|
جنوب الليطاني بس؟
إياد الغفري
الحوار المتمدن-العدد: 8189 - 2024 / 12 / 12 - 16:01
المحور:
كتابات ساخرة
للحفاظ على أمن وسلام شمال دولة إسرائيل توجب فرض منطقة عازلة جنوب الليطاني، أنا مقتنع بضرورة نزع سلاح ميليشيا حزب الله منذ عام 2006 عندما كان السيد بطلاً في نظر الملايين من أخوتي الثوار السوريين الذين أزعجهم حينها تشبيهي له بابن لادن من ناحية الديماغوجية والكاريزماتية، أنا أيضاً متأكد من أن أمان عشرات الآلاف من سكان شمال إسرائيل سبب قوي ومقنع يبرر موت الملايين وتهجيرهم لخلق مناطق عازلة، أو حتى إنهاء الجيش السوري بهجمات جوية فاقت فيما رمته من قذائف عربدة أولاد العم منذ نكستنا وحتى نصر تشرينينا المزعوم.
جنوب الليطاني أمر مفهوم، ولكن ماذا عن جنوب العاصي؟ بالطبع قوات فجر الحرية دفعت بمليشيا قسد لشرق الفرات مبدئياً وهذا أمر حسن خصوصاً بالنسبة للجار الشمالي، لكن أليس شرق دجلة أفضل؟ السؤال بأمر أولي الأمر. *** *** *** وصلني عن طريق أربعة أطراف نص رائع لا أدري من كاتبه، ربما أبو فرويد العلاكي، النص كالتالي:
"إذا كنت تعاني من الأعرض التالية: - النظرة التشاؤمية للواقع الحالي و كأن سورية كانت دولة طبيعية و سقط نظامها… - التذمر الدائم و التركيز على السلبيات في كل خطوة تقوم بها اداراة العمليات العسكرية - الرغبة الجامحة في إعادة بناء الدولة المثالية خلال خمسة ايام - المطالبة الفورية و بجرأة مزعجة بإجراءات (تحتاج وقتاً طويلاً) كانت من المحرمات في العصر الأسدي فأنت على الأرجح تعاني من متلازمة مؤيد سابق يحاول ركوب موجة الثورة" ***
في المرة الرابعة التي وصلني بها هذا النص المذهل اضطررت للرد على صبية جميلة شاركت النص "شكلي مؤيد سابق، لأنو تدمير البحرية وقطع الجيش السوري بنسبة 89٪ خلال يوم من الأيام الخمسة اللي حاكي عنها المنشور هازز لي بدني، وفكرة أنو القاعدة لح تحكم كمان مكركبتني، بس الحمد لله متفائل بوجوه وفكر حكومة الإنقاذ، عا الأقل معتمدين فكر حسن البنا مو أبو الأعلى المودودي ولا سيد قطب ولا حتى شكري مصطفى، يعني فكر وسطي، منفتح وبيبشر بالخير." *** الأفضل كان أن يكون الرد بحديث شريف من عينة: "من رأى منكم منكراً فليغيره بيده، فإن لم يستطع فبلسانه، فإن لم يستطع فبقلبه وذلك أضعف الإيمان"
قررت استخدام اللسان لتوضيح أن ما قصفه أبناء العم لم يكن من أملاك آل الأسد، وحتى لو كان من أملاكهم الشخصية فإن ثمنه دفع من مقدرات البلد، وبالتالي فهو من أملاك الدولة، هذا التوضيح ليس " جرأة مزعجة " كما افترض ابن العاهرة صاحب النص، ولا يدل على أن قائله مؤيد سابق يحاول ركوب موجة الثورة يا فهيم، بل ربما هو مواطن يشعر بالألم لتحويل أموال بلده ومقدراتها لكتل من الرماد.
*** *** مخاوف مشروعة بالإذن من المحلل النفسي الاستراتيجي صاحب نظرية الجرأة المزعجة.
أخشى أن يتكرر سيناريو مصر مرسي مع سوريا، فبعد الربيع العربي وتنحي مبارك حصلت انتخابات وليس انقلاب إمام متغلب تمشى ليسيطر على العاصمة بسرعة مذهلة وبغطاء يدل على صفقة مخابراتية وتفاهمات دولية. في مصر الكنانة وصل مرشد الإخوان وصبيه مرسي لسدة الحكم عن طريق صناديق الانتخاب، وبعد فترة وجيزة اكتشف أهل الكنانة خراء المرحلة فتقبلوا انقلاب عسكري صنعه السيسي الذي لا يختلف نظامه عن نظام مبارك اللهم إلا بالإسم، ولا ننسى أن السيسي أعاد تأهيل مبارك وسلالته وغالبية فلوله قبل أن يفرض البسطار العسكري على شعب تقبله على أنه أهون الشرين. أخاف من أن نشعر بعد فترة وجيزة بما شعر به أهل مصر فنتقبل حكماً عسكرياً يماثل السيسي بالمضمون، حكم يقوم بمحاكمة صورية لبشار مبارك وقد يبرأه فنخضع له صاغرين ويتغنى بعضنا بنزاهة القضاء كما حدث في مصر ثم نرفع أيدينا إلى المولى شاكرين أنه خلصنا من حكم الهيئة "وأخواتها". البشير يشابه مرسي في السيناريو المكتوب له، ولائه لمحمد بديع المرحلة الحالية الذي سبق له التسمي بأسماء مختلفة لا ينتطح فيه تيسان.
أتوجس أن تقول المخابرات الأمريكية بعد سنوات وبعد نجاحهم في قتل الإرهابي الذي رصدوا عشرة ملايين لمن يدلهم بخبر عنه أنه كان قد تنكر بشكل ممتاز حيث أنه قصر لحيته بأكثر من ثلاثة سنتيمترات وغير عبائته ببدلة كورية حيناً ومدنية حيناً أخر فلم يتم التعرف عليه إلا بعدما نفذ ما حلمت به تركيا من تفكيك الكيان الدخيل شرق البلاد، خصوصاً أن الصور المتوفرة لديهم كانت من مقابلات الجزيرة معه وكانت من الخلف ولم تظهر سحنته السمحاء.
*** *** ***
إن كان أبناء العم قد تحدثوا لسنوات عن جنوب الليطاني، فالأمر الأن يتعلق بنهر آخر، بردى أو العاصي، ولم لا فنحن مشغولون بنشر لقطات لمجازر النظام السابق، ندبك بالشوارع احتفالاً ونبحث عن أدلة في محيط سجن صيدنايا تثبت وجود مقابر جماعية، زنازين سرية بل وحتى نرصد الملايين للحصول على أكواد لأبواب رقمية إلكترونية لزنازين افترضنا وجودها. استمر الحفر في أرضيات سجن صيدنايا حتى كاد النفط يظهر ولم نعثر على الزنازين المفترضة، بالتأكيد فإن ألم أهل المغيبين هو الذي دفعهم للتعلق بأي أمل في عودة أحبائهم ورفض تقبل حقيقة أن النظام قد قام بتصفيتهم خلال السنوات السابقة.
إثبات جرائم الأسد لا يحتاج لتوثيق مقابر جماعية، هو بديهية من لا يراها أعمى وأحمق، حتى في حاضنته البشرية يعلم الجميع بفظاعاته وما أسكتهم إلا الخوف الذي كان يحكم البلاد ومازال، أو لكونهم من بطانته ومن المتورطين معه.
التحليل النفسي سابق الذكر أخطر مما يبدو عليه، فهو يعطي صك براءة لحكومة الأمر الواقع ويعتبر أن أي اعتراض عليها هو إثبات على أن صاحب الاعتراض مؤيد سابق. يا أخي، إذا حسام جنيد وشادي حلوة طلعوا من عضام رقبة الثورة، مستكتر علينا نعترض على دمار ممنهج وححاسبنا مؤيدين سابقين؟
ما الفرق بين هذا العلاك وبين مقولة نظام الأسد من ليس معنا فهو ضدنا، وبين قوائم العار التي تفضل الاعتلاف المعارض بنشرها.
مجرد خروجك عن القطيع يعني انتماء للآخر المختلف، لكن أن توصف الآخر بأنه مجرم مدان فهذا قذف لا يمكن السكوت عنه، فاتهام مواطن زوراً في الدول المتحضرة، هو جرم يستحق العقاب ويسمى " تشهير"، فما بال أهلنا يشاركون تحليل ابن القحبة الفرويداني هذا وكأنه النص الذي التهمه الداجن. النص تافه ككاتبه، ويحمل نظرة سلطوية لا تختلف عن نظام الأسد وعقيدته بأن من هو ليس معه فهو ضده، وهو مجرد ذر للرماد في الأعين كيلا نرى انقضاض الطيران المعادي على ما رماه جيش الأسد قبل هروبه التكتيكي. *** ***
قوة الله تجاوزت كل التوقعات، فسبحان من حول صدام لحبيب الملايين، ومن جعل من رفات القذافي "تموزاً" نتباكى على غيابه، أيعقل أن يكون رب العزة قد رسم هذا السيناريو لإعادة تأهيل نظام الأسد أو نظام مماثل له سيخلف الإسلاميين ويعيد لمحور الممانعة المغفور له الاعتبار.
صدام والقذافي تحولا لرموز وطنية حتى لدى نجم الجزيرة الأصلع المشاكس، لكنهما جثث، بينما بشار للأسف لا يزال حياً، وكجثة مبارك التي تم النطق ببرائتها وهي على نقالة، يمكن لنظام عسكري سيتلو الإسلاميين أن ينزع المسؤولية الجرمية عن ألثغ الذكر سواء أتمت إعادته أو تم تعيين عميد من بطانته سبق انشقاقه فتناسينا ابن من وأخو من هو، حيث أن الثورة "كشيء آخر" تجب ما قبلها.
بالطبع الأمر لا يعنيني كمواطن نمساوي بشكل عام، لكن حزني على مسقط رأسي وقبر أمي دفعني للكتابة، وربما للمرة الأخيرة.
في الختام أدعو الله جاداً أن يتابع أبناء العم مسيرهم إلى وسط دمشق بينما أمراء الثورة يبحثون عن زنازين جديدة في مجاهل البادية؛ فأسعار العقارات في إسرائيل مشجعة. *** *** *** إعلان بيع مكتب تجاري في برج أفيف دمشق هاداشا بالمرجة طابق 13 ومنزل سكني بلاطة كامل مساحة 186 متر سكني مع 300 متر وجايب في غيفات أمال بيت قرطبة هاداشا، الدفع قبل التسليم وباليورو حصراً، طابوا ياروك، السعر على الخاص، الدين ممنوع والعتب مرفوع والرزق على الله. *** *** ***
*** ***
عاشت النمسا حرة مستقلة.
إياد الغفري - ألمانيا 12 كانون الأول 2024
#إياد_الغفري (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
الله يجيرنا مما كان أعظم
-
الانحياز للضلال
-
الفقيد رياض الترك
-
إتاداكيماس
-
الرد على الجريمة بجريمة هو جريمة
-
مبادرات جديدة
-
القبيسيات
-
التصوير الضوئي
-
لله يا محسنين
-
نظرية المؤامرة الحلقة 667
-
الثأر والكبير
-
بالنووي يا بوتين
-
النيك 18+
-
فاضت روح نبيل فياض
-
مخطوطات صنعاء
-
الألقاب
-
الانتخابات
-
المسبار
-
سب وأهان
-
الضروع العربية
المزيد.....
-
-آثارها الجانبية الرقص-.. شركة تستخدم الموسيقى لعلاج الخرف
-
سوريا.. نقابة الفنانين تعيد 100 نجم فصلوا إبان حكم الأسد (صو
...
-
من برونر النازي معلم حافظ الأسد فنون القمع والتعذيب؟
-
حماس تدعو لترجمة القرارات الأممية إلى خطوات تنهي الاحتلال وت
...
-
محكمة برازيلية تتهم المغنية البريطانية أديل بسرقة أغنية
-
نور الدين هواري: مستقبل واعد للذكاء الاصطناعي باللغة العربية
...
-
دراسة تحليلية لتحديات -العمل الشعبي الفلسطيني في أوروبا- في
...
-
مكانة اللغة العربية وفرص العمل بها في العالم..
-
اختيار فيلم فلسطيني بالقائمة الطويلة لترشيحات جوائز الأوسكار
...
-
كيف تحافظ العائلات المغتربة على اللغة العربية لأبنائها في بل
...
المزيد.....
-
فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط
/ سامى لبيب
-
وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4)
...
/ غياث المرزوق
-
التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت
/ محمد فشفاشي
-
سَلَامُ ليَـــــالِيك
/ مزوار محمد سعيد
-
سور الأزبكية : مقامة أدبية
/ ماجد هاشم كيلاني
-
مقامات الكيلاني
/ ماجد هاشم كيلاني
-
االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب
/ سامي عبدالعال
-
تخاريف
/ أيمن زهري
-
البنطلون لأ
/ خالد ابوعليو
-
مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل
/ نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم
المزيد.....
|