أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - ديار الهرمزي - الفلسفة ام التصوف














المزيد.....


الفلسفة ام التصوف


ديار الهرمزي

الحوار المتمدن-العدد: 8191 - 2024 / 12 / 14 - 20:02
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


الفلسفة والتصوف يمثلان اتجاهين مختلفين لكن مترابطين في محاولتهما لفهم الوجود، الحقيقة ودور الإنسان في الكون.

النظر في أوجه التشابه والاختلاف بينهما وتحليل علاقتهما من زاوية منهجية، معرفية وروحية.

تعريف الفلسفة والتصوف:
الفلسفة:
أصل الكلمة:
تعني حب الحكمة من الإغريقية:
فيلو=حب، وصوفيا=حكمة.

هي نشاط عقلي ومنهجي يهدف إلى دراسة الأسئلة الكبرى مثل:

ما طبيعة الوجود؟
ما هو الخير والشر؟
كيف يمكننا معرفة الحقيقة؟
تعتمد الفلسفة على المنطق، الشك والتحليل وهي تسعى إلى تفسير الظواهر عن طريق العقل والتجربة الحسية.

التصوف:
أصل الكلمة:
مشتق من الصوف إشارة إلى الزهد والتقشف أو من الصفاء بمعنى نقاء الروح.

التصوف هو توجه روحي يهدف إلى الوصول إلى معرفة الله من خلال التجربة الداخلية المباشرة.

يركز التصوف على الزهد، التأمل، المحبة الإلهية والفناء في الله.

الفرق في المنهجية:
الفلسفة:
تعتمد على العقل والمنطق:
تبدأ بالسؤال ثم بالتحليل للوصول إلى نتيجة.
تعتبر العقل أداة الإنسان الأساسية لفهم الوجود.
تدرس القضايا من منظور موضوعي:
كفهم العالم المادي، الأخلاق أو طبيعة المعرفة.

التصوف:
يعتمد على التجربة الروحية الشخصية:
يركز على الشعور الداخلي والوجدان وليس التحليل العقلي.
يرى أن العقل قاصر عن فهم الحقيقة المطلقة.

وسائل التصوف:
الخلوة:
الابتعاد عن الناس للتأمل والعبادة.

الذكر:
تكرار أسماء الله وصفاته للوصول إلى صفاء الروح.

الزهد:
التخلي عن متاع الدنيا للوصول إلى القرب الإلهي.

الغايات والمقاصد:
غايات الفلسفة:
البحث عن الحقيقة الكونية من خلال العقل.
تقديم إجابات منطقية على أسئلة الحياة.
فهم الأخلاق وكيفية بناء حياة إنسانية متوازنة.

غايات التصوف:
الوصول إلى معرفة الله بطريقة مباشرة وباطنية.
تحقيق الفناء في الله (إلغاء الأنا والاتحاد بالوجود الإلهي).
السمو بالروح والتحرر من قيود المادة.

نقاط التشابه:
البحث عن الحقيقة:
الفيلسوف والمتصوف كلاهما يسعى إلى فهم الحقيقة، وإن كانا يختلفان في الأدوات.

التأمل:
الفيلسوف يتأمل بالمنطق والتحليل.
المتصوف يتأمل بالوجدان والتجربة الروحية.

النظرة إلى الإنسان والكون:
كلاهما يعترف بوجود أسرار كبرى وراء الوجود تحتاج إلى استكشاف.

العلاقة بين الفلسفة والتصوف:
التكامل:
بعض الفلاسفة مثل ابن سينا والغزالي حاولوا الجمع بين التصوف والفلسفة:

ابن سينا في كتاباته عن النفس اعتبر أن هناك طرقًا عقلية وروحية لفهم الله.

الغزالي انتقد الفلاسفة لكنه وجد في التصوف الطريق إلى الحقيقة.

التنافر:
التصوف ينتقد الفلسفة على أساس أنها تعتمد على العقل فقط، الذي يعتبره المتصوفون محدودًا.

الفلاسفة ينتقدون التصوف بأنه غير موضوعي وقائم على التجربة الذاتية التي لا يمكن التحقق منها.

الصراع في الفكر الإسلامي:
في الفكر الإسلامي الكلاسيكي كان هناك صراع بين الفلاسفة والمتصوفة:

الفلاسفة مثل الفارابي وابن رشد اعتبروا أن العقل أداة كافية للوصول إلى الحقيقة.

المتصوفة مثل ابن عربي رأوا أن الحقيقة المطلقة لا تُدرك إلا بالحدس والاتصال الروحي مع الله.

أمثلة من الفكر الإسلامي:
الغزالي:
في البداية اعتمد على الفلسفة، لكنه وجد أن التصوف يقدم تجربة روحية أعمق.

في كتابه إحياء علوم الدين دعا إلى التصوف كطريق إلى الله.

ابن عربي:
في فصوص الحكم تحدث عن وحدة الوجود وهي فكرة تجمع بين التصوف والفلسفة بطريقة روحية.

ابن رشد:
دافع عن الفلسفة واعتبر أن الدين والفلسفة متكاملان في الوصول إلى الحقيقة.

التصوف والفلسفة في العصر الحديث:
الفلسفة:
ركزت على العلمانية حقوق الإنسان، ودور العقل في مواجهة التخلف.

تطورت لتدرس قضايا جديدة مثل البيئة والذكاء الاصطناعي.

التصوف:
أصبح مصدرًا للإلهام الروحي خاصة في مواجهة المادة والاستهلاك المفرط.

التصوف الحديث يركز على قيم المحبة والسلام والتسامح.

الفلسفة تعتمد على العقل والمنطق لبحث الأسئلة الكبرى في الحياة.

التصوف يعتمد على التجربة الروحية الداخلية للوصول إلى معرفة الله.

كلاهما يسعى إلى الحقيقة، لكن بأدوات مختلفة: الفلسفة تمثل طريق العقل، والتصوف يمثل طريق القلب.

يمكن النظر إليهما على أنهما طريقتان متوازيتان بل مكملتان في بعض الأحيان لفهم الكون والوجود ومعنى الحياة.



#ديار_الهرمزي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- جمهورية افلاطون ام جمهورية اردوغان
- الاستقلال الشكلي ام أداة استعمارية
- حجم المؤاسات التي يخلّفها الجهل
- تعريف المصطلحات عن القيم الإنسانية
- رفض الفكر الشمولي هو موقف أخلاقي وإنساني
- العراقيون الحاليون والسومريون العلاقة التاريخية والثقافية
- لماذا لم تمنح روسيا بشار الأسد اللجوء السياسي؟!
- نحن لسنا احرار
- العقل مقياس الذكاء، الذكاء مقياس الحضارة
- كتابة التاريخ ليست رأي الباحث إنما هو رأي المصادر والمراجع ا ...
- الدور القادم تغيير النظام في مصر
- سوريا بعد سقوط بشار الأسد
- مفهوم الدولة المدنية والحضارية
- فشل الإعلام في الشرق الأوسط
- تقسيم الأمة الإسلامية إلى تكتلات غير متجانسة
- الاقتتال الداخلي وتكالب العالم على المسلمين الأسباب والحلول
- تاريخ حلب في ظل حكم التركمان من السلاجقة إلى نهاية الحكم الع ...
- كركوك مركز ثقافة التركمان منذ أكثر من ألف عام
- فقدان القيم الأخلاقية هو فقدان الإنسانية
- عشيرة الجلالي التركمانية: تاريخها، توزعها، وأهميتها


المزيد.....




- الجولاني يدعو إلى إرساء -عقد وطني- ويعد بإدماج الفصائل المسل ...
- زلزال قوي يضرب فانواتو جنوب المحيط الهادئ وتحذير من تسونامي ...
- مراسلنا: مقتل 10 فلسطينيين بقصف إسرائيلي على منزل بحي الدرج ...
- خطوات بسيطة لتغذية العقل والجسم
- روسيا.. الكشف عن غواصة مدنية غير مأهولة مزودة بالذكاء الاصطن ...
- علماء: انبعاثات ثقب أسود في مركز مجرة قريبة من درب التبانة ت ...
- جوني ديب يفتتح متجرا للمجوهرات في موسكو لصديقته الروسية
- الجيش الروسي يُنفّذ مناورة مذهلة بالقرب من كوراخوفو
- ثلاثة من أصل 90 لم يهربوا. أوكرانيا مصدومة من فرار جنودها
- القضاء الأمريكي يرفض إلغاء إدانة ترامب في قضية دفع الأموال ا ...


المزيد.....

- تداولية المسؤولية الأخلاقية / زهير الخويلدي
- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي
- الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا ... / قاسم المحبشي
- الفلسفة القديمة وفلسفة العصور الوسطى ( الاقطاعية )والفلسفة ا ... / غازي الصوراني
- حقوق الإنسان من سقراط إلى ماركس / محمد الهلالي
- حقوق الإنسان من منظور نقدي / محمد الهلالي وخديجة رياضي
- فلسفات تسائل حياتنا / محمد الهلالي
- المُعاناة، المَعنى، العِناية/ مقالة ضد تبرير الشر / ياسين الحاج صالح
- الحلم جنين الواقع -الجزء التاسع / كريمة سلام


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - ديار الهرمزي - الفلسفة ام التصوف