أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - قضايا ثقافية - آرام كربيت - هواجس أدبية 378















المزيد.....


هواجس أدبية 378


آرام كربيت

الحوار المتمدن-العدد: 8191 - 2024 / 12 / 14 - 20:00
المحور: قضايا ثقافية
    


الأثير
رواية الأثير للأديبة اللبنانية د. إيمان البقاعي، الصغيرة الحجم، الكبيرة بأحداثها، نستطيع أن نسميها بأدب الحرب الأهلية، وحربها لم تكن عشوائية كما يظن الكثير من الناس، كانت حرب استراتيجية أو وظيفية لخطف الأنظار عن العمليات السياسية المهمة التي حدثت على أطراف الدولة المبتلية بهذه الحرب.
رواية متداخلة جدًا، تبدو من الخارج بسيطة، بيد أنها معقدة، تتناول الحرب الأهلية لخدمة أجندة خارجية بأدوات محلية:
ـ ولئلا تعتقدي أن القناص هو مجرد قاتل محترف، أنه جزء لا يتجزأ من استراتيجية حرب المدن.
هذه الجمل تلخص الهدف الحقيقي من الحروب الأهلية المعاصرة، أن تفرغ الأوطان من النخب الثقافية والفنية والقوى المدنية الحية، وتبقي على العاجز والخانع والضعيف، وتبقي الجرح مفتوحًا إلى أمد طويل.
رواية مركبة تبدو لنا الشخصيات تتحرك في فضاء طبيعي بسيط وسهل ثم نكتشف أنها أخذتنا إلى اليم العميق فنغرق في عقق الأحداث القاهرة التي مر بها لبنان في الحرب التي امتدت مذ العام 1975 إلى العام 1990، بأسلوب سهل ومعقد للغاية، تترك الشخصيات تتحدث ببساطة، ثم نرى أنها تنفث النيران في ما حدث في الواقع، بله تترك القارئ في حيرة، يسرح في التجوال في عمق الأزمة العميقة، بحيث تأسر لبَّنَا وتتركنا نتوه في اتون الدمار والضياع الذي عاشه هذا البلد المنكوب.
كأن الروائية اللبنانية إيمان البقاعي لا تتحدث عن الحرب الأهلية اللبنانية فحسب، بله كأنها تتحدث عن سوريا اليوم وليبيا واليمن أو أية بقع فيها أمراض اجتماعية وسياسية وتدخلات خارجية، وعرضة للمذبحة الوطنية الذاتية.
كأن الرواية فخ للقارئ، تبدأ بلغة عربية بليغة رائعة، جذلة، جذابة تمسك الكلمات وكأنها تعزف، تتفنن في نقل الأحداث باتقان ثم تتوسع وتدخل أرض الواقع بأدق تفاصيله مستخدمة براعتها وتمكنها من أدوات الكتابة، تفعل الشخصيات، تتحدث ببساطة وكأنهم شخصية عادية، ثم تنتقل معهم نقلات نوعية لا نكون مستعدين لها، عندما تبدأ هذه الشخصيات البسيطة في التحول رويدًا رويدا إلى شخصيات ممتلئة،معقدة وعميقة جدًا، تنفث النار في مفاصل العمل، تعري الواقع المعرى بتفعيل تعريته وإخراجه من العادي إلى الحقيقة الحقيقية عبر الأدب وتجعل المرء يمسك الأحداث، يمسك بلب المجتمع وأمراضه وقواه.
ربما هذه الرواية، الأثير، كانت تحتاج إلى أربعمائة صفحة لتقرب الأحداث من القارئ، بيد أننا كقراء التقطنا حبكة العمل بقدرتها على اختصار الزمن والوقت وإيصال الحدث إلينا بكل بساطة ويسر، ولكن على المرء، القارئ أن يركز على الشخصيات، لأنها متماسكة الحبكة، وفيها قدرات أدبية عالية وفنية جميلة للغاية هو نتجة قدرة الأدبية على تجسيد العمل باتقان.
قدر بلادنا أن يموت المفكر قبل نضوج الفكر، الواقع:
ـ أو يتم تكسيره بفعل فاعل فتموت الأزهار والورود والأغاني على مذبح العلاقة، بين خارج وداخل.
نادرًا هي الحروب الأهلية التي تبقي البناء الوطني دون تفكيك:
ـ حرب المدن التي يفترض أن تتحول الأحياء إلى جبهات قتال لا تلبث أن تتطهر من رافضي الحرب. وأثر كل تطهير كان يوضع للمنطقة نظام حكم وفق قوة لغة الحرب الوحيدة المسموعة، أي لغة السلاح.
الأدب انعكاس لواقع اجتماعي سياسي، راصد أمين لتحولات المجتمع، يعمل الأديب على تجسير العلاقة بين ما حدث وما يجب أن لا يحدث، لهذا نرى الأدب في بلادنا موجوع، يبكي ويصرخ ويحاول أن يمزق جدران الصمت، وتعمل الحرب على قطع الوطن الواحد إلى زمنين منفصلين، مفقود الروابط، جرحه عميق.
قال بصوت حزين في إشارة إلى الجنينتين المشجرتين:
ـ ما عادت مسابك زهور الفل والزنبق والريحان والياسيمين تملأ المكان عبقًا، بل استبدلت، كما ترين، بالنباتات البرية الشائكة وبالهواء المثقل برائحة البارود والموت لسنوات طويلة. ثم تقدما فوق أوراق الشجر اليابسة الصفراء المائلة إلى البني.
هذه الإشارات والرموز هو زمن الموت، ونهاية دولة ومجتمع، وبداية دولة ومجتمع تعمل على مقاس المصالح الاستراتيجية للدول الفاعلة في مصائر الدول الصغيرة الواقعة في قلب الصراعات الدولية.


لا يمكن التعايش مع القوى الإسلامية الجديدة في سوريا، كونوا حذرين، لا ترقصوا لهم، لا تعطوهم شهادة حسن سلوك، أنهم معروفين للقاصي والداني، أنهم منافقين، كذابين، مراوغين، براغماتيين، باطنين، كشتبانجية، ظلاميين، ليس لهم عقل، أنهم في العصر بأجسادهم، أنهم يعيشون في الماضي.
أنهم الوجه الأخر للعسكر، لقد خرجوا من فكر ظلامي، استبدادي، وبرعاية أمريكية تركية.
سوريا توجهها الجديد مظلم، ومخيف.
انتبهوا، لا تطمئنوا لهم، سيأخذون سوريا إلى المكان الذي توقف عنده الأسد.
والأهم أن لا تطمئنوا لعسل الكلام الأمريكي.


من كتابي عن السجن، الرحيل إلى المجهول
بعد وفاة حافظ الأسد بشهرين تم الافراج عني بعد أن أمضيت/13/ سنة في السجن.
عروني مرة أخى كما تعرى الآيائل من جلودها. باعدوا القدمين واليدين. مدوا أيديهم في فمي وأسناني وراحوا يفتشوا الأماكن الداخلية مني, ثم وصلوا إلى مؤخرتي, راحوا يعبثون بها.
كان كل شيء فيّ عاري إلا العينين فقد غزوها بالطماشة.
لم يكن معي إلا بقية إسمال بالية.
في طريق العودة إلى الحسكة عرجت على المطعم في مدينة تدمر لأشرب كاساً من الشاي مع القليل من الخبز.
دخلت إلى الحمام لأغسل يدي ووجهي. رأيت مرآة معلقة على الجدار. لأول مرة أرى وجهي بعد سنوات طويلة.
يا هول ما رأيت. قلت:
ما هذا يا إلهي.. ماذا فعل بي الجلاد. أين وجهي وشعري ولون الفرح في أهدابي. أين تلك الابتسامة المحلقة فوق باقات الورد على خدودي.
وجه أصفر جاف, متعب, منذور للضياع والتشتت, كثيرالتغضنات والتجاعيد, خال من أي لون له علاقة بالحياة أو يشيء بالحياة. وجه عصبي الصورة, أنواله مقطعة الأبعاد, فيه حفر كثيرة موزعة على قسماتي هنا وهناك. تزحف على خارطة جمجمتي أوردة كخطوط متنافرة, كخرائط متباعدة. وجه مرتبك خال من أي لغز أو تعبير, ينزع إلى المتاهة, إلى حكاية عارضة, خيال عابث بلا حلم أو أمل, خطوط الشرايين فيه قاتمة.
ذهول قاتم شدني إلى الخوف من وجهي وصورتي. وقفت مذهولاً من ذهولي على نفسي, استطلع الآهات التي تخرج من كبدي على شكل صرخات تحفز الصرخة, تحفر في داخلي وتخرج مني على شكل كلمات مخنوقة مقطعة فيها بحة مسروقة ترتد إلى داخلي قلت:
آه.. ما هذا.. ماذا حدث لي.. ما هذا الوجه.. هذا ليس أنا.
هذا ليس وجهي الذي أعرفه, إنه وجه إنسان غريب, مدمر. خرائب العالم كله مكومة فيه. هذا الوجه وجه إنسان خرج من بين الأموات. يا رب لماذا تركتهم يفعلوا بي كل هذا. كيف استطاع الجلاد أن يسرق قسماتي, وجهي القديم, النضارة والشباب والجمال, هيكل تكويني, إشراقة الروح في قلبي. رحت أكثر النظر وأقول:
محا الجلاد لوني المتماوج النقي, اللون المخضب الفاتح المملوء بالحيوية والنشاط واستبدله بالظلال السقيمة والسقم. أجفاني مهدلة, عيناي منكمشة على بعضها منغروز ككتلة مهملة في المحجرين, فمي رخو لا يقوى على نقل الكلمات, والشيب يغطي شعري. وجه ما بين الموت والحياة, فيه اغمضاضة الروح, مكسر الشريان والصوت.
حفر فيه زمن الجلاد عميقاً.
قلت في نفسي:
كيف سأقابل أبي وأبي والناس بهذا الوجه المشوه, هذا الوجه المأسور, كثير الرضوض مرسوم لصدى الموت العميق. لقد حفرالجلاد في كل خلية مني دملة وقيح. وجهي مثل مدينة مهزومة, مدمرة, كثيرة الخرائب والحرائق. محفور بأزاميل صدئة. ماذا بقي مني. هل أنا مهزوم أم واقف على قدمي, هل أدري أم لا أدري.. لا أعرف.
آه يا أبتاه كيف سأقابل حبيبتي بهذا الوجه الأبتر, المسحوق, المسحوب اللون والصورة. من أنا اليوم, وماذا سأكون غداً, وكيف؟
طوفان من الخراب يسكنني, قرون الأيائل مغروسة في خدي وصدغي وجبيني وجبهتي وملامحي.
من أنا..
إنه التأريخ الأعرج الذي يسير على قائمتين مكسورتين.
أما نحن فلا قامة لنا تحمينا من مجوس القهر المستمر.
أمعنت النظر في المرآة أكثر:
رأيت نيرون بجانبي, في الجهة المقابلة لجهتي, إلى الوراء, إلى الميمنى والميسرى, محتلاً كل المساحة التي أنظر فيها إلى نفسي. كان واقفاً بكامل قامته, وزينته وسطوته, سيفه خارج من غمده, مشرع, صولجانه وعصاه بيده واقف, ينظر إلي مبتسماً أبتسامة صفراء صارخة. وعلى مبعدة قليلة منه كانت روما تشتعل تحت لهب أسود. حرائق روما الملتهبة, دخانها في أنفي وفمي, صوت الاستغاثات الموجوعة للموتى والجرحى والمنكوبين في أذني. النار تتأجج وتشتعل, تأكل الأخضر واليابس. وبجانبه وجانبي وجه أمه الحزينة متعفنة, معلقة على الشجرة, تأكل الغربان قلبها وعيناها. كان ينظر إلي ضاحكاً ويلتفت مشيراً إلى والدته, المنكوبة, المقتولة على يديه. صرخت في وجهه, قلت:
ـ لماذا قتلت والدتك يا نيرون؟
قال:
ـ من أجل اللذة. وأردف:
العنة. لذة العنة هي السبب. أنا مصاب بالعنة وحب المجد. العنة تمنحني الشهوة واللذة وترفعني إلى الأعلى, إلى فوق. هذا العنين سيبقى, وستبقى والدتي متعفنة, معلقة على الأشجار, وستبقى المدن محترقة والأشجار مقصوفة, الأنهار جافة, والبحار إلى رماد وكل شيء إلى خراب إلى أن يبث الزمن في الأمر.
لا تحزن على نفسك يا هذا, مازال الطريق أمامك طويلاً, الأمراض الكثيرة في الطريق إليك, ستفتك بك. سيلاحقك التعب والغربة. ستبقى عتمة السجن داخل نفسك, لن تخرج منها.
ومضى يقول ساخراً:
الذين في الخارج ليسوا أقل خراباً منك, أكاد أقول إن وضعهم أسوأ منك بكثير.
خرجت مكسور النفس, متوجساً, قلقاً, متعلثم الكلمات لا أقوى على هضم كسرة الخبز التي أمامي



السجن ينام مع السجين، لا يفارقه حتى لو تركه بعيدا عن نفسه.
أنا أعيش حياتي بشكل طبيعي، لا أحاول نسيان السجن، ولا أحاول تذكره، لقد مضى.
كنت مؤمنًا أن وطننا يستحق منا الكثير، وكنت منسجما مع نفسي، لكن بعد خروجي من السجن قبل أربعة وعشرين سنة، تغيرت ظروف الحياة، حياتي، وتعددت المواجهة مع مطالب الحياة، لهذا أصبح لي اهتمامات أخرى، خاصة أنني في السويد.
لا أواسي نفسي أنني خسرت، أبدا، أفكر في المستقبل، بما سأكتب.
لا أفكر بالانتقام، أو بالمحاسبة اطلاقا، هذا أسلوب الجبناء والضعفاء، والجهلة.
مارست قناعتي ودافعت عنها، ودفعت الثمن غاليا من حياتي وصحتي ومستقبلي، ولا أندم ابدا.
القناعة تمدك بالصبر والتحمل.





الجسد الاجتماعي مفتوح على مصراعيه لكل شيء، لاستقبال كل التيارات الاجتماعية أو السياسية لاملاه، إنه في حالة فوضى، فراغ وعدم انضباط، كأنه ينتظر من ياخذه إلى الانضباط في توجهه.
الجسد الاجتماعي كان ولا يزال غير منتظم، كما ذهب فوكو، لهذا تسعى السلطة لضبطه
وفي عصرنا الحالي ساهمت أو أرادت لهذا العدم انضباط إن يتصاعد ويتصاعد إلى أن يصل إلى أسوأ مداه، إن تتحول المجتمعات إلى كتل دم، تأسيس لحروب مفتوحة داخل كل مجتمع مع نفسه



كان التاريخ الذكوري، وما يزال تاريخ سوق، التحولات المكثفة في قانون السوق، أنتج أعلى مرحلة له هو الرأسمالية.
الرأسمالية خرجت من أحشاء السوق أو رحمه الحقيقي.
في بداياته كان بسيطًا، مقبولًا، وكانت سلطة السوق قادرة على زرع القيم والأخلاق فيه، بحيث يبدو من الخارج أنه إنساني، لكن مع تطوره وانكشاف تغوله، مضى يقضي، بل يفني كل أشكال الأخلاق والقيم والمبادئ التي كانت تبدو في السابق، براقة من خارجه.
اليوم، علينا أن نعترف أن السوق تغول، نزعنا أو أخرجنا من الطبيعة الأم، ووضعنا في حضنه.
ودخلناه بالرغم عنّا، بل أصبحنا جزءا منه.
لنشرب ونأكل ونغني ونرقص ونصلي ونصوم ونفرح بالخصوبة ونعمة الله علينا.




عليك أن تكون مهذبًا عندما تطرح رأيك، أن لا تتحول إلى وصي أو قاضي على أفكار غيرك.
لست مالكًا للحقيقة مهما علا شأنك، ولست مكلفًا من أحد أن تمارس تكلفك عليه.
فأنت لست مرسلًا من رمز ما، أو إله ما، حتى الرمز والإله ذاتهما ليسا موضع إجماع الناس عليهما.
ولست مالكًا للحقيقة، فالحقيقة مجردة ليست في متناول اليد، والوصول إليها يحتاج إلى عمل شاق وبراهين واثباتات علمية. وتحتاج إلى تأكيد، ومع هذا الأجماع والتأكيد ربما يأتي يوم ما ويعيد البشر النظر بهذه المسلمة.
والحياة دروس والدنيا تجارب.
تعامل مع الرأي كأنك تلقي السلام على الأخر، أرمه وأمشي، فمن رد السلام بالسلام أكمل الطريق معه، ومن لم يرد على سلامك دعه يمشي ويكتشف سلامه الداخلي بنفسه.
شأن الأخرين ليس واجبًا عليك، وليس من حقك أن تجرم الأخر أو تقلل من شانه أو تقاضيه وفق قناعاتك وأراءك
عليك أن تطرح رأيك كما تشاء وتريد، وبعد أن تنتهي من مهمتك، نقول لك، كفى، توقف هنا، لأن مهمتك انتهت. في هذه الحالة عليك أن تسمع رأي غيرك دون أبعاد جانبية، أو تحاول محاكاة بناءه الداخلي.
إن الشك حقك الطبيعي، ولكن أن لا تصدره للأخر، أو تحقره كأنك المالك الحصري له ولآراءه.
الرأي هو أول باب من أبواب الحرية الكبير.


في علاقتك مع الآخر يجب أن تكون علنية. عليك أن تطالب من شريكك العلنية، من أجل نفسك ومن أجله.
وهذا حقك ولا تفرط به.
عليك أن تعمل تحت الشمس والسماء الساطعة
السرية تخدم الناس الذي يعيشون تحت الطاولة، في الخفاء والظل، ويلعبون على أكثر من حبل.
ما دمت ترغب في علاقة طبيعية وآمنة وسليمة فلا تفرط بحقك في الاختيار والعلنية.
إن السرية هو المكان الموبوء الذي تتكاثر فيه الجراثيم والطفيليات والفطريات والحشرات الضارة.
والسرية هي مدعاة للكذب والغش والنميمة والطعن في الظهر.
وهؤلاء السريون عقلهم مخابراتي، يراقبون غيرهم ويسجلون على الآخرين أخطاءهم ويحمون أنفسهم عبر الإدعاء بالعفة والفضيلة والأخلاق والقيم.
إنهم الأقذر خلقًا وسلوكًا وأخلاقًا
الأخلاق لا تتجزأ لهذا لا تتواطأ مع هؤلاء المرضى والضعاف النفس. ولا تسمح لهم أن يأخذوك إلى ملعبهم.
إنهم غدارون، يغدرون بأقرب الناس إليهم.


هناك مستويين للولايات المتحدة واتباعها في علاقتها بهذا العالم.
ـ الحكومة الأمريكية تتصرف في داخل الولايات المتحدة كدولة مؤسسات، وقانون نافذ وفصل للسلطات. والرئيس وإدارته عبارة عن موظفين يأخذون رواتبهم مثل أي مستخدم في هذا الجهاز الرقيق والدقيق والحساس والمرن.
ـ ويتصرفون مع الخارج، مع دول العالم والشعوب، كدولة فوق دولة.
ويتحول الرئيس الأمريكي إلى رجل سلطوي، ويتصرف كأنه وصي أو شريك في القرارات المصيرية للبلدان البعيدة. ويتحول إلى مستبد وقاتل إذا تطلب الأمر، ينفذ مصالح حكومته عندما تنفصل عن الدولة. مثلا الحرب الأولى على العراق، ثم دخولها فيه وفي افغانستان، وغيرهم
ـ الحكومات في البلدان العربية هم عبارة عن سلطة حاف، مجردة من أي علاقة قانونية مع بلادنهم. ويستمدون شروط بقاءهم من السلطة العليا، سلطة الولايات المتحدة عند انفصالها عن قيم الدولة وقوانينها.


أول خطوات التشهير على الملأ هو الانقلاب على الضمير.
إذا مات ضميرك، فأنت ميت.
أنت الأن دون حس إنساني أو أخلاقي.
أنت أضحيت عاريًا يتساوى عندك القاتل مع المقتول والصديق مع العدو. بمعنى، تحولت إلى كائن خطير، وحش مخيف، وجب الابتعاد عنك.


الرواية, أن تنتشل شخصياتك من مستنقع الحياة, بانتقائية كاملة. إن تأخذهم من هناك, وتضعهم بين أوراقك وأناملك وكلماتك. ثم تسقط عليهم الأقنعة, الثياب والألوان المتعددة. وتدفعهم إلى الواجهة ليعيدوا العبث في الحياة ومحاولة إعادة خلقها من جديد لتعود إلى الحياة دون أن تمس بمساراتها السائدة.
الرواية, ترصد الماضي, تنهل منه تصوراتها ومفاهيمها, تلعب في الميادين القديمة, في الحارات والمدن المنجزة, والناس الملوثين بعيوب الزمن وتناقضات العلاقات الاجتماعية المزيفة. إنها ترصد الوجع والزيف ولا تضع البدائل. إنما إعادة تدوير ما هو قائم. إعادة تدوير الأقنعة والأفكار والقيم السائدة. إنه كشف المنكشف, أو اكتشاف ما هو مكشوف.


الثورة كمفهوم يجب أن تكون نقية بفكرها, بناسها, برقي حاملي مسارها. ان تكون بديلا إنسانيًا, بعيدًا عن الانتماءات الحزبية الضيقة. بعيدًا عن الانتماءات الماضوية. أن تكون للحاضر والمستقبل. ومتقدمة على الواقع السياسي والاجتماعي في داخل بلد ما, وبقية بلدان العالم.
الثورة يجب أن تنتمي إلى الإنسان كمفهوم عام, فيه تجريد عالي, حامل هموم جميع البشر. لهذا يجب أن تكون نزيهة, نظيفة مثل الماء الزلال. ثورة على حضارة القناع, الأقنعة, للعودة إلى الذات.
إننا نحتاج إلى شروط موضوعية مختلفة عما هو سائد, لتحقيقها


الملكية تغرب الإنسان, هذا جزء, وهذا لا شك فيه, لكن هناك انفصال الإنسان عن الطبيعة, اغترابه الوجودي, انفصال الرجل عن المرأة, عن الأرض. كلها مكنونات مشوهة ومدمرة للإنسان. لو لم تكن العبودية, الملكية جزء من التكوين النفسي للبشر لما ارتضوا لانفسهم عشرات الالاف من السنين أن يكونوا مجرد رقم بيد قلة تافهة, حقيرة.



#آرام_كربيت (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هواجس 377
- هواجس عامة وخاصة 376
- هواجس عن سوريا اليوم 375
- هواجس عن الاستبداد ــ 374 ــ
- هواجس تتعلق بالتأويل ــ 373 ــ
- هواجس تتعلق بسقوط بشار الأسد ــ 372 ــ
- هواجس تتعلق بسوريا 371
- هواجس تتعلق بسوريا 370
- هواجس حول الوطن والغربة 369
- هواجس أدبية وشخصية وعامة ــ 368 ــ
- هواجس عن الدولة ــ 367 ــ
- هواجس عامة وخاصة 366
- هواجس أدبية ووطنية وفكرية 365
- هواجس سياسية 364
- هواجس وذكريات ــ 363 ــ
- هواجس كثيرة 362
- هواجس وذكريات عن مدينة الحسكة ــ 361 ــ
- هواجس عن الطفولة ــ 360 ــ
- هواجس ثقافية ودينية 359
- هواجس عن الاستقلال 358


المزيد.....




- الجولاني يدعو إلى إرساء -عقد وطني- ويعد بإدماج الفصائل المسل ...
- زلزال قوي يضرب فانواتو جنوب المحيط الهادئ وتحذير من تسونامي ...
- مراسلنا: مقتل 10 فلسطينيين بقصف إسرائيلي على منزل بحي الدرج ...
- خطوات بسيطة لتغذية العقل والجسم
- روسيا.. الكشف عن غواصة مدنية غير مأهولة مزودة بالذكاء الاصطن ...
- علماء: انبعاثات ثقب أسود في مركز مجرة قريبة من درب التبانة ت ...
- جوني ديب يفتتح متجرا للمجوهرات في موسكو لصديقته الروسية
- الجيش الروسي يُنفّذ مناورة مذهلة بالقرب من كوراخوفو
- ثلاثة من أصل 90 لم يهربوا. أوكرانيا مصدومة من فرار جنودها
- القضاء الأمريكي يرفض إلغاء إدانة ترامب في قضية دفع الأموال ا ...


المزيد.....

- مقالات في الثقافة والاقتصاد / د.جاسم الفارس
- مقالات في الثقافة والاقتصاد / د.جاسم الفارس
- قواعد اللغة الإنكليزية للأولمبياد مصمم للطلاب السوريين / محمد عبد الكريم يوسف
- أنغام الربيع Spring Melodies / محمد عبد الكريم يوسف


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - قضايا ثقافية - آرام كربيت - هواجس أدبية 378