|
محراب البهجة: راية الحبّ البيضاء - رواية تؤسس أدبا كنعانيا (8)
حسن ميّ النوراني
الإمام المؤسِّس لِدعوة المَجْد (المَجْدِيَّة)
الحوار المتمدن-العدد: 8189 - 2024 / 12 / 12 - 08:19
المحور:
الادب والفن
*اطلب/ي الرواية كاملة من المؤلف بالاتصال على واتساب 972592588528+
يتابع سيل الزمان تحدّره في دروب الظلمة الساقطة إلى وادي الهلاك... شبّ الطفلان وغابت الحمارة وها ماس يعدو في حديقة بيت الحب الذي يجمعنا أنا ونسائي الخمسة... كانت هابيلة تمرح مع هابيل وتعانقه ويقبلها ويلقيها على عشب فناء جوليا ثم ينهضان ويعلو صخبهما الضاحك ونتابعهم أنا وماريا والنسوة الأخريات بقلوب مفعمة بالحب الساطع النابض... ما أجملك أيتها الحرية المبتهجة... يا حرية النور... على الطرف الآخر من سور جنة جوليا، تقفز فوق موج يحملها إلى الشاطئ الملامس للجدار الزجاجي... كل جدران جوليا زجاجية شفافة، مصنوعة بتقنية تسمح لشعاعي الصبح والمساء الناعمين وشمس الشتاء بالمرور، وتمنع الشعاع حين يقسو في الصيوف... التكنولوجيا في دولة إسرائيل متقدمة؛ قلب إسرائيل عنصري مظلم متحجر في تاريخ تكلست مفاصله! عقل راية الحب البيضاء نور حر متفتح الأزهار محب مبتهج! ضم هابيل ماس بين ذراعيه، واقبلت هابيلة بمرح تغني وترقص وضمتهما معا... صعدوا إلى الطابق العلوى ولامست أجسامهم العارية زجاج الحائط الغربي، أطلقوا نظرات عيونهم فوق ظهر البحر المترامي أمامهم، روى الشابان الزوجان أن ماس قفز من بينهما في الهواء وصاح: محراب البهجة! لم يكن ماس قد تكلم من قبل، وماس جنس غير الذكر وغير الأنثى! حدّق الشابان في نور أشرق من بطن البحر وارتقى حتى عنان السماء وكان يسعى نحوهما فقرأت هابيلة: محراب البهجة! كُتبت الكلمتان بالذهب الشفاف، قرأ هابيل: الميم ماء والحاء حب والراء رواء والألف صعود والباء بناء والباء بهاء والهاء هيام والجيم جمال والتاء المربوطة أنثى حرة! وقال: مكتوبة على وجه النور بالذهب الشفاف! قلت: اسألا ربتكما أين هو؟! قال ماس: ببيت المقدس وأكناف بيت المقدس! وصاح بجذل بريء: في أرض كنعان محراب البهجة! صاحت سارّة بجذل أنثوي وقور: أرض كنعان محراب الحرية المبتهجة بالحب! سألتُ بهيجة وجوليا وسارّة وكوثر: ما سر تأخر ولاداتكم؟! قلن بلسان واحد بنبرة صريحة عالية واثقة مستبشرة: سنلد في محراب البهجة! تقدم النور ولفنا ولم يغادرنا منذ تلك الساعة! عانقتنا الحمارة وبكت وبكينا وغادرتنا... ذابت في النور... نحن الآن أمنون مطمئنون هانئون، نور قلوبنا موصول بنور الأكوان... ابننا ماس يا ماريا رسول النور! رسول الحرية؛ قالت سارّة! رسول الكرامة؛ قالت كوثر! رسول الحب؛ قالت جوليا! رسول المجد؛ قالت بهيجة! رسول السلام؛ قالت هابيلة وهابيل! رسول الإنسانية؛ قلنا بلسان واحد... باني محراب البهجة أنا؛ قال/ت ماس! قال/ت ماس: منذ الآن أُدعى ماسة... غدونا نورا موصولا بالنور الحُر من الحد، نور الكون الواحد النابض في الأكوان الممتد من أول لم يُسبق إلى آخر لا ينتهي، ومن باطن بلا قاع مفتوح على ظاهر وسيع طليق! لن نخشى في الحق لومة لائم؛ صاحت الشابة والشاب... ولن تقدر قوة على حجب صوتنا وتكبيل أيادينا وأرجلنا، نحن الحق وما عدانا باطل... جاء الحق وزهق الباطل؛ هتفت ماسة... النصر حليفنا؛ صاحت هابيلة... المستقبل لنا؛ صاح هابيل... - ما هي خطوتك الأولى يا ماسة؟ - تعليم الجاهل... وتأديب الفظ باللين من القول والعمل... ورعاية المواهب... - والثانية؟ - إنصاف المظلوم وإرواء الظامئ وإطعام الجائع ومداوة المريض وإيواء كل من لا مأوى له وإبهاج المكروب البائس ومواساة الحزين وكشف المخبوء وستر القبيح ولمّ الشارد وحب المنبوذ وتقريب البعيد وضم المخالف وتأمين الخائف وإغناء المحتاج وإعزاز المَهين وتبني اللقيط ورفع الأنثى... - والثالثة؟ - نثر الجمال... - والرابعة؟ - إشاعة الرفاهية واللهو الحر وبناء بيوت الفكر والفن وبناء الجدران من البلّور... - والخامسة؟ - توحيد الأجناس والألوان وتشييد العمران وإبادة آلة الحرب ورفع راية الوئام والسلام ... - والسادسة؟ - إقامة صرح انتصارنا الأعظم... - ما هو؟ - محراب البهجة... - وبعده؟ - دوام التجدد... - كيف؟ - الإيمان بالحياة وحبها وحفظها وإنمائها والاستمتاع بما طاب منها وصلح ونفع... - بلا شرط أو قيد؟ - بلا شرط أو قيد سوى العدل... - وما العدل؟ - العدل هو أن ينال الحقَّ مَن يستحقه... - وما الحق؟ - الحق هو أن تؤمن بالخير وأن تعمل به له... - لمن؟ - لك وللخلق أجمعين... قالت ماريا: اصغي إليّ يا ماسة؛ زرعَك أبوك في رحمي يوم شبت نار الحقد في المسجد الأقصى، في ذلك اليوم الموافق لـ 21 من آب (أغسطس) 1969م، أحرق أخرق مصلّى لله في رحاب بيت المقدس، تباطأ الاحتلال الإسرائيلي الغاصب في إطفاء الحريق، ولكني أنا وأبوك، في ذاك اليوم، رفعنا للمرة الأولى راية الحب البيضاء، وزرعناك وهي فوقنا، وهي في قلوبنا مغروسة عالية، فأنت ابنة راية الحب البيضاء وقلبها النابض، أنت ردّ الحب على حقد الجهل الذي أشعل النار في رحاب بيت المقدس، بدأ الحب بيني وبين أبيك ونحن عرايا في النور، أنت ابنة النور العاري، حريق المسجد الأقصى جريمة اقترفها شيطان رجيم، بدأ حبي لأبيك وبدأتَ أنت بعدما وقفنا من غير تدبير، عند نافذة حجرة بهيجة التي ظلت مغلقة منذ سكنتها... كان أبوك وكنت أنا غير راضيين عن تلصصنا على ما كان يجري في الظلمة وراء النافذة الصدئة، كنا نشعر أن وراء عملنا سرّ ما، لم ندْرِ ما هو؛ الآن أنا أحدس هذا السر: كنا نريد، وبدون تدبير، أن نعرف سبب انغلاق نافذة بهيجة المديد، كان الحقد هو السبب يا بنية، من نافذة بهيجة المغلقة، في الليل البهيم، انطلقت أنا وأبوك بعدما أشعلَنا الحبُّ المقموع وراء النافذة الصدئة المغلقة فحملَتنا جمار الشهوة المقدسة إلى عش الحب الطليق وضاجعني تحت السماء فحملتُ بك يا رسولة راية الحب البيضاء؛ يفْجُر الشيطان الرجيم الآن في بيت المقدس، رسالتك هي أن تسقطي عرش إبليس وترفعي عرش حبنا المبتهج... أنت يا ماسة ردّ الحب المضيء على انغلاقٍ أسْودٍ طاغٍ صدئ... إسرائيل دولة انغلاقٍ أسْودٍ طاغٍ صدئ؛ لا أبرئ الجانب المظلوم من إدانتي، فهو منغلق أيضا، الفرق بين الانغلاقين، هو أن أحدهما ظالم والآخر مظلوم، أنت رسولة العدل يا ماسة، أسسي محراب البهجة على دعامات العدل يا بنيّة، الحب والعدل ينجبان السلام، الله سلام وسماء أرض كنعان فضاء السلام، وأرضها أرض السلام، محراب البهجة هو محراب السلام، محراب البهجة ابتدأ منذ تلاقح ماء أبيك مع ينوع أنوثتي، في تلك الليلة، كانت النار الحاقدة تأكل مصلّى في بيت المقدس، وكنت أنا وأبيك نصلي بالحب للبهجة... الله هو البهجة يا جوهرة النور البيضاء الثمينة يا ماسة... اذهبي إلى بيت المقدس أنت وأختك هابيلة وأخيك هابيل، هما من النور العاري الخفي وأنت من النور الإنساني البهي، ستبقين طفلة بريئة هادئة متزنة رومانسية حالمة طموحة إيجابية تبني ولا تهدم... ابني صرح الإنسانية الأعظم في النور العاري الساطع في أفق بيت المقدس فاجعلي محراب البهجة فوق ما بُني من قبل لا تطمسي ما بُنيَ من قبل لكن ارتقي فوقه ولا تجعلي بينك وبين العرش الأعلى حاجزا واجعلي العرش الأعلى قبلتك لا تتخذي قبلة دونه... محراب البهجة بيت الله الأعلى بيت الإنسان الأعلى... أجل يا ماريا، أجل يا ابنتي يا ماسة؛ محراب البهجة بيت الله الأعلى بيت الإنسان الأعلى... الله الأعلى نور حر ساطع في قلوب المؤمنين وحرية مبتهجة بالحب... الحب رايتنا البيضاء يا ماسة والسلام غايتنا... والخلود أيها الحبيب أيتها الحبيبة؛ الخلود هنا ومنذ الآن؛ اتخذي لك هدفا رئيسا: وجهي نصف طاقتك نحو إنشاء مختبر علمي اجمعي فيه عباقرة الناس من كل صوب وأكرميهم واغدقي عليهم وادعيهم إلى البحث الروحي والعلمي عن سرّ الخلود، اجعلي هدفك الأسمى هو إدامة الحياة، وتجويدها، اجعلي هدفك الأسمى هو بدء قيام الجنة الموعودة في الكتب الدينية، نريد أن نبدأها هنا، وأن نستمر بها هنا وفوقنا، نريد حياة أبدية هانئة كريمة حرة مبتهجة متجددة تبدأ هنا من محراب البهجة... حدسي يا ابنتي يرى أن الحب المبتهج لا يجتمع مع الموت ومع المرض والشقاء! قالت كوثر: أُوحِي إليّ أن أحيوا الليلة حفلا للحب المبتهج... قالت جوليا: أُوحِيَ إليّ أن أقيموا الليلة صلاة الحب السافر قبل أن تنتشروا منذ فجر الغد في اتجاهات الأرض الأربعة... قالت سارّة: أعدّ نفسك لترتقي فوق نهودنا العارية المتماوجة تحتك في السماء المفتوحة يا زوجنا الغالي... قالت بهيجة: غدا سأعبر الهضاب بين أهلي وأقفز فوق البحر الميت نحو الشرق وهناك تلد ابنتي ... قالت كوثر: غدا سأقفز فوق الجدار وأركب البحر نحو الغرب وهناك يلد ابني... قالت سارّة: غدا سأعبر الكثبان وأطوف بين أهلي وسألقي سلام الحب المبتهج عليهم وسيسامحهم قلبي وسأمضي نحو الجنوب وهناك تلد ابنتي... قالت جوليا: وأنا سأعبر السهول حتى شمال أرض كنعان وأزور أهلي وأروي شوقي إليهم وسأواصل نحو الشمال الأوسع وهناك يلد ابني... قالت ماريا: أنا وأبو راية الحب البيضاء سنبقى هنا في يافا إلى حين... قلت: اصغوا إليّ بقلوب عقولكم... أنتم رواد أقوياء فاتحون شجعان مقدامون... احفظن واحفظوا كتاب النور الذي أشرق في قلوب ماسة وهابيل وهابيلة المكتوب بالذهب الصافي ولا تحسبوا أن كل ما يلمع تحت الشمس ذهبا من الذهب الصافي، ستجدون أينما تحلّون مفاصل جامدة وقلوبا مغلقة وعقولا معتمة، فاصبروا وثابروا وتفاءلوا فالحب لا محالة ينتصر... انصروا الحب في قوبكم واصدقوا تفوزوا فوزا مبينا، الحب ينصر مَن ينصره، فانصروه بالجَنان النابض واللسان الحكيم والقدوة الحسنة، واعملوا الخير لا تنظروا أجرا لكم ممن صنعتم الخير له فنصركم للخير هو أجركم فانصروا راية الحب البيضاء وانثروا البهجة حولكم، انثروها من قلوبكم وبعيونكم، ظلوا مبتسمين مقبلين لا تعبسوا ولو عبست لكم الليالي والأيام والوجوه والوحوش... ازرعوا راية الحب البيضاء في كل ثرى، الحب ينبت في كل ثرى... أعينوا الحاصدين وابتهجوا بهم ولهم، صلوا معهم وراقصوهم عرايا في النور لا تبخلوا ولا تكلّوا ولا تملّوا... ستمدكم راية الحب البيضاء العالية في قلوبكم بقوة لا تنفد وتنفذ منكم إليهم فيزرعوا في الأرض ما زرعتم ويزيد الحصاد ويطيب الثمر... كل ثمر طيب مشاع فاستمتعوا وأمتِعوا بالطيبات وتعطروا في مناكم وصحوكم واعطوا من أنفسكم ما طاب لإخوتكن وإخوتكم... كل ما أُعطِيَ في النور بحب وبهجة حلال وماء حياة زُلال فاشربوه واسقوه ستثابون عليه وتنعمون به نعمة لا تبرح قلوبكن وأجسامكن وقلوبكم وأجسامكم ما لم تطفئوا أنواركم وتكفروا بها وتستحقرونها وتدوسها أقدامكم وتستدبرونها... ابتهجوا بالحرية فالحياة حرية مبتهجة... ستلقى عليكم ورود وأشواك، قربوا الورود من وجوهكم واحذروا الأشواك، لا تقلعوا الأشواك فالوردة تحرسها أشواكها... هيا استعدوا ايتها الورود إن الحرية العالية بالحب مبتهجة في النور الجامع المفتوح المشاع... هيا يا زوجاتي سأسقي زرعكن قبل رحيلكن وأنت يا ماريا سأزرع الليلة حقلك مرة أخرى! الحرية أيها الأهل الكرام بهجة حب متجددة... يا ماسة ويا هابيل ويا هابيلة؛ نريد ابتكارا يهبنا بهجة حب متجددة خالدة... الموت ليس قدرا محتوما؛ الحياة قدر محتوم والله خلق الحياة لتدوم؛ نريد دواءا يكافح الشيخوخة ويقاوم الموت والظلم والقهر والفقر والظمأ والجوع والبؤس وإذا تعاطيناه مرة واحدة رفلنا في الحرية وفتحنا الأبواب وسبّحنا للحب ورقصنا عراة مبتهجين فرادى ومتعانقين... قالت سارّة: شفاء القلوب يشفي العقول! قالت جوليا: أخبرينا يا بهيجة عن سرّ شبابك المتدفق بينما أنتِ حول المائة وربما أكثر؟! قالت بهيجة: لي من اسمي نصيب! وأنتَ يا صانع راية الحب البيضاء؟! - إيمانك يصنعك! - بهجة الحب بحرية النور تجدد الشباب وتحفظه! - الله حرية النور المبتهج بالحب! - الله حيّ دائم قوي قادر واهب لا يشيخ ولا يمرض ولا يبأس ولا ييأس ولا يكلّ ولا يملّ... - إيمانك يصنعك! - افتحي قوتك المحدودة على قوة الله المطلقة توهبين من الله قدرة تعادل إيمانك وإخلاصك وجهادك! - الله عادل! - ازرع تحصد! - هيا يا ريحان الجنة نزرع في نور الحرية أزهار حبنا المبتهج! - وأنتم أيها الأبناء يا تجدُّد الروح... اقتدوا بما تشهدون... نهضنا مع آذان فجر اليوم التالي، ذرفنا دموعا غزيرة ساخنة وتعانقنا عناقا حميما طويلا متكررا... مضوا كل إلى وجهته... وظللت أنا وماريا نجهش بالبكاء المكتوم حتى أشرقت الشمس من جديد... - رحيل ماسة يشرخ قلبي، أنا ملتاعة جدا ولا أدري كيف سأقوى على بعدها عني؟! - لوعتي لا تقل عن لوعتك، ولكنها مصطفاة لتبليغ رسالة سامية، ولا يحق لعواطفنا أن تعطل الاصطفاء المقدس يا ماريا! - أتفق معك ولكنني أحمل قلب أمّ حمَلها رحمُها، أنت تختلف عني! - لو كان بيدي لحملتها معك! - قدر الأنثى أن تحمل العذابات وأنتم أيها الذكور تكتفون بنزوة عابرة ثم تديرون ظهوركم وتضطجعون وتغرقون في نومكم أو تدبرون لنزوة جديدة مع أنثى ثانية وثالثة ورابعة...! - كانت نار غيرتك تلفح وجهك كلما نزوت مع امرأة سواك! اهنئي، ها أنت الآن تملكيني وحدك فهيا نستعيد حضننا القديم فوق رأس الكثيب تحت عريش عسف النخيل السابح مع النجوم! - لم يسامحك قلبي لكنني تجمّلت بالصبر وحكمة الحياة! - هيا اقتربي، المسامح كريم! - عِدني أن لا تعود إلى سابق عهدك النسائي المنفلت فتشعل نارا تلفحني من جديد! - ... - أعرف أنك لا تعِد بما لا تستطيع الوفاء به؛ لماذا أنتم جائرون يا معشر الذكور! - فوارق الطبيعة هي المسئولة! - رحم الأنثى جوّاها... - بضاعة الذكر خارجة عنه ممدودة! - أنا أنثى وأريدك لي وحدي! - تُرى، هل أنت الأنانية أم أنا؟! - حقي أن تكون لي وحدي، لكنك جائر يا صانع راية الحب البيضاء! - أنا صانع ماسة بانية صرح نور الحرية الأعظم: محراب البهجة! - ماسة لن تشعر بما اشعر به، أنا أنثى وهي ذكر أنثى! - هل قررت الطبيعة أخيرا أن تقدم حلا للمشكلة الأزلية بين الذكور والإناث؟! - تقصد مشكلة جور الذكور على الإناث! - المسألة تقلقني؛ ما الحل لديك؛ أقسم بحبي لك أني أتطلع إلى حل صحيح يمنح المرأة عدلا تسلبه الذكورة منها! - ... - هل يرضيكِ تعدد الأزواج؟! - ... - هل يمنعكِ حياؤكِ الاجتماعي القاهر أن تعربي عن رغبتك في الزواج من رجال غيري؟! - ... - سمحتْ ثقافات أخرى للمرأة بالزواج من أكثر من رجل؛ ما رأيك، أنا وأنت من المؤمنين براية الحب البيضاء والأمر شورى بيننا! - سأترك بانية الصرح الإنساني الأعظم القادم مختارة النور العاري الساطع أن تختار لنا! - أنت على حق؛ فهي لا أنثى ولا ذكر، وأحكامها لن تنحاز إلى هذا الجنس أو ذاك! - مَن هذا الجنس ومَن ذاك! - فيكِ بقية من يهودية قديمة! - ماذا تعني؟! - تُذكِّريني بقصة يهود موسى والبقرة كما وردت في القرآن! أكثروا السؤال فضيقوا الله الواسع الطليق! - أتباع الأديان كلهم يضيِّقون أفق الله الواسع الطليق! هل لا تزالي يهودية؟! - أظنكَ لا تزال في ضلالك القديم! هل يميل قلبك إلى مسيلمة الكندي الموصوف بالكاذب في كتب المسلمين؟! - ماذا دهاك يا ماريا؛ هل كفرت براية الحب البيضاء؟! - قلبي موجوع منك وأتألم بصمت! - لا ضير عليك، أخرجي ما يعذبك من ظلام نفسك إلى حرية النور! - هل أنتَ تخفي أنك من أتباع مسيلمة؛ اسمك مشتق منه! - هل ابتليت بالنسيان؛ تحدثنا عن ذلك في وقت سابق! - النسيان نعمة من الله على الإنسان! - لم يصْفُ قلبك نحوي بعد! - أحبك ويعميني حبك، لكني لا أريدك أن تشرك فيك غيري! - أنتِ مني كماريا القبطية من النبي محمد! - جارية؟! - خليلة روحي وخمري المعتق! - جارية! - وكعائشة محمد؛ أنت أحب نسائي إلى قلبي! - أريدك بلا نساء غيري! - وأنتِ لي كما كانت ماريا المجدلية لعيسى! - ماريتا محمد وعيسى لم تكونا زوجتين، كانتا لإشباع الهوى! - كانتا حبيبتين صادقتين؛ ماريا عيسى أحيت دعوته بعد موته، حينما أشاعت أنه قام من قبره، ليلتقي مع حوارييه قبل أن يصعد للحياة الأبدية جوار أبيه الله خالد الحياة... وماريا محمد وهبته إبراهيم ولم تهبه امرأة سواها ولدا كان يشتهيه، بعدما مات ابناه الذكران من خديجة! - لكنكَ لا تحبني؛ قلبك متيم بجوليا وتذوب فوقها، طلِّقها الآن ليطمئن قلبي! - أجل؛ أنا متيم بجوليا، وأحبها، لكني أحبك حبّا أكبر من حبي لها! - لا أصدقك! - أقسم براية الحب البيضاء وباشتهائي الآن لعسلك إني صادق! - هات دليلا... - كنتُ مخمورا ذات جولة بين أربعتها، فأفقت عليها وهي تدفعني عنها وتقول لي بحدة غاضبة دامية: أنا جوليا! - قلت: أجل، أنت جوليا! - قالت وهي لا تزال محتدة غاضبه: لكنك قلتَ أودَّ أن لا أصحو من سكْري وأنا فوقك يا ماريا! - قد يكون دليلك ملفقا؟! - اسألي نفسك: لماذا سمحت لك بولادة جنينك هنا ولم أسمح لسواك بذلك؟! - إمممم...! - واسألي نفسك: لماذا بعثتُ نسائي الأخريات إلى أماكن قصية وأبقيتك معي؟! هيا اقتربي، أشتهي لثم جبينك ووجنتيك وجفنيك وشحمتَي أذنيك وشفتيك وأن أرعي جيدك ونهديك وأغوص فيك إلى قاع عسلك! - فسّر لي لماذا تركتْ جوليا لك هذا البيت الكبير الفخم ووهبتك مالا كثيرا؟! لتتزوج نساءًا أخريات؟! كيد نساء ضدّ نساء! - جوليا تركتْ بيتها ومالها لي ولك! وتركتْ بيتا كبيرا فخما لها في القدس ومالا كثيرا لماسة وهابيلة وهابيل، وأعطت بهيجة وكوثر وسارة مالا كثيرا أيضا... - كلا؛ لا أصدق، كرمها شملك وحدك... هذا تدبير شيطانكما المشترك! أنت فقير ولا تستطيع الزواج فالنساء بحاجة للمال، فوهبتك المال وتركت لك بيتها الكبير لكي لا تبقى لي وحدي بعد رحيلها! - يجتاحكِ شيطان لعين يحارب رغبتي الجامحة في ضمك إلى صدري! - ترغب الآن في ضمي بعد رحيل من كنت تضمهن تحت سمعي وبصري! كنتَ تستمتع وكنتُ أنا أحترق وأكبت عذاباتي وآلامي ودموعي! كنتُ أتقلب على الجمر حين كنت تهبط مع جوليا إلى سردابي الخفيّ! - الحق إني اشتهيت أن أصعد معكما لعلائي من فراش يضمكما! - الله... الله... كان يجب أن تعترف بحبك الجارف لها، قبل أن نهدر كل هذا الوقت وأن نكابد العناء الشديد! - الحق أنا أحبك وأحب جوليا وبهيجة وسارّة وكوثر! - قل إنك تحب النساء كلهن! - أجل؛ أحب النساء كلهن! - أينك يا ماسة، أبوك يتبخر من بين أيدينا... وا لوعتاه... وا مصيبتاه... أبوك يا ماسة يتفوق على نبي المسلمين الذي شرّع قرآنه له أن يتزوج ما تشتهي نفسه من النساء وكل من تهب نفسها له... أبوك يتفوق على داود وسليمان...! - ستبني ماسة صرحنا فوق مُصلّى داود وسليمان وصخرة مسرى محمد ومسجد عمر! - أتخيلك وأنت في محراب البهجة تقفز من حضن أنثى إلى حضن سواها لا تمل ولا تثمل...! - لا يروق لي أن تُعمي الغيرة أقرب نسائي إلى نفسي، وأن يمنعها قِصر النظر من مراعاة المصلحة العليا لراية الحب البيضاء؛ أنا أعدد الزوجات لحاجة الدعوة إلى أرحام كثيرة أزرع فيهن بذور حب البهجة ويتوزعن في الأمصار ويلدن بنات الحب المبتهج وأبنائه فيتكاثرون فتعلو رايتنا في كل البلاد فوق كل الرايات!
*اطلب/ي الرواية كاملة من المؤلف بالاتصال على واتساب 972592588528+
#حسن_ميّ_النوراني (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
محراب البهجة: راية الحبّ البيضاء - رواية تؤسس أدبا كنعانيا (
...
-
محراب البهجة: راية الحبّ البيضاء - رواية تؤسس أدبا كنعانيا (
...
-
محراب البهجة: راية الحبّ البيضاء - رواية تؤسس أدبا كنعانيا (
...
-
محراب البهجة: راية الحبّ البيضاء - رواية تؤسس أدبا كنعانيا (
...
-
محراب البهجة: راية الحبّ البيضاء - رواية تؤسس أدبا كنعانيا (
...
-
محراب البهجة: راية الحبّ البيضاء - رواية تؤسس أدبا كنعانيا (
...
-
محراب البهجة: راية الحبّ البيضاء - رواية تؤسس أدبا كنعانيا (
...
-
المبادرة الكنعانية: بيان الإطلاق - مفتوح للحوار قابل للتعديل
...
-
أَنا هُداكُنَّ أُخَيَّاتيْ فَاتَّبِعْنَنِيْ
-
قرآن القرآن | تفسير (المغضوب عليهم) و(الضالين) في سورة الفات
...
-
كنعان وطن واحد مفتوح لعاشقيه من الناس أجمعين
-
طِبّ الرَّبَّة البَهْجة
-
يعترينا حياء من الفعل الجنسي.. لماذا؟
-
حكاية ابنِ المصلوبةِ أُمِّه
-
رواية هدى والتينة (22)
-
رواية: هدى والتينة (21)
-
رواية: هدى والتينة (20)
-
رواية: هدى والتينة (19)
-
رواية: هدى والتينة (18)
-
رواية: هدى والتينة (17)
المزيد.....
-
RT Arabic تنظم في ليبيا ورشة تدريبية تسلط الضوء على تجربتها
...
-
-الزمن الهش- للإيطالية دوناتيلا دي بيتريانتونيو تفوز بأرفع ا
...
-
مترجمون يثمنون دور جائزة الشيخ حمد للترجمة في حوار الثقافات
...
-
الكاتبة والناشرة التركية بَرن موط: الشباب العربي كنز كبير، و
...
-
-أهلا بالعالم-.. هكذا تفاعل فنانون مع فوز السعودية باستضافة
...
-
الفنان المصري نبيل الحلفاوي يتعرض لوعكة صحية طارئة
-
“من سينقذ بالا من بويينا” مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 174 مترج
...
-
المملكة العربية السعودية ترفع الستار عن مجمع استوديوهات للإ
...
-
بيرزيت.. إزاحة الستار عن جداريات فلسطينية تحاكي التاريخ والف
...
-
عندما تصوّر السينما الفلسطينية من أجل البقاء
المزيد.....
-
تجربة الميج 21 الأولي لفاطمة ياسين
/ محمد دوير
-
مذكرات -آل پاتشينو- عن -العرّاب-
/ جلال نعيم
-
التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ
/ عبد الكريم برشيد
-
مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة
/ د. أمل درويش
-
التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب
...
/ حسين علوان حسين
-
التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا
...
/ نواف يونس وآخرون
-
دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و
...
/ نادية سعدوني
-
المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين
/ د. راندا حلمى السعيد
-
سراب مختلف ألوانه
/ خالد علي سليفاني
-
جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد
...
/ أمال قندوز - فاطنة بوكركب
المزيد.....
|