الدور الطاغية اردوغان في اسقاط بشار الأسد

احمد موكرياني

الحوار المتمدن-العدد: 8189 - 2024 / 12 / 12 - 00:13
المحور: الثورات والانتفاضات الجماهيرية
    

من المبكر جدًا تخمين مستقبل سوريا بعد سقوط السفاح الأحمق بشار الأسد، لكن يمكننا استعراض الماضي القريب في المنطقة لتشكيل رؤية حول مستقبل الاحتلال التركي والإسرائيلي لسوريا.
• عادت المعارضة العراقية إلى العراق في سنة 2003 على ظهر دبابة أمريكية، بينما عادت المعارضة السورية في عام 2024 على ظهر أردوغان، لتنفيذ طموحات الطاغية أردوغان في السيطرة على شمال سوريا وضمها إلى المستعمرة التركية في الأناضول، وحرمان الشعب الكردي في شمال شرق سوريا من بعض المكاسب التي حصل عليها مؤخرًا.
• أتمنى من كل قلبي نجاح الثورة السورية وتطبيق الأهداف المعلنة على أرض الواقع لصالح الشعب السوري بكل أطيافه وأعراقه، لتكون هذه الثورة مثالًا يُحتذى به، وألّا تكون نتائجها كنتائج ثورات الربيع العربي.

من السيناريوهات المنشورة تقسيم سوريا بين إسرائيل وتركيا، مع إنشاء قاعدة عسكرية ثابتة للولايات المتحدة الأمريكية في شمال شرق سوريا ضمن الخارطة الجديدة للشرق الأوسط.

إذا كان اردوغان حريصا على سوريا وعلى الشعب السوري فلماذا لم يتحرك لصد هجمات الحكومة الإسرائيلية على جيش حلفائه الجدد، حكام سوريا، وهو الذي هدد يهدد بغزو إسرائيل ورد عليه وزير الدفاع الإسرائيلي "نهايتك ستكون مثل صدام حسين".
يصيب الغرور الحكام، فيتخيلون أنهم أقوياء ولا يمكن هزيمتهم. ومن بينهم أردوغان ونتن ياهو، وستكون نهايتهما أسوأ من نهاية بشار الأسد في قائمة الطغاة الذين حكموا الأرض. ألم تقرؤوا التاريخ القديم والحديث عن الطغاة المجرمين؟ فهذا حافظ الأسد، والد بشار، كان من أذكى القيادات العربية في وقته، وجبارا في سوريا، تفرد بالحكم، وقد حُرق قبره اليوم.
• نفّذت قوات نتن ياهو أكثر من 400 هجوم على منشآت الجيش السوري دون أن نرى أي تحرك من الطاغية أردوغان لمنع هذه الهجمات، حيث دمّر نتن ياهو البنية التحتية والمعدات وأسلحة الجيش السوري التي كلّفت الشعب السوري مليارات الدولارات. في المقابل، سارع أردوغان إلى دعم ميليشياته بالطائرات المسيّرة والمعدات العسكرية لمحاربة الشعب الكردي في شمال سوريا وقطع التواصل بين مواطني الكرد في شرق الفرات وغربه.
• لا أعلم كيف يوفق الطاغية أردوغان بين شخصيتين متناقضتين في جسد واحد، وكيف يتقبله مسلمو الأتراك رغم نزعاته العنصرية ضد الشعب الكردي المسلم في العراق وسوريا وقتله لهم بصواريخه وطائراته المسيّرة، وادعائه بأنه خليفة المسلمين الساعي إلى إعادة السلطنة العثمانية: "وَمَن يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُّتَعَمِّدًا فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَابًا عَظِيمًا"(النساء، الآية: (93)).
o خان أردوغان ولي نعمته وأستاذه الذي أوصله إلى رئاسة بلدية إسطنبول ثم إلى الحكم، المغفور له الشيخ فتح الله غولن، رحمه الله وأسكنه فسيح جناته، مما تسبب في نفيه عن مسقط رأسه وعيشه وموته في أرض الغربة.
o أحتل أردوغان شمال سوريا وشمال العراق.
o شارك أردوغان في الحرب الأهلية في ليبيا.
o ويحاول أردوغان الآن ان يستعمر سوريا.

وفقا لما منشور عن غايات الطاغية أردوغان من التدخل العسكري واحتلال أجزاء من سوريا ترتبط بعدة أهداف سياسية، أمنية، واقتصادية، بعضها معلن وبعضها غير معلن. وفيما يلي أبرز هذه الغايات:
1. أمن الحدود وإبادة الشعب الكردي في سوريا، او تحويلهم قسرا الى ترك.
• الهدف الرئيسي المعلن هو ضمان أمن الحدود التركية من خلال القضاء على حماية الشعب الكردية (YPG) التي يعتبرها أردوغان امتدادًا لحزب العمال الكردستاني.
• تسعى تركيا إلى إنشاء منطقة آمنة على طول حدودها الجنوبية مع سوريا، كما تنوي إسرائيل ان تفعل في الجنوب لبنان، فما الفرق بينه وبين نتن ياهو؟
2. إقامة منطقة آمنة لإعادة اللاجئين السوريين:
• تسعى تركيا إلى إنشاء منطقة آمنة في شمال سوريا بهدف إعادة توطين اللاجئين السوريين المقيمين في تركيا، حيث يساعد في تخفيف الضغط المحلي الناتج عن وجود الملايين اللاجئين السوريين ويعزز الدعم الشعبي لأردوغان داخليًا.
3. زيادة النفوذ الإقليمي:
• تدخل اردوغان في سوريا يهدف إلى تعزيز نفوذه الإقليمي والتأكيد على دوره كقوة رئيسية في المنطقة، السيطرة على أجزاء من سوريا يمنحه نفوذًا في أي حل سياسي مستقبلي للصراع السوري.
4. أهداف اقتصادية:
• يحلم أردوغان ان يستفيد من السيطرة على شمال سوريا منطقة غنية بالموارد الطبيعية، بما في ذلك النفط والزراعة لإنقاذ اقتصاد تركيا المنهار، الذي تسبب أردوغان في انهياره.
o هذا حلم بعيد المنال لوجود الجيش الأمريكي في شمال شرق سوريا.
• كما يسعى إلى فتح أسواق جديدة لمنتجات التركية واستخدام الشركات التركية في إعادة إعمار سوريا.
5. منع إقامة إقليم كردي في موطنهم في شمال سوريا: كردستان سوريا مماثل لإقليم كردستان العراق، ما قد يعزز التطلعات الشعب الكردي في كردستان الأناضول لإقامة حكم ذاتي في موطنهم في الأناضول، متناقضا مع نفسه حيث يرتبط أردوغان وعائلته بقيادة إقليم كردستان العراق بمصالح تجارية، أهمها أنبوب النفط من كردستان الى ميناء جيهان.
6. ورقة ضغط في المفاوضات الدولية:
• التدخل التركي يمنح أردوغان ورقة ضغط قوية في المحادثات الدولية والإقليمية بشأن مستقبل سوريا، كما يمكن أن يستخدمه كورقة للتفاوض مع روسيا وإيران.
7. تعزيز الوضع الداخلي:
• يستخدم أردوغان التدخل العسكري أيضًا لأغراض سياسية داخلية، حيث يعزز صورة أردوغان كقائد قوي يدافع عن المصالح القومية التركية المغولية.
8. انتقادات عالمية لجرائم وانتهاكات أردوغان في المناطقة المحتلة من قبل الترك المغول في شمال سوريا:
• يواجه التدخل التركي انتقادات واسعة بسبب الانتهاكات التي تُرتكب في المناطق التي تسيطر عليها، بما في ذلك التغيير الديموغرافي، وتدمير البنية التحتية، وفرض السيطرة على المجالس المحلية.
• جرائم اردوغان وميليشياته في شمال سوريا بعد التحرير وفقا للمرصد السوري لحقوق الأنسان:
o " قتل 6 عناصر من قوات مجلس منبج العسكري وأصيب 4 آخرون بجراح متفاوتة، جراء استهداف طائرة مسيّرة تركية موقعاً قرب جسر قرقوزاق غرب نهر الفرات بريف حلب الشرقي.
o اعتقالات تعسفية وفرض إتاوات وجرائم قتل والانتهاكات التي يمارسها عناصر الفصائل الموالية لتركيا بحق المدنيين الكرد تتزايد في عفرين".

كلمة أخيرة:
• ان تركيبة قوات تحرير سوريا من بشار الأسد وعائلته ذات جذور مختلفة من جبهة النصرة، وداعش والجبهة الإسلامية والمنشقين من الجيش السوري ومليشيات أردوغانية تذكرنا بتركيبة المعارضة العراقية بعد احتلال العراق من قبل القوات الأمريكية في 2003، سيبدأ الصراع على تقاسم الغنائم عاجلاً او آجلاً، فمن يحمل السلاح ويجيد القتل وشارك في القتل الأنسان، لا يجيد العيش بالسلام، إن حرق قبر حافظ الأسد في القرداحة ليس شجاعة، ولا يمت للإنسانية بصلة، بل هو تأكيد للروح الانتقامية غير المتصالحة.
• بعد سنة 2003، أصبحت الإدارة الفعلية للحكم في الدولة العراقية في قُم وبيد قاسم سليماني، والآن ستصبح الإدارة الفعلية للحكم وإدارة الدولة السورية في أنقرة وبيد أردوغان. وستُنهبْ موارد الطبيعة وخيرات السورية لصالح حكومة أردوغان كما نُهبتْ خيرات العراق الى إيران. أليس أردوغان هو من قطع مياه الفرات عن سوريا، فماذا تتوقعون من سارق حصة السوريين من مياه الفرات وقاطع ارزاق المزارعين السوريين؟

#احمد_موكرياني (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات