خالد خليل
الحوار المتمدن-العدد: 8189 - 2024 / 12 / 12 - 16:43
المحور:
الادب والفن
في طيات الأنفاس
يتردد لحن البحر الذي لم يكن،
كصدى أزرق يركض خلف موجة
هربت من شاطئ الذكريات.
السماء هناك،
رسمت خطوطاً من دموع الغيم
على صفحة أبدية،
حيث الشمس تطعن نفسها
كل مساء،
لتلد ليلاً آخر
مطرّزاً بنجوم من زجاج مكسور.
في رمال الصمت،
دفنت الكلمات
التي لم تُولد قط،
وحين حاولتُ إخراجها،
تهاوت أصابعي
مثل حبات رمل
في يد طفل يتيم.
وفي أفق الفجر،
يصرخ طائر بلا جناحين،
يعزف نشيداً عن سماء
لم تُخلق بعد.
هل تسمع؟
صوته يذوب
في أعماق الموج
الذي يبحث عن ظله
في قاع البحر.
وفي لحظة، توقفت الريح،
ارتجف العالم كله،
كأن الكون أمسك أنفاسه
ليرى فراشة سوداء
تحلق فوق مياه سائلة
كأنها المرآة الأولى،
تفتح أجنحتها لتكتب عليها:
كل لحن أغنية فانية
إلا ما يُغنى للصمت
هذا اللحن،
ليس للآذان التي أكلتها الحقيقة،
ولا للقلوب التي اختبأت
في جيوب الزمن.
إنه للفراشات التي
تُحرق نفسها
لتضيء الطريق
للضياع الأبدي.
أمشي وحدي،
في غابة من الأسئلة،
أزرع كل خطوة
في أرض لا تُنبت
إلا ظلالاً من النسيان.
وأتساءل:
هل يعزف البحر
لحناً لي أنا؟
أم أنني
مجرد موجة أخرى
تُغني للعدم؟
#خالد_خليل (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟