أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - محمد بلمزيان - مشهد من مسرح العبث !














المزيد.....


مشهد من مسرح العبث !


محمد بلمزيان

الحوار المتمدن-العدد: 8189 - 2024 / 12 / 12 - 18:15
المحور: كتابات ساخرة
    


جف الحبر في القلم وتطايرت الأوراق الواحدة تلوى الأخرى، و تجمد الدم واختل العقل، فلم يعد للكلمة معنى في زمن الردة والتراجع الفظيع للقيم الإنسانية، اختل الغث بالسمين فأضحى الكل في نفس القدح، او هكذا يبدو للضرير كما للمبصر، تهاوت الصور النمطية المتوارثة،فحضرت التماثيل تنط على السطح كالجرذ ان، حتى الهواء النقي ما عاد نقيا، تكاد تقيء ولا أثر للقيء، كلما بارحت المكان كلما اسودت الأمكنة، وادلهم الجو وأصيب المكان بالغمام ، تحالف الصمت مع الظلام فأحكما قبضتهما على المشاعر والأقلام، سالت الدموع من العيون الشاخصة وهي تتابع المشاهد المرعبة في زمن الردة وانتشار الذئاب البشرية في صور أصنام آدمية، تتلون كالحرباء حسب المقام ، ترقص على الجثث وتنشد موسيقى الموت الكاسح، والمآتم في الجوار تودع جثامينها الواحد تلوى الآخر، لا شيء يلوح في الأفق سوى هذا السواد الرهيب، في هذا الجو المكفهر الكئيب، يشتاق الصبح لتباشير النهار قد يطلع وقد يتأجل بعد حين، زمن الدهماء قد حط بكلكله علينا، فماعلينا سوى الإنبطاح والسير مع القطيع الجامح، تسلط السياط على الرؤوس كما على باقي الجسد سيان، أصبحت التهمة الكبرى في الزمن الرديء هو العثور على جوهر الإنسان السوي، في ساحة لا تكاد لا تنتهي بأشباح منفوخة كصور لا هي آدمية أو حيوانية، تبدو كلها متشابهة حد التناغم، تتكلم لغة واحدة كقطيع غنم كبير يمشي خلف راع بعصا طويلة وكلاب تحيط بالساحات المجاورة وهي نائمة لكن عيونها تلتقط كل حركة دائبة مهما كانت صغيرة، الكل متمسر في مكانه يتابع مشهد التفاهة كيف أرخت بسدولها على منصة مسرح العبث وهي لا تكاد تريد أن تتنهي في طي حلقاتها الرتيبة، يأتي اليوم الجديد ولا جديد فيه سوى تكرار نفس المشاهد المشمئزة والتي تناسلت، حتى تحولت التفاهة من حالة استثناء الى قاعدة ، هي عنوان المرحلة، طال المشهد فاستطال في الزمن كما في المكان، فلم تعد للثقافة معنى أمام زمرة التافهين الذين ملؤوا الدنيا صخبا وزعيقا ونهيقا وتزميرا لثقافة التفاهة فها هم صناع المحتوى يتقاطرون يكتسحون القضاءات العامة والقنوات الإعلامية ووسائل التواصل الإجتماعي بكل عنجهية بشكل يشي بأن القادم أسوأ من الماضي، ما دامت التفاهم تمشي على رجلين وتجوب أمام تصفيق وترحاب جمهرة التافهين وأعناقهم تشرئب نحو الأعلى مبتهجين بقدوم عهدهم وسطوع نجمهم بعد أطلقوا آخر رصاصة الرحمة على ما تبقى من حياة في جسد الثقافة الجادة .



#محمد_بلمزيان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أي مصير ينتظر سوريا ؟
- حرب بلا منتصر ولا منهزم !
- فسحة صباح
- لحظة عابرة
- المستهلك بين مطرقة الجفاف وسندان الجشع
- لا فرق بين يمين متطرف ويمين معتدل
- المحكمة الجبائية الدولية، طائر بدون أجنحة
- الهجرة كموضوع تراجيدي
- ( ألقاب) بين القبول والرفض
- قلم يطلق رصاص قاتل
- العالم يتوشح بإزار أحمر
- يناير كم أنت عنيد!
- واقع التعليم بين التربية والتكوين
- الإحساس بالمهانة يولد الإنفجار
- زمن الإنهيار لا يتوقف !
- كيف تعيش الأفكار الجميلة
- ثقافة البعد الواحد !
- ملاحظات سريعة حول ظواهر جديدة !!!
- التغير المناخي والكوارث الطبيعية ( الحرائق نموذجا )
- أي تعليم بدون تربية ؟


المزيد.....




- مكانة اللغة العربية وفرص العمل بها في العالم..
- اختيار فيلم فلسطيني بالقائمة الطويلة لترشيحات جوائز الأوسكار ...
- كيف تحافظ العائلات المغتربة على اللغة العربية لأبنائها في بل ...
- -الهوية الوطنية الإماراتية: بين ثوابت الماضي ومعايير الحاضر- ...
- الإبداع القصصي بين كتابة الواقع، وواقع الكتابة، نماذج قصصية ...
- بعد سقوط الأسد.. نقابة الفنانين السوريين تعيد -الزملاء المفص ...
- عــرض مسلسل البراعم الحمراء الحلقة 31 مترجمة قصة عشق
- بالتزامن مع اختيار بغداد عاصمة للسياحة العربية.. العراق يقرر ...
- كيف غيّر التيك توك شكل السينما في العالم؟ ريتا تجيب
- المتحف الوطني بسلطنة عمان يستضيف فعاليات ثقافية لنشر اللغة ا ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - محمد بلمزيان - مشهد من مسرح العبث !