|
الإعلام المأجور والمشوه يعمل على فبركة الأكاذيب وتصوير -هيئة تحرير الشام- الإرهابية بأنها حركة تحرر وطني
عليان عليان
الحوار المتمدن-العدد: 8191 - 2024 / 12 / 14 - 16:19
المحور:
الارهاب, الحرب والسلام
الإعلام المأجور والمشوه يعمل على فبركة الأكاذيب وتصوير "هيئة تحرير الشام" الإرهابية بأنها حركة تحرر وطني بقلم : عليان عليان من يتابع ما حدث ويحدث في سورية ، يصاب بالصداع من كثرة السيناريوهات والتحليلات التي أدت إلى سقوط النظام في سورية ، كما أن من يتابع حجم الضخ الإعلامي الانتقائي من قبل قناة الجزيرة وأخواتها ، حول ما جرى في معتقل صيدنايا ، يعتقد أنه المعتقل الوحيد الذي يجري فيه أبشع أنواع التعذيب في مشارق الأرض ومغاربها. بداية ًأعلن إدانتي المسبقة لكل الجرائم التي ارتكبت في هذا المعتقل الرهيب ، الذي ضم حوالي 300 سجين وليس مائة ألف كما روجت قناة الجزيرة ، ليس كلهم سجناء رأي كما روجت ، بل ضم أيضاً سجناء جنائيين من لصوص ومرتكبي جرائم قتل وغيرها ، كما أن المعتقل لم يكن متعدد الطوابق تحت الأرض وفق ما رددت القناة المذكورة ، وأن تلك الطوابق لا يمكن فتحها ، لأن أبوابها لا تفتح إلا بواسطة شيفرة والشيفرة عند شخص غير معروف ، حيث جاء إعلان النظام الجديد ليكذب رواية الجزيرة. الزفة الإعلامية لدخول الجولاني للعاصمة دمشق محرراً ما يجب الإشارة إليه هنا أن الزفة الإعلامية الاحتفالية ،لدخول الجولاني إلى العاصمة السورية دمشق ، بدعم صهيو أميركي تركي قطري ، على ظهر دبابات تركية وأمريكية رافقها الحديث الزائف عن برنامجه الديمقراطي، ومعاداته لطائفية والملتزم بحقوق الانسان وأن سورية الجديدة، لن تكون ساحة للمحاور ولا للطائفية ولا للفساد، ما يشي بأن الرجل مكلّف مهمةً يجب ان يؤديها في هذه الفترة ،من الانتقال السياسي في سوريا ، ما جعل الكثير من المواطنين الشرفاء يقعون في الفخ وتقديم التهنئة بتحرير سورية على يد هيئة تحرير الشام(جبهة النصرة) لكن هذا الحديث يتجاهل ( أولاً) حقيقة أن هذا البرنامج كتبه أو كتب له في هذه المرحلة ليسهل على الدول الغربية شطب اسمه وتنظيمه من قائمة الإرهاب ويتجاهل (ثانياً) حقيقة عقيدته الداعشية ، وتكفيره للآخرين الذين لا يسيرون على نهجه ، وأنه فرع لتنظيم القاعدة رغم تغييرة مسمى جبهة النصرة إلى مسمى هيئة تحرير الشام ، ويتجاهل (ثالثاً) دوره الإرهابي في العراق ضد نظام الرئيس صدام حسين وارتكابه جرائم قتل لا حصر لها إلى جانب معلمه مصعب الزرقاوي، ويتجاهل ( رابعاً) جرائمه التي لا حصر لها في سورية والتي راح ضحيتها آلاف المواطنين السوريين بما فيها قطع الرؤوس ، وقتله المئات من أعضاء التنظيمات الإرهابية المناوئة له ، وفي الذاكرة على سبيل المثال لحصر ، لجوء أعضاء التنظيم قتل الطفل السوري محمد قطاع (15) عاماً الذي كان يعمل بائعاً للشاي في حي الشعار بمدينة حلب ، بتهمة "سب الدين" حين تجادل مع مقاتل من التنظيم الذي رفض دفع ثمن الشاي أكثر من مرة ، ما أثار غضب الطفل ، الأمر الذي دفع هذا الإرهابي وزملائه إلى سحبه وإطلاق النار عليه أمام والده ووالدته وأمام الحضور ، من بارودة آلية ، بطلقة بالرأس وأخرى بالعنق ، ثم ركبوا السيارة وغادروا المكان . إعلام مشوه ومأجور لا أجادل في حقيقة أن اعتقال أي شخص ، بسبب رأيه ومعتقده أمر مدان بقوة ، ومناهض لحقوق الانسان ، ومناهض لحقه في التعبير عن رأيه ، لكن قناة الجزيرة وأخواتها ، تجاهلت حقيقة أن الجماهير التي عبرت عن فرحتها بحرية أبنائها – ومن حقها أن تفرح بخروج أبنائها من المعتقلات بعد سنوات من الاعتقال والتعذيب - لا يعني تأييدها للنظام الجديد . وتجاهلت أيضاً، أن معظم الدول العربية – مع بعض الاستثناءات – لديها سجون بذات القسوة الموجودة في معتقل صدنايا ، بل وأكثر من ذلك سواء في مصر ( سجن أبو زعبل)، أو في السعودية التي تفننت في قطع الرؤوس، وفي إلقاء المعارضين في صحراء الربع الخالي لتلتهمهم الرمال، أو في الإمارات التي تعتقل الناس على منشور على الفيس بوك سنوات وسنوات، أو في المغرب ،التي دفنت بعض المعارضين وهم أحياء وتذويب القائد اليساري المعارض مهدي بن بركة بمادة الأٍسيد ، والقائمة تطول وتطول في بقية الدول العربية كما تجاهلت حقيقة الانقسام المجتمعي في سورية حيال نظام الأسد ، فهناك من احتفل بسقوطه وهناك من غضب لسقوط النظام ولزم منزله خشيةً من بطش النظام الجديد . حقائق حول الاعلام المغرض والمنحاز ما يجب الإشارة إليه هنا ما يلي: 1- أن بعض المعادين لنظام بشار الأسد في العديد من الدول العربية ، وهم كثر لأسباب مختلفة دخلوا معركة " تشيير"sharing " ما تبثه قناة الجزيرة ، ويفركون أيديهم فرحاً على حصد العديد من ا"للايكات" ،ويساهمون في المعركة الإعلامية لصالح حكم أبو محمد الجولاني ولصالح الكيان الصهيوني ، رغم أن إعلام نظام الجولاني بات يكذبها خاصة فيما يتعلق ببعض الأمور في سجن صدنايا. 2- أن قناة الجزيرة وأخواتها وعشرات المنصات الإعلامية التابعة للحكومة القطرية ، ركزت بشكل مشبوه ومقصود ، على معتقل صدنايا عبر ضخ إعلامي غير مسبوق ، للتعمية وللتغطية على قيام قوات الاحتلال الإسرائيلي باحتلالها للمنطقة العازلة في الجولان، بما في ذلك مركز محافظة القنيطرة ، واحتلال منطقة ريف دمشق الجنوب الغربي الممتد حتى الحدود اللبنانية/ وللتغطية والتعمية على قيام العدو الصهيوني بقصف وتدمير البنية العسكرية السورية بشكل شبه كامل ، التي يفترض أنها ملك للدولة بغض النظر عن من يحكم البلاد. 3- أن قناة الجزيرة وأخواتها تعاملت بانتقائية حول ما يدور في سورية ، ففي حين ركزت زورا وبهتاناً على التعامل الإنساني لقوات الجولاني مع المواطنين السوريين ، وعلى الانفراج الديمقراطي للحكم الجديد ومعاداته للطائفية ، وسلطت كاميراتها على الأفراح والليالي الملاح في ساحة الأمويين في دمشق ، تجاهلت عن عمد عمليات القتل على الهوية ، وخاصةً عمليات قتل العلماء وأساتذة الجامعات. وما بثته قنوات أخرى يكشف تدليس الجزيرة وأخواتها ، حين شاهدنا على قنوات أخرى عسكر النظام الجديد من الأوزبك والطاجيك والإيغور وبعض السوريين ينهبون بيوت المواطنين في حلب وغيرها من المدن السورية ، وهم يقتلون عدداً من أبناء الطائفة العلوية في محافظة اللاذقية رمياً بالرصاص، مترجمين شعارهم الفاشي " المسيحيون إلى لبنان والعلويون إلى التابوت"، وكذلك وهم يدخلون إحدى المستشفيات في العاصمة دمشق ليجهزوا على جنود سوريين جرحى . وقد لفت نظر المراقبين سؤال أحد المحققين من نظام الجولاني ، لشخص خرج للتو من سجن صدنايا عن اسمه ، وعن المدة التي قضاها في السجن ، وبعد أن أجابه عن السؤالين المذكورين سأله عن عائلته ومذهبه ، وعندما علم أنه ينتمي للمذهب الشيعي ، قام بإفراغ مخزن رشاشه في جسده. الجولاني وعلاقته الوطيدة مع الكيان الصهيوني والأهم من كل ما تقدم، الذي لم تتعرض له وسائل الإعلام لمغرضة ، حقيقة علاقة جبهة النصرة ( هيئة تحرير الشام) الوطيدة مع الكيان الصهيوني من الزوايا التالية : 1- استقبال مستشفيات الكيان الصهيوني لمئات الجرحى من أعضاء القاعدة، وزيارة نتنياهو لهم لشد أزرهم في مواصلة القتال ضد الجيش السوري. 2- الدعم العسكري الذي قدمه الكيان الصهيوني لجبهة النصرة ، من خلال الاسناد المدفعي والصاروخي لإرهابيي النصرة ، كلما واجهوا مأزقاً أو حصاراً من قبل الجيش السوري. 3- وحسب مصادر الاعلام الغربية ومن ضمنها " وول ستريت جورنال" وحسب مصادر سياسية وإعلامية إسرائيلية، قامت( إسرائيل) بتزويد جبهة النصرة بوسائل قتالية ودعم مالي لتمكينها من شراء الأسلحة ودعم الرواتب لأعضائها
في ضوء ما تقدم نشير إلى أن سورية دخلت مرحلة مظلمة ، من حيث ضرب الحريات وحقوق الانسان ، لا تقل عن سلوك العهد السابق، وأن النظام الجديد يتهيأ للاندلاق التطبيعي مع الكيان الصهيوني خاصةً وأن أبو محمد الجولاني ( أحمد الشرع) لم يصدر منه أي تصريح يدين احتلال العدو لصهيوني ما يزيد عن 500 كيلومتر مربع من الأراضي السورية ، أو يدين اقدام العدو الصهيوني على تدمير ما يزيد عن 80 في المائة من قدرات سورية العسكرية التي هي في التحليل النهائي ملك للدولة بغض النظر عن النظام الذي يحكمها. و أخيراً ، رغم الأخطاء والخطايا ، التي تمت في عهد الرئيس الأسد على صعيد قمع الحريات ، إلا أنه لا يمكن عقد مقارنة ببنه وبين نظام الجولاني الارهابي ، بحكم نهج نظام الأسد القومي الرافض للتطبيع ورفضه المطلق لتوقيع معاهدة مع الكيان الصهيوني ، ودعمه للمقاومتين الفلسطينية واللبنانية وإنجازاته الاقتصادية الكبيرة في سورية ، التي ضربت جراء العدوان الصهيو إمبريالي الرجعي التكفيري على سورية على مدى عشر سنوات ، وجراء إحكام الحصار الاقتصادي عليه عبر قانون قيصر الأمريكي . وللحديث تتمة. انتهى
#عليان_عليان (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
في المنازلة الأخيرة مع العدو الصهيوني : حزب الله حقق انتصارا
...
-
حل الدولتين الذي تطالب به قيادة المنظمة والنظام العربي الرسم
...
-
المقاومة الإعجازية في قطاع غزة في صعود بعد استشهاد قائد الطو
...
-
في الذكرى الأولى لملحمة (7)أكتوبر :الخط البياني للمقاومة في
...
-
تكامل الفعل المقاوم لأطراف محور المقاومة والدور المحوري لحزب
...
-
العدوان البري الصهيوني يواجه فشلاً أولياً جراء الضربات الصار
...
-
الهجوم المعاكس لحزب الله في عمق الكيان الصهيوني يفشل استهداف
...
-
الهجمات الأمنية الإسرائيلية غير المسبوقة على حزب الله وحاضنت
...
-
عملية معبر الكرامة تعبير عن نبض الشعب الأردني في دعم المقاوم
...
-
المقاومة الفلسطينية في الضفة تتفوق على نفسها وتفشل استهدافات
...
-
الإدارة المدنية الصهيونية تعود لحكم الضفة بعد تكثيف عمليات ا
...
-
الكيان الصهيوني والإدارة الأمريكية في ورطة استراتيجية بعد اغ
...
-
العدو الصهيوني أخطأ الحساب بقصفه ميناء الحديدة واليمن بات طر
...
-
في الذكرى أل (52 ) لاستشهاده: غسان كنفاني كان مثقفاً عضوياً
...
-
مراجعة تاريخية للدور الأمريكي المركزي في حرب حزيران 1967
-
مشروع صفقة التبادل الصهيو – أميركي : كمين فاشل نصبه بايدن لل
...
-
المقاومة تدشن محطة الطوفان الثالثة غداة دخول قوات الاحتلال م
...
-
في الذكرى أل (76) للنكبة : طوفان الأقصى تنقل قضية تحرير فلسط
...
-
مأزق قوات الاحتلال في -رفح- ونتنياهو يفقد ورقته الأخيرة
-
المفاوض الفلسطيني يفرض شروط المقاومة على صفقة الوسيطين المصر
...
المزيد.....
-
وسط مخاوف من تشكيل خطر على الأمن القومي.. ما هو شرط عدم حظر
...
-
-يؤكد على بناء دولة خالية من الإرهاب-..أنور قرقاش يعلق على ا
...
-
تقرير لوزارة الدفاع الفرنسية يثير توترا بين أنقرة وباريس
-
الكاف يمنح الرئيس المصري جائزة رفيعة في حفله السنوي
-
-القسام- تبث مشاهد لكمين كبير ضد القوات الإسرائيلية شمالي قط
...
-
بوتين: مستعدون للقتال على جميع الجبهات
-
العراق.. عاصفة ترابية قادمة من سوريا تجتاح بغداد
-
وليد جنبلاط يهنئ أحمد الشرع ويتفقان على لقاء قريب في العاصمة
...
-
-تقسيم الشرق الأوسط الجديد لن يجلب السلام- – صحيفة بريطانية
...
-
عشرات المفقودين في حادث غرق سفينة مهاجرين قبالة سواحل جافدوس
...
المزيد.....
-
لمحات من تاريخ اتفاقات السلام
/ المنصور جعفر
-
كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين)
...
/ عبدالرؤوف بطيخ
-
علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل
/ رشيد غويلب
-
الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه
...
/ عباس عبود سالم
-
البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت
...
/ عبد الحسين شعبان
-
المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية
/ خالد الخالدي
-
إشكالية العلاقة بين الدين والعنف
/ محمد عمارة تقي الدين
-
سيناء حيث أنا . سنوات التيه
/ أشرف العناني
-
الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل
...
/ محمد عبد الشفيع عيسى
-
الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير
...
/ محمد الحنفي
المزيد.....
|