محمد حمد
الحوار المتمدن-العدد: 8186 - 2024 / 12 / 9 - 20:58
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
(تملّكها الآتي تملّكٓ سالبٍ - وفارقها الماضي فراقٓ سليبِ)
كان المتنبي يقصد الحياة في هذا البيت الرائع. ولكنه يمكن أن ينطبق على السلطة أيضا...
كعادتنا في الأحداث الجسام. ننقسم الى نصفين. نصفّق عندما يكون التثصيق واجبا ونشتم ونتهجّم عندما يكون المناخ ملائما. وفي اغلب الأحيان نقف مع الحدث وضده في آن واحد. دون ان نضطر إلى خلع اقنعتنا الصالحة لجميع المواسم " السياسية" والمناسبات الوطنية والدينية. نحن انفسنا، في زمن مضى وانقضى، قتلنا الحسين بن علي واليوم نبكي عليه بكاء اليتامى. نحن أنفسنا خرجنا بالملايين نصرخ بأعلى أصواتنا "بالروح بالدم نفدبك يا فلان..."
تعلّمنا منذ القدم صناعة الاصنام من البشر وليس من الحجر. ودأبنا على الانحناء لها طالما بقيت منتصبة على قدميها. وعندما ندور الدوائر نهرع عن بكرة ابينا حاملين المعاول للهدم والتدمير.
تآلفنا مع الدكتاتور والطاغية والنبي والشيطان والمشعوذ والمعمّم والافندي. ورقصنا، في السياسة وفي الدين، على انغام كل موسيقى نشاز وبلا ذوق. وما زلنا هكذا حتى سقوط صنم جديد.
استطاعت جارة السوء ايران أن تزرع في جسدنا وباء الفرقة والطائفية والمخدرأت طبعا. ولم تكتفِ عند هذا الحد، بل
دقّت بيننا "عطر منشم" الجاهلية. وما يحصل في ربوعنا اليوم ليس له علاقة بالديمقراطية ولا العدالة ولا المساواة ولا حقوق الانسان. نحن نتقاتل فيما بيننا من أجل " لآخر" البعيد عنّا. ونحن دائما نحن، كنّا وما زلنا في خدمة اي رجل شديد البأس يحكمنا بالحديد والنار.
أن أكثر من سيناريو، لا سامح الله، ينتظر سوريا بعد سقوط النظام. ويبدو ان كل سيناريو، كما يشير معظم المحللين السياسيين، ليس فيه شيء لصالح الشعب السوري الا النزر اليسير.
واليوم تقول الاخبار، وهي مؤكدة من مصادر مختلفة، أن "هيئة تحرير الشام" التابعة لتركيا تخوض معارك عنيفة ضد الفصائل الكردية في مدينة منبج شمال حلب للسيطرة عليها.
ويقال إن "المعارضة السورية" سيطرت على المدينة بعد تطهيرها من الفصائل الكردية. حسب وكالة الأناضول التركية. وهذا هو هدف السلطان التركي رجب طيب اردوغان.
أن كلّ ما نتمناه هو أن يكون المتفاؤلون في "العهد السوري الجديد" على حق. ولكن الرياح بدأت منذ الآن تجري بما لا تشتهي السفن. فاسرائيل ستقوم باحتلال اراضي سورية جديدة. وتركيا هي الأخرى ستفعل الشيء نفسه. وامريكا أيضا ستطالب بما يليق بمقامها المبجّل من "حصّة" لقاء مساعيها "الحميدة" لما آلت إليه الأمور في سوريا. وقبل أن انهي مقالي هذا تحدّت ويسائل اعلام مختلفة حول "سعي امريكا لرفع اسم "هيئة تحرير الشام" من قائمة الإرهاب. وسبحان مغيّر الاحوال...والمواقف !
أن أي نظام جديد يبدأ مسيرته من داخل مسجد لا يرجى منه خيرا كثيرا. ولنا في "ابو بكر البغدادي" أسوة سيئة، بل سيئة جدا...
#محمد_حمد (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟