عبدالله عطوي الطوالبة
كاتب وباحث
الحوار المتمدن-العدد: 8190 - 2024 / 12 / 13 - 12:01
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
خطيئتان، سوف يلاحق التاريخ بهما عرب الحاضر. الأولى، إدارة الظهر لغزة وبرابرة العصر الإسرائيليون يحصدون أرواح العشرات من أطفالها ونسائها ورجالها يوميًّا، في حرب إبادة دخلت شهرها الخامس عشر بدعم أميركي غرب أطلسي مفتوح بالسلاح والمال والمرتزقة، بل وبمشاركة مباشرة من هذا الحلف غير المقدس. بالطبع، لا يُرتجى من أنظمة مكبلة بقيود التبعية وحسابات كراسي الحكم أن تفعل شيئًا ذا بال لغزة، وبعض منها متواطئ مع العدو باعتراف وسائل اعلامه وبأدلة باتت موثقة ومعلومة.
الثانية، ترك العدو اللقيط المتغطرس يعربد في سماوات سوريا، في يوم شهدت فيه تحولًا تاريخيًّا، أي الثامن من كانون أول 2024، ويدمر أسلحتها، بهدف إضعافها، وكسر معنويات شعبها كما قال فاروق الشرع نائب الرئيس السوري الأسبق.
شعوب مغلوبة على أمرها، تائهة، سلطوا عليها التجهيل وتشقى بالفقر والجوع والمرض. وأنظمة تابعة، بعضها مرتبط وجوده ببقاء اسرائيل و"التعاون" معها، بل وحمايتها. في عصر الفضاء المفتوح، لم يعد هناك ما يمكن إخفاؤه والتستر عليه. الروائح الكريهة تزكم الأنوف، وبخاصة روائح التواطؤ وعفن الإنحطاط الذي أوصل ثالوث الاستبداد والديكتاتورية والتسلط العرب إليه. نحن في نظر العالم فراغ تتقاتل القوى الدولية والإقليمية لملئه وتقاسمه. هذه هي الحقيقة المرة الصادمة، المسيطرة عليّْ هذه الأيام وتنعكس على حروفي وكل ما أنشر في هذه الفترة.
ألا تخجل أمة من 430 مليون بني آدم من أن يستبيح أجواءها، ويتجرأ عليها سبعة ملايين إسرائيلي؟!
قد يستدرك علينا مُعَلَّفٌ من ذوي الرؤوس المربعة والمستطيلة، ويعزف على شماعة التخاذل والإنبطاح إياها، "وهل نسيت أميركا؟!". في الرد، نذكِّر متابعي صفحتنا من خلال هذا وأمثاله أن أميركا ليست قَدَرًا ولن تكون، إلا عند المصابين بداء القابلية للتبعية وذل الإنبطاح. أميركا أُهينت وذُلَّت في أكثر من مكان في العالم، وطُردت شَرَّ طردة تجر أذيال الخيبة أيضًا، إلا في ديار "خير أمة أخرجت للناس". بالمناسبة، أميركا لم تعد المهيمن الوحيد على عالمنا، اقتصادها مأزوم، وهيمنتها تتراجع، ودولارها يهتز.
#عبدالله_عطوي_الطوالبة (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟