كاظم حسن سعيد
اديب وصحفي
الحوار المتمدن-العدد: 8192 - 2024 / 12 / 15 - 11:40
المحور:
الادب والفن
نشر الكاتب والباحث الفلسطيني الدكتور محمود عساف منشورا على صفحته الشخصية صرح فيه بانه تلقى اتصالا هاتفيا من صاحب فرن يعرض عليه شراء مكتبته لاجل حرقها وقودا لصنع الخبز .
قال انه ربما يضطر لذلك بسبب العوز .
اضاف د عساف ( منذ تلك المكالمة وكاني اقيم المآتم في قلبي
تضم المكتبة 25 عنوانا له شاركت بمعارض دولية وقد نشر مائة بحث علمي وحصد جوائز عالمية .
ونشر فديو وهو يتمشى مع نجله قاطعين 3 كيلو للحصول على نت لاداء ولده الامتحان وسيقطعان نفس المسافة في طريق العودة لخيمتهم سالكين الطرق الزراعية تجنبا للقصف .
( للمرة الاولى اشعر وكاني اقف كاشارة الحافلة منتصبا كالرمح لا احد يراني سوى الذين هم اشد بؤسا مني وكل شيء حولي يحارب رغبتي في الكتابة ... كل شيء حاد , وجوه المارة اوراق الشجر البرد القارص الجوع الكافر ونبرتي كل شيء جاف القلم والورقة رسائل الاصدقاء وكحتي
جميع التفاصيل تحاول قتلي مثل حبة قمح يطاردها فلاح والنمل والذكريات ).
هكذا تنزف كلماته على صفحته .
بث برنامج نوافذ ثقافية من اذاعة عمان لقاء معه هاتفيا من مخيم دير البلح بغزة فقال ( حصلت على المرتبة الثالثة في قائمة افضل عشرة باحثين حسب تصنيف معامل ارصيف وانني الان اواصل بحثا مطولا في خيمتي التي احاول حمايتها من قسوة الطقس رغم شحة الورق وارتفاع سعر الاقلام التي ارتفعت لعشرين ضعفا .).
لقد جربنا شيئا من هذا في العراق ابان فرض الحصار في سنوات التسعينيات والذي امتد لعشر سنوات .
كنت ارى المثقفين يعرضون كتبهم في سوق الجمعة بالبصرة للبيع وهم واجمون , كان الصمت يلفهم بليغ الاشارة .
وكان الكتاب يجاهدون من اجل الحصول على اوراق للكتابة فيما انتشرت محال لبيع الورق المستخدم .
رغم ماحدث في جنوب لبنان وسوريا والسودان فان مشهدا واحدا لا يفارق ذاكرتي وهو سكان غزة وهم يهجرون من منطقة ليعودوا اليها ثم يهجرون منها ثم يعودون تحت حمم القاذفات وتجاهل المجتمع الدولي, مارثون يجسد اعلى درجات الرعب في القرن الواحد والعشرين.
#كاظم_حسن_سعيد (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟