|
محراب البهجة: راية الحبّ البيضاء - رواية تؤسس أدبا كنعانيا (10)
حسن ميّ النوراني
الإمام المؤسِّس لِدعوة المَجْد (المَجْدِيَّة)
الحوار المتمدن-العدد: 8192 - 2024 / 12 / 15 - 00:11
المحور:
الادب والفن
*اطلب/ي الرواية كاملة من المؤلف بالاتصال على واتساب 972592588528+
هدأت الريح وغاض الجمر في الرماد واجتمعنا حول مائدة الطعام وعادت الابتسامات وابتهجت القلوب ورفرفت علينا راية الحب البيضاء من جديد وتبادلنا المداعبة وقهقهنا بصفاء نفوس ونقاء عيون... اعتدلت ماسة على كرسيها وارتسمت معالم الجدية والوقار في سحنتها وقالت: لا تزال مهمتنا أنا وهابيل وهابيلة بحاجة لمزيد من التبصر والإعداد... قالت بهيجة: استوحي ربتك يا كوثر! هزت كوثر رأسها واعتذرت... قالت سارْة: استوحي ربتك يا جوليا! قالت ماسة: ينبغي أن لا تبقى قلوبنا فارغة وعقولنا معطلة! سألت سارّة: ماذا تعنين؟! قالت ماسة، وأنا وأمها نحدق في عينيها: الوحي يصعد منا، ولا يأتي من خارجنا ولا يكشف ما لا نعرفه ولا يضيف إلينا جديدا لم نألفه، وكل ما يفعله هو أنه يعيد تنظيم ما نعي بعقلنا الناشط وما يسجله عقلنا الباطن، ويُلبسه حلّة جديدة، وهو إقدام شجاع من حالمين عظماء النفوس مبادرين أقوياء الإرادة والعزيمة والمؤالفة بين الوقائع والحاجات والتكيف السليم الصالح مع متغيرات الزمان والمكان ونسخ أحكام وفرض غيرها أنسب لإطالة الولاء وتوسيع الفتوح والسلطات وتنويع الاجتهادات والتأويلات...! صفقنا وقالت بهيجة بدهشة واعتزاز وإعجاب وابتهاج: أيتها الطفلة بميزان تعداد السنين، مِن أين لك هذا العلم اللدنّيّ الراسخ العميق الصريح الغزير القوي السويّ المتين؟! أشارت إليّ وإلى أمها ماريا بعينيها المشرقتين وقالت: نهلت من معينهما العميق...! اضافت: أنا لم أبدأ بتلقيح بويضة من أمي من حيوان منوي من أبي... أنا بنت البهجة... الأجنة المحمولة في بطونكن يا بهيجة ويا سارة ويا جوليا ويا كوثر كلهن بنات البهجة مثلي، بويضاتكن مثل بويضة أمي وحيوانات أبي المنوية مخلوقات من بهجة... البهجة هي الخالقة، لكن، البهجة الحق وحدها هي الخالقة... هي الخلق والخالق... قالت جوليا: أجل يا ماسة؛ هناك بهجة زائفة، هذه عقيمة! سألت سارّة: كيف نميز البهجة الخالقة من البهجة الزائفة؟! ردت ماريا: بهجة الحب وحدها هي الصادقة الخالقة... قالت كوثر: أُوحِي إليّ إني مبعوثة نور الحرية المبتهجة بالحب فآمنوا بالذي بعثني وأحبوا الحياة وأحبوا من بعثني الذي أوحى إليّ: بَلِّغي عني خلقي: أنا أحبكم فابتهجوا... قالت هابيل: الحياة حرية مبتهجة بالحب في النور... قالت هابيلة: والحياة إيمان وإرادة... قالت ماسة: خُلقتُ حين توحدت في النور إرادة أمي المحبة المبتهجة الحرة مع إرادة أبي المحبة المبتهجة الحرة... قلت أنا وماريا معا: خُلقتِ في النور ومنه يا ماسة... هيا أيهتا المبعوثات من النور في النور انطلقن، المطايا مُعدّة وتنتظر... واذكرن أن في الدروب شياطين ظلام تتربص بكن، وسترميكن بسهامها المسمومة؛ لكن سهامها مثلومة، فلا تخشونها وسيكون النصر لكُنّ ما استمسكتن بالنور في عقول قلوبكن وبالحب المبتهج وبالحرية... - هل عقولنا في قلوبنا؟! - أجل! - هل عقولنا في قلوبنا التي وراء عظام صدورنا؟! - كلا؛ عقل المحب في قلب الحياة... - وعقل الكاره يقتل الحياة! - بهجة الحب إكسير الحياة... - وبدون حب مبتهج تفقد الحياة معناها وقيمتها، وتصير كابوسا مظلما بغيضا ثقيلا... - حياتنا في أرض كنعان، عربا وإسرائيليين، كابوس مظلم بغيض تقيل وقاتل! - بهجة الحب جوهرة الحكمة سيدة الدواء... - بهجة الحب نور حر خالد... - المحبون المبتهجون في النور وبه أحرار من الفناء خالدون... - أوصيكن يا رسولات البهجة أن تجددن إيمانكن وإرادة الحياة في قلوبكن وعقولكن كل آن... فنحن مجبولون على النسيان ونسيان النور فعل من الشيطان والشياطين لا تغفل ولا تنسى ولا تمل ولا تكل فاحرصن وحاذرن من مكرها وقاومنها بذكر الحب وصلاة البهجة وعمل الخير وإيمانكن بالنصر وإرادة الحياة... واذكرن أن نور النهار يبدأ يسيرا ثم يقوى وينتشر... - واذكرن أن الظلام يتسلل بعدما يشيخ النهار فلا تتركن قلوب عقولكن تشيخ فإذا شاخت قلوب عقولكن تشيخ أجسامكن ويلتهمكن الموت وتفنَيْن! - بهجة الحب خالقة خالدة، فلا تضللن والتَزِمن طريقها... - طريق المجد طريقها... - المجد إعمار وإزهار يا إمامتنا يا جوليا... - أنت الحضن والحنان يا أمّ ماسة... قلت: دقّ ناقوس العمل، هيا يا بهيجة يا جوليا يا سارة يا كوثر انطلقن معكن أجنتكن ويا ماسة انطلقي ويا هابيلة وهابيل انطلقا... رسالتنا ابتعاث الأمل... الابتسامة صلاة ووصل والإيمان يدوم ويقوى بالشحذ المتجدد بالحب المبتهج والإرادة أيضا يشحذها ويعززها الحب المبتهج... ماريا وأنا وخلائق النور معكن ومعك يا هابيل... وخلا بيت الحب في يافا لي أنا وماريا... أنا كنعاني، من ذرية جدي كنعان باني مدينة أريحا فكانت أول مدينة في تاريخ الإنسان... أريحا مدينة النخيل والقمر، مدينة الخصب والجمال... الكنعانيون أجدادي وأجدادك يا ماريا اخترعوا الأبجدية وكان لهم رب أعظم دعوه (إيل) وكان (إيل) هو رب الإسرائيليين القدامى إخوتنا في أرض كنعان أخذوه عن إخوانهم الكنعانيين أهل أرض كنعان... ومن (إيل الكنعاني) عرف الناسُ (الله)... أجدادي أقاموا حضارة إنسانية عريقة كبيرة في أرض كنعان صنعت الحياة وحبها والبهجة بحبها؛ أما صهاينة دولة إسرائيل المعاصرة فهم غزاة غاصبون لا كنعانيين جاؤوا من أصلاب غير كنعانية فلا حق لهم في أرض كنعان سوى حق الإنسان في أرض الحب أيا كان لونه أو قلبه أو لسانه... صهاينة دولة إسرائيل المعاصرة هم آخر من غزا أرض ورثة كنعان وهم قتلوا الحب والبهجة والحياة في نفوسهم ونفوسنا... تقول التوراة إن أول غزو يهودي لأرض كنعان، كان غزو مدينة أريحا، بقيادة يوشع؛ ولكن أبحاث التنقيب المتواصلة منذ عقود، لم تكشف دليلا يؤيد مزاعم يهود التوراة، ويقول المؤرخون اليهود الصهاينة الجدد، إن بحوث الحفريات لا تؤيد ادعاء اليهود بحقهم التاريخي الإلهي في أرض كنعان، وتؤيد أن أجدادي بنو أريحا... ماريا ابنة ماريا اليهودية، مثلي من جد كنعاني قديم... تاريخ الحضارة المصرية القديمة المثبتة بالتدوين والآثار، نجت من الفناء لتشهد أن يهود التوراة الأقدمون لم يوجدوا في التاريخ، ولكنهم موجودون في الأوهام والأضاليل... في بلاد السبي في بابل، كتب اليهود لهم تاريخا قديما مزيفا ربطهم بأرض كنعان، منذ إبراهيم... كتبوا تاريخا كاذبا نسجوه من أوهام ضياعهم! - بنى مؤسسوا إسرائيل المعاصرة مشروعية حقهم في إقامة دولتهم على أرض كنعان على أكاذيب التوراة وأوهام مخترعيها! - يؤكد قرآن المسلمين أن التوراة محرّفة، والمؤرخون الإسرائيليون المعاصرون لا يسلمون بصحة قصص التوراة عن أحداث مزعومة وقعت قبل السبي البابلي لليهود حوالي القرن السابع قبل الميلاد! - وحضارة مصر الفرعونية تخلو من أي دليل على أن اليهود عاشوا في أرض كنعان في العهود التي اخترعتها قصص التوراة القديمة! - يؤكد فحصك الجيني يا ماريا أنك مزيج متناسق من مصر الفرعونية وبلاد العرب وبابل العراقية... - طابق فحصي الجيني ما تسجله وثيقة تسلسلي من جد عاش في مصر الفرعونية ثم انتقل إلى الجزيرة العربية ثم إلى بابل في عصر حمورابي صاحب الشريعة المكتوبة الأولى على مسلة لا تزال سليمة مقروءة جلية وتؤكد أنها سبقت السبي اليهودي الأول وكتابة التوراة! - ثم انتقل أجدادكِ اللاحقون إلى أريحا... - وفي أريحا، عانقت جدتي النخيل جدك القمر... - القمر إلاه عربي قديم! - هاهاها... جدتي أحبت إلاها وأنجبتني وأنجبتك وطاب الثمر...! - أنا وأنت وماسة أبناء إلاه محب...! - ومبتهج... - المحب الحر نور مبتهج! - القمر ينير الظلمات... - ينيرها بالجمال... - تحررت جدتي من تقاليد عائلتها اليهودية وأحبت جدكَ وعانقته في النور قبل أن يعيدوها للقيد والظلام! - وكيف نجت من قيدها وظلام عشيرتها؟! - تسلل جدك القمر من نافذة روحها وحملها والطغاة في سكرة موتهم يعمهون! - وها أنتِ يا ماريا شوقي وعشقي ونخيل حبي... ونشوة روحي وعقل قلبي... وحريتي وبهجة نوري... وسلامي... - وها أنت حامل راية الحب البيضاء حامل القمر... حامل دعوة السلام العادل المبتهج... - وابنة حبنا تبني في فضاء الحياة الكريمة محراب البهجة للعالمين... - تبنيه بعقل الحب المبتهج... - تبنيه ومعها هابيلة وهابيل بقلب النور الحر المحب المبتهج... - محراب البهجة منارة السلام... - محراب البهجة بيت الناس أجمعين... - أرض كنعان وطن للناس أجمعين... - أرض كنعان وطن حب الحرية المبتهجة بالنور وفيه... - أرض كنعان وطن الإنسان الإنسان... - هيا بنا يا ماريا إلى مخدع حبنا المتمدد تحت الشمس الحنونة... أشتهيك... - ...! ***** أنشأت ماريا منتدى الحرية في بيت الإمامة المبعوثة جوليا... العضوية مجانية مفتوحة لكل من هبّ ودبّ... سأل الوافدون من كل حدب وصوب: ما هي مبادئ منتدى الحرية؟! أجابت ماريا بحب مبتهج: اسمه يفصح عنه... وأضمرت في نفسها: سأتحدث عن ذلك في لقاء مفتوح قريب... تعي ماريا، أن نوايا شريرة كثيرة ستعمل على إحباط مشروعها، ومشروع ابنتها في بيت المقدس! - راية الحب البيضاء قوية وتستطيع أشرعتها الصمود في وجه العواصف العاتية الجاهلة المعادية العمياء الباغية... عادت ماريا لأداء نشاطها الجماهيري العلني بعد انقطاع طويل، منذ بدأت الحرب ضدي وضدها ونحن بين أهلي في معسكر جباليا... - هناك اُضطهِدنا وحوربنا وهنا نُضطهد ونُحارب! - لا يختلف الجهل عن الظلم! - ولا يختلف المقهور عن القاهر! - هناك تُنتهك حرية الإنسان وهنا أيضا! - راية الحب البيضاء لا تنهزم... - الحق معنا، ولن نيأس... - سنبقى الأعْلون... - لن نخذل الإنسان ولا بحرنا ولا سماءنا ولا ثرانا... - غدا موعدنا... - هنا على شاطئ عروس وطننا الكنعاني المترامي في الهواء الطلق وعلى هدير البحر نعقد لقاءنا الأول... الحرية حق مقدس... - الحرية ربة ودين... افتتحت ماريا اللقاء بقصيدة محمود درويش: علَى هَذِهِ الأَرْض مَا يَسْتَحِقُّ الحَياةْ: تَرَدُّدُ إبريلَ, رَائِحَةُ الخُبْزِ فِي الفجْرِ، آراءُ امْرأَةٍ فِي الرِّجالِ، كِتَابَاتُ أَسْخِيْلِيوس، أوَّلُ الحُبِّ، عشبٌ عَلَى حجرٍ، أُمَّهاتٌ تَقِفْنَ عَلَى خَيْطِ نايٍ, وخوفُ الغُزَاةِ مِنَ الذِّكْرياتْ. عَلَى هَذِهِ الأرْض ما يَسْتَحِقُّ الحَيَاةْ: نِهَايَةُ أَيلُولَ، سَيِّدَةٌ تترُكُ الأَرْبَعِينَ بِكَامِلِ مشْمِشِهَا, ساعَةُ الشَّمْسِ فِي السَّجْنِ، غَيْمٌ يُقَلِّدُ سِرْباً مِنَ الكَائِنَاتِ، هُتَافَاتُ شَعْبٍ لِمَنْ يَصْعَدُونَ إلى حَتْفِهِمْ بَاسِمينَ, وَخَوْفُ الطُّغَاةِ مِنَ الأُغْنِيَاتْ. عَلَى هَذِهِ الأرْضِ مَا يَسْتَحِقُّ الحَيَاةْ: عَلَى هَذِهِ الأرضِ سَيَّدَةُ الأُرْضِ، أُمُّ البِدَايَاتِ أُمَّ النِّهَايَاتِ. كَانَتْ تُسَمَّى كنعان. صَارَتْ تُسَمَّى كنعان. سَيِّدَتي: أَستحِقُّ، لأنَّكِ سيِّدَتِي، أَسْتَحِقُّ الحَيَاةْ. زمجر البحر واشتعل البر بأياد تلّوح بالأكفّ وغيرها يصفق وثالثة تلّوح بالقبضات وحناجر تهتف للحرية وثانية تتوعد بالويل والهلاك وثالثة تزغرد! رفعتُ ماريا فوق كتفيّ وقالت بحماس مطمئن واثق: السلام عليكم ولكم... اصغِ إليّ بعقل حر محب مبتهج منفتح أيها الإنسان؛ بدأ كل منا حياته بصياح أعلن به عن حريته... أجل، ولدنا أحرارا، كلنا ولدنا أحرارا لم يستثنَ منا أحد، لا يهوديا ولا مسيحيا ولا مسلما ولا ملحدا، ولا غاصبا ولا مغصوبا ولا فقيرا ولا غنيا... لم يكن أي منا يهوديا أو مسيحيا أو مسلما أو ملحدا أو غاصبا أو مغصوبا أو فقيرا أو غنيا... ولكنني ولدتُ أنا وهذا الكبير رافعي، من جد كنعاني وجدة يهودية كنعانية، هذا قدر لم نختره، اختارته ربتنا لنا ونرضى عنه لأنفسنا وندافع عنه دفاعنا عن حياتنا... حينما دخل أجدادنا الأوائل أرض كنعان، دخلناها بحب مبتهج وأحييناها بحب مبتهج... دخلناها أحررا وصنعنا فيها الحياة... في غورها بنيننا أول مدينة في التاريخ، بنينا أريحا التي تلعنها توراة اليهود المزيفة... دخلنا أرضا كانت عربية وظلت عربية وستعود عربية كنعانية، لم نغتصبها لأننا لم نأت من خارج أفقها المكاني أو من خارج تاريخها أو تراثها الإنساني وثقافتها العربية... أجدادنا الكنعانيون عرب أقحاح جاؤوا من جزيرة العرب وهذه الأرض أرضهم بنوا فيها حضارة زاهرة ولم ينهبوا ولم يقتلوا وآمنوا بالرب (إيل) رب الأرباب المتفرقة الأعظم... ومن قلب ثرى أرض كنعان وتحت سماءها، صنع بعض من أجدادنا دينا لهم وسمّوه اليهودية... أنا من أجدادي اليهود الذين عاشوا هنا مع إخوتنا الباقين من الكنعانيين ومن شعوب أخرى وفدت إلى أرضنا فحضنتهم بلادي وأظلتهم سمائي... عشنا جميعنا معا... الأرض لله يا سادة، فلا تصدقوا أنه وعد أحدا بحق يسلب به حق خلقه الآخرين، أما إبراهيم فأب بالروح لليهودي والمسيحي والمسلم ولكل مؤمن... الروح من أمر الله تهب الحياة لكل مؤمن بها عامل بحب لكل خلقها... أما أنتم أيها الصهاينة فإنكم غرباء عنا فنحن ساميون وجللّكم أنتم من عروق غير سامية لكم ولأجدادكم بلاد ليس من بينها بلادي... نستثني منكم من انحدر من أصول كنعانية فهؤلاء منا ونحن منهم، أما يا غير الكنعانيين فأنتم غزاة طغاة ذبحتم أهلنا وبقرتم بطون الحوامل وشردتمونا خارج بلادنا نحن وأجدادنا واغتصبتم أرضنا وسماءنا وهواءنا وماءنا... أنتم أعدمتم أبي وسلبتم حريتي وقتلتم حبي وصادرتم بهجتي... أنا هنا وقفت لأقول: السلام على أرض السلام... أرض عيسى الكنعاني اليهودي وأرضي أنا وطفلي وزوجي... أرض شعب كنعان والأحرار من كل لون وملّة... الأحرار بالنور... الأحرار بالحب المبتهج... ونزلت عن كتفيّ وعانقتني وعانقها كثيرون جدا، وكثيرون جدا طأطأوا رؤوسهم وولوا مدبرين! - أنتِ كافرة، وعد الله جدنا إسحاق بأرض اللبن والعسل هنا في بلاد أكنعان! - أضلك الخراصون أيها الفتى الغرّ! - عليك اللعنة أيتِها اليهودية المارقة والعاهرة! - أنتَ غبيّ وقح، اخلع قلنسوتك السوداء وقُصّ ضفيرتيك المتدليتين على أذنيك أيها الأصم واستمتع بحياتك مع فتاة تحبها وتحبك! - أرجوكم أيتها السيدات وأيها السادة، جادلوا بالتي هي أحسن... - لسانك أدانك يا ماريا؛ كوني شجاعة واعترفي أنك كفرتِ بدين أجدادك الحق وأنك اتبعت النبي العربي الأمي الدعيّ المتوحش سفاك الدم المجرم قاتل اليهود في زمنه وسابي نسائهم وأطفالهم وسارق ممتلكاتهم! - اخرس أيها القذر الجبان وانصرف من هنا، هنا يافا المدينة التي شيدها أجدادي الكنعانيين أجداد عيسى المسيح... هيا انصرف قبل أن أفقد حيائي وأنزع بنطالك عن ردفيك الشهيتين وأُذِل رجولتك! - لوطيون همجيون، ستلوطون بالغلمان الحسان بعد مماتكم؟! دينكم كاذب وغلمانكم الحسان وحوارييكم تشهد إن دينكم فاسد وإن نبيكم كاذب! - خيبر خيبر يا يهود، جيش محمد سوف يعود! - إرهابيون، تحلمون بتدمير دولة إسرائيل وإلقائنا للحيتان وأسماك القرش! - حاميون من أحفاد حام بن نوح الذي أبى أن يركب سفينة أبيه وينجو من الفيضان فهلك! - توراتيون كاذبون جاهلون حاقدون؛ نحن أبناء سام لا أحفاد حام! - اليهود وحدهم هم الساميون؛ أما أنتم أيها الكنعانيون فإنكم أعداء السامية! - أأنت أيها الفارّ من غابات أثيوبيا ساميّ؟! وهل الغاصب المنحدر من أصول آرية ساميّ أيضا؟! - كل من ولدته يهودية أيا كان أصلها العرقي فهو ساميّ! - بل كل من ولدته يهودية كنعانية هو الساميّ! الكنعانيون عرب أقحاح والعرب ساميون! - أنتِ يا ماريا كفرت بدين أجدادك وكما فعلت أمّك قبلك زنيت مع كنعاني زان وإرهابي حيوان يدبر لتدمير دولة إسرائيل! - أنت الحيوان يا ابن الحيوانة والحيوان! اخرس وإلا طرحتك أرضا وبلْت في أنفك وفمك! - أنت الحيوان وأجدادك حيوانات متوحشة! - أنتم أيها الكنعانيون كلاب كما وصفكم عيسى! - أنتم قردة وخنازير! - نحن شعب الله المختار! - كلا؛ نحن خير أمة أخرجت للناس، أما أنتم فقتلة الأنبياء والمرسلين! - أطالب حكومتي بطردكم وتنظيف أرض الوعد منكم أيها الأوساخ المتخلفون! - أنت وحكومتك تحت نعالنا! - أما من صوت رشيد أيتها السيدات وأيها السادة؛ كفى هراء أيها الحمقى؟! - فضّي الاجتماع يا ماريا قبل أن أقبض عليك وعلى زوجك وأتهمكما بالتحريض وتهديد أمن إسرائيل! - مهلا سيدي الضابط، أتفق معك أن من الحكمة أن نفضّ الاجتماع، وإني أرى أنه تقدم بنا خطوة للأمام، قد تكون قصيرة وهزيلة، لكننا نسير على أقدامنا طول الحياة، بعد أن نبدأ خطوتنا الأولى القصيرة وغير الراسخة، لقد تبادل المتخاصمون اتهامات صيغت بلغة بشعة، أنا أؤمن أن في كل بشاعة جمال، وفي كل باطل حق! تتساءلون الآن: أين الجمال في بشاعة المشاعر والتعابير؟! وأين الحق في ما يراه الطرف الآخر أباطيلأ؟! لن يسعفني الوقت الآن لتبيان ما أخفاه كل جانب عن نفسه وعن خصمه، لكني سأشير إلى بعض ما أثير... سأبدأ بالكشف عن وجه الجمال وراء بشاعات ما سمعناه الليلة؛ هذا المنتدى يحمل رسالة صريحة يلخصها اسمه: منتدى الحرية... قاعدة الحرية هي أن نحرر أنفسنا من كبت المشاعر، أيا كانت هذه المشاعر، يعالج الطبيب النفسي مرضاه بتحريرهم من مشاعرهم المكبوتة في مناطق عقولهم المغلقة المظلمة، الحرية علاج، مثلها مثل الحب ومثل البهجة، فالحرية حب وبهجة، والحب حرية مبتهجة، والبهجة حرية محبة... والظلامية مرض والنور علاج، والحرية والحب والبهجة خروج من الظلمات إلى النور، وكل دين نور ما لم ينغلق في صندوق ملقى وراء الشمس... في الصناديق المغلقة، يتصور كل طرف أنه هو شعب الله، وحين نفتح صناديقنا، نوقن أن الله كرم الإنسان، واتخذه خليفة له في الأرض، خلافة إعمار وإزهار، الله يزن الناس بميزان صلاحهم، لا بميزان سواه... والآن، دعوني أتساءل: هل كان النبي محمد مجرما وقاتلا؟! عندما أمرني الضابط بفضّ الاجتماع، فقد تذرع بسببٍ ردَّه إلى التزامه بالحفاظ على أمن دولة إسرائيل، النبي محمد كان قائد أمة لا تزال في مهدها، تعاهد مع يهود يثرب وضمن لهم أمنهم، لكنهم خانوه وتحالفوا مع أعدائه ومحاربيه، واحتكم إلى الشريعة التوراتية، ودافع عن أمنه وأمن دعوته، وذبح الرجال وأبقى على النساء والأطفال، وأكرم سيدة القوم وتزوجها، قيل أنها دست له السمّ ومات به بعد زمان، إن صح هذا، فقد ثأر اليهود من المسلمين، والتاريخ يطوي القديم، ولا ننسى أن محمدا مات وسلاحه مرهون عند يهودي، ولا ينبغي أن نغفل عن ذكر وقوفه لجنازة مرت به فوقف احتراما لإنسانية المتوفى دون أن يعرف دينه، فقيل إن المتوفى يهودي فواصل تقديم احترامه للإنسان، دون التفات إلى دينه! وقيل إن المسيح وصف أجدادي الكنعانيين بأنهم كلاب، ولكنه وصف أهله اليهود، في الحدث نفسه، بالخراف الضالة، ثم هو عاد فلبى استغاثة الكنعانية ولبى طلبها وشفيت ابنتها من صرعها، كما يحكي كتاب المسيحيين... أما وصف العرب المحمديين باللوطيين في الدنيا وبعد الممات، فاللواط في الدنيا سلوك لا يُستثنى منه نوع من الأحياء طيرا وحيوانا وإنسانا، أما بعد الممات، فلم يصرح القرآن ولا أحاديث النبي، بما يؤيد المزاعم التي تتهم أهل الجنة من المسلمين بأن اللواط مباح في ضيافة الله العلي الكريم... اتخذ النبي محمد وصحابته قبلة اليهود قبلة لهم قبل تحولهم إلى بيت إبراهيم جد العرب والمسلمين، وبدأ الخليفة عمر بن الخطاب العهد الإسلامي في أرض كنعان بالصلاة تحية للمسجد في محراب الملك اليهودي القديم داود النبي عند المسلمين، ونظف بردائه كما قيل، الصخرة المقدسة من قمامة كانت تحجبها منذ اتخذها الرومان مكبا لأوساخهم... اذكروا المحاسن أيتها السيدات وأيها السادة واقلعوا الشوك من عيونكم، وحين تتحاورون بينكم، اخرجوا من صناديقكم المغلقة وافتحوا قلوبكم وعقولكم بالحب والبهجة وانعموا بالحياة معا، الأرض لله وهبها للناس معا، جُبلنا منها وعليها نحيا معا... إن الحياة نور يخرجنا من ظلام العدم وحرية وحب وبهجة وكرامة ووئام وسلام... أما ما أصابني أنا وزوجي وأمي وأبي، من أذى، فإني مسامحة والمسامح كريم... وزوجي كنعاني كريم، وأمي يهودية كنعانية كريمة، وأبي شهيد كنعاني كريم... وشعبي كنعانيين ويهودا كنعانيين شعب كريم، ووطني كنعاني عربي إنساني كريم... كل إنسان يا سيداتي وسادتي حر كريم... وإلى لقاء جديد... ونور جديد... وحرية متجددة... من زوجي ومني أهديكم قبلات قلبي الأخضر الأبيض، ويقول لكم زوجي، وأقول لكم: أحبكم فاستقيموا واعملوا صالحا والعدل تاج الصلاح... وقريبا ستهتدون وتقدسون الحرية لكم ولنا وللخلق أجمعين، إني واثقة أنكم ستؤمنون براية الحب البيضاء وستنعمون بحياة البهجة الحق والعدل والوئام والأمن والسلام... دمتم بخير طيبين سالمين أعزة كراما عاطرين هانئين... حضر اللقاء صحافيون كثيرون، لكن أجهزة الإعلام الإسرائيلية كلها، تجاهلته!
*اطلب/ي الرواية كاملة من المؤلف بالاتصال على واتساب 972592588528+
#حسن_ميّ_النوراني (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
محراب البهجة: راية الحبّ البيضاء - رواية تؤسس أدبا كنعانيا (
...
-
محراب البهجة: راية الحبّ البيضاء - رواية تؤسس أدبا كنعانيا (
...
-
محراب البهجة: راية الحبّ البيضاء - رواية تؤسس أدبا كنعانيا (
...
-
محراب البهجة: راية الحبّ البيضاء - رواية تؤسس أدبا كنعانيا (
...
-
محراب البهجة: راية الحبّ البيضاء - رواية تؤسس أدبا كنعانيا (
...
-
محراب البهجة: راية الحبّ البيضاء - رواية تؤسس أدبا كنعانيا (
...
-
محراب البهجة: راية الحبّ البيضاء - رواية تؤسس أدبا كنعانيا (
...
-
محراب البهجة: راية الحبّ البيضاء - رواية تؤسس أدبا كنعانيا (
...
-
محراب البهجة: راية الحبّ البيضاء - رواية تؤسس أدبا كنعانيا (
...
-
المبادرة الكنعانية: بيان الإطلاق - مفتوح للحوار قابل للتعديل
...
-
أَنا هُداكُنَّ أُخَيَّاتيْ فَاتَّبِعْنَنِيْ
-
قرآن القرآن | تفسير (المغضوب عليهم) و(الضالين) في سورة الفات
...
-
كنعان وطن واحد مفتوح لعاشقيه من الناس أجمعين
-
طِبّ الرَّبَّة البَهْجة
-
يعترينا حياء من الفعل الجنسي.. لماذا؟
-
حكاية ابنِ المصلوبةِ أُمِّه
-
رواية هدى والتينة (22)
-
رواية: هدى والتينة (21)
-
رواية: هدى والتينة (20)
-
رواية: هدى والتينة (19)
المزيد.....
-
القضاء يرفض إلغاء إدانة ترامب بقضية الممثلة الإباحية
-
القضاء يصدر حكمه بشأن إدانة ترامب في قضية الممثلة الإباحية
-
مؤسسة سلطان العويس تعلن عن برنامج احتفاليتها بمئويته
-
وزير الخارجية الإيطالي يأمل بترجمة العلامات الإيجابية الأولى
...
-
تونس تودّع الممثل القدير فتحي الهداوي
-
-أشكودرا- الألبانية.. لؤلؤة البلقان الطبيعية ومنارتها الثقاف
...
-
الفنان السوري جمال سليمان يكشف عن عمل درامي يتناول كواليس -س
...
-
كاتب إسرائيلي: احتلال القنيطرة مسرحية لا تمحو فشل 7 أكتوبر
-
كاتب إسرائيلي: احتلال القنيطرة مسرحية لا تمحو فشل 7 أكتوبر
-
رئيس الجمعية العمانية للسينما يتحدث لـRT عن السينما وأهميتها
...
المزيد.....
-
تجربة الميج 21 الأولي لفاطمة ياسين
/ محمد دوير
-
مذكرات -آل پاتشينو- عن -العرّاب-
/ جلال نعيم
-
التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ
/ عبد الكريم برشيد
-
مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة
/ د. أمل درويش
-
التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب
...
/ حسين علوان حسين
-
التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا
...
/ نواف يونس وآخرون
-
دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و
...
/ نادية سعدوني
-
المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين
/ د. راندا حلمى السعيد
-
سراب مختلف ألوانه
/ خالد علي سليفاني
-
جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد
...
/ أمال قندوز - فاطنة بوكركب
المزيد.....
|