أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عمر قاسم أسعد - الطاغية ( الإله )














المزيد.....

الطاغية ( الإله )


عمر قاسم أسعد

الحوار المتمدن-العدد: 8186 - 2024 / 12 / 9 - 20:47
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


هي النهاية لكل طاغية جعل من نفسه إله في الأرض ، وصدق أوهامه بأنه يتربع على كرسي العرش الإلهي الذي منحه صفة الألوهية ، يقنع نفسه بأنه الأول والأخر في كل شيء ، وله البداية ومنه النهاية ، هو المعلم والمفكر والسياسي والمناضل والمقاتل و ... . ولأنه طاغية ــ نصب نفسه إله ــ فهو يحيي ويميت ، يعطي ويمنع ، بيده مقاليد الأمور ، ومن خلال أذرعه وأدواته له مطلق الحرية بالتنكيل والتعذيب والتشريد والاعتقال الإجرام والقتل ، وإفقار الشعب وسلبهم كرامتهم وفرض الضرائب التي تثقل كاهلهم حتى ينشغل الناس بالبحث عن قوت يومهم فلا يجدون الوقت للتأمر عليه ، ولهذا نجد الحاكم الطاغية يختار الفاسدين كأدوات خاضعة له لأنهم عبيد النفاق والتملق والمداهنة عبيد التسحيج والتطبيل والتزمير . ، والحاكم الطاغية ( الإله ) يمقت الشعب الذي يمتلك الكرامة والشرف لأنه سيزاحمه في هذه الصفات ، فالحاكم الطاغية ــ بقناعة نفسه ــ أنه صاحب الشرف والكرامة وهو من يمنح الشرف لشعبه ،وإن امتلاك غيره لهذه الصفات هو اعتداء على شخص الطاغية ( الإله ) ، والطاغية زرع في كل بقعة من الأرض أصنام وتماثيل وعلى الشعب تقديم طقوس العبادة والدعاء بطول العمر والثناء والحمد والشكر على عطاياه ، وللطاغية أدوات تسانده لتثبيت كرسي العرش ( الإلهي ) ممثلة بالأجهزة الامنية واذرعها وقد تفننت بابتكار كل وسائل التعذيب وكل همها إقفال الشفاه التي تتحرك وقطع الألسن التي تتكلم ، كل حرف وكل كلمة وكل نفس محسوب على الشعب . هو الطاغية الذي لا ينام وله الآف الأذرع والألسن والعيون والسيقان .
الطاغية ( الإله ) لا يمكن له أن ينهض بالبلد أو الشعب وهو عدو التقدم والازدهار ،عدو الحرية والكرامة ، وكل همه نصب التماثيل والأصنام ، وصوره في كل الساحات والشوارع والبنايات ، وأحرفه تزين الجدران ، وينفنن في بناء السجون والمعتقلات والتي بتكلفتها تبني عشرات المدارس والجامعات والمستشفيات وتنقذ الألاف من الفقراء والمحتاجين ،والطاغية ( الإله ) يعمل على تدمير المدارس والجامعات والمستشفيات .
شاهد الملايين بعض الحقائق التي تتكشف عن مآسي في السجون والمعتقلات لدى الحكام الطغاة في محاولة منهم لإخماد أصوات الشعب التي تنادي بالحرية والكرامة ، وتدعوه للتصالح معهم .
وشاهد الملايين وسائل تعذيب لم تخطر على بال بشر ، مئات الألاف من المعتقلين الذين ظن ذويهم أنهم في عداد المفقودين أو الأموات ، مشاهد وقصص وأحاديث تشيب لها الولدان من هول المأساة والمعاناة التي لا يشعر بها إلا من تذوق طعم الذل والقهر والحركان .
مهما مر من الزمن لا يظنن الطاغية أنه بمأمن من ثورة بذورها كامنة في صدور الشعب المظلوم والمقهور ، الشعب الذي يعاني من الجوع والحاجة ولا يجد الحد الأدنى من قوت يومه . الشعب الذي اثقلته الضرائب وسحقته . الشعب الذي سلبت أرادته وكرامته وحريته ، الشعب الذي بات يُحاسَب على كل حرف وكلمة .
ربما سيجد الطاغية الراحة ويعيش عيشة الرفاهية المطلقة وهو ينسى أنه يعيش على ألآم ومعاناة الشعب الذي يلعنه ليل نهار والذي يتوق للخلاص منه .
بالأمس كانت شعارات وهتافات تمجيد الحاكم وبالروح بالدم نفديك يا ... . والطاغية يطرب لسماعها وهي تشق عنان السماء ( بالروح بالدم نفديك يا ... ) . وعلى الرغم من كثرة المسحجين والطبلين والمسبحين بحمد الحاكم الطاغية إلا أن بذور الثورة لا بد ستشتعل لتحرق كل الحكام الطغاة والذين نصبوا أنفسهم أله . وعندها لن يفيد الاعتذار



#عمر_قاسم_أسعد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أوسمة وألقاب !!!
- هَتّيفَة الحركة الاسلامية
- النفس في الذات الانسانية / العلاقات الانسانية والاجتماعية
- النفس في الذات الانسانية / رغبات وشهوات (1)
- النفس في الذات الانسانية /غاية الذات
- مهرجان انتخابي
- النفس في الذات الانسانية / الفطرة 2
- النفس في الذات الانسانية/ فهم الذات
- سِفر الكرسي
- النفس في الذات الانسانية / الفطرة
- كاميرا
- النفس في الذات الانسانية / الروح والعقل
- النفس في الذات الانسانية / فكرة الموت
- النفس في الذات الانسانية /المعايير ووعي الوجود
- وتقاعد الشيطان /مسرحية ج2
- وتقاعد الشيطان
- لا تليق بك إلا الشهادة
- النفس في الذات الانسانية / سلطة العقل
- النفس في الذات الانسانية / سلطة الضمير (2)
- النفس في الذات الانسانية / سلطة الضمير (1)


المزيد.....




- بيستوريوس: لا يجوز أن نكون في موقف المتفرج تجاه ما يحدث في س ...
- أردوغان يعلن -مصالحة تاريخية- بين الصومال وإثيوبيا
- الرئيس التركي أردوغان: اتخذنا الخطوة الأولى لبداية جديدة بين ...
- قوات -قسد- تسقط طائرة أمريكية مسيرة
- -CBS NEWS-: ترامب يوجه دعوة إلى شي جين بينغ لحضور حفل تنصيبه ...
- مجلس النواب الأمريكي يصادق على الميزانية الدفاعية بحجم 884 م ...
- العراق.. استهداف -مفرزة إرهابية- في كركوك (فيديو)
- موسكو تقوم بتحديث وسائل النقل العام
- قوات كردية تسقط بالخطأ طائرة أميركية بدون طيار في سوريا
- رئيس الإمارات وملك الأردن يبحثان التطورات الإقليمية


المزيد.....

- إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي- ... / محمد حسن خليل
- المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024 / غازي الصوراني
- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عمر قاسم أسعد - الطاغية ( الإله )