالبير"!
- أم حسين! أنا أريد أرشح للانتخابات.
- اي شگو بيها قابل الموجودين أحسن منك؟ بعدين شوية انغير ، تعبتوني انت وأخوتك ما تدخلون إلا بأحزاب معارضة! خو أنت كلّ أمراضي منك، طلعت برة (الخارج)، فوگ السجن والطراد، رايح تطلع مظاهرات. إذا انسجنت اهناك ياهو اليجيك "مواجهة"- زيارة؟ ترى اني بعد ما بيه حيل، كبرت وتعبت.
- المهم هسة أنا اهنا واريد همتچ بالدعاية!
- هاي سهلة، اگول راح نبني مستشفيات ومدراس، نفتح معامل، تبليط شوارع، زيادة رواتب الرعاية والمتقاعدين، تعينات…
- والله زين تعرفينهن.
- من صرت ودرت ياهو الي يجي يحچي بيهن، والقبض من دبش.
- بس اكو شي مهم بهاي الدعاية.
- شنو؟
- تعرفين هاي الدعاية تريد بوسترات وأوراق ومصاريف.
- اي.
- وباعتبارك متطوعة للدعاية، نحتاج تتبرعين بالتقاعد مالتچ للحملة.
- يا ولد يا بنات! تعالوا شفو هذا بعده ما صاير بالبرلمان، يريد يشفط راتبي!! يمة خليك معارضة أحسن!
#حسين_سليم (هاشتاغ)
Hussain_Saleem#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟