أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - إبراهيم اليوسف - الرئيس المخلوع: بين جبن الطغاة وبذخ العروش














المزيد.....


الرئيس المخلوع: بين جبن الطغاة وبذخ العروش


إبراهيم اليوسف

الحوار المتمدن-العدد: 8190 - 2024 / 12 / 13 - 09:24
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


يحمل التاريخ السوري المعاصر إرثًا ثقيلًا من الظلم والاستبداد، الذي جسّده نظام الأسد الأب والابن. نظام لم يكتفِ بالتنكيل بالمواطنين و تكبيل البلاد بقيود القمع والتسلط، بل أغرقها أيضًا في مستنقع الفساد والنهب والبذخ الفاحش. بشار الأسد، الذي بدأ عهده بوعود زائفة بالإصلاح والانفتاح، لم يكن سوى ظل باهت ممسوخ وقميء لأبيه حافظ الأسد، لكنه تفوق عليه في إحكام قبضة الفساد والديكتاتورية. فقد ورث منظومة القمع من أبيه، الذي حوّل سوريا إلى سجن كبير لعقود. حافظ، الذي حكم بالحديد والنار، زرع الخوف في النفوس وارتكب مجازر جماعية، مثل مجزرة حماة عام 1982، التي أباد فيها مدينة بأكملها، محطمًا كل من تجرأ على معارضته. هذه السياسات الإجرامية كانت بمثابة المدرسة التي نشأ فيها بشار، ليكمل مشوار والده في سحق الشعب وتدمير البلاد، مضيفًا إلى ذلك جرائم تهجير الملايين واستخدام الأسلحة الكيماوية ضد شعبه.
في عام 2011، عندما هبّ السوريون للمطالبة بحريتهم وكرامتهم، جاء رد بشار الأسد مروعًا. استدعى الدعم العسكري من روسيا وإيران وحزب الله، وجعل من سوريا ساحة حرب إقليمية، بدلاً من مواجهة ثورة شعبه بشجاعة أو حتى بتنازل يحفظ ماء وجهه. كانت "شجاعته" مصطنعة، مستمدة من قوة مستعارة، بينما الشعب يُقصف ويموت جوعًا تحت الحصار.
البذخ وسط المعاناة
في الوقت الذي كان فيه الشعب السوري يعاني الجوع والتشريد، كانت عائلة الأسد تعيش حياة باذخة تنضح بالفساد. أموال النفط، الضرائب، وحتى المساعدات الإنسانية، تحولت إلى أرصدة شخصية تُقدّر بالمليارات في حسابات بنكية سرية، بينما كانت القصور الفارهة تمتلئ بأغلى المقتنيات وأبهى مظاهر الترف. ماهر الأسد، الذي يُعرف بكونه اليد الحديدية للنظام، كان أيضًا رائدًا في عمليات النهب والاحتكار. أما بشار، فقد قدّم صورة لرئيس منفصل تمامًا عن واقعه، يستعرض قوته بقتل الأطفال في الغوطة، وتدمير مدن كحلب وحمص، بينما ينفق أموال الشعب على رفاهيته الشخصية ورفاهية أسرته.
فرار الطغاة وجبن المواجهة
جبن الأسد لم يكن فقط في اعتماده على القوى الخارجية للبقاء، بل ظهر جليًا في تهربه من مواجهة الواقع. لم تكن شجاعته المزعومة سوى قناع يخفي ضعفه، فهو لم يواجه الشعب إلا عبر الأقبية الأمنية، ولم يقف أمام ثورة السوريين إلا بسلاح القصف والتدمير. الفيديو الذي ظهر فيه يسخر من السوريين الذين غادروا البلاد هربًا من جحيمه، يكشف عن مدى انفصاله عن الواقع. حيث تكمن المفارقة المضحكة في أن الصفات التي ألصقها بالمهاجرين تنطبق عليه تمامًا اليوم. لم يكن سوى رئيس هارب من المسؤولية، حيث اختبأ خلف قوة مستعارة من روسيا وإيران، بينما ترك سوريا تنهار اقتصاديًا واجتماعيًا. الشجاعة الحقيقية ليست في قصف المدن، بل في مواجهة الشعب والاعتراف بالفشل، وهو ما لم يستطع بشار ولا نظامه القيام به.
سوريا 2025 وضرورة العدالة والانفتاح على أهلنا العلويين
رغم كل هذا الظلم، لا يمكن محاسبة طائفة بأكملها على جرائم النظام. إذ ليس كل من ينتمي إلى الطائفة العلوية شريكًا في الاستبداد، بل إن سوادهم كان مضطهدًا وضحية لطغيان آل الأسد. فهناك أخوة علويون رفضوا النظام، ودفعوا ثمن مواقفهم من التهميش أو القتل أو الاعتقال. إن المصالحة الوطنية تتطلب فتح قنوات للحوار مع أبناء هذه الطائفة، وتفكيك الصورة الزائفة التي روجها النظام بأنه الحامي الوحيد لهم. ومن هنا فإن على القوى المعارضة التي لم تسقط في امتحانات السوريين- إذا أتيح لها أن تقود دفة الحكم- أن تمد يدها للعلويين الذين يسعون لبناء سوريا جديدة، خالية من الاستبداد والطائفية. المصالحة الحقيقية تبدأ بإعادة بناء الثقة بين مكونات المجتمع السوري، والاعتراف بأن العلويين، كغيرهم، كانوا ضحايا آلة القمع نفسها، كما الحال مع المسيحيين والدروز والكرد الإيزيديين بل والكرد ثاني أكبر قومية في البلاد، وإلا فإننا أمام صورة مشوهة لنظام الأسدين: الأب والابن، وهذا ما لا نريده لسوريا. إذ إنه لا يمكن تحقيق السلام دون محاسبة النظام ورموزه. بشار الأسد، ماهر، وضباط الأجهزة الأمنية، وكل من تورط في قتل السوريين ونهب ثرواتهم، يجب أن يمثلوا أمام محاكم سورية حرة. لاسيما أن العدالة لا تعني الانتقام، لا تعني الثأر بل تصحيح المسار وإعادة حقوق الشعب المسلوبة.
النظام الذي حكم البلاد لعقود بالحديد والنار والفساد، أثبت أن الطغيان مهما طال أمده، مصيره الزوال. الشعب السوري، بكل أطيافه، يستحق أن يستعيد ثرواته، كرامته، ومستقبله، وأن يضع حدًا لحقبة مظلمة من تاريخ بلاده.


*خلاصات ونتاج صورة انطباعية و مصادر ومراجع أنترنيتية متعددة!



#إبراهيم_اليوسف (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تقرير -قيصر- ودوره في فضح انتهاكات حقوق الإنسان في سوريا
- سجون سوريا: الداخل مفقود وهل من أحد يخرج منها؟.. سجن صيدنايا ...
- الهندسة المعمارية لسجن صيدنايا: البناء، الزنازين، والطوابق ا ...
- تنويه واعتذار من إبراهيم اليوسف
- سايكولوجيا الجلاد: في استقراء نفسية مرتكبي التعذيب والجرائم ...
- لا تكن رئيساً دكتاتوراً لئلا يُداس ضريحك!
- تجريم ب ي د وتكريم فروع القاعدة:ازدواجية المعايير في المشهد ...
- من أوصل بشار الأسد إلى هذا المصير الأسود؟
- مهجرون أم رهائن: لماذا يمنع عودة كرد عفرين المهجرين؟
- شجاعة الكتابة في زمن الفوضى: بين وضوح الرؤية وتحديات المجهول
- سقط الأسد: أي مصير ينتظره؟ أي مصير ينتظر سوريا والسوريين؟
- سقط الأسد: أي مصير ينتظره؟
- مأساة سري كانيي وتل أبيض: الوجه الآخر للتهجير في أوج التجاهل
- إطلاق النار الاستباقي ووسائل التواصل الاجتماعي مقاربة نفسية ...
- الشائعات في زمن الحرب: بين التضليل والتحقق
- أردوغان متذاكياً مجرم محتل في صورة ملاك!
- قوافل العودة إلى عفرين: حين يصبح الحنين إلى- المنزل الأول- م ...
- مصطلح الثورة في ترجمات القتلة وأشباههم!
- الكرد وحق الاستقلال و مواجهة مخططات الإبادة
- سوريا على مفترق طرق.. من أطلق النصرة من قمقمها؟


المزيد.....




- 5 صيحات للأزياء يتوقعها خبراء الموضة في عام 2025.. ما هي؟
- حسن البلام وداود حسين في أبوظبي.. ومعاً بمسلسل -السيرك- في ر ...
- ثمّن مواقف السعودية ومصر والأردن.. أبو مازن يُعلق على تصريحا ...
- مشاهد لحشود الجيش المصري تثير الذعر في إسرائيل (صور + فيديو) ...
- بريطانيا عن خطط ترامب لتهجير أهالي غزة: الفلسطينيون يجب أن ي ...
- الطفلة حبيبة ورحلة علاجها من غزة إلى الأردن
- ماذا نعرف عن غزة على مر العصور؟ ولماذا وصفت بـ-بنت الأجيال-؟ ...
- خطة ترامب بشأن غزة -تتعارض مع القانون الدولي-
- وزير خارجية إيران ردا على ترامب: سياسة -الضغط الأقصى- فشلت س ...
- رونالدو يحتفل بعيد ميلاده الـ40.. مسيرة حافلة للاعب أسطوري


المزيد.....

- الخروج للنهار (كتاب الموتى) / شريف الصيفي
- قراءة في الحال والأداء الوطني خلال العدوان الإسرائيلي وحرب ا ... / صلاح محمد عبد العاطي
- لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي / غسان مكارم
- إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي- ... / محمد حسن خليل
- المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024 / غازي الصوراني
- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - إبراهيم اليوسف - الرئيس المخلوع: بين جبن الطغاة وبذخ العروش