|
أبو عبد الله الصغير السوري ومستقبل محور المقاومة
عدنان الصباح
(ADNAN ALSABBAH)
الحوار المتمدن-العدد: 8190 - 2024 / 12 / 13 - 16:22
المحور:
الثورات والانتفاضات الجماهيرية
سقطت سوريا يوم العاشر من حزيران عام 2000 وذلك يوم رحيل القائد الحقيقي لسوريا العرب حافظ الأسد وقد تكون لحافظ الأسد الكثير من الأخطاء وقد يصل بعضها حد الجريمة لكنه تمكن من الحفاظ على سوريا حد انها أصبحت الدولة المحورية الأولى في المنطقة واصبح حافظ الأسد واحد من اهم واخطر لاعبي السياسة في العالم حد انه وبريجنيف وحدهما من كانا يلتقيان الرئيس الأمريكي في جنيف على قاعدة المعاملة بالمثل ولم يجري ان استطاع احد ان يقلل من شأن سوريا او النيل منها ولو أدى به ذل الى التنازل القليل في مكان ما ليحفظ البلد ومع انه اقام نظاما بوليسيا الا انه ابقى على صلة المصالحة والرابط الأهم بينه وبين الناس ولم يكن يتوانى عن التضحية بكل شيء لصالح سوريا حتى وان بدا الامر على انه لصالح نظامه حافظ الأسد الذي وقع مع تركيا اتفاق أضنة وقدم لتركيا بعضا مما تريد ليمنع الخطر على ارض سوريا حافظ الأسد الذي تحالف مع الكتائبيين ليمنع أمريكا وإسرائيل من ان يكون لهم دور في لبنان وعلى حدود بلاده وقاتل الفلسطينيين اشد قتال دون ان يخسرهم بل وساهم بعد ذلك بتأسيس حزب الله والمقاومة اللبنانية وقدم لهم كل الدعم حتى تمكنوا من طرد الاحتلال من لبنان عام 2000 سنة رحيله حافظ الأسد الذي وقف ضد المقاومة الفلسطينية في الأردن ليحمي استقرار الأردن المحاذية لحدوده حافظ الأسد تحالف مع أمريكا وغالبية العرب ضد العراق في تحرير الأرض الكويتية حتى لا تقع بلاده تحت فك الولايات المتحدة وحلفائها حافظ الأسد لم يخسر من قاتلهم ولم يخنع لمن حالفهم حافظ الأسد حين اكتشف جرائم سرايا الدفاع التي يقودها شقيقه الأقرب تخلص منها ومن شقيقه معها ومنعه من دخول سوريا او العودة اليها حافظ الأسد خاض حرب تشرين ليتخلص من جريمة حزيران 1967 ومع انه لم يحقق نصرا عظيما الا انه رفض التنازل طوال حياته حافظ الأسد لم يدمر علاقاته بجيرانه كالأردن ولبنان وظل حريصا على تلك العلاقة في مواجهة الاحتلال في فلسطين حافظ الأسد حافظ على الجيش العربي السوري عربيا قوميا ففيه من كل الجنسيات العربية قادة وجنود منذ تأسيسه في بدايات القرن الماضي ورحل خاف الأسد وتعداد الجيش الوري أكثر من 325 ألف مع أفضل تسليح حافظ الأسد سيد التوازنات فقد كان حليفا لروسيا وإيران ويتلقى المساعدات من دول الخليج العربي وامريكا نفسها حافظ الأسد رحل وسوريا بأحسن حال بالمعنى الاقتصادي والسياسي وان لم تكن كذلك على صعيد الحريات وهو ما كان ينقصها للوحدة الوطنية الداخلية وما كان ينقصه فالرجل كان عسكريا وهؤلاء عادة ما يقودون شعوبهم على طريقة العسكر ولكنهم جميعا اسسوا لغد أجمل وأعظم لبلادهم بعد رحيلهم لسبب بسيط انهم كانوا ديكتاتوريين وطنيين بهذا الشكل او ذاك والامثلة على ذلك كثيرة في تجارب العالم حين رحل حافظ الأسد كان لدى سوريا حلفاء حقيقيين كإيران وروسيا حافظ الأسد حين رحل كان الناتج المحلي السوري 680 بليون ليرة سورية أي ما قيمته بالدولار 14بليون دولار وقيمة الاستثمارات 1575 بليون ليرة أي ما قيمته 32بليون دولار حافظ الأسد رحل وديون سوربا 21272 مليون دولار بينما بلغت 6 بليون دولار عام 2024 وسعر صرف الليرة مقابل الدولار كان 50 ليرة سورية مقابل الدولار الواحد ارتفع الى أكثر من 14000 ليرة مقابل الدولار الواحد رحل حافظ الأسد وشبكة علاقات سوريا مع الجميع بل ويضرب بها المثل كبلد قائد لمحور الصمود والتصدي والمقاومة والممانعة وسلم كل ذلك لأبو عبد الله الصغير " بشار " الذي لم يترك فرصة للإضرار ببلده الا وفعلها وبدل التحالفات اتقن اللاعبات وترك بلاده نهبا للمؤامرات وأضعف تحالفاته الاصيلة لصالح تحالفات لا أساس لها وترك الجيش ليصبح ضعيفا حتى كاد ان يتلاشى من325 ألف في عهد والده الى 150 ألف في عهده وبدل جيش يحمي الوطن بنى جيشا من العسس لحمايته من شعبه كان لحافظ الأسد تبرير ان العسكر لهم طريقتهم في الحكم ولذا حكم بالحديد والنار ولكن لبلد ظل قويا حتى اخر يوم في حياته فما الذي يبرر لطبيب عيون ليبرالي درس في الجامعات البريطانية ان يفعل ذلك ارتكب النظام السوري كل الموبقات باسمه ولم يعد لبشار دور على الاطلاق في صياغة رؤيا او مشروع او برنامج لسوريا بل ترت البلاد بأيدي مجموعة من المنتفعين والقتلة يلعبون بالبلاد كما يشاؤون وحين بدأت الثورة السلمية عام 2011 قمعها بالحديد والنار ولم يبادر ابدا لاحتوائها او لتقديم حلول لشعبه وحين تحولت الى مسلحة احتمى بحزب الله وايران وروسيا والمقاومة الفلسطينية ولم يلتفت لصراعه مع العدو الأصيل دولة الاحتلال معتقدا ان على ثلاثي روسيا وايران وحزب الله ان يحاربوا كل حروبه وقد فعلوا حد انهم اصبحوا بلا ساتر وصارت كل معلوماتهم مكشوفة امام اجهزة امنه المخترقة وجيشه المخترق حتى النخاع حد انه سلم سوريا تسليما وسلم بياناتها وبيانات جيشها لدولة الاحتلال لتتمكن بثلاثة أيام من الغاء إمكانية ان يقوم لجيش العرب قائمة ومن الواضح ان معلومات حزب الله وايران أيضا تم تسليمها لأمريكا ودولة الاحتلال والا كيف أصبح حزب الله مكشوفا فجأة حتى قتل امينه العام وقائد محور المقاومة وملهمه ومعه ابرز القادة ومن اين للاحتلال المعلومات عن قادة الحرس الثوري وفيلق القدس في سوريا ممن استشهدوا هناك بإستهدافات مباشرة أبو عبد الله الصغير " السوري " حتى انه لم يبك على ملكه ولم يقاوم من اجل صورته امام أبنائه حتى, ولو كان حافظ الأسد هناك هذه الايام لأعلن الحرب على دولة الاحتلال وقاتل الى جانب حماس والجهاد وحزب الله وانصار الله واليمن ولأطلق الصواريخ على فلسطين المحتلة كما فعلت ايران عن بعد وهو الذي جزء من ارضع محتل واستشهد ليورث بشار العزة والكرامة لكن أبو عبد الله الصغير باع سوريا وحماس والجهاد وفلسطين وايران وحزب الله واليمن والعراق وفر هاربا حتى دون ان يفعل كأصيله ويبكي على اطلال حكمه الذي ضيعه وكما فعل صدام الذي اختبأ حتى سقط بيد أمريكا بطريقة مذلة الى ان جرى إعدامه فعل بشكل أسوأ بشار الأسد وكلاهما سيكتب عنهم التاريخ بانهم اضاعوا بلاد العرب باسم العروبة وأبو عبد الله الصغير العصر الماضي أضاع ملكا والى ان تظهر نتائج جريمة أبو عبد الله الصغير السوري سنكتفي بالقول انه تأمر على انبل قضية في العصر وهي فلسطين معادلة ( فلسطين – ايران - حزب الله ): كان مقلقا قدرة الاحتلال على الوصول السهل لقيادة حزب الله في سوريا وكم المعلومات الهائل الذي ليه عن الحزب وعن الوجود الإيراني في سوريا واستهداف القادة وغيرهم هناك والمشترك الأمني بين الطرفين كانت أجهزة الامن والجيش السوري بالمقابل لم يستطع الاحتلال الحصول على مثل هذه المعلومات عن حماس والجهاد الإسلامي وغيرهم في غزة مع ان الاحتلال تمكن من احتلال كامل غزة وحتى بعد اكثر من 14 شهر لم يستطع الوصول الى أماكن احتجاز الاسرى لدى المقاومة ويبدو ببساطة ان السبب هو عدم وجود الطرف السوري بهذه المعادلة في غزة مع ان العلاقة مع حزب الله وايران واطراف المقاومة الفلسطينية قائمة وبذا يمكن الوصول ببساطة الى استنتاج ان الجيش السوري وقوى الامن لم ينسحبوا من اجل السلم بل تركوا البلد ينهار ليس امام المعارضة ولكن امام إسرائيل فلم يعلنوا الاستسلام في مواقعهم بل اخلوها كليا واحد منهم مثلا لم يحاول ان ينقل الطائرات او القوارب الى مناطق البحرية الروسية لحمايتها بل ترك كل شيء على مكانه ومن الواضح ان الاحتلال كان يملك كل المعلومات عن الأماكن والموجودات ويمكن معرفة الحقيقة بمعرفة الى اين توجه قادة الجيش والأجهزة الأمنية للاحتماء من افعالهم. الأثر المباشر الأكبر على فلسطين ولبنان كون سوريا هي الرابط الجغرافي بين البلدين وكذا المؤثر المباشر على الموقف الاستراتيجي للطرفين فمن جانب هي الأكثر تاثيرا على دولة الاحتلال وكان يمكن ان تكون قادرة على فرض حقائق على الأرض لو ان سوريا شكلت تهديدا حقيقيا للاحتلال لكان ذلك سيعني تأثيرا قاسيا على قدرات جيش الاحتلال في حربه المجنونة على غزة والضفة الغربية وبذا فان الغياب التام لسوريا سيعني اطمئنان مطلق من جانب الاحتلال واعتباره للجبهة السورية جبهة آمنة لزمن ليس قليل وكذا هو الحال على الجبهة اللبنانية التي فقدت المصدر الامن للتزود بالسلاح والشعور بالاطمئنان لحليف يحمي ظهر المقاومة من الجبهة اللبنانية ويمنع او يضعف او دور للجهات الداخلية في لبنان من الانتقال من الهجوم السياسي الى الهجوم الفعلي ضد المقاومة وهو ما يعني ان احتماليات الانتقال الى صراع عنيف على الارض اللبنانية يتزايد بغياب سوريا. كان يمكن للنظام السوري ان يحمي ذاته ويحمي خلفائه ويبقي على المقاومة ويحدث تاثيرا حقيقيا على جبهة غزة قبل أي جبهة فيما لو دفع الفصائل الفلسطينية المقيمة في سوريا الى فتح جبهة الجولان حتى لو لم يعلن مشاركته واي تبريرات لعدم فعل ذلك سقطت بعد سقوط النظام فلم تكن قدرات سوريا وجيشها سيدفعون ثمنا اكبر مما تم دفعه الى جانب ان عديد الجهات والقوى كانت ستكون الى جانب نظام قرر الانحياز عمليا للمقاومة وبوابة لمصالحة وطنية داخلية ولكنه بديلا عن ذلك اشغل جيشه ووضع مقدراته بل وسخر قدرات حلفائه لصالح بقائه وكبل ايدي القوى الفلسطينية وخصوصا حركة حماس وهو ما شكل فضيحة حقيقية له على الأرض وظهر جليا ان لا علاقة له بمحور المقاومة ولا حتى بالألفاظ فالجبهة العراقية والإيرانية واليمنية الابعد عن فلسطين شاركت وسمحت بالتظاهر وإعلان التأييد وشاركت بالعمل العسكري بينما ابتعد هو متذرعا بظرفه الداخلي مع ان طوفان الأقصى شكل رافعة وفرصة له لاستعادة مكانته ودوره وحماية نظامه. ومن جانب اخر فان غياب سوريا سيحد من قدرة ايران على فعل التسليح سواء للمقاومة في فلسطين او لبنان ويضعف من تأثيرها العملي وقدرتها على الاسناد وهذا ينسحب أيضا على قدرات فصائل المقاومة الفلسطينية المقيمة في لبنان روسيا واحترام الذات: أعلنت روسيا عن استقبال الأسد وعائلته ومنحهم لجوء إنساني فهل سيبقى هذا هو موقف روسيا وقيادتها بعد كشف باستيل العصر بل والابشع من أي باستيل عبر التاريخ وستستبدل البشرية صورة ورمزية الباستيل البشعة بصورة ورمزية صيدنايا وغيره من مراكز الوحشية التي لم يعرف التاريخ المكتوب مثيلا لها ولا اعتقد ان العقل البشري يحتمل صورا كالصور التي لا زالت تبث من مراكز الاجرام لأجهزة امن أبو عبد الله الصغير السوري ام ان روسيا وقيادتها ستنتصر لإنسانية السوريين والروس وتقدم الاجرام للعدالة وهذا ما اتوقعه مع الايام. ولا اعتقد ان الأسد يستحق الحماية أولا لأنه استخدم روسيا لحماية ذاته لا لحماية بلاده وثانيا لأنه تستر بروسيا وواصل قمع شعبه وواضح انه لم يكن صافي النية في علاقاته الخارجية لا مع روسيا ولا مع إيران البلدان اللتان قدمتا له كل ما يريد ليواصل وينتصر لكنه ترك جيشه ومقدرات هذا الجيش وجبة سهلة للمشروع الأمريكي الصهيوني وبذا شكل أدائه ونتائج هذا الأداء اضعاف حقيقي لدور ومكانة روسيا وإيران وكل من قاتلوا نيابة عنه لاعتقادهم انهم يقاتلون لأجل سوريا. تكرار لتجارب بائسة: قاتل عبد الناصر في اليمن وحشد كل الطاقات لانتصار حاول اقناع الجميع انه سيكون طريقاالى فلسطين ولكنه صاغ فشل في فلسطين وفشل ودمار في اليمن مع انه كان يمكنه ان تكون اليمن سندا له لا مصدرا لاستنزافه أدت الى هزيمة 1967 الابشع في تاريخه وتاريخ الامة. قاتل صدام حسين إيران لثماني سنوات فدمر جيشه وأضاع الكثير على ايران وقدراتها ورفع شعاره الاكذب الطريق الى فلسطين تمر عبر المحمرة " مدينة إيرانية حدودية مع العراق " ثم الطريق الى القدس عبر الكويت وهكذا حتى سقط ودمر حال الامة قبل ان يصحح الحول في عينيه ودربه وبنفس الوقت حارب المعارضة حتى افرغ العراق من طاقاتها واصبح عدد العراقيين في الخارج المتآمرين عليه وفي الداخل الناقمين عليه اكبر من نظامه ومن المستفيدين من وجوده. القذافي انشغل بحروب جانبية لا مصلحة ليبية او عربية او إسلامية بها وسخر قدرات بلاده لأنشطة لا علاقة لها بالسياسة او بالمشاريع القومية الى ان ضاع وأضاع ليبيا. أبو عبد الله الصغير السوري " بشار " كان الأسوأ من الجميع فهو ترك جزءا من ارضه للمحتلين وافتتح الجبهات على ارضه ضد شعبه الى ان افرغها من كل طاقاتها وفر كل من له راي وبقي حوله مجموعة من المنتفعين الخونة الذين كرروا تجربة جماعة صدام الذين سلموا العراق وجيشها ومقدراتها بكل بساطة وهو ما فعله جيش بشار بحالة مشابهة ان لم تكن اسوأ درس ودروس: لا أحد أيا كانت صفته او تصنيفه يمكنه الانتصار على شعبه ووحده الشعب الموحد من ينتصر لا أحد يمكنه ان يأكل طعام الجياع وينجو لا أحد يمكنه مواصلة الكلام بإسكات شعبه لا أحد يمكنه ان يحني راس شعبه ليمتطيه الا ويسقط سقوطا مدويا المخاطر والتهديدات: تشكل سوريا عقدة الربط وعقدة الحل في المنطقة فهي دولة عابرة لحدود الآخرين على عديد الأصعدة فهي عابرة ديمغرافيا وسياسيا لحدود الاخرين وتحديدا تركيا وايران والعراق ولبنان وسقوطها او استمرار الفوضى فيها سيجر هذه البلدان الى حالات لا ترغب بها فالتركيبة الفسيفسائية للشعب السوري تتداخل مع تلك الدول وهي بالتالي فاعلة في الاخرين ومتأثرة بهم واي تهديدات داخلها او لدى الدول المحيطة ستنعكس على الاخرين واذا ما اضيف لذلك ثرواتها الطبيعية والتي تعتبر مصدرا لمنع الاستقرار في سوريا حيث تسيطر أمريكا عبر قوات قسد المتخالفة معها على منابع النفط وتسيطر روسيا بامتياز رسمي على حقول الغاز مما يجعل مصالح الولايات المتحدة تتعارض مع وحدة الاراضي السورية وتدفعها لتأجيج الصراعات الدينية والمذهبية والعرقية لاستمرا قدرتها على السطو على منابع النفط وسعيها لابعاد روسيا عن حقول الغاز الأهم بالنسبة لها ويكتسب ذل أهمية فائقة أيضا لتركيا بوابة الغاز الأهم لاوروبا وبالتالي وايران منتج الغاز الأهم في المنطقة وكذلك قطر وهذا يعني ان افاق الحل تبدو شبه مستحيلة اذا ما اضيف الى ذلك أطماع دولة الاحتلال الصهيوني والتي باتت أيضا منتجا مهما للغاز ومصدرا لأخطر مشروع سياسي " ديني قومي " على المنطقة تفتيت سوريا على أسس مذهبية وقومية سيجعل المنطقة تجلس على برميل بارود ذلك ان هذا التأثير سيصل الى السعودية ودول الخليج الأخرى وكذا سيمتد الى افريقيا العربية المشتعلة أصلا في السودان وليبيا والصراع الصامت بين المغرب والجزائر والصراعات العرقية النائمة هناك وامتدادات ازمة مصر واثيوبيا والسودان حول مياه نهر النيل وغياب استتباب حقيقي للأمن على الحدود مع فلسطين المحتلة وتهديدات ازمة غزة عميقة الأثر واحلام الاحتلال بمكانة ما في سيناء, كل ذلك يقود المنطقة ومصالحها الحقيقية الى ضرورة إيجاد مخرج لجميع أزمات المنطقة والتي تبدأ بالتخلص من تأثيرات أمريكا وربيبتها دولة الاحتلال في فلسطين والا فان الجميع سيدفع ثمنا باهظا واذا ما نجح التفتيت في سوريا فهو قطعا ستنتقل عدواه الى المنطقة باسرها لتصبح مفتتة بالكامل وتبقى أمريكا سيدة بلا منازع عبر ربيبتها ترك الحال في سوريا لإرادة الولايات المتحدة لن يبقى تأثيره على الشرق الأوسط فما تسعى له أمريكا هو امبراطورية كونية تسيطر من خلالها على كل جهات الأرض عبر ارهاق الجميع وتفتيتهم او اضعافهم واشتعال الشرق الأوسط هو ما تحتاجه لان ذل سيؤدي الى انتقال الصراع الى أطراف أوروبا عبر تركيا وأطراف الصين عبر أفغانستان وباكستان والهند وبالضرورة ستمتد تداعياته الى شبه الجزيرة الكورية وما تبقى من اسيا الوسطى فتصبح أوروبا خاضعة بالمطلق لإرادة الولايات المتحدة وهذا يعني ان الولايات المتحدة لا تسعى لحرب عالمية بل تسعى لإشعال واشغال العالم بحروب لا حصر لها وبإدارتها تنتهي حسبما تتمنى الى اضعاف الجميع والبقاء على راس العالم سيدة للجميع الخانعين بلا إرادة. العالم خارج انوف الجميع: وحدهم الاغبياء الذين يعتقدون ان العالم لا يتعدى حدود انوفهم بالمعنى الواسع للكلمة وايا كانوا هؤلاء افرادا او جماعات فان الفشل سيكون حليفهم ان واصلوا الانكفاء على الذات والاعتماد عليها وحدها في احداث الفرق الذي يسعون اليه ذلك ينطبق على الجميع بلا استثناء وبالتالي فان القدر ما نصنعه بادينا فعصابة الرأسمالية العالمية الجديدة " امبريالية المعرفة " الساعية الى تفصيل العالم على مقاسها بإحداث التزاوج بين مكونات الثروة الحديثة المال والسلاح والمعرفة لن تتمكن من ذلك الا ببقاء الاخرين منشغلين برضاهم عن ذاتهم ورفض التعاطي مع الاخر على قاعدة انكار وجوده ودفن الراس بالرمال وهذا ينطبق على الصغار والكبار بما في ذلك دول مثل الصين وروسيا فان هم واصلوا الاعتقاد انهم منفردين أصحاب الاحقية بقيادة العالم دون حاجتهم لأوسع ائتلاف انساني فان الهلاك سيكون مصيرهم. آن الأوان للجميع إدراك ما تخطط له الامبريالية الجديدة " امبريالية المعرفة " وعلى العالم ان يصحو من سباته ويتوقف عن التهليل لإنجازات المعرفة الجديدة ويتذكر الى اين أودت بنا إنجازات نوبل واكتشاف الديناميت. إذا لم يفتح الجميع ابوابهم للريح ويؤمنوا بأهمية الآخر المشارك لهم حتى وان اختلف معهم فسيكون نصيبه كذا الذي اختزل الوطن بحزب ثم اختزله بطائفة ثم بأسرة ثم بذاته فكان مصيره الغياب بأبشع واذل الصور. لا زالت بنادق قوى المقاومة مشرعة حتى وان خفت صوتها او اصابتها انتكاسة وقد شكلت المعركة الحالية في الشرق الأوسط بعاصمتها غزة منعطفا جديدا في رؤية أدوات اليوم لتغيير الغد بعد ان سجل اول اختراق بتحالف شاركت به قوى دينية شيعية وسنية وقوى قومية ويسارية لتؤكد ان الأبواب لا زالت مشرعة لتعميق هذا التحالف وتطويره وتوسيعه ليصبح امميا دون افضلية أحد على أحد وإذا لم يقتنع الجميع بذلك فسيبقون صيدا سهلا لأعداء البشرية من أصحاب مثلث الموت الجديد " المال والسلاح والمعرفة ". محور المقاومة: محور المقاومة لم يمت وان كان تلقى عديد الضربات وقد تكون ضربة سقوط النظام السوري هي الخطوة الأهم في طريق استعادة مكانته ودوره شريطة ان يخرج من قمقمه ويعيد تشكيل اصطفافاته وتحالفاته على قواعد واسس جديدة تفتح الأبواب لأوسع مشاركة فسيفسائية تقوم على قاعدة حماية الحريات والثروات ورفاهية الشعوب وسحب البساط من تحت اقدام أصحاب المشروع الأسوأ " امبريالية المعرفة " لصالح مشروع وحضارة مناهضة للإمبريالية تقوم على قاعدة تزاوج ثروات البشرية كحق لها جميعا والمعرفة لصالح انتصار الروح التي تقود نحو عالم من السلام والحريات والاستقرار ورفاهية البشرية وقد يملك محور المقاومة الفرصة الان لقيادة مثل هذا المشروع ان تمكن من قراءة الواقع والاصطفافات والتحالفات واستطاع ادارتها بشكل يصل به حد القدرة على ان يصبح نواة لمكون اممي قادر على صياغة افضل لمستقبل البشرية. صرخة: ما رايته وسمعته عبر وسائل الاعلام ومواقع التواصل بعد سقوط النسخة الاجبن لأبو عبد الله الصغير ومهما كانت الحقيقة اقل فان ذلك القليل يكفي لان تصرخ من اعماقك ان أولئك القادرين على فعل ذلك بشعوبهم لا يستحقون حتى البصاق لان بصاق الجياع والمظلومين والمقهورين طاهر وهم واعوانهم وادواتهم قطعا كتلة من دنس. أخيرا سيذكر التاريخ جيدا أسماء الشهداء العظام الذين قاتلوا حتى اللحظة الأخيرة وفي المقدمة منهم صاحب السماحة الشهيد القائد البطل حسن نصر الله الذي منح عمره لقضيته والاسطورة الذي قاتل باخر جزء من جسده وبآخر عصا امسك بها الشهيد القائد البطل يحيى السنوار كرموز للبطولة والعزة والكرامة تماما كما ان التاريخ لم ينسى ولن ينسى قادة لم يعرفوا من متع الدنيا سوى المقاومة بينما شاهد العالم كيف كان يحيا أبو عبد الله الصغير بين احضان شعب لم يعرف في عصره الا القمع والجوع ولن يذكر التاريخ ابدا بشار الا مع ذكر أبو عبد الله الصغير ولن ينسى المؤرخين ان يذكروا الفرق بين من وجد وقتا ليبكي على ملكه وبين من لم يجد هذا الوقت وبين من خرج معه أكثر من ألف رجل في وضح النهار وبين من فر وحيدا تحت جنح الظلام حتى دون رفاقه.
#عدنان_الصباح (هاشتاغ)
ADNAN_ALSABBAH#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
الكاتب-ة لايسمح
بالتعليق على هذا
الموضوع
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
يا أهل غزة فجروا سلاحكم النووي الآن
-
هزيمة الأعداء بالنصر المؤجل
-
من 181 الى 1701 حتى غزو لاهاي
-
أيها الصامتون إنتظروا دوركم
-
سُباتنا هذا الى متى؟
-
أفواه الغزيين تخرج عن الخدمة
-
الإعلام العربي بين الغباء وخدمة الاعداء
-
يحيى حسن إسماعيل
-
الهدف راس المقاومة الفلسطينية والشعب والقضية
-
عالم سيده لص قاتل ومنتحِل لشخصية القتيل
-
غزة ولبنان وإمبريالية المعرفة - الإمبريانولوجي-
-
النساجون والفلاحين والبحارة والمظلومية
-
حذار من السابع من أكتوبر 2024
-
الصهيونية العالمية وثورة الروح والسابع من اكتوبر
-
لنعطل كل اسلحتهم بسواعدنا العارية
-
هل لا زال الانتصار ممكن
-
السيد الرئيس طريق غزة بإتجاه واحد
-
ثأر الأحرار وعقوبة الإنتظار
-
إسماعيل هنية أيقونة أحرار الأرض
-
أمريكا والجريمة رقم صفر
المزيد.....
-
نداء اليوم الوطني 20 للجبهة المغربية لدعم فلسطين ومناهضة الت
...
-
بيان حول متابعة ومحاكمة الأستاذ محمد الكشكاش على خلفية مناهض
...
-
وثائق سرية تكشف: الملكة إليزابيث لم تكن على علم بتورط مستشار
...
-
تجديد حبس شباب «بانر فـلسطين» 45 يومًا
-
«المفوضية»: للمرة الثانية المحبوسين بـ«العاشر 6» يديرون أجسا
...
-
إضرابها دخل يومه السابع بعد المئة.. نظام الاستبداد يقتل ليلى
...
-
صوفيا ملك// حتى لا تبتلعنا أمريكا..
-
مذكرة من «البلشي» للنائب العام بعد إحالة «صحفيين» محبوسين إح
...
-
“المبادرة” تطالب بالتحقيق في شكاوى معتقلي العاشر 6
-
جنايات “المنصورة” تقضي بحبس معتقلي حادث المطرية 45 يومًا
المزيد.....
-
ثورة تشرين
/ مظاهر ريسان
-
كراسات شيوعية (إيطاليا،سبتمبر 1920: وإحتلال المصانع) دائرة ل
...
/ عبدالرؤوف بطيخ
-
ورقة سياسية حول تطورات الوضع السياسي
/ الحزب الشيوعي السوداني
-
كتاب تجربة ثورة ديسمبر ودروسها
/ تاج السر عثمان
-
غاندي عرّاب الثورة السلمية وملهمها: (اللاعنف) ضد العنف منهجا
...
/ علي أسعد وطفة
-
يناير المصري.. والأفق ما بعد الحداثي
/ محمد دوير
-
احتجاجات تشرين 2019 في العراق من منظور المشاركين فيها
/ فارس كمال نظمي و مازن حاتم
-
أكتوبر 1917: مفارقة انتصار -البلشفية القديمة-
/ دلير زنكنة
-
ماهية الوضع الثورى وسماته السياسية - مقالات نظرية -لينين ، ت
...
/ سعيد العليمى
-
عفرين تقاوم عفرين تنتصر - ملفّ طريق الثورة
/ حزب الكادحين
المزيد.....
|