|
بدون ستار، عندما يكون أبي عنصر مخابرات! للكاتب نور الدين الحسيني
ابراهيم زورو
الحوار المتمدن-العدد: 8189 - 2024 / 12 / 12 - 02:47
المحور:
الادب والفن
نور الدين الحسيني يفتح جروحاً ويترك القيح في جسد المعارضة جملة وتفصيلاً، عبر قصته ضمن مجموعته القصصية بعنوان: هكذا حلمت بك!. سأقف عند قصتة الأولى فقط، لما فيها من مشاكل جمة لا يمكن استيعابها ولا يمكن اخفاء معالمها ولا يمكن السيطرة على شعورك اثناء قراءتك لها وبعدها أيضاً. كيف لم نستشعر بوجود هذا النموذج من البشر على الساحة السورية بالجملة (طبعاً الشخصيات قصة عندما يكون أبي عنصر مخابرات)، ولكن أن يصل الأمر إلى هذا الحد فتلك مصيبة! مثل هؤلاء مكانهم الطبيعي أن يعيشوا بعيداً عن البشر أو هم بحاجة إلى العلاج نفسي قاسي جداً، ربما من المعروف في علم النفس هو أن الإنسان بحالته الطبيعية يعاني من عقدة نفسية واحدة فقط، وإن تعدد العقد يبقى هذا الأمر ربما ليس مبحوثاً عنه في الامراض النفسية! على سبيل المثال، عقدة اوديب وهو يحب والده في الوقت نفسه! فالثالث مرفوع في علم النفس السالب مع الموجب أو السالب مع سالب ولا يمكن أن يكون سالباً وموجباً بذات الوقت!. يقر علم النفس السلوكي بأن الفرد هو نتاج بيئته وبالتالي أن المجتمع هو المسؤول الأول والاخير عن الحالات التفسية التي يمر بها الانسان دون النظر إلى اسباب اخرى أبداً. أما النظرية الديناميكية ويعتبر فرويد من رواد هذه النظرية فهو على عكس مما ذهبتْ إليه المدرسة السلوكية، الذي يعتبر أن النفس الحالة الداخلية هي التي تؤثر على سلوك الفرد ويجعله عرضة لاضطرابات نفسية. وأن المدرسة الادراكية فهي نتيجة تطور المدرسة السلوكية فترى أن سوء تعامل المريض مع مشكلاته هي ما تؤدي به للوقوع في ازمات النفسية اضطراباتها. اعتقد المدارس الثلاثة الأنفة الذكر، تناسب نمط حياة هذه الاسرة، فأن هذه العائلة كانت منبوذة من المجتمع وبالتالي المدرسة السلوكية، ربما جينات هذه الاسرة بها مشكلة ما، كونها شاذة، الأب يضاجع الحمار وأبنه أيضاً زوجته كذلك، ثم يخرج الأبن على شاكلة والده، فعائلة الرحمون كانت لها علاقة مع قطيع الاغنام، ومع الرعاة، فمن الطبيعي لما يكبر جاسم سوف يزيد على اعمال والدهم، حيث أنه يريد أن يضاجع بناته وضاجع سميره عنوة عنها، ولكن مثل هذه الشخصية كانت عليها أن تكون مازوشية وليست سادية وهذه تُعتبر نقاط ضعف في القصة، ولكن يبقى ان نقول ربما الشذوذ يفعل فعلها فيهم. وأن خط سير الحياة عند جاسم الرحمون، كان هدفاً جنسياً لوالده، وكذلك تطوع في الأمن مما يعزز المازوشية في شخصيته، وهناك اقاويل تتردد أنه قتل اباه من أجل أن يضاجع امه!. إذا حاولنا أن نوصف شخصيات هذه القصة على ضوء مما تقدم من مدارس علم النفس ربما اعراض تلك المدارس موجودة فيهم، ورغم ذلك أمره يبقى مختلفاً ويشكل شذوذاً بالنسبة إلى تلك المدارس، عادة المريض ربما لديه اعراض معينة يمكن أن يرى ضالته في مدرسة ما. إذا وضعنا عائلة الرحمون تحت مجهر تلك المدارس وما تُعانيه عائلة الرحمون يقيناً فاعراضه هي مدرسة بعينها، كونه لديه العقد النفسية متناقضة فهو من جهة، والده يمارس الجنس معه، وكذلك يمارس هو ووالده الجنس مع السودا (الحمار الأتان) وأيضاً غريزته ترحل عمودياً صوب عائلته بناته وربما. في واقعنا نلتمس بأن عمليات الخطف عادية ولكن بعد فترة من الزمن تعود الأمور إلى نصابها فنرى أنه يضرب زوجته يومياً بدون سبب يذكر! ويقوم بإهانتها وهو خسيس، نذل، تافه، لئيم، جنسية مثلية مع والده، سادي من جهة ومازوشي من جهة أخرى! فكل الصفات تناسبه. ورغم ذلك يصلي ويصوم!؟. واتخذ من الاسلام مظلة تحميه من حديث الآخرين وهكذا يظهر لنا بساطة المجتمع الاسلام!. كانت أميره سجينة البيت وهي لا تعرف أين هي، ممنوع عليها كل شيء حتى النظر من خلال نوافذ بيتها، ولما رزقت باولاد منه خفف عنها نتيجة تضامنهم مع والدتهم التي لا ذنب لها أبداً. على أثر ضربها اصابت بالشلل وقد عادت ذاكرتها قليلاً. بعد ايام يتزوج من أمرأة أخرى، لا يقبل الزواج بناته فهو سوف يحاول اغتصابهن فلما انتقل إلى تركيا منشقاً عن الأمن الجوي ليصبح عضواً بازراً في المعارضة السورية وبات يظهر على الفضائيات العربية ليشرح موقف الثورة عن القضايا الساخنة من هنا وهناك، فكانت فرصته أن ينتقم من بناته ليقوم باغتصابهن بمساعدة زوجته. البعض من البشر لديهم بعض المواصفات سيئة واخرى ايجابية، أما هذه العائلة فهم اسوأ من المعارضة والنظام على حد سواء، فالمعارضة ترتشي من الخارج ليقمع أولاد بلده! حروب الدول الاقليمية التي لها مطامح في اراضي السورية، فإذا كان الرجال الثورة السورية هم بهذا المستوى، فكل همهم أن يحافظوا على الحالة كما هي، إن نحجت الثورة فهم لن يأتوا إلى سوريا نتيجة افعالهم القذره التي كانوا يقدمون الشعب السوري هدية لتلك الدول، يمكن أن نعدد عشرات الامثلة باتت واقعاً ملموساً لا يمكن تجاهلها نهائياً، جاسم الرحمون، وكامل الرحمون بماذا يختلفون عن رجالات التي أكلت الأخضر واليابس في هذا السياق! اين اختفى كل الاموال السياسي التي تبرعت بها للثورة؟ ولم يخرج أي أمرأة من لدن رجال المعارضة وهن سليمات بل مارسن معهن الجنس ولم يسلمن منهم والامثلة بالعشرات! بماذا نفسر أن تساعد الغريب على أهلك؟ ماذا يبحث ناكح السودة في احسن الاحوال؟ كيف تستطيع أن تدافع عن نفسك وأنت تساعد المغتصبين على اهلك؟ وهم خرجوا كيف يبحثوا عن قبس من الحرية تضيء ايامهم؟ ولا ننسى بأن عائلة الرحمون بدون اصالة وبدون أي شيء وزوجته غجرية!. (الاناء ينضح بما فيه) على مبدأ المثل العربي، أصلاً مثل هذه العوائل لا يعرفون اي شيء عن الحياة سوى أن تكون عبداً. لو وزعت كافة سيئات العالم، تفاهاته، حقارته، خباثته، كذبه، عاهرته، نفاقه، سرقاته، لصوصيته، موبقاته، ظلمه، ديوثته، لم يترك عائلة الرحمون أن يبتلي احداً غيرهم بها، فهم كانوا آهلين لها بدقة متناهية، وهم تركوا خيرات العالم للآخرين. يمكن القول بأنهم خير من مثلوا هذا الجانب بل وابدعوا بها. فالمشتركات بين الاثنين: النظام والمعارضة كثيرة ولا توجد الاختلاف بينهم، وهذا الأمر ليس جديداً، ولن ندخل او نشرح عن شيء معلوم، كي نحترم القارىء هنا؟ ولكن من المفارقات العجيبة أن يتسيد ناكح السودا ومغتصب بناته المعارضة؟ وهذا الشخص سوف ينقي ما يشبهه ليكون قائداً للمعارضة سواء في الداخل أو الخارج؟ فالعلاقات لم تنقطع ذات يوم بين النظام والدول الاقليمية التي كانت تدعم المعارضة؟. في الختام بقي أن نقول أن شخصية جاسم الرحمون هي النقطة المشتركة بين الكل من حيث النظام والمعارضة على حد سواء، وأن تصرفاته ليست غريبة عن تصرفاتهما على مستويات عديدة، وإن الأصالة بعيدة عنهما نهائياً، وأن نسبة انتماءهما للخارج للعدو أكثر مما هو ابناء الداخل السوري، فلا عجب من السياسيين اغلبهم على هذا النمط، ربما يتمثلون للمثل العربي القائل بما معناه، من يرفع رجل امي سأقول له أبي.
#ابراهيم_زورو (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
بين قصري -شمعايا- و-المهاجرين-
-
مشوار في قصر شمعايا للروائي على الكردي
-
رواية أحقاد رجل مرهوب الجانب، الكاتب منصور منصور
-
قراءتي.. لوائل السواح في انقسامه روحه!
-
ديستوبيا
-
الأخطر، عضة الإنسان!
-
مديوكر السوري
-
-ليس الأي معي-
-
حذف الثايات!
-
الفرقة 17 للروائي زارا صالح
-
جسر النحاس مشطه
-
ماذا لو!
-
ستندمون لو رحل!
-
برزان حسين!
-
عن سعود الملا!
-
سيدي الإعرابي/يحيى القطريب
-
صراع وجودي هو الاعنف!
-
أنا العميل
-
قضبان خلف الاوتار/ اسعد شلاش روائيا
-
طبعاً ديكو آغا لا يشبهك!
المزيد.....
-
RT Arabic تنظم في ليبيا ورشة تدريبية تسلط الضوء على تجربتها
...
-
-الزمن الهش- للإيطالية دوناتيلا دي بيتريانتونيو تفوز بأرفع ا
...
-
مترجمون يثمنون دور جائزة الشيخ حمد للترجمة في حوار الثقافات
...
-
الكاتبة والناشرة التركية بَرن موط: الشباب العربي كنز كبير، و
...
-
-أهلا بالعالم-.. هكذا تفاعل فنانون مع فوز السعودية باستضافة
...
-
الفنان المصري نبيل الحلفاوي يتعرض لوعكة صحية طارئة
-
“من سينقذ بالا من بويينا” مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 174 مترج
...
-
المملكة العربية السعودية ترفع الستار عن مجمع استوديوهات للإ
...
-
بيرزيت.. إزاحة الستار عن جداريات فلسطينية تحاكي التاريخ والف
...
-
عندما تصوّر السينما الفلسطينية من أجل البقاء
المزيد.....
-
تجربة الميج 21 الأولي لفاطمة ياسين
/ محمد دوير
-
مذكرات -آل پاتشينو- عن -العرّاب-
/ جلال نعيم
-
التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ
/ عبد الكريم برشيد
-
مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة
/ د. أمل درويش
-
التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب
...
/ حسين علوان حسين
-
التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا
...
/ نواف يونس وآخرون
-
دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و
...
/ نادية سعدوني
-
المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين
/ د. راندا حلمى السعيد
-
سراب مختلف ألوانه
/ خالد علي سليفاني
-
جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد
...
/ أمال قندوز - فاطنة بوكركب
المزيد.....
|